أنظروا مقدار رحمة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم مع الخدم ومع المرؤوسين، فقد كان صلوات الله وسلامه عليه أفضل الخلق في التزام الرحمة، وإيثار العفو، والتمسك بالإحسان، والتخلق بالبساطة، والتواضع، والعطاء. سأل أحد الصحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم يومًا كم نعفو عن الخادم؟، فسكت النبي، فقال الرجل يا رسول الله كم نعفو عن الخادم؟، فسكت النبي، فكررها الرجل يا رسول الله كم نعفو عن الخادم؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: في اليوم أكثر من سبعين مرة. إساءة معاملة الخدم خروج عن أخلاق الإسلام | صحيفة الخليج. وروي عبدالله بن مسعود أنه ضرب خادمًا له فسمع صوتًا من الخلف يقول له: إعلم أن الله أقدر عليك من قدرتك على هذا الخادم، فالتفت فإذا بالذي خلفه هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال بن مسعود: هو حر لوجه الله، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لو لم تفعل ذلك لمستك النار. وضرب عبدالله ابن عمر يومًا خادمه من غير أن يوجعه، فسأله ابن عمر هل أوجعتك، فقال الخادم لا.. فقال له أنت حر لوجه الله.. فتعجب الناس فقال إني سمعت رسول الله يقول إذا ضرب أحدكم خادمه فكفارته أن يعتقه. وعن تواضع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحكي لنا خادمه سيدنا أنس ابن مالك فيقول "خدمته - صلى الله عليه وآله وسلم - عشر سنين، فوالله ما صَحِبته في حضر ولا سفر لأخدمه، إلا كانت خدمتُه لي أكثرَ من خدمتي له".
- حكم اعطاء الخدم والعمال حقوقهم - موقع محتويات
- إساءة معاملة الخدم خروج عن أخلاق الإسلام | صحيفة الخليج
- كيف عامل النبي خدمه؟ - معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لخدمه
- كفن الميت بالصور أمانة
حكم اعطاء الخدم والعمال حقوقهم - موقع محتويات
حكم اعطاء الخدم والعمال حقوقهم
في الحديث عن حكم اعطاء الخدم والعمال حقوقهم في الإسلام، فهو واجب ولازم، وذلك بنص حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حيث قال: " قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه، ولم يعطه أجره " [3] ، ففي الحديث خصومة واضحة من الله تعالى ورسوله الكريم لأولئك الذي تسول لهم أنفسهم أن يأكلوا حقّ الأجير أو الخادم أو العامل، وتحريم واضح لأكل حقوقهم أو إذلالهم أو معاملتهم بقسوة وإجحاف، والله تعالى أعلم. [4]
حقوق الخدم والعمال في الإسلام
يعد معرفو حكم اعطاء الخدم والعمال حقوقهم، من الجيد ان نتعرف بعضًا من حقوقهم الذي أمر بها الإسلام، وهي كالآتي: [5]
يجب دفع أجورهم بسرعة دون تأجيل، على أن تتوافق هذه الأجرة مع العمل الذي قاموا به، فإن ظلمهم او التباطؤ في تأديته حقوقهم هو ظلم وإجحاف ولا يجوز، فالأجرة من حقهم، وهذا ما يأمر به الدين الإسلامي بأن يؤدى لكلّ ذي حقّ حقّه. يجب معاملتهم بطريقة حسنة وعدم توجيه إيّ إساءة لهم مهما كانت كالضرب أو الشتم، فالإحسان إليهم يجعلهم مخلصين في عملهم ومحبين له ووفين لأصحابه.
