وهو يتميز من بين المذاهب الأربعة بتنظيمه على أصول موضوعة وقواعد ثابتة ومضبوطة ضبطا " دقيقا " ، والمذهب بجملته وسط بين أهل الرأي وأهل الحديث ( 2). وقد كان للدولة الأيوبية في مصر بقيادة صلاح الدين العامل الأقوى في نشر مذهبه هناك حيث منع تدريس المذهب الشيعي في الجامع الأزهر الذي أسسه الفاطميون ، واستبدل بتدريس مذاهب الشافعي وأبي حنيفة ومالك ، وبنى لهم المدارس ورغب الناس فيها ( 3). ومن أشهر رجال الشافعية أبو حامد الغزالي وأبو بكر أحمد بن الحسين والبيهقي 4) المذهب الحنبلي: وصاحبه الإمام أحمد بن حنبل ( 164 - 241 هجرية) المولود في بغداد ، وهو آخر المذاهب الأربعة وأقلها أتباعا. وقد كان ابن حنبل في رأي العلماء القدماء - كابن جرير وابن قتيبة والمقدسي وابن عبد البر - من رجال الحديث لا من الفقهاء ( 4) وقال فيه ابن خلدون: فأما أحمد بن حنبل فمقلدوه قليلون لبعد مذهبه عن الاجتهاد وأصالته في معاضدة الرواية بعضها ببعض ( 5). المذاهب الفقهية السنية. وما يشهد على ذلك أنه لم يكتب أي كتاب في الفقه ، وإنما اشتهر بكتابه المعروف بمسند أحمد والذي يحوي على أربعين ألف حديث. وله أيضا " كتب أخرى كطاعة الرسول ، الناسخ والمنسوخ ، والعلل. وقد كاد هذا المذهب - لقلة أتباعه - أن يضمحل بالتدريج لولا تولي عبد الله الحجازي القضاء عام 738 هجرية.
- تعرف على المذاهب الفقهية في التاريخ الإسلامي
- ص41 - كتاب موسوعة المذاهب الفكرية المعاصرة الدرر السنية - المطلب الرابع موانع دعوى التساوي بين الرجال والنساء - المكتبة الشاملة
- المذاهب الفقهية السنية
- أحاديث قدسية " 9" إعــداد / عــزة عــوض الله - جريدة النجم الوطني
- العلامات الحسان على حسن الاستعداد لشهر رمضان
- بم يمتاز نعيم الفردوس الأعلى عن بقية المنازل الأخرى في الجنة؟ - الإسلام سؤال وجواب
تعرف على المذاهب الفقهية في التاريخ الإسلامي
الحوزة: فقد تفوق الامام (ع) على جميع اهل عصره في جميع الفضائل والكمالات ومكارم الاخلاق والصفات. هل كان المرجع الاعلى للعلماء ومعلمهم جميعا في عصره؟
لا شك أن الإمام الصادق فى عصره كان مرجعا كبيرا كما رأينا فى المجال الفقهى، وفى مجال الأخلاق أيضا، فقد ورد فى كتب أهل السنة أنه سعى بنفسه مجاهدا فى هذا الطريق، وقد فهم هؤلاء العلماء أن الدين فى لبه أخلاق، وهناك روايات كثيرة عند السنة وعند الإمامية تبين كيف أن الخلق هو روح الدين، كما قال المصطفى صلى الله عليه وآله: " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "، وقال: " إن خياركم أحاسنكم أخلاقا". ص41 - كتاب موسوعة المذاهب الفكرية المعاصرة الدرر السنية - المطلب الرابع موانع دعوى التساوي بين الرجال والنساء - المكتبة الشاملة. الحوزة: وعن الإمام الصّادق(عليه السَّلام): (العامِل لظلم والمُعين له والرّاضي به شُركاء ثلاثتهم). [الكافي ج2: 333. ] كيف يمكن التحذي الى هذا الحديث وكلام الإمام في الظروف الراهنة؟
كما كان الإمام الصادق كأبيه وكغيره من العلماء وآل البيت رضوان الله عليهم لا يرضون بظلم الظالمين، فقد نشأ الإمام جعفر ورأى عمه زيدا يخرج ويستشهد، وأولاد عمه محمد النفس الزكية وأخاه إبراهيم أيضا يخرجان ويستشهدان، ورأى الظلم يشتد، لكنه الخروج بغير تدبير محكم يؤدى إلى ضرر أكثر مما قبله. وهذا لا يعنى إقرار الظالم على ظلمه، فقد صرح بأن حكم بنى أمية كان مغتصبا، والحكم العباسى كان قريبا منه.
