وفي اليوم التالي في 8 نوفمبر سنة 1793 سيقت إلى المقصلة، ولما رأت الشجاعة تخون جلادها حثته على أن يؤدي واجبه، وقد ظهرت وهي على شفا حفرة الموت نبيلةً في لباس أبيض ناصع يدل على طهرها. وشعرها الأسود الفاحم مرسل حتى وسطها، ينبعث من عينيها البراقتين شعاع الشجاعة والنبل. وبينا هي على درجات المقصلة إذ عنت لها أفكار فطلبت قرطاساً وقلماً لإثباتها، إلا أن طلبها رفض. ولن نعرف بطبيعة الحال ماهية هذه الأفكار التي نادتها ساعة الموت فلم تتمكن من تلبيتها. بعد أسبوع من إعدام مانون عثر رجل على جثة قائمة إلى بعض الأشجار وقد امسكها بالشجرة سيف قد نفذ إليها من قلبه وعند قدمه ورقة خط عليها ما يأتي: (أنا رولان، لم أترك فرصة تمر دون اقتناصها في سبيل إسعاد وطني. أقدمت على إزهاق روحي لا من خوف ولا وجل، ولكن احتجاجاً على إعدام زوجي. فرغبت عن الحياة التي دنستها الجريمة). رسم شجرة بالرصاص حزين. حقاً إن هذه الصورة تمثل نهاية قاسية لفصل مزعج من فصول التاريخ الإنساني. عبد الرحمن فهمي ليسانسيه في الآداب
مجلة الرسالة/العدد 184/الفنون - ويكي مصدر
وأخف ما نعرفه من النواة نواة الهيدروجين التي تحوي شحنة واحدة موجبة يدور حولها إلكترون واحد كالأرض يتبعها القمر.
والتفت صوب المنكود (حصل أفندي) الذي كان قابعا في مقعده لا يندى له جبين ولا يحمر له وجه ولا يصغر وقال:
لقد كنت تسعى وتتجول وتنتقل من مكان آخر بقدمك هذه أني لأرى من العدل بل من الرحمة أن أعفيك من إتمام سعيك، وإبطاء تجوالك بكسر قدمك هذه. وانقض عليه انقضاض الرجل الغاضب لوطنه وكرامة عروبته يلوي مفصل قدم المنكود ليا عنيفا. كان الرعديد يصرخ ويولول. لقد استجار بالله، وبرسله وأوليائه، لقد حلفنا بأولادنا وأعراضنا أن ننقذه من بلائه. لقد كلت أيدينا، وعجزنا على كثرتنا عن تخليص قدم المسكين من قبضة صديقنا المنتقم، ولم يتركها إلا بعد أن خلع مفصلها. رسم شجرة بالرصاص طبيعه. إن أنس لا أنس صاحب الدعوة، وهو طبيب قتل اغتيالا كيف صير بيته مستشفى وقد أقامنا على خدمة من ضلله الشيطان. لقد دار الزمان دورته ولا أحسب إلا أنه أتمها وهي على غير محورها الثابت. ومن سخرية القدر أن يصبح حصل أفندي نائبا عن الأمة يضطلع حتى اليوم في أحد مجالس نيابة دولة شقيقة. حبيب الزحلاوي
من آداب الدعاء الظاهرة في مناجاة زكريا عليه السلام لربه في سورة مريم.. من اداب الدعاء حمد الله في بدايه الدعاء - مجلة أوراق. إظهار الذل و الإفتقار اليه سبحانه و تعالى الإستعجال في الإجابة إخفاء الدعاء و إسراره إظهار الضعف و شدة الحاجة، تعتبر سورة مريم من السور مكية وعدد آياتها 93 آية بخلاف الآيات 58 و 71 حيث ان النبي عيسى عليه السلام تكون أمه مريم، حيث ذكر العديد من القصص مثل قصة زكريا عليه السلام في سورة مريم، وذكرت أيضا العديد من قصص الأنبياء ومن ضمنهم إسحاق، ويعقوب، وموسى، وهارون، وإسماعيل، وإدريس، ونوح عليهم السلام. كما نعلم جميعاً فإن الدعاء من أهم الأمور التي تربط العبد بربه، لذلك عندما يطلب العبد من الله أن يفعل شيئاً له يتوجه إلى الله تعالى بالدعاء، كما نعلم جميعا أن نبي الله زكريا عندما كانت زوجته عاقرا صلى سرا إلى الله تعالى وأشار إلى مدى ضعفه وذلّه وحاجته للرد عليه بسرعة، خاصة أنه تركه عقيم هو وزوجته. إظهار الذل و الإفتقار اليه سبحانه و تعالى الإستعجال في الإجابة إخفاء الدعاء و إسراره إظهار الضعف و شدة الحاجة؟ الإجابة هي: العبارة صائبة.
