وفي رواية للبخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: كان أبو ذر رضي الله عنه يُحَدِّث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فُرِجَ عَنْ سَقْفِ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عليه السلام، فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، فَأَفْرَغَهُ فِي صَدْرِي، ثُمَّ أَطْبَقَهُ.. "[5]. وفي رواية البخاري التي ذكرناها سابقًا عن أنس رضي الله عنه في أمر الرؤيا التي كانت قبل الوحي قال: "فَشَقَّ جِبْرِيلُ مَا بَيْنَ نَحْرِهِ إِلَى لَبَّتِهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَدْرِهِ وَجَوْفِهِ، فَغَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ بِيَدِهِ، حَتَّى أَنْقَى جَوْفَهُ، ثُمَّ أُتِيَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ تَوْرٌ مِنْ ذَهَبٍ، مَحْشُوًّا إِيمَانًا وَحِكْمَةً، فَحَشَا بِهِ صَدْرَهُ وَلَغَادِيدَهُ -يَعْنِي عُرُوقَ حَلْقِهِ- ثُمَّ أَطْبَقَهُ.. ". حادثة شق الصدر - المعرفة. وقفات مع حادثة شق صدر رسول الله:
لقد بدأت الليلة بدخول مفاجئ لجبريل عليه السلام لبيت رسول الله صلى الله عليه وسلم! فلم يلقه بشكل مألوف كما اعتاد في السنوات السابقة؛ إنما دخل عليه من سقف البيت! فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "فُرِجَ عَنْ سَقْفِ بَيْتِي.. ".
حادثة شق الصدر - المعرفة
فقد توقّف بنا الحديث في الحلقة السّابقة في بيت آمنة، وهي تحضن ولدها الحبيب صلّى الله عليه وسلّم بعد أن غاب عنها مدّة رضاعه ببادية بني سعد.. ولكنّ مرضعته رأت من البركة الّتي حلّت عليها، والخيرات الّتي أقبلت إليها ما جعلها تقول:
" فقدمنا به على أمّه، ونحن أحرص شيءٍ على مُكثِه فينا، لما كنّا نرى من بركته، فكلّمْنَا أمَّه، وقلت لها: ل و تركتِ بُنَيَّ عندي حتّى يغلَظ ، فإنّي أخشى عليه وبأَ (الطّاعون) مكّة! قالت: فلم نزل بها حتّى ردّته معنا "اهـ. فكانت في تلك الأيّام:
حادثة شقّ الصّدر الأولى. شق الصدر للرسول عليه الصلاة والسلام. - ولا بدّ أن نعلم أوّلا أنّ حادثة شقّ الصّدر هي أيضا من الإرهاصات التي تقدّمت نبوّته صلّى الله عليه وسلّم، ويدخل ضمن خوارق العادات التي حدثت له صلّى الله عليه وسلّم بمرأى من الغلمان. - و إنّ العلماء قد اختلفوا في عدد مرّات شقّ صدره صلّى الله عليه وسلّم:
فأكثر ما قيل: إنّ ذلك خمس مرّات. وأقلّ ما قيل: مرّة واحدة. و الصّواب – إن شاء الله –: أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم شُقّ صدره مرّتين اثنتين ، ولا دليل على أخرى، فالأولى كانت في صغره، والثّانية كانت ليلة الإسراء كما في الصّحيحين عن أنس رضي الله عنه، وسيأتي تفصيله في موضعه إن شاء الله.
