عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرّ على صُبْرَة طعام، فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً، فقال: ( ما هذا يا صاحب الطعام؟) ، قال: أصابته السماء يا رسول الله، قال: ( أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غشّ فليس مني) رواه مسلم. وفي رواية أخرى للحديث عند مسلم: (من غشنا فليس منا). معاني المفردات
السماء: المطر
الصُبْرة: الكومة المجموعة بلا كيل ولا وزن. تفاصيل الموقف
الغشّ ظاهرةٌ اجتماعيّة خطيرة، يقوم فيها الكذب مكان الصدق، والخيانة مكان الأمانة، والهوى مقام الرّشد، نظراً لحرص صاحبها على إخفاء الحقيقة، وتزيين الباطل، ومثل هذا السلوك لا يصدر إلا من قلبٍ غلب عليه الهوى، والانحراف عن المنهج الرّباني. ومظاهر الغش والخداع كثيرةٌ، جاء أحدها في موقفٍ سجّله لنا التاريخ، وفيه أنه النبي –صلى الله عليه وسلم- كانت له زيارةٌ إلى السوق ليشتري ما يحتاجه، فاستوقفه منظر كومة من طعام –جاء في المستدرك أنها من الحنطة- وقد عرضها صاحبها للبيع. حديث الرسول عن الغش. ومن النظرة الأولى أُعجب النبي –صلى الله عليه وسلم- بالطعام فهو يبدو فائق الجودة والنضارة، لكن الفحص الدقيق يُظهر ما كان خافياً، فقد أدخل النبي عليه الصلاة والسلام يده الشريفة إلى تلك الكومة فإذا بها مبتلّةٌ على نحوٍ يوحي بقرب فسادها.
- من غشنا فليس منا - موضوع
- شرح حديث / عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير - فذكر
- عجباً لأمر المؤمن - طريق الإسلام
- اوراق عمل درس المؤمن بين الشكر والصبر مع الاجابة للصف السادس تربية اسلامية - سراج
- عجباً لأمر المؤمن - موسوعة عين
من غشنا فليس منا - موضوع
استدار النبي –صلى الله عليه وسلم- إلى الرجل، وألقى إليه بنظرةِ لائمٍ وأتبعها بسؤال المعاتب: ( ما هذا يا صاحب الطعام؟) ، فأطرق الرجل رأسه في خجل وقال: ": أصابته السماء يا رسول الله"، وكأنه يريد أن يعتذر عن فعلته ولكن بما لا يُعتذر به، وأن يُبرّر موقفه ولو بأقبح التبريرات، كل ذلك محاولةً منه في تخفيف غضب النبي عليه الصلاة والسلام وعتابه.
وقال تَعَالَى: {وَيلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لمزَةٍ} [الهمزة: 1]. قال ابن كثير: ينهى تعالى عن السخرية بالناس، وهو احتقارهم والاستهزاء بهم، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الكبر بَطَرُ الحق، وغمص الناس». ويُروى: «وغمط الناس». والمراد من ذلك احتقارهم واستصغارهم، وهذا حرام، فإنه قد يكون المحتَقَر أعظم قَدْرًا عند الله تعالى، وأحب إليه من الساخر منه- المحتقر له-. ولهذا قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَومٍ عَسَى أنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ} ، فنص على نهي الرجال، وعطف بنهي النساء. وقوله تبارك وتعالى: {وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ} ، أي: لا تلمزوا الناس. والهمّاز اللمّاز من الرجال مذموم ملعون. حديث النهي عن الغش. كما قال تعالى: {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ} ، والهمز بالفعل، واللمز بالقول. كما قال تعالى: {هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ} [القلم: 11]، أي: يحتقر الناس ويهمزهم طاغيًا عليهم، ويمشي بينهم بالنميمة. وهي اللمز بالمقال. وقوله تعالى: {وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ} [الحجرات: 11]، أي: لا تداعوا بالألقاب، وهي التي يسوء الشخص سماعها.
27 - شرح حديث عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير - الشيخ: عبدالرزاق البدر - YouTube
شرح حديث / عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير - فذكر
[٢٣]
إلهام الله لعباده الصالحين بالتوجه بالشكر لله بمجرد رؤيتهم لنعمه، وذلك مثل ما ورد عن سليمان -عليه السّلام- في قوله -تعالى-: (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ).
