﴿أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ۚلَّا يَسْتَوُونَ﴾. [٦] نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة، لأنّ الوليد بن عقبة قال لعلي: "أنا أحَدُّ منك سناناً، وأبسط منك لساناً، وأملأ للكتيبة منك، فقال له علي: "اسكت فإنما أنت فاسق"، فنزلت الآية تؤكد على كلام علي -رضي الله عنه- بأنه هو المؤمن، وعقبة هو الفاسق؛ وبيان الفرق بينهما والتفاضل. سبب تسمية سورة السجدة
سُميّت سورة السجدة بعدّة أسماء، وهي: [٧]
الاسم الأول السجدة؛ لأنّ فيها سجدة التلاوة التي تميزت بها من بين السور المفتتحة بـ(ألم)، قال -تعالى-: ( إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ۩﴾. [٨]
الاسم الثاني سُميّت سجدة لقمان؛ للتمييز عن سورة فصلت، ولأنها وردت بعد سورة لقمان. الاسم الثالث سُميّت المضاجع؛ لقوله -تعالى-: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ). القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة السجدة - الآية 24. [٩]
الاسم الرابع سُميّت آلم تنزيل السجدة؛ وذلك لما بدأ بها، قال -تعالى-: ( الم* تَنزِيلُ الْكِتَابِ). [١٠]
فضل سورة السجدة
عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ( كَانَ لا يَنامُ حتى يقرأَ الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةُ، وتَبارَكَ الذي بيدِهِ الملكُ) ، [١١] ويتبين مما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقرأ سورة السجدة والملك قبل النوم، وفي هذا دلالة على فضلها.
سورة السجدة تفسير
ومن أراد أن يكون مخلصاً لله -عز وجل- فليعمل بعمل الرسول، وطاعة الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- واجبة؛ فلكل سور القرآن الكريم فضل وأجر، وإن لم يكن لها فضل عظيم؛ لما حرص رسولنا الكريم على قراءتها، فمن البركة أن نتبع نهجه بها. [١٢]
المراجع ↑ جعفر شرف الدين ، الموسوعة القرآنيه خصائص السور ، صفحة 56-59. بتصرّف. ↑ ابن عاشور ، التحرير والتنوير ، صفحة 204. بتصرّف. ↑ سعيد حوى، الاساس في التفسير ، صفحة 4347. بتصرّف. تفسير سوره السجده للشيخ مصطفى العدوى. ↑ الواحدي، اسباب النزول ت زغلول ، صفحة 361-364. بتصرّف. ↑ سورة السجدة، آية:16
↑ سورة السجدة، آية:18
↑ جعفر شرف الدين، الموسوعة القرآنيه خصائص السور ، صفحة 55. بتصرّف. ↑ سورة السجدة، آية:15
↑ سورة السجدة، آية:1-2
↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:4873، صحيح. ↑ ابن عاشور، التحرير والتنوير ، صفحة 205. بتصرّف.
تفسير سوره السجده للشيخ مصطفى العدوى
وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (12) يخبر تعالى عن حال المشركين يوم القيامة ، وحالهم حين عاينوا البعث ، وقاموا بين يدي الله حقيرين ذليلين ، ناكسي رؤوسهم ، أي: من الحياء والخجل ، يقولون: ( ربنا أبصرنا وسمعنا) أي: نحن الآن نسمع قولك ونطيع أمرك ، كما قال تعالى: ( أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا) [ مريم: 38]. وكذلك يعودون على أنفسهم بالملامة إذا دخلوا النار بقولهم: ( لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير) [ الملك: 10]. وهكذا هؤلاء يقولون: ( ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا) أي: إلى الدار الدنيا ، ( نعمل صالحا إنا موقنون) أي: قد أيقنا وتحققنا أن وعدك حق ولقاءك حق ، وقد علم الرب تعالى منهم أنه لو أعادهم إلى الدار الدنيا لكانوا كما كانوا فيها كفارا يكذبون آيات الله ويخالفون رسله ، كما قال: ( ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين) [ الأنعام: 27 - 29].
تفسير سوره السجده السعدي
هذه هي النسخة المخففة من المشروع - المخصصة للقراءة والطباعة - للاستفادة من كافة المميزات يرجى الانتقال للواجهة الرئيسية
This is the light version of the project - for plain reading and printing - please switch to Main interface to view full features
والسجود في غير الصلاة لابد أن يكون على طهارة، والذي يسمع الآية التي فيها سجدة لابد أن يكون على طهارة إذا أراد أن يسجد، وعلى ذلك جمهور أهل العلم. إسلام ويب - تفسير الألوسي - تفسير سورة السجدة - تفسير قوله تعالى الم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين- الجزء رقم21. ويكبر إذا سجد، سواء في الصلاة أو في غير الصلاة على الراجح، ويجوز أن يرفع اليدين ويسجد، ويجوز عدم رفع اليدين في السجود، خاصة إذا كان في الصلاة؛ لأن سنة النبي صلى الله عليه وسلم في النزول إلى السجود عدم رفع اليدين إلا أحياناً كان يرفع اليدين، وهذا نزول إلى السجود، يعني: القارئ في الصلاة يقرأ آية السجدة وينزل إلى السجود، ويجوز أن يرفع اليدين، وإن كان الغالب من فعل النبي صلى الله عليه وسلم في نزوله إلى السجود أنه كان لا يرفع اليدين. وقد ذكرنا أذكار سجود التلاوة، وما كان يقوله النبي صلى الله عليه وسلم فيها، وذكرنا الذكر الذي سمعه الرجل من شجرة في رؤيا منامية، وذكره للنبي صلى الله عليه وسلم، وفيه: ( اللهم اكتب لي بها عندك أجراً، وضع عني بها وزراً، واجعلها لي عندك ذخراً، وتقبلها مني كما تقبلها من عبدك داود). فإن قيل: هل يستحب إذا كان في غير الصلاة أن يسلم بعد سجود التلاوة؟ فالجواب: الراجح: أن هذا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سلم فيه، فالذي في الصلاة سيسلم عند الانتهاء من صلاته، أما الذي في غير الصلاة فالمشابهة فقط في السجود، إذاً: يكبر ويسجد، ويكبر ويرفع، وليس فيها تسليم على الراجح.
[1]
فوائد الإحسان ونتائجه
فوائد الإحسان ونتائجه جليلة وكثيرة جداً وغير محصورة بفعل او قول، ومن فوائد الإحسان ما يأتي: [1]
الإحسان هو طريق لرحمة الله سبحانه وتعالى كما أخبرنا بقوله: ( إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف: 56]. الإحسان يفتح الطريق إلى محبة الله سبحانه وتعالى كما أخبرنا بقوله تعالى (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران: 134]. من فوائد الإحسان بانه سبب من أسباب نيل العلم والتفقه في الدين؛ قال الله سبحانه وتعالى: ( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) [يوسف: 22]. من فوائد الاحسان . - سطور العلم. يعتبر الإحسان أحد أسباب إحسان الله سبحانه وتعالى إلى عباده؛ قال الله سبحانه وتعالى: ( هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) [الرحمن: 60]. المحسنون أول المستفيدين منه، لقوله سبحانه وتعالى: ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا) [الإسراء: 7]. قال الله سبحانه وتعالى عن النبي إبراهيم عليه السلام: ( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) [الأنعام: 84].
