والله تعالى يبتلي عبده ليسمع شكواه، وتضرعه ودعاؤه. وقد ذم الله سبحانه من لم يتضرع إليه. ولم يستكن له وقت البلاء كما قال تعالى: وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ. والعبد أضعف من أن يتجلد على ربه والرب تعالى لم يرد من عبده أن يتجلد عليه، بل أراد منه أن يستكين له ويتضرع إليه، وهو تعالى يمقت من يشكوه إلى خلقه، ويحب من يشكو ما به إليه. وقيل لبعضهم: كيف تشتكي إليه ما ليس يخفى عليه؟ فقال: ربي يرضى ذل العبد إليه. { وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ} | بصائر. والمقصود: أنه سبحانه أمر رسوله أن يصبر صبر أولي العزم الذين صبروا لحكمه اختيارا. وهذا أكمل الصبر، ولهذا دارت قصة الشفاعة يوم القيامة على هؤلاء، حتى ردوها إلى أفضلهم وخيرهم، وأصبرهم لحكم الله، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. التفسير القيم = تفسير القرآن الكريم لابن القيم (ص: 553)
تفسير قوله تعالى: فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت
وأخيرًا..
فقد خرج يونس عليه السلام مستوعبًا الدرس، فنال مقام التشريف والاجتباء {فاجتباهُ ربُّهُ فجعلَهُ من الصالحين} ونال مقام التكريم حتى قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تفضلوني على يونسَ بنِ متّى" وفي رواية: "مَنْ قالَ أنا خيرٌ مِنْ يونسَ بنِ متّى فقد كذب". وسيُخرج الله من بطن الحوت بفضله من صدقت توبتهم، واستقامت سيرتهم وتطهرت نفوسهم، وسيُنبت لهم -سبحانه- من أرزاقه ماتبرأ به أجسادهم، وتشتد به أعوادهم، وتُستر به عوراتهم. وتظل سنّة الله في خلقة قائمة، فإما ألواح يعقبها اجتباء، وإما انحراف يعقبه إغراق وابتلاء. القران الكريم |فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ. المصدر: الجزيرة مباشر
القران الكريم |فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ
قال تعالى: { فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَىٰ وَهُوَ مَكْظُومٌ (48) لَّوْلَا أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49) فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (50)} [القلم] قال السعدي في تفسيره: لم يبق إلا الصبر لأذاهم، والتحمل لما يصدر منهم، والاستمرار على دعوتهم، ولهذا قال: { { فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ}} أي: لما حكم به شرعًا وقدرًا، فالحكم القدري، يصبر على المؤذي منه، ولا يتلقى بالسخط والجزع، والحكم الشرعي، يقابل بالقبول والتسليم، والانقياد التام لأمره. وقوله: { { وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ}} وهو يونس بن متى، عليه الصلاة والسلام أي: ولا تشابهه في الحال، التي أوصلته، وأوجبت له الانحباس في بطن الحوت، وهو عدم صبره على قومه الصبر المطلوب منه، وذهابه مغاضبًا لربه، حتى ركب في البحر، فاقترع أهل السفينة حين ثقلت بأهلها أيهم يلقون لكي تخف بهم، فوقعت القرعة عليه فالتقمه الحوت وهو مليم [وقوله] { { إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ}} أي: وهو في بطنها قد كظمت عليه، أو نادى وهو مغتم مهتم بأن قال { { لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}}فاستجاب الله له، وقذفته الحوت من بطنها بالعراء وهو سقيم، وأنبت الله عليه شجرة من يقطين.
{ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ} | بصائر
وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ. وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ) (84- 86 الأنعام). فاللهُ تعالى أمرَ رسولَه الكريم صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم بأن يقتديَ بهدى أنبيائه المُرسَلين ومنهم سيدُنا يونس عليه السلام (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ) (من 90 الأنعام).
السيد كمال الحيدري: و لا تكن كصاحب الحوت - YouTube
محادثات طالبان مع أمريكا والانسحاب الأمريكي من أفغانستان
بعد ما يقارب السبعة عشر عاماً من الحرب المتواصة بين الولايات المتحدة وحركة طالبان فى أفغانستان، والتى أنتجت العديد من الخسائر البشرية والمالية من الجانبين، تفاجأ العالم بجلوس الطرفين للمرة الأولى على طاولة مفاوضات واحدة، وهي المفاوضات التى يراها العديد من المتابعين أنها مقدمة لإنهاء هذه الحرب، بينما يشكك البعض الأخر فى إمكانية نجاح هذه المفاوضات بين الطرفين. مفاوضات إيجابية:
قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، 27 يناير 2019، إن المفاوضات التي انتهت بين حركة طالبان الأفغانية والولايات المتحدة فى قطر أحرزت تقدماً كبيراً، مؤكداً أن الولايات المتحدة جادة بشأن التوصل إلى السلام في أفغانستان، وسحب القوات الأمريكية. وهو ما أكده أيضاً وزير الدفاع الأميركي الجديد، باتريك شاناهان، بقوله: «أود أن أقول إن الاستنتاجات التي استُخلِصَت، أنها (المحادثات مع طالبان) مشجعة» [1]. وعلى الجانب الأخر، أكدت حركة طالبان على أن تلك المفاوضات إيجابية، وقدمت الشكر لقطر البلد الذي استضاف المفاوضات [2]. وأوضح رئيس فريق طالبان، شير محمد عباس ستانكزاي، في حوار مع صحيفة "نن تكي آسيا"، إن "الجانب الأميركي أعطانا تطمينات بأنه جاد في خروج جميع قواته والقوات الأجنبية من أفغانستان" [3].