عجباً لأمر المؤمن - طريق الإسلام
[١٧]
ويعدّ الشكر أعلى مراتب السائرين في سبيل الوصول إلى الله، وهو أرفع من الرّضا، ويقوم على خضوع العبد لخالقه، وحبه له، والاعتراف بنعمته، والثناء عليه بما هو أهله، واستخدامه للنعمة فيما يرضيه، [١٨] وللشكر مجموعة من الفضائل، منها: [١٩]
ثناء الله -عزّ وجلّ- على الشاكرين، وجعل الشكر صفة من صفات عباد الله الذين اختصّهم به، قال -تعالى-: (إِنَّ إِبراهيمَ كانَ أُمَّةً قانِتًا لِلَّـهِ حَنيفًا وَلَم يَكُ مِنَ المُشرِكينَ* شاكِرًا لِأَنعُمِهِ). عجباً لأمر المؤمن - طريق الإسلام. [٢٠]
اعتبار الشكر الغاية من إنعام الله على عباده بالنعم العديدة، قال -تعالى-: (وَاللَّـهُ أَخرَجَكُم مِن بُطونِ أُمَّهاتِكُم لا تَعلَمونَ شَيئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمعَ وَالأَبصارَ وَالأَفئِدَةَ لَعَلَّكُم تَشكُرونَ). [٢١]
الوعد بالجزاء العظيم الحسن لِمن يشكر الله، قال -تعالى-: (وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ). [٢٢]
الزيادة في النعم، قال -تعالى-: (وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذابي لَشَديدٌ). [٧]
قبول الله للعمل مهما كان صغيراً وبسيطاً، وسمّى نفسه الشكور، قال -تعالى-: (وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّـهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ).
اوراق عمل درس المؤمن بين الشكر والصبر مع الاجابة للصف السادس تربية اسلامية - سراج
- عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له. عجباً لأمر المؤمن - موسوعة عين. الراوي:
صهيب بن سنان الرومي
| المحدث:
مسلم
| المصدر:
صحيح مسلم
| الصفحة أو الرقم:
2999
| خلاصة حكم المحدث:
[صحيح]
إِنَّ فَضيلَةَ الإِيمانِ وشَأنَه عَلى العَبدِ لَيستْ كَغيرِه، بِما يَبعثُ في صاحِبِه مِنَ التَّصرُّفاتِ الحميدَةِ، مِنَ الشُّكرِ، والصَّبرِ، وغَيرِهما مِنَ الأَخلاقِ الفاضِلَةِ. وَفي هَذا الحديثِ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وَسلَّم: (عَجَبًا لِأمرِ المُؤمنِ)؛ فأَظهَرَ العَجبَ على وَجهِ الاستحسانِ، ولِأمرِه، أَي: لِشأنِه؛ فإنَّ شَأنَه كُلَّه خيرٌ، ولَيسَ ذَلك لأحدٍ إلَّا المؤمنُ. فكُلُّ إِنسانٍ؛ في قَضاءِ اللهِ وقَدَرِه بَينَ أَمرينِ: مُؤمنٍ وغَيرِ مُؤمنٍ، فالمُؤمنُ عَلى كُلِّ حالٍ ما قدَّرَ اللهُ له فهُو خيرٌ لَه، إنْ أَصابتْه الضَّراءُ صَبرَ عَلى أَقدارِ اللهِ، وانْتَظَر الفَرجَ مِن اللهِ، واحْتَسبَ الأَجرَ عَلى اللهِ؛ فَكان ذَلكَ خَيرًا له. وإِن أَصابتْه سَرَّاءُ مِن نِعمةٍ دِينيَّةٍ؛ كالعِلمِ والعَملِ الصَّالحِ، ونِعمةٍ دُنيويَّةٍ؛ كالمالِ والبَنينَ والأَهلِ، شَكَرَ اللهَ، وَذَلك بالقِيامِ بطاعَةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فيَشكُرُ اللهَ فَيكونُ خيرًا لَه، ويَكونُ عَليه نِعمتانِ: نِعمةِ الدِّينِ، ونِعمةِ الدُّنيا؛ نِعمةُ الدِّينِ بالشُّكرِ، ونِعمَةُ الدُّنيا بالسَّرَّاءِ؛ فهَذه حالُ المؤمنِ، فهُو عَلى خَيرٍ، سَواءٌ أُصيبَ بضَرَّاءَ أو سَرَّاءَ.