يعنى أن الذي كان عليه أحمد عليه جميع أئمة الإسلام" ( الفتاوى:3/ 170). وقال أيضًا: "والاعتقاد إنما أضيف إلى أحمد؛ لأنه أظهره وبينه عند ظهور البدع، وإلا فهو كتاب الله وسنة رسوله، حظ أحمد منه كحظ غيره من السلف: معرفته والإيمان به وتبليغه والذب عنه، كما قال بعض أكابر الشيوخ: الاعتقاد لمالك والشافعي ونحوهما من الأئمة، والظهور لأحمد بن حنبل... " (درء التعارض:2/ 327).
ص41 - كتاب موسوعة المذاهب الفكرية المعاصرة الدرر السنية - المطلب الرابع موانع دعوى التساوي بين الرجال والنساء - المكتبة الشاملة
المذاهب الفقهية السنية: ظهر في تاريخ أهل السنة مذاهب فقهية عديدة انقرض غالبيتها ، ولم يبق منها إلا أربعة وأما المذاهب المنقرضة ، فهذه لمحة عن أشهر أصحابها: 1 - الليث بن سعد ( 92 - 175 هجرية): وهو فقيه مصر ، وقد برز هناك عندما تصدى للدفاع عن عثمان بن عفان لكثرة انتقاص أهل مصر له. وقال فيه الشافعي: الليث أفقه من مالك. تعرف على المذاهب الفقهية في التاريخ الإسلامي. ويقال أن سبب انقراض مذهبه هو عدم قبوله منصب القضاء في خلافة أبي جعفر المنصور العباسي. 2 - داوود بن علي الظاهري ( 202 - 270 هجرية): ولد بالكوفة ، ونشأ ببغداد واستمر العمر بمذهبه حتى القرن السابع الهجري حتى أن بعضهم عده رابع الأئمة بدلا " من الإمام أحمد بن حنبل ( 1). 3 - عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ( المتوفى سنة 257 هجرية): وقد انتشر هذا المذهب في الشام والأندلس ، وبقي هناك لغاية 302 هجرية قبل أن يحل مكانه مذهب الإمام الشافعي. 4 - سفيان الثوري ( 65 - 161 هجرية): ولد في الكوفة ، وكان أحد تلامذة الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، وهو أحد الأئمة المجتهدين ، وله مذهب لم يدم العمل به لقلة أتباعه ، وأراد الخليفة أبو جعفر المنصور قتله ، فهرب. وبقي مذهبه معمولا " به لغاية القرن الرابع.
ثم نهاية تجميعهم أن تصبح الأمة كما قال الله: { تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ} [الحشر:14]، أو كما قال الشاعر: فإن الجُرح ينفر بعد حينٍ *** إذا كان البناءُ على فسادِ وهذا الصنف أكثر ما يوجد في عصرنا الحاضر في بعض دعاة جماعة الإخوان المسلمين، ومن تأثر بمنهجهم من الدعاة الذين تتمحور دعوتهم حول التجميع والتركيز على الحاكمية! الصنف الثالث: مقلد. رأى هذا التقسيم الخاطئ في كتب من سبقه، فسار عليه. نماذج ممن وقع في هذا التلبيس قديمًا وحديثًا: ( العين والأثر) لعبد الباقي المواهبي الحنبلي، (ص 52)، والسفاريني في (لوامع الأنوار)، (1/ 73)، و(المذاهب الفقهية الأربعة) لأحمد تيمور، (ص 95)، و( تاريخ المذاهب الإسلامية) للشيخ محمد أبو زهرة، (ص 103)، و( هكذا ظهر جيل صلاح الدين) للدكتور ماجد الكيلاني، (ص 43)، و( العقيدة وعلم الكلام) للدكتور محمود الخالدي، (ص 71)، و(شرح كتاب التوحيد) للشيخ الددو، و(المنهجية العامة في العقيدة) لعبد الفتاح اليافعي، (ص 22). ورسالة (أسس الاتفاق والاختلاف في قضايا أصول الدين بين متكلمي الحنابلة والأشاعرة) لمشعل الضفيري... وغيرهم. كشف هذا التلبيس: أن يُقال: الإمام أحمد رحمه الله، والحنابلة من بعده، ليس لهم أي اختصاص عن غيرهم من أهل السنة بعقيدة.