طالبان: سنوقع اتفاقًا مع الولايات المتحدة في نهاية فبراير | مصراوى
نقلا عن موقع نن تكي اسيا (11/11/2017)
1 – قرأنا كثيرا مقالاتكم وكتبكم حول أفغانستان ومنها كتاب أفغانستان في صباح اليوم التالي الذي إنتقدتم فيها العرب خاصة تنظيم القاعدة و قلتم ((إن تصرفات القاعدة وزعامتها كانت مخالفة لجميع طلبات الإمارة الإسلامية فيما يتعلق بنشاطها خارج أفغانستان واستفادتها من الأرض الأفغانية. كانت طلبات الإمارة تنحصر فى توقف بن لادن عن النشاط الإعلامي الخارجى، وألا يقوم بأى عمل عسكري خارجي بدون إستشارة الإمارة)). برأيكم لماذا كان أسامه بن لادن يتصرف بهذه التصرفات رغم مبايعته لأمير حركة طالبان الملا محمد عمر (مجاهد). 2 – أنتم لكم رأي خاص حول حادثة سبتمبر ، فهل يمكن أن توضح لنا من هو الخاسر و من هو المستفيد من هذا الحادث؟. تلك بالفعل نقطة محيرة ، فتبرير ما حدث صعب جدا. ولولا معرفتى القريبة ، والطويلة نسبيا مع الشيخ أسامه لذهبت بى الظنون كل مذهب. ولكن من الثابت عندى أن الرجل مخلص وزاهد ، ومجاهد شجاع ويتمتع بالكثير جدا من المزايا الأخلاقية. فلماذا إذن وقع ما حدث ؟؟..
– لقد حذرته / كما حذره غيرى/ من التمادى فى عصيان الإمارة وكذلك حذرته، بشكل أقوى مما فعل أى أحد آخر حسب علمى، من توجيه تلك الضربة الكبرى التى هدد بها الولايات المتحدة إلا أن تكون ردا على غزوها لأفغانستان ، حتى لا تكون ذريعة لذلك الغزو الذى هو واقع حتما حسب تقديراتى وقتها.
علاقة بن لادن بالإمارة الإسلامية | اسامة بن لادن | الملا عمر | أفغانستان | موقع مافا السياسي
من جهتها، ترفض باكستان اتهامات الحكومة الأفغانية، لكنها تقر بأنها أدت دوراً كبيراً في إبرام التوافق بين الحركة وواشنطن، كما ساهمت جهودها في انطلاق عملية التفاوض بين الأطياف الأفغانية في الدوحة. ولذلك، أشار وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي، في اجتماع له مع عبدالله، عقد في مقر الخارجية أول من أمس الإثنين، إلى دور بلاده الكبير في الوصول إلى "اتفاق سلام" بين واشنطن والحركة الأفغانية، والذي وقّع في الدوحة في 29 فبراير/شباط الماضي. ووصف شاه محمود قرشي، الاتفاق بـ"الفرصة الثمينة"، التي توجب على الجميع أن يقوموا بدورهم من أجل الوصول إلى حلّ للأزمة الأفغانية. كما جدّد الوزير الباكستاني تعهد بلاده ببذل كل الجهد، في سبيل إحلال الأمن والسلام في أفغانستان، معتبراً أنه "إلى جانب العمل المتواصل من أجل إنجاح عملية السلام الأفغانية، لا بد من النظر إلى الجماعات التي تُربك أمن المنطقة". وشدد على ضرورة الوقوف في وجهها. وأكد أن "في أمن أفغانستان، أمن واستقرار المنطقة، كما أن لاستمرار دوامة الحرب في هذا البلد، تأثيرا سلبيا على المنطقة بأسرها". وتعليقاً على هذا الموقف، يرى المحلل السياسي والأكاديمي الأفغاني، بصير أحمد يوسفي، أن الوعود الباكستانية أصبحت متكررة، لكن ما يتطلع إليه الشعب الأفغاني والحكومة، هو تنفيذها، مشدداً على أهمية الدور الباكستان للحل في أفغانستان.