إساءة معاملة الخدم خروج عن أخلاق الإسلام | صحيفة الخليج
يحثنا الإسلام على حسن معاملة الخدم، وإكرامهم، وعدم التقليل من شأنهم، واستغلال حاجتهم. اخبرنا النبي – صلَّ الله عليه وسلم – عن حقوق الخدم، وأمرنا أن نلتزم بها، فقال: "إنهم إخوانكم فضلكم الله عليه، فمن لم يلائمكم فبيعوه، ولا تعذبوا خلق الله". حكم اعطاء الخدم والعمال حقوقهم - موقع محتويات. أمرنا الإسلام بمنح الأجير حقه بمجرد أن ينتهي من عمله، قال رسول الله – صلَّ الله عليه وسلم –: "أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه"، وإن كان هذا الحديث ضعيف إلا أنه يتضمن معنى العدل، والرحمة بالخلق. حذرنا النبي – عليه الصلاة والسلام – من ظلم العباد، وأكل حق العمال، والخدم، حيث قال: "ث لاثة أنا خصمهم يوم القيامة، ومن كنت خصمه خصمته، رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يعطه أجره". يحاسبنا الله – عز وجل – على نياتنا، وليس بما نملكه من مدخرات، وأموال، لم يفرق الإسلام، ويعلي من مسلم على آخر إلا بمدى خشيته لله ليس أمام الناس فحسب، بل في السر، والعلن. أمرنا الله، ورسوله الكريم بتجنب الظلم، لأن الظلم ظلمات يوم القيامة، فالنتحرّى العدل خاصة في التعامل مع الفئة المستضعفة من العمال، والخدم. حسن التعامل مع الخدم
عُرف عن الرسول – صلّ الله عليه وسلم – رحمته بالضعفاء، فقد وصفت لنا السيدة عائشة – رضي الله عنها – أخلاق النبي بقولها: "ما ضرب رسول الله – صلَّ الله عليه وسلم – شيئاً قطُّ بيده، ولا امرأةً، ولا خادماً، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قطُّ فينتقم من صاحبه إلا أن يُنتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله تعالى".
كيف عامل النبي خدمه؟ - معاملة النبي صلى الله عليه وسلم لخدمه
ولتصبح هذه الضوابطَ العامَّة التي توفِّر الحياة الكريمة لبني الإنسان عمومًا. وألزم كذلك صاحب العمل أن يُوَفِّيَ للعامل والخادم أجره المكافئ لجُهده دون ظلم أو مماطلة، فقال رسول الله r: " أَعْطُوا الأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ " [3]. وحذَّر رسول الله r من ظلمهم فقال r: " مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ فَقَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ النَّارَ، وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ". فقال رجل: وإن كان شيئًا يسيرًا يا رسول الله؟ فقال: " وَإِنْ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ " [4]. ومن حقِّهم أيضًا أن تُحْفَظ حقوقهم الماليَّة من الغبن، والظلم، والاستغلال؛ لذلك قال رسول الله r في الحديث القدسي عن ربِّ العزَّة I: " قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ثَلاَثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ... وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ " [5]. لِيَعْلَمَ كلُّ مَنْ ظلم عاملاً أو خادمًا، أن الله رقيب عليه وخصم له يوم القيامة. كما يجب على صاحب العمل عدم إرهاق العامل إرهاقًا يضرُّ بصحَّته ويجعله عاجزًا عن العمل، ولقد قال رسول الله r في ذلك: " مَا خَفَّفْتَ عَنْ خَادِمِكَ مِنْ عَمَلِهِ، كَانَ لَكَ أَجْرًا فِي مَوَازِينِكَ " [6].
هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة ومثلاً في كفالته لحقوق الخدم، وفي التعامل الراقي معهم، وقد خدمه أنس بن مالك رضي الله عنه طوال وجوده في المدينة المنورة، ومن أقواله التي نقلتها لنا كتب السنة: «خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أفّ قط، ولا قال لشيء صنعته لم صنعته؟ ولا لشيء تركته لم تركته؟! وكان لا يظلم أحداً أجره». ما أحوجنا إلى التأدب بأدب الإسلام في التعامل مع البسطاء وخاصة الخدم، وما أحوجنا إلى الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وتطبيق وصاياه وتوجيهاته في كفالة حقوقهم والاعتراف بفضلهم.