المذاهب الفقهية السنية
- فِي الجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أبْوَابٍ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ، لا يَدْخُلُهُ إلَّا الصَّائِمُونَ. الراوي:
سهل بن سعد الساعدي
| المحدث:
البخاري
| المصدر:
صحيح البخاري
| الصفحة أو الرقم:
3257
| خلاصة حكم المحدث:
[صحيح]
إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له: الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أحَدٌ. سهل بن سعد الساعدي | المحدث:
|
المصدر:
الصفحة أو الرقم: 1896 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
فَضيلَةُ الصِّيامِ عَظيمةٌ، وكَرامَةُ اللهِ للصَّائمينَ لا تَنقطِعُ؛ فإنَّهم حَرَمُوا أنْفُسَهم الطَّعامَ والشَّرابَ والشَّهوةَ، فأعْطاهم اللهُ سُبحانَه وتعالَى مِن واسِعِ عَطائِه، وفضَّلَهم على غيرِهم. وفي هذا الحَديثِ يَرْوي سَهلُ بنُ سَعدٍ الأنصاريُّ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخبَرَ أنَّ اللهَ سُبحانَه وتعالَى اختصَّ الصَّائِمينَ الكامِلينَ في صَومِ الفَرْضِ والمكثرينَ مِن صِيامِ النَّفلِ، أو مَن غَلَب عليهم الصَّومُ مِن بيْنِ العِباداتِ؛ ببابٍ في الجنَّةِ يُقالُ له: الرَّيَّانُ.
هذا التلبيس ينسب أصحابه عقيدة أهل السنة والجماعة للحنابلة فقط! ثم يجمعون بينهم وبين (الأشاعرة والماتريدية) تحت مسمى أهل السنة والجماعة! بسم الله الرحمن الرحيم - هذا التلبيس ينسب أصحابه عقيدة أهل السنة والجماعة للحنابلة فقط! ثم يجمعون بينهم وبين ( الأشاعرة والماتريدية) تحت مسمى أهل السنة والجماعة! - وهذا التلبيس يقع فيه ثلاثة أصناف: الأول: بعض الأشاعرة والماتريدية، بهدف إقحام عقيدتهم البدعية ضمن عقيدة أهل السنة؛ لعلها تروج بين المسلمين، أو لعل هذا يزيل الحرج الذي يجدونه في صدورهم عندما يوصمون بالبدعة. الثاني: بعض أهل السنة للأسف، ممن يسوؤهم تفرق الأمة الإسلامية إلى سنة، وأشاعرة، فيسعون باجتهاد خاطئ إلى هذا التلبيس؛ لـ(جمع) كلمتها، فيدَّعون أن أهل السنة ينقسمون إلى (أشاعرة وماتريدية وحنابلة)! فالجميع متساوون في الحق، فلا يُثرّب أحد على أحد! يظنون أنهم بهذا التلبيس والحل الخيالي يجمعون كلمة الأمة، فيقعون فيما نهى الله عنه بقوله: { وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ} [البقرة:42]، ويغشون الأمة؛ حيث يزهد السني في دعوة المبتدعة إلى السنة، ويبقى المبتدع على بدعته؛ لظنه بسبب تلبيسهم أنه على الحق.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ خَافَ أَدْلَجَ وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ. أخرجه الترمذي (2450) وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي النضر. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (7851) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الذهبي في "التلخيص": صحيح. وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (6222). معنى حديث من خاف أدلج ومعنى: ( مَن خافَ) أي: مِن عدوٍّ. و( أَدْلَجَ) ؛ أي: هربَ في أول الليل ؛ لأن العدوَّ يُغِيرُ في آخره. ( ومَن أَدْلَجَ بَلَغَ المنزلَ) يريد: مَن خاف الله فَلْيهربْ من المعاصي إلى الطاعات. ( ألا): حرف تنبيه. ( إن سلعةَ الله) ؛ أي: متاعه ( غاليةٌ) ؛ أي: رفيعةُ القيمة ، لا يَليق بثمنها إلا النفس ُ والمالُ. أحاديث قدسية " 9" إعــداد / عــزة عــوض الله - جريدة النجم الوطني. وينظر: "شرح المصابيح" لابن الملك (5/ 456). المراد بالمثال المذكور في الحديث وهذا الحديث مثل ذكره النبي صلى الله عليه وسلم ليبين فيه أن الرجلَ إذا هربَ في أول الليل ينجو من العدو ؛ لأن العدو يُغير بعد الصبح ، وكذلك العبد إذا هرب من معاصي الله تعالى إلى طاعته نجا في الآخرة من عذابه وفاز بجنته.
