يقول تعالى ذكره: ولا تركنوا إلى الدنيا فتسكنوا إليها، فإنما أنتم منها في غرور تمتَّعون، ثم أنتم عنها بعد قليل راحلون. (20) * * * وقد روي في تأويل ذلك ما:- 8314 - حدثني به المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن بكير بن الأخنس، عن عبد الرحمن بن سابط في قوله: " وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " ، قال: كزاد الراعي، تزوِّده الكفّ من التمر، أو الشيء من الدقيق، أو الشيء يشرب عليه اللبن. * * * فكأن ابن سابط ذهب في تأويله هذا، إلى أن معنى الآية: وما الحياة الدنيا إلا متاعٌ قليلٌ، لا يُبلِّغ مَنْ تمتعه ولا يكفيه لسفره. وهذا التأويل، وإن كان وجهًا من وجوه التأويل، فإن الصحيح من القول فيه هو ما قلنا. لأن " الغرور " إنما هو الخداع في كلام العرب. وإذ كان ذلك كذلك، فلا وجه لصرفه إلى معنى القلة، لأن الشيء قد يكون قليلا وصاحبه منه في غير خداع ولا غرور. وأما الذي هو في غرور، فلا القليل يصح له ولا الكثير مما هو منه في غرور. كل نفس ذائقة الموت كم مرة ذكرت في القرآن. * * * و " الغرور " مصدر من قول القائل: " غرني فلان فهو يغرُّني غرورًا " بضم " الغين ". وأما إذا فتحت " الغين " من " الغرور " ، فهو صفة للشيطان الغَرور، الذي يغر ابن آدم حتى يدخله من معصية الله فيما يستوجب به عقوبته.
كل نفس ذائقه الموت الشيخ احمد الوائلي
تفسير القرآن الكريم
كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون
وهذه الآية فيها تعزية لجميع الناس ، فإنه لا يبقى أحد على وجه الأرض حتى يموت ، فإذا انقضت المدة وفرغت النطفة التي قدر الله وجودها من صلب آدم وانتهت البرية - أقام الله القيامة وجازى الخلائق بأعمالها جليلها وحقيرها ، كثيرها وقليلها ، كبيرها وصغيرها ، فلا يظلم أحدا مثقال ذرة ، ولهذا قال: ( وإنما توفون أجوركم يوم القيامة) وقوله سبحانه: ( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز) أي: من جنب النار ونجا منها وأدخل الجنة ، فقد فاز كل الفوز. ﻭﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ -ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪـ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﻳﻘﻮﻝ اﻟﻠﻪ: ﺃﻋﺪﺩﺕ ﻟﻌﺒﺎﺩﻱ اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻣﺎ ﻻ ﻋﻴﻦ ﺭﺃﺕ ﻭﻻ ﺃﺫﻥ ﺳﻤﻌﺖ ﻭﻻ ﺧﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﺑﺸﺮ اﻗﺮﺅﻭا ﺇﻥ ﺷﺌﺘﻢ (ﻭﻇﻞ ﻣﻤﺪﻭﺩ) ﻭﻣﻮﺿﻊ ﺳﻮﻁ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺔ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻭاﻗﺮﺅﻭا ﺇﻥ ﺷﺌﺘﻢ (ﻓﻤﻦ ﺯﺣﺰﺡ ﻋﻦ اﻟﻨﺎﺭ ﻭﺃﺩﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﻓﻘﺪ ﻓﺎﺯ) [ ﺭﻭاﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭاﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻭﺭﻭﻯ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﺑﻌﻀﻪ وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ٣٧٢٨]. خطبة - كل نفس ذائقة الموت - ملتقى الخطباء. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "... فمن أحب أن يُزحزح عن النار ويدخُل الجنة ، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه... " رواه مسلم. وقوله تعالى: ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) تصغيرا لشأن الدنيا ، وتحقيرا لأمرها ، وأنها دنيئة فانية قليلة زائلة ، كما قال تعالى: ( بل تؤثرون الحياة الدنيا * والآخرة خير وأبقى) [ الأعلى: 16 ، 17] [ وقال تعالى: ( وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع) [ الرعد: 26] وقال تعالى: ( ما عندكم ينفد وما عند الله باق]) [ النحل: 96].
أخرجه بدون الزيادة البخاري في كتاب بدء الخلق - باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة (3078) (ج 3 / ص 1187) وأخرجه مع الزيادة الترمذي في كتاب التفسير - باب تفسير سورة آل عمران (3013) (ج 5 / ص 232) وابن حبان (7417) (ج 16 / ص 433) وكذا الحاكم (3170) (ج 2 / ص 327) وحسنه الألباني في سنن الترمذي برقم (3013) أعني مع الزيادة. أخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها - باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة (2858) (ج 4 / ص 2193).
كان قادة جيش الفرس ينظرون في دهشة وذهول لما فعله هذا الفارس، وكبر المسلمون تكبيرة أفزعت قلوب الفرس، واستمر هاشم في تقدمه ومن ورائه جيشا من الأبطال الذين حملوا على جيش الفرس حملة شديدة جعلتهم يخسرون المعركة ويتركون أماكنهم، بعد أن سقط منهم عددا كبيرا ما بين قتيل وجريح. وعرفانا بما فعله بن عتبة من موقف بطولي، توجه إليه القائد سعد بن أبي وقاص، وقبل رأسه تكريماً له، وقبَّل هاشم بن عتبة قدم سعد، إجلالاً وتقديراً له. ولأن هاشم بن عتبة عرف عنه السرعة في القتال وهو علي الأرض، والمواجهة مع العدو مترجلا، اختاره أبو عبيدة بن الجراح على الرجّآلة في موقعة اليرموك. وقال ابو عبيدة عن بن عتبة قولته المشهورة في حق بن عتبة واعترافا بإمكانياته وقدراته في القتال" أُوَلِّيها إن شاء الله مَن لا يُخاف نكولُه ولا صدوده عند البأس، أُولّيها هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ". قالوا عنه وعن شجاعته
1 – سألت عائشة رضي الله عنها عمّن قُتل من الناس في صفين، فذكر اسم هاشم بن عتبة، ضمن أسماء الذين قتلوا فقالت" ذاك رجل ما كادت أن تزلّ دابّته ". 2- وقال عنه الخوارزمي ومعه عبد الله بن بديل وعمار بن ياسر" كانوا فرسان العراق، ومَردة الحرب، ورجال المعارك وحتوف الأقران، وأمراء الأجناد وقد فعلوا بأهل الشام ما بقي ذكره على ممر الأحقاب ".
هاشم المرقال - المعرفة
هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ابن أخي سعد ابن أبي وقاص الزهري الملقب بالمرقال
قتل في صفين. ويبدو أن هاشما كان صغيرا أيام الرسول, أو كان واقفا على عتبات البلوغ, مما جعل اسمه لا يذكر في الغزوات مع الرسول, وبخاصة أنه أسلم في عام الفتح, وحتى في حروب الردة, لم يكن له شأن يذكر, ولكن بتتبع مسيرة خالد بن الوليد في حروب الردة, ومنها السفر إلى العراق, ثم إرسال أبي بكر إليه أن يتوجه بنصف الجيش إلى الشام. ثم عودة ذلك الجيش إلى العراق مرة أخرى بأمر من عمر بن الخطاب. وأن يكون بقيادة هاشم بن عتبة بن أبي وقاص, نتبين أن هاشما كان من الفرسان المقاتلين مع خالد في حروبه بالعراق, ورحلته إلى الشام. ثم تولى رياسة فرقة من الفرسان في معركة اليرموك, التي تعد أكبر الفتوح في حروب الشام, وكان وسامه في هذه المعركة أن فقئت عينه, فصار أعور, واستمر بعد ذلك في جيش خالد حين فتح دمشق, ثم عاد هاشم قائدا على من كان خالد بن الوليد قائدا عليهم, متوجها هاشم بهم إلى معركة ''القادسية '' التي كان يقودها عمه سعد بن أبي وقاص. وأدرك بجيشه جيوش المسلمين, فكان مددا عظيما له شأنه في تقوية نفوس المجاهدين, حتى لقد قال من ترجموا له ''أنه أبلى في القادسية بلاء حسنا, وقام منه في ذلك ما لم يقم من أحد وكان سبب الفتح على المسلمين''.
موسوعة التراجم والأعلام - هاشم بن عتبة
ت في الاستئذان (75) عن محمد بن بشار، عن أبي عامر، عن خالد بن إلياس، عن صالح بن أبي حسَّان قال: سمعت سعيد بن المسيِّب... فذكره. وقال: غريب، وخالد بن إلياس يضعف.. هاشم بن عتبة بن أبي وقَّاص، عن عامر بن سعد، عن أبيه: 3895- [خ م د س] حديث: «من تصبَّح بسبع تمرات عجوة... » الحديث. خ في الأطعمة (42) عن جمعة بن عبد الله؛ وفي الطبّ (52: 1) عن عليِّ بن عبد الله؛ كلاهما عن مروان بن معاوية- وفيه (الطبّ 52: 2) عن إسحاق بن منصور، عن أبي أسامة- و(56: 2) عن محمد، عن أبي بكر أحمد بن بشير- م في الأطعمة (10: 2) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي أسامة- و(10: 3) عن محمد بن يحيى بن أبي عمر، عن مروان (بن معاوية)- و(10: 3) عن إسحاق بن إبراهيم، عن أبي بدر شجاع بن الوليد- أربعتهم عنه به. د في الطبّ (12: 2) عن عثمان بن أبي شيبة، عن أبي أسامة به. س في الوليمة (في الكبرى) عن إسحاق بن إبراهيم به. وعن أحمد بن يحيى الصوفيِّ، عن إسحاق بن منصور السلوليِّ، عن إبراهيم بن حميد، عنه به. قال أبو مسعود: ولم يخرج البخاريُّ فيما أعلم ل أحمد بن بشير غير هذا الحديث وإنَّما أخرجه لأنَّه بيَّن سَماع بعضِهم من بعض. (ز) رواه عبد الله بن نمير، عن هاشم بن هاشم، عن عائشة بنت سعد، عن أبيها.
إسلام ويب - سير أعلام النبلاء - كبار التابعين - هاشم بن عتبة- الجزء رقم3
وكان قد ثبت في أهل الحفاظ والنجدة، ومزّق صفوف الجيش الأُمويّ في ساحة صفّين.. وعلى حين غفلة يحمل عليه الحارث بن المنذر التَّنوخيّ فيطعنه طعنةً تبلغ جوفَه. لكنّه رضوان الله عليه لم يكفّ عن القتال، فقد حمل جراحاته وتقدّم، وقُطعت رِجله فجعل يقاتل مَن دنا منه وهو باركٌ على الأرض قائلاً:
الفحلُ يحمي شولَهُ معقولا (27). وكانت معه كوكبة متلألئة من قبيلة ( أسلَم) قد آلَوا ألاّ يرجعوا أو يَفتحوا، فحملوا واجتلدوا، وقُتل هاشم بن عتبة المرقال وذو الكِلاع. وقد أثّر فقدانه في أهل العراق أشدّ التأثير، وقبلهم أحزنَ أميرَ المؤمنين عليّاً عليه السّلام حزناً شديد، فوقف عليه مفجوعاً، فدعا له وترحمّ عليه ورثاه وأصحابَه الشهداء، وكان عمّار بن ياسر قد استُشهد أيضاً في المعركة، فقال عليه السّلام:
جزى اللهُ خيراً عُصبةً أسلـميّةً صـِبـاحَ الوجوهِ صُرِّعُوا حولَ هاشمِ
إذا اختلَفَ الأبطالُ واشتبكَ القَنا وكان حديثُ القومِ ضربَ الجَماجِمِ (28)
وبكى عليه السّلام على المرقال وعلى عمّار، ودفنهما بثيابهما ولم يغسِّلهما إذ هما شهيدان، وجعل عمّاراً ممّا يلي المرقال وهاشماً أمام ذلك مما يلي القبلة، وصلّى عليهما (29). وقد بلغ هاشم المرقال رحمه الله أُمنيّته التي أنشدها بيتاً:
يا ليتَ ما تحتي يكونُ قبرا!
د فيه (الوصايا 2) عن عثمان بن أبي شيبة، عن سفيان به. ت فيه (الوصايا 1) عن محمد بن يحيى بن أبي عمر، عن سفيان به، وقال: حسن صحيح. س فيه (الوصايا 3: 1) عن عمرو بن عثمان بن سعد، عن سفيان به. وفي عشرة النساء (لعله في الكبرى) عن إسحاق بن إبراهيم بذكر النفقة على الأهل. وفي اليوم والليلة عن محمد بن سلمة، عن ابن القاسم، عن مالك ببعضه: اللهمَّ! أمض لأصحابي هجرتهم... إلى آخره. ق في الوصايا (5: 1) عن هشام بن عمَّار والحسين بن الحسن المروزيِّ وسهل بن أبي سهل الرازيِّ، ثلاثتهم عن سفيان به. (ز) رواه أبو داود الطيالسيُّ (في مسنده ص 27، ح 197): عن إبراهيم بن سعد، وقال في آخره: لكنَّ البائس سعد بن خولة، [قال الزهريُّ:] يرثى له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن مات بمكة. 3891- [خ م د س] حديث: أنّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطى رهطاً وسعد جالس فترك رجلاً هو أعجبهم إلى... خ في الإيمان (19) عن أبي اليمان، عن شعيب- وفي الزكاة (53: 3) عن محمد بن غرير، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح- كلاهما عنه به. وقال عقيب حديث أبي اليمان (الإيمان 19 تعليقاً): ورواه يونس ومعمر وصالح وابن أخي الزهريِّ، عن الزهريِّ.