من فوائد الاحسان . - سطور العلم
قال النووي رحمه الله: «كَافِلُ الْيَتِيمِ الْقَائِمُ بِأُمُورِهِ مِنْ نَفَقَةٍ وَكِسْوَةٍ وَتَأْدِيبٍ وَتَرْبِيَةٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ». وقَالَ ابن بَطَّالٍ رحمه الله: «حَقٌّ عَلَى مَنْ سَمِعَ هَذَا الْحَدِيثَ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ لِيَكُونَ رَفِيقَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فِي الْجَنَّةِ وَلَا مَنْزِلَةَ فِي الْآخِرَةِ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ». أهمية الإحسان في حياة الفرد والمجتمع - موضوع. والمؤمن يحسن إلى اليتامى ويُعامل أحدهم كما يُحبُّ أن يُعامل ولده من بعده، ولا يسيء إلى اليتيم ولا يحتقره ولا يقهره، قال تعالى في سورة الضحى: «فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ». ومن فوائد الإحسان إلى اليتامى حصول لين القلب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا، شَكَا إِلَى رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- قَسْوَةَ قَلْبِهِ، فَقَالَ لَهُ: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يَلِينَ قَلْبُكَ، فَأَطْعِمِ الْمِسْكِينَ، وَامْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ». ومن فوائد الإحسان إلى اليتامى وكفالتهم، حصول تماسك المجتمع وقوته، وحُسن الترابط بين أفراده، لوجود الألفة والمحبة بينهم، ذلك أنَّه مجتمع حفظ حقوق اليتامى وأحسن إليهم، ولم يتركهم هملا، وكذلك بشرى لمن كفل يتيما بصحبة النبي -صلى الله عليه وسلم- في الجنة، وهي منزلة عظيمة وشرف كبير.
أهمية الإحسان في حياة الفرد والمجتمع - موضوع
الإحسان للأصحاب ونصحهم وحبهم وأخذ أيديهم للخير، ومنعهم الشرور عنهم، وأحسن إلى الخدّم وذلك بصون كرامتهم وإحترامهم، وإعطائهم أجورهم قبل أن يجف عرقهم، وعدم تكليفه ما لا يطيق. المراجع
↑ " الإحسان: فضله وحقيقته "، أحمد عماري 5-4-2015، شبكة الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 26-02-2021، بتصرّف.
للإحْسَان ثمرة عظيمة تتجلَّى في تماسك بنيان المجتمع، وحمايته مِن الخراب والتَّهلكة ووقايته مِن الآفات الاجتماعيَّة. من رقم 1 إلى 7 منقول من كتاب: (نضرة النعيم لمجموعة مِن المؤلفين:2/91). 1- للإحْسَان ثمرة عظيمة تتجلَّى في تماسك بنيان المجتمع، وحمايته مِن الخراب والتَّهلكة ووقايته مِن الآفات الاجتماعيَّة. 2- المحسن يكون في معيَّة الله عزَّ وجلَّ، ومَن كان الله معه فإنَّه لا يخاف بأسًا ولا رهقًا. 3- المحسن يكتسب بإحسانه محبَّة الله عزَّ وجلَّ. 4- للمحسنين أجر عظيم في الآخرة حيث يكونون في مأمن مِن الخوف والحزن. 5- المحسن قريب مِن رحمة الله عزَّ وجلَّ. 6- الإحْسَان هو وسيلة المجتمع للرُّقي والتَّقدُّم، وإذا كان صنوه، أي: العدل وسيلة لحفظ النَّوع البَشَريِّ، فإنَّ الإحْسَان هو وسيلة تقدمه ورقيِّه؛ لأنَّه يؤدِّي إلى توثيق الرَّوابط وتوفير التَّعاون. 7- الإحْسَان وسيلة لإزالة ما في النُّفوس مِن الكدر وسوء الفهم وسوء الظَّنِّ ونحو ذلك. 8- الإحْسَان في عبادة الخالق يمنع عن المعاصي. قال ابن القيِّم: "فإنَّ الإحْسَان إذا باشر القلب منعه عن المعاصي، فإنَّ مَن عبد الله كأنَّه يراه، لم يكن كذلك إلَّا لاستيلاء ذكره ومحبَّته وخوفه ورجائه على قلبه، بحيث يصير كأنَّه يشاهده، وذلك سيحول بينه وبين إرادة المعصية، فضلًا عن مواقعتها، فإذا خرج مِن دائرة الإحْسَان، فاته صحبة رفقته الخاصَّة، وعيشهم الهنيء، ونعيمهم التَّام، فإن أراد الله به خيرًا أقرَّه في دائرة عموم المؤمنين" (الجواب الكافي:55-56).