عجباً لأمر المؤمن - موسوعة عين
بتصرّف. ↑ مجموعة من المؤلفين (1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر، مطابع دار الصفوة، صفحة 175-176، جزء 26. بتصرّف. ↑ سورة النحل، آية: 120-121. ↑ سورة النحل، آية: 78. ↑ سورة آل عمران، آية: 145. ↑ سورة البقرة، آية: 158. ↑ سورة النمل، آية: 19. ↑ ابن القيم (1996)، مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (الطبعة الثالثة)، بيروت، دار الكتاب العربي، صفحة 155، جزء 2. بتصرّف. ↑ عبد الملك بن قاسم، اصبر واحتسب ، الرياض، دار القاسم، صفحة 11. بتصرّف. ↑ ابن تيمية (2002)، قاعدة في الصبر ، المدينة المنورة، الجامعة الإسلامية، صفحة 90-92. بتصرّف. ↑ ابن القيم (1996)، مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (الطبعة الثالثة)، بيروت، دار الكتاب العربي، صفحة 151-152، جزء 2. اوراق عمل درس المؤمن بين الشكر والصبر مع الاجابة للصف السادس تربية اسلامية - سراج. بتصرّف. ↑ سورة البقرة، آية: 153. ↑ سورة الأحقاف، آية: 35. ↑ سورة آل عمران، آية: 17. ↑ سورة آل عمران، آية: 146. ↑ سورة الأنفال، آية: 46. ↑ سورة النحل، آية: 126. ↑ سورة النحل، آية: 96. ↑ سورة الزمر، آية: 10. ↑ سورة البقرة، آية: 155. ↑ سورة آل عمران، آية: 125. ↑ سورة الشورى، آية: 43. ↑ عبد الملك بن قاسم، اصبر واحتسب ، الرياض، دار القاسم، صفحة 13.
والمؤمن إذا أصابه خيرٌ شكره ، ونسب النّعمة إلى مُسديها ، ولم يقل كما قال الجاحد: ( إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي) القصص 78، أو كما يقول المغرور: ( إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ) الفجر 15، فالمؤمن في كل أحواله يتدرّج في مراتب العبودية: بين صبر على البلاء وشكر للنعماء قال شيخ الإسلام ابن تيمية: العبد دائما بين نعمة من الله يحتاج فيها الى شكر ، وذنب منه يحتاج فيه الى الاستغفار ، وكل من هذين من الأمور اللازمة للعبد دائما ، فإنه لايزال يتقلب في نعم الله وآلائه ، ولا يزال محتاجا الى التوبة والاستغفار. حديث عجبا لأمر المؤمن اسلام ويب. فالعبد يعلم أنه عبدٌ على الحقيقة ، ويعلم بأنه عبدٌ لله ، والعبد لا يعترض على سيّده ومولاه
ومِمَّا يُستفاد من هذا الحديث أيضا: – الحث على الإيمان وأن المؤمن دائما في خير ونعمة. – والحث على الصبر على الضراء، وأن ذلك من خصال المؤمنين. – والحث على الشكر عند السراء، لأنه إذا شكر الإنسان ربه على نعمة فهذا من توفيق الله له، وهو من أسباب زيادة النعم، – ويجتمع للمؤمن عند النعم والسراء، نعمتان: نعمة حصول ذلك المحبوب، ونعمة التوفيق للشكر الذي هو أعلى من ذلك.
يفرح الذي ليس في قلبه إيمان إن أصابه خير، ويصل به الأمر إلى الأشر والبطر حتى يظن أن الله يحبه، وإن إصابته ضراء سخط على الله، ويئس، وحزن، وتذمّر. يعتبر الشكر على النعمة نصف الإيمان، والصبر على الضراء النصف الآخر له.