أحاديث قدسية &Quot; 9&Quot; إعــداد / عــزة عــوض الله - جريدة النجم الوطني
فهذه الأعمال الصالحة؛ مِنْ ذِكْرِ الله، وإقامةِ الصلاة، وإيتاءِ الزكاة، والتسبيحِ، وغير ذلك؛ إنما كان دافِعُها الخوف من يوم القيامة. ويقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ خَافَ أَدْلَجَ [أي: سَارَ مِنْ أوَّلِ الليل]، وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ، أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ، أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ» صحيح - رواه الترمذي. من خاف ادلج ومن ادلج. فمَنْ خاف من الله تعالى؛ اجْتَهَدَ في الأعمال الصالحة. ومَن اجْتَهَد في الأعمال الصالحة؛ بَلَغَ المَنزِلَ - وهو الجنة. 3- الخوف يقود إلى تكدير السيئات وعدم التلذذ بها: قال ابن قدامة رحمه الله: (ومن ثمرات الخوف: أنه يَقْمَعُ الشَّهَوات، ويُكَدِّرُ اللَّذات، فتصير المعاصي المحبوبة عنده مكروهة، كما يصير العسلُ مكروهاً عند مَنْ يشتهيه - إذ عَلِمَ أنَّ فيه سُمًّا، فتَحْتَرِقُ الشهواتُ بالخوف، وتتأدَّبُ الجوارح، ويَذِلُّ القلبُ ويَسْتَكِين). وليس المقصودُ تكديرَ اللذاتِ المُباحة؛ وإنما المقصودُ تكديرُ اللذات المُحرَّمة؛ لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم - وهو سيد الخائفين - استَمْتَعَ بمُباحات الدنيا، وهو القائل: «حُبِّبَ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا: النِّسَاءُ وَالطِّيبُ» صحيح - رواه النسائي.
العلامات الحسان على حسن الاستعداد لشهر رمضان
الخُطْبَةُ الأُولَى:
الحمد لله ربِّ العالمين, والصلاة والسلام على رسوله الكريم, وعلى آله وصحبه أجمعين. أمَّا بعد: الخوف من الله -تعالى- سِمَةُ المؤمنين, وآيةُ المُتَّقين, ودَيْدَن العارِفين, وهو طريقٌ للأَمْن في الآخرة, وسببٌ للسعادة في الدَّارين, ودليل على كمالِ الإيمان, وحُسْنِ الإسلام, وصَفاء القلب, وطهارةِ النفس. لذا كان للخوف من الله -تعالى- ثمراتٌ عاجلةٌ في الدنيا, وآجِلَةٌ في الآخرة؛ فمن ثمراته العاجلة:
أنه يدفع المُسلِمَ إلى الإخلاص: يدل عليه قوله -تعالى-: ( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا)[الإنسان: 9, 10], فلم يعمَلوا هذا العملَ لينالوا الثناءَ والشُّكرَ من الناس؛ وإنما سبب إطعامهم هو خوفُهم من الله -تعالى-, وخوفُهم من اليوم العَبوسِ الشديد الهول. بم يمتاز نعيم الفردوس الأعلى عن بقية المنازل الأخرى في الجنة؟ - الإسلام سؤال وجواب. ومن ثمراته: الخوف يدفع المُسلِمَ للقيام بالأعمال الصالحة, قال -تعالى-: ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ)[النور: 36, 37], فهذه الأعمال الصالحة؛ مِنْ ذِكْرِ الله, وإقامةِ الصلاة, وإيتاءِ الزكاة, والتسبيحِ, وغير ذلك؛ إنما كان دافِعُها الخوف من يوم القيامة.