ومن الحقوق التي تُعتبر علامة مضيئة في الشريعة الإسلاميَّة حقُّ الخادم في التواضع معه، وفي ذلك يُرَغِّب الرسول r أُمَّته قائلاً: " مَا اسْتَكْبَرَ مَنْ أَكَلَ مَعَهُ خَادِمُهُ، وَرَكِبَ الْحِمَارَ بِالأَسْوَاقِ، وَاعْتَقَلَ الشَّاةَ فَحَلَبَهَا " [7]. ولأن حياة رسول الله r كانت تطبيقًا لكل أقواله، فإن السيدة عائشة -رضي الله عنها- تروي فتقول: " مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ r شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ وَلاَ امْرَأَةً وَلاَ خَادِمًا... " [8]. وهذا أنس بن مالك t خادم رسول الله r يشهد شهادة حقٍّ وصدق فيقول: كان رسول الله r من أحسن النَّاس خُلقًا، فأرسلني يومًا لحاجةٍ، فقلت: والله لا أذهب -وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبيُّ الله r - قال: فخرجت حتى أَمُرَّ على صبيانٍ وهم يلعبون في السُّوق، فإذا رسول الله r قابضٌ بقفاي من ورائي، فنظرت إليه وهو يضحك، فقال: " يَا أُنَيْسُ، اذْهَبْ حَيْثُ أَمَرْتُكَ ". قلت: نعم، أنا أذهب يا رسول الله. قال أنس: وَاللهِ لَقَدْ خَدَمْتُهُ سَبْعَ سِنِينَ أَوْ تِسْعَ سِنِينَ مَا عَلِمْتُ قَالَ لِشَيْءٍ صَنَعْتُ: لِمَ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ وَلاَ لِشَيْءٍ تَرَكْتُ: هَلاَّ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا [9].
طيّب بدن الميت
طيب رأس الميت ولحيته واجعل الطيب في مفاصله ومغابنه وهي المواضع التي تنثني من الإنسان كطي الركبتين وتحت الإبطين فقد كان ابن عمر - رضي الله عنهما - يتبع مغابن الميت ومرافقه بالمسك" وكذلك مواضع السجود لأنَّها أعضاء شريفة وإن طيب الميت كله فحسن لمفهوم قوله - صلى الله عليه وسلم - "ولا تمسوه طيباً" وعن نافع أنَّ ابن عمر - رضي الله عنهما - كان يطيب الميت بالمسك.
كفن الميت بالصور أمانة
فإن كفن في خمسة أثواب لم يكره، لأن ابن عمر رضي الله عنهما كان يكفن أهله في خمسة أثواب، فيها قميص وعمامة. اهـ
وفي الشرح الكبير في الفقه الحنبلي: وتكفن المرأة في خمسة أثواب إزار وخمار وقميص ولفافتين. اهـ
قال ابن المنذر: أكثر من نحفظ عنه من أهل العلم يرى أن تكفن المرأة في خمسة أثواب. اهـ. ومن هذا يعلم أن السراويل في الكفن جائزة، وكذلك العمامة بالنسبة للرجل كما ذكر بعض الفقهاء، ولم نجد منهم من ذكر الطاقية، ولا يخفى جواز إلباسها الميت. كفن الميت بالصور أمانة. وانظر الفتاوى التالية: 134142 ، 52768 ، 6672. والله أعلم.
تاريخ النشر: الإثنين 23 ربيع الآخر 1432 هـ - 28-3-2011 م
التقييم:
رقم الفتوى: 152813
27323
0
390
السؤال
حضرت تغسيل الميت وتكفينه، حيث يوجد في الكفن سروال يلبسه الميت وطاقية. فهل هذا مشروع؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان الميت رجلا فالسنة أن يكفن في ثلاثة أثواب بيض، كما كفن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، وإن كفن في خمسة أثواب: قميص وإزار أو سراويل وعمامة ولفافتين جاز، ولا يزاد على ذلك، ولم نجد من أهل العلم من ذكر الطاقية. وتكفن المرأة في خمسة أثواب: إزار وخمار وقميص ولفافتين. كفن الميت بالصور وزير. ففي حاشية الدسوقي على الشرح الكبير على مختصر خليل في الفقه المالكي: ندب أن يجعل القميص والعمامة من جملة أكفانه الخمسة، قال في التوضيح: إن المشهور من المذهب أن الميت يقمص ويعمم، أما استحباب التعميم فهو في المدونة... إلى أن قال: وندب أزرة تحت القميص أي أو سراويل بدلها وهو أستر منها، والمراد بالأزرة هنا ما يستر من حقويه إلى نصف ساقيه لا ما يستر العورة فقط. انتهى. قال في المهذب في الفقه الشافعي: والمستحب أن يكفن الرجل في ثلاثة أثواب: إزار ولفافتين بيض؛ لما روت عائشة رضي الله عنها قالت: كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة.