اسم الله الخبير يرجع في مدلوله إلى العلم بالأمور التي هي في غاية اللطف والصغر وفي غاية الخفاء «اللطيف» هو الذي يوصل إلى عباده مصالحهم بلطفه وإحسانه من طرق لا يشعرون بها من لطفه تعالى بعباده أنه يقيهم طاعة أنفسهم الأمارة بالسوء فيوفقهم لنهي النفس عن الهوى معرفة معنى اسم الله اللطيف ودلالاته تملأ قلب العبد رجاء وطمعا في نيل فضل الله ورحمته «اللطيف» اسم من أسماء الله الحسنى التي أثبتها سبحانه وتعالى لنفسه، والإيمان بها عقيدة،كما الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى واحد لا شريك له،ولكل اسم من هذه الأسماء معانٍ ودلالات وفضائل وأسرار. يقول الدكتور عبدالرزاق البدر في كتابه (فقه الأسماء الحسنى): كُرر اسم الله اللطيف مقترنا باسمه الخبير في آيات منها قوله تعالى: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}، وقوله عز وجل: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}. ومعنى الخبير: أي الذي أدرك بعلمه السرائر، واطلع على مكنون الضمائر، وعلم بطائن الأمور، فهو اسم يرجع في مدلوله إلى العلم بالأمور التي هي في غاية اللطف والصّغر وفي غاية الخفاء.
الموقع الرسمي للدكتور عمر بن عبدالله المقبل-من أسرار اسم الله اللطيف
الفرق بين العلي والأعلى والمتعال [ عدل]
العلي: تعطي صفة العلو بكل المعاني. أما الأعلى: ففيه معنى المفاضلة، بمعنى أن له العلو ولا أحد يعلوه، هو الأعلى من كل أحد ومن كل شيء. تجربتي مع اسم الله اللطيف – المنصة. المُتَعال هو القاهر لخلقه بقدرته التامة. وأغلب المفسرين جعلوا هذا الاسم دالًا على علو القهر وهو أحد معاني العلوّ، أي أن المُتعال هو المُستعلي على كل شيء بقدرته. [9]
أقوال العلماء في اسم الله العلي [ عدل]
قال الخطابي: « العلي: هو العالي القاهر ، فعيل بمعنى فاعل، كالقدير والقادر والعليم والعالم، وقد يكون ذلك من العلو الذي هو مصدر علا، يعلو، فهو عال، كقوله: «الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى» [10] ، ويكون ذلك من علاء المجد والشرف، يقال منه: علي يعلى علاء، ويكون الذي علا وجل أن تلحقه صفات الخلق أو تكيفه أوهامهم.
تجربتي مع اسم الله اللطيف – المنصة
ومِنْ لُطفه بخلقه لطفه بأنبيائه المرسلين، فمن ذلك لطفه بيوسف - عليه السلام - حين أخرجه من السجن، وجاء بأهله من البدْو، وجمع بينه وبين أبويه، بعد أن نزغ الشيطان بينه وبين إخوته. ومن ذلك لطفه بنبيِّه موسى - عليه السلام - حين أرسله إلى فرعون، وألقتْه أمُّه في البحر، ووصل إلى قصر فرعون، وقذف الله في قلب زوجة فرعون الرحمةَ لهذا الطفل، وطلبتْ من فرعون استبقاءه، فنجا من القتل، ثم منع من الرضاعة، ليرجع إلى أمه فيحصل على حنانها، قال - تعالى -: ﴿ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ﴾ [القصص: 12]، ثم تربَّى في قصر فرعون، وتحت سمعه وبصره. ومن لُطفه بعبده، أن قيَّض له كل سبب يعوقه ويحول بينه وبين المعاصي، حتى إنه - تعالى - إذا علم أن الدنيا والمال والرياسة، ونحوها مما يتنافس فيه أهل الدنيا، تقطع عبدَه عن طاعته، أو تحمله على الغفلة عنه، أو على معصيته، صرَفَها عنه، وقدَر عليه رزقه؛ ولهذا قال هنا: ﴿ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ ﴾ بحسب اقتضاء حكمته ولطفه ﴿ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ﴾. ومن لطفه بعباده المؤمنين أنه أمرهم بالعبادات الاجتماعية، التي بها تقْوى عزائمهم، وتنبعث هممهم، ويحصل منهم التنافس على الخير والرغبة فيه، واقتداء بعضهم ببعض [5] [6].
10- إكرام القرآن: قال تعالى: { إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ} [الواقعة:77]، فأكرم كتاب الله الكريم قراءةً وتدبرًا وعملاً؛ لكي تكون كريمًا عند ربِّ العالمين.