بم يمتاز نعيم الفردوس الأعلى عن بقية المنازل الأخرى في الجنة؟ - الإسلام سؤال وجواب
وقال أحد العابدين: إذا ذكَرتُ النار اشتدَّ خوفي، وإذا ذكَرتُ الجنة اشتدَّ شوقي، فلا أقدر أن أنام. وهذا ذو النون المصري يقول: منَعَ القرَانُ بوعدِه ووعيدِه *** مُقَلَ العيونِ بليلها أن تَهجَعَا ومما يعين على قيام الليل تذكُّرُ ذاك القيام الطويل: يوم يقوم الناس لربِّ العالمين، يوم يُبعثَر ما في القبور، ويُحصَّل ما في الصدور. ومما يعين على قيام الليل تذكُّرُ ظُلمةِ القبر ووحشته.. وصية النبي لأبي ذر: ((وصلِّ ركعتين في ظلمة الليل لوحشة القبور)). ومما يعين على قيام الليل تذكُّرُ الأجر والمثوبة ومضاعفة الحسنات، قال صلى الله عليه وسلم: « من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تَقدَّمَ من ذنبه ». ومما يعين على قيام الليل اجتنابُ الذنوب والمعاصي، يقول سفيان الثوري رحمه الله: "حُرِمتُ قيام الليل خمسة أشهر من ذنبٍ أذنَبتُه". العلامات الحسان على حسن الاستعداد لشهر رمضان. ومما يعين على قيام الليل قلةُ الطعام والشراب؛ "فإذا امتلأت المعدة خَرِسَتِ الحكمةُ، ونامت الفكرة، وقعَدَت الأعضاء عن العبادة". ومما يعين أيضًا ألا تُفرِّط في وردك القرآني؛ فالقرآن ينير القلب ، ويشرح الصدر، ويعينك على الدرب.. لما فعل السلف ذلك تفنَّنوا في قيام الليل، فمنهم من أمضى الليل راكعًا، ومنهم من قطَعَه ساجدًا، ومنهم من أذهبه قائمًا، واليوم أضعنا الدقائق الغالية بالغفلة.. ننشط أحيانًا في أول رمضان، ونتثاقل إذا انتصف، وربما انفض عن القيام؛ لأنه ما ذاق طعم الإيمان ، ولا حلاوة القرآن، ولكن كيف ينام من يتذكر رقدة القبور، والحشر يوم النشور، وقاصمة الظهور؟!
ما كنا نظن أن جيلًا من المسلمين يسهر إلى الفجر على المقاهي يلعب، وفي الخيام الرمضانية يدخن ويلهو. أخي الحبيب: جدِّد النية، واعقد العزم، وتدبَّر كلام المعصوم لابن عمر: ((نِعْمَ الرجُلُ عبدُالله لو كان يقوم من الليل)). ______________________________________________ [1] رواه مسلم (2709). _______________________________ المؤلف: عصام محمد فهيم جمعة
- ومن نعم الله في شهر رمضان: أنه يغلق النار ترغيبًا للتائبين والمنيبين؛ إشارة أنها بعيدة عنهم في هذا الشهر، فليجتهدوا: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أبْوَابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوَابُ جَهَنَّمَ) (متفق عليه). - النار -والعياذ بالله- دار الشقاء والعذاب، ومحل الأشقياء والتعساء الذين اغتروا بالدنيا: قال تعالى: ( فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ. خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ) (هود: 106- 107)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( يُؤْتَى بأَنْعَمِ أهْلِ الدُّنْيا مِن أهْلِ النَّارِ يَومَ القِيامَةِ، فيُصْبَغُ في النَّارِ صَبْغَةً، ثُمَّ يُقالُ: يا ابْنَ آدَمَ هلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هلْ مَرَّ بكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فيَقولُ: لا، واللَّهِ يا رَبِّ) (رواه مسلم). من خاف أدلج. - النار -والعياذ بالله- منها يفر بالعمل الصالح الصالحون، ويجتهد للنجاة منها المجتهدون: قال تعالى: ( فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ) (آل عمران: 185)، وقال تعالى عن عباده الصالحين: ( وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ *سُجَّدًا *وَقِيَامًا.