كابول تستعين بإسلام أباد للضغط على &Quot;طالبان&Quot; - السياسي
نتائج المحادثات:
بحسب مصادر لـ "عربى بوست" فإنه تم طرح مسودة من المنتظر الموافقة عليها تشمل [4]:
· انسحاب قوات أجنبية من أفغانستان خلال فترة مدتها 18 شهراً. · ضمانات لعدم استخدام البلاد كمعقل لتنظيمي القاعدة وداعش في هجماتهما الإرهابية. · عدم تمكين المسلحين الانفصاليين البلوش، الناشطين في جنوب غرب أفغانستان، من استخدام هذه المنطقة كمنطلق لهم في عملياتهم ضد باكستان المجاورة. · استعداد طالبان لخوض مفاوضات مع ممثلي الحكومة الأفغانية بعد توقيع وقف إطلاق النار، وتشكيل حكومة انتقالية والحصول على مناصب فيها بعد وقف القتال. · تبادل عدد من السجناء وإطلاق سراح البعض الآخر. · رفع الحظر الدولي الذي فرضته الولايات المتحدة على عدد من قادة طالبان. طالبان الطرف الأقوى:
يبدو أن طالبان أصبحت الطرف الاكثر قوة فى هذه المفاوضات، حيث تم عقد محادثات مباشرة بين الإدارة الأميركية وطالبان للمرة الأولى، وفى غياب الحكومة الأفغانية، وهو المطلب الذى ظلت طالبان متمسكة به [5]. كما أن الفريق الأفغاني الذي تفاوض مع المبعوث الأمريكي زلماي خليل زادة، يتكون من 5 أشخاص جميعهم كانوا معتقلين في سجون تابعة للولايات المتحدة في باكستان أو في غوانتانامو بكوبا، ومطلوبين على قوائم الإرهاب الأمريكية، وهو ما يعنى الاعتراف الضمني من المفاوض الأمريكي بأن هؤلاء الأشخاص ليسوا إرهابيين.
وقال مصدر في الرئاسة الأفغانية، إن الحكومة لم تكن حاضرة في مجريات التوافق الأميركي مع الحركة، وبالتالي لا بد من مناقشة أمور أخرى مجدداً، عدا مغادرة القوات الأميركية البلاد، وعدم استخدام الأراضي الأفغانية ضد أي دولة أخرى، وهما الأمران الأساسيان اللذان ركزت عليهما اتفاقية الدوحة بين "طالبان" واشنطن. في هذه الأجواء من الغموض التي تحيط بعملية التفاوض، تُمني الحكومة الأفغانية النفس بالحصول على المساعدة من جارتها، وهي لا تريد فقط أن تؤدي إسلام أباد دورها في إقناع "طالبان" بالموافقة على وقف النار والتنازل عن بعض مطالبها، تحديداً في ما يتعلق بالنقطتين، بل تراهن أيضاً على تحسين علاقتها مع باكستان، حتى في حال عدم الوصول إلى حلّ مع "طالبان". وفي هذا الخصوص، وقال مسؤول كبير في الحكومة الأفغانية، إن هذه الحكومة تأمل في إنجاح عملية السلام مع الحركة، وتسعى إلى ذلك، لكن الأمور قد تتغير في أيّ لحظة. من هنا، يؤكد المصدر، أن كابول تراهن أيضاً على علاقتها مع إسلام أباد، والتي تريد تحسينها في كلّ الأحوال، وهو "أمر لا بد منه لفائدة أفغانستان ومستقبلها". ويناقش عبدالله عبد الله مع القيادة العسكرية والسياسية الباكستانية، دور إسلام أباد في المصالحة الأفغانية، مع سعي إلى تحسين العلاقات المتوترة بين البلدين، بسبب اتهام كابول المستمر لجارتها بدعم "طالبان"، وإيواء قياداتها.
وبالإضافة إلى التنظيمات المسلحة الأخرى مثل داعش والقاعدة، فإن أمراء الحرب (قادة الجماعات المسلحة المحلية) الذين ليسوا تحت سيطرة الحكومة الأمريكية أو الأفغانية أو حتى تحت سيطرة طالبان من المتوقع أن يقوموا بإفشال هذه المفاوضات، فهناك مثلاً، عبد الرشيد دوستم، الخصم القوي لطالبان، والذى قتل أكثر من ستة آلاف من عناصر طالبان [10]. ختاماً، على الرغم من مصداقية التوجه الأمريكى بالانسحاب من أفغانستان، إلا أنه ليس من المستبعد أن يتراجع ترامب عن وعوده بالانسحاب الكامل والفورى منها، كما حدث فى سوريا، خاصة وأن هناك معارضة داخلية لتسرع ترامب فى الانسحاب من أفغانستان، وعلى راس معارضيه وزير الدفاع الأمريكى السابق، جيمس ماتيس. بل أن سياسة ترامب تجاه أفغانستان غير مستقرة ومتناقضة بصورة كبيرة، فقد سبق وأعلن ترامب فى عام 2017 عن استراتيجية جديدة فى أفغانستان تقوم على زيادة القوات الأمريكية فى أفغانستان، ليقوم بعد ذلك بتبنى استراتيجية متناقضة تقوم على الانسحاب الكامل، وبالتالى فليس من المستبعد أن يتراجع ترامب عن هذه الاستراتيجية فى قادم الأوقات. [1] "واشنطن تُشيع جوّاً من التفاؤل: المحادثات مع «طالبان» مشجعة"، الأخبار، 29/1/2019، الرابط التالى:
[2] "إرهابيو الأمس مفاوضو اليوم!