من اداب الدعاء حمد الله في بدايه الدعاء - مجلة أوراق
إن الله تعالى يحب من عباده أن يدعوه ويسألوه، ورضاه سبحانه في سؤاله وطاعته، قال ابن القيم:
( إنّ اللهَ لَا يَتَبَرَّمُ بِإِلْحَاحِ الْمُلِحِّينَ، بَلْ يُحِبُّ الْمُلِحِّينَ فِي الدُّعَاءِ، وَيُحِبُّ أَنْ يُسْأَلَ، وَيَغْضَبُ إِذَا لَمْ يُسْأَلْ). وقال أيضا:
( وأحب خلقه إليه أكثرهم وأفضلهم له سؤالا، وهو يحب الملحين في الدعاء، وكلما ألح العبد عليه في السؤال أحبه وقربه وأعطاه). فللدعاء فضل عظيم، دل على ذلك قول رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " أفضل العبادة الدعاء ". (الحاكم، وصححه). وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء ". (رواه أحمد وغيره، وحسنه الألباني). وقال أيضا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إن الله حيى كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين ". ( رواه أحمد، وغيره، وصححه الألباني). وهناك آداب للدعاء يرجى لمن حافظ عليه إجابة دعائه، ومنها:
الأول: أن يفتتح الدعاء بذكر الله والثناء عليه وأن يختمه بالصلاة على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
فعن بريدة الأسلمي رضي الله عنه قال: سَمِعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو وهو يقولُ: اللهم إني أسألُك بأني أشهدُ أنك أنت اللهُ لا إلَه إلا أنتَ الأحدُ الصمدُ الذي لم يلدْ ولم يولدْ ولم يكن له كُفُوًا أحدٌ.
وقد اهتم الصوفية بشرح ما تجب ملاحظته عند الدعاء، فوضعوا لذلك عشرة آداب، وتلك الآداب
العشرة تدل على فهمهم للأحوال النفسية، وبصرهم بتهيئة القلوب للدعاء. فهم الصوفية لأحوال النفس
الأدب الأول: أن يترصد المؤمن لدعائه الأوقات الشريفة: كيوم عرفة من السنة، ورمضان من
الأشهر، ويوم الجمعة من الأسبوع، ووقت السحر من ساعات الليل. ونحن لا نفهم قيمة هذا التخصيص، ولا بد من الاعتراف بأنه من التقاليد
الموسمية، ولكن هذا لا يمنع من الموافقة على ما فيه من الفائدة من حيث
توجيه النفس والقلب إلى أوقات يحترمها المسلمون لاتصالها بأكبر مواسم
العبادات. الثاني: أن يغتنم الأحوال الشريفة: فيدعو عند زحف الصفوف في سبيل الله، وعند نزول
الغيث، وعند إقامة الصلوات المكتوبة، وعند الصوم، وعند السجود. وفي هذا رياضة على تمجيد بعض الأحوال، وخاصة زحف الصفوف في القتال
المشروع. الثالث: أن يدعو مستقبل القبلة ويرفع يديه بحيث يرى بياض إبطيه: وقيمة هذا من
الوجهة النفسية ترجع إلى الاهتمام بالدعاء، وقد تحدث عن هذا الأدب كثير من
المؤلفين. الرابع: خفض الصوت بين المخافتة والجهر:
وذلك ليطمئن الداعي إلى أن الله ليس بأصم ولا غائب، كما قال الرسول حين
رأى ناسًا يرفعون أصواتهم بالدعاء.