والمراد بالسبع الشداد: السماوات ، فهو من ذكر الصفة وحذف الموصوف للعلم به كقوله تعالى: { حملناكم في الجارية} [ الحاقة: 11] ، ولذلك جاء الوصف باسم العدد المؤنث إذ التقدير: سبعَ سماوات. فيجوز أن يراد بالسبع الكواكب السبعة المشهورة بين الناس يومئذ وهي: زُحل ، والمشتري ، والمريخ ، والشمس ، والزُّهْرةُ ، وعطارد ، والقَمرُ. وبنينا فوقكم سبعاً شداداً - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. وهذا ترتيبها بحسب ارتفاع بعضها فوق بعض بما دل عليه خسوف بعضها ببعض حين يحول بينه وبين ضوء الشمس التي تكتسب بقية الكواكب النور من شعاع الشمس. وهذا المحمل هو الأظهر لأن العبرة بها أظهر لأن المخاطبين لا يرون السماوات السبع ويرون هذه السيارات ويعهدونها دون غيرها من السيارات التي اكتشفها علماء الفلك من بعد. وهي ( سَتّورن) و ( نَبْتُون) و ( أُورَانُوس) وهي في عِلم الله تعالى لا محالة لقوله: { ألا يعلم من خلق} [ الملك: 14] وأن الله لا يقول إلا حقاً وصدقاً ويقرِّب للناس المعاني بقدر أفهامهم رحمة بهم. فأما الأرض فقد عدت أخيراً في الكواكب السيارة وحُذف القمر من الكواكب لتبيُّن أن حركته تابعة لحركة الأرض إلا أن هذا لا دخل له في الاستدلال لأن الاستدلال وقع بما هو معلوم مسلم يومئذ والكل من صنع الله.
إعراب قوله تعالى: وبنينا فوقكم سبعا شدادا الآية 12 سورة النبأ
إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا (40)
إنَّا حذَّرناكم عذاب يوم الآخرة القريب الذي يرى فيه كل امرئ ما عمل من خير أو اكتسب من إثم, ويقول الكافر من هول الحساب: يا ليتني كنت ترابًا فلم أُبعث.
وبنينا فوقكم سبعاً شداداً - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
الطبرى: القول في تأويل قوله تعالى: وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) يقول تعالى ذكره: (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ): وسقفنا فوقكم، فجعل السقف بناء، إذ كانت العرب تسمي سقوف البيوت - وهي سماؤها - بناءً وكانت السماء للأرض سقفا، فخاطبهم بلسانهم إذ كان التنـزيل بِلسانهم، وقال (سَبْعًا شِدَادًا) إذ كانت وثاقا محكمة الخلق، لا صدوع فيهنّ ولا فطور، ولا يبليهنّ مرّ الليالي والأيام. ابن عاشور: وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) ناسب بعد ذكر الليل والنهار وهما من مظاهر الأفق المسمى سماء أن يُتبع ذلك وما سبقه من خلق العالم السفلي بذكر خلق العوالم العلوية. والبناء: جعل الجاعل أو صُنع الصانع بيتاً أو قصراً من حجارة وطين أو من أثواب ، أو من أدَممٍ على وجه الأرض ، وهو مصدر بنى ، فبيت المدَر مبني ، والخيمة مبنيّة ، والطِراف والقبة من الأدم مبنيان. إعراب قوله تعالى: وبنينا فوقكم سبعا شدادا الآية 12 سورة النبأ. والبناء يستلزم الإعلاء على الأرض فليس الحفر بناء ولا نقر الصخور في الجبال بناء. قال الفرزدق:... إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتاً دعائمه أعز وأطول... فذكر الدعائم وهي من أجزاء الخيمة. واستعير فعل { بنيْنا} في هذه الآية لمعنى: خلقنا ما هو عَالٍ فوق الناس ، لأن تكوينه عالياً يشبه البناء.
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال: ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( سراجا وهاجا) قال: الوهاج: المنير. حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا مهران ، عن سفيان ( سراجا وهاجا) قال: يتلألأ ضوءه. وقوله: ( وأنزلنا من المعصرات) اختلف أهل التأويل في المعني بالمعصرات ، فقال بعضهم: عني بها الرياح التي تعصر في هبوبها. حدثني محمد بن سعد ، قال: ثني أبي ، قال: ثني عمي ، قال: ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله: ( وأنزلنا من المعصرات) فالمعصرات: الريح. حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا يحيى بن واضح ، قال: ثنا الحسين ، عن يزيد ، عن عكرمة ، أنه كان يقرأ ( وأنزلنا بالمعصرات) يعني: الرياح. حدثني محمد بن عمرو ، قال: ثنا أبو عاصم ، قال: ثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله: ( من المعصرات) قال: الريح. وحدثني الحارث ، قال: ثنا الحسن ، قال: ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله. حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال: هي في بعض القراءات ( وأنزلنا بالمعصرات): الرياح. حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد ، في قوله: ( وأنزلنا من المعصرات) قال: المعصرات: الرياح ، وقرأ قول الله: ( الذي يرسل الرياح فتثير سحابا) [ ص: 154] إلى آخر الآية.