قال أنس: وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط ( [8]) في صدره ( [9]). معنى الحديث وتوجيهه عند العلماء:
هذا الحديث صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أحد الأحاديث الصحيحة المتواردة المثبتة لقصة شقّ صدره صلى الله عليه وسلم، والذي تكرر له أكثر من مرة، وقد عدَّه العلماء من علامات النبوة ( [10]). حيث وقع له ذلك في صغره وهو مسترضع في بني سعد عند حليمةَ السعديةِ، ففي أثناء لعبه مع الغلمان جاءه جبريل عليه السلام، فأخذه ووضعه على الأرض، فشقَّ صدره، واستخرج قلبه، ليستخرج منه علقةً -قطعة دم-، وهذه العلقة المنتزعة عنه هي القابلة للوسواس والمحركة للشهوات، فأزيل ذلك عنه صلى الله عليه وسلم، وبذلك أعين على شيطانه حتى سلم منه ( [11]) ، ثم قام جبريل -عليه السلام- بغسل قلبه بماء زمزم في طست مصنوع من ذهب، ثم ضمه وجمعه، ثم أعاده إلى مكانه، وبقي أثر شق الصدر والتِئامِه ظاهرًا في صدره صلى الله عليه وسلم، كما أخبر أنس بذلك.
شق الصدر للرسول عليه الصلاة والسلام
وَاللَّهِ لَا أَعْبُدُ أَبَدًا! )). - وإنّ الله كان يربّيه على مكارم الأخلاق ، فقد روى البخاري ومسلم عن جَابِر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم كَانَ يَنْقُلُ مَعَهُمْ الْحِجَارَةَ لِلْكَعْبَةِ، وَعَلَيْهِ إِزَارُهُ، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ عَمُّهُ: يَا ابْنَ أَخِي! لَوْ حَلَلْتَ إِزَارَكَ فَجَعَلْتَهُ عَلَى مَنْكِبَيْكَ دُونَ الْحِجَارَةِ! قَالَ: فَحَلَّهُ فَجَعَلَهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ فَسَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ فَمَا رُئِيَ بَعْدَ ذَلِكَ عُرْيَانًا صلّى الله عليه وسلّم. بل عُرِف صلّى الله عليه وسلّم بين النّاس بالصّادق الأمين. - أراد الله الكمال لنبيّه صلّى الله عليه وسلّم:
فإنّ الإسلام لمّا كان هو الدّين الكامل الشّامل، المهيمن على ما قبله أراد الله أن يكون مبلّغه كاملا. نقول ذلك؛ لأنّه لم يحدُث لنبيّ ما حدث له من نزع حظّ الشّيطان من قلبه. بل إنّ الله خصّه بأن أسلم له قرينه من الشّياطين ، فقد روى مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم:
(( مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنْ الْجِنِّ)) قَالُوا: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: (( وَإِيَّايَ ، إِلَّا أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ ، فَلَا يَأْمُرُنِي إِلَّا بِخَيْرٍ)).
وقدَّر الله أن يلتقي رسول - صلى الله عليه وسلم - بستة نفرٍ من شباب يثرب في موسم الحج من السنة الحادية عشرة من النبوَّة، وهم من الخزرج، ومن بينهم: أسعد بن زرارة، وعقبة بن عامر، وجابر بن عبدالله، فعرَض عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الإسلام؛ فأسلَموا ورجعوا إلى أهلهم بهذه الدعوة.
حادثة شق صدرِ النبي ﷺ - وِلادةُ خيرِ الأَنام ﷺ إلى بَيْعةُ العَقبةِ الأولى. - علوي عبد القادر السقاف - طريق الإسلام
ومعلوم أن المعجزةَ أمر خارقٌ للعادة؛ فلا يعترض عليها بمخالفتها للأمور العادية؛ ولهذا يقول المظهري: "فاعرف أنَّ هذا الحديثَ وأمثالَه ينبغي أن تؤمنَ بظاهرها، ولا تتعرَّض لها بتأويل متكلَّف، بل تحيل إلى قدرة الله القادر الحكيم، فإنه تعالى على كلِّ شيءٍ قدير" ( [21]). الوجه الثالث: ممّا يؤكِّد أنَّ أمرَ الشقِّ كان حِسِّيًّا لا معنويًّا ( [22]): ما قاله أنس بن مالك رضي الله عنه في آخر الحديث: "وقد كنتُ أرى أثرَ ذلك المخيط في صدره"؛ ولعلَّ من حِكمة بقاء أثر الإبرة التي خيط بها تذكيرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الحدَث العظيم، ونفي الريبة عما يُلقى إليه من الحق؛ وكذا تذكير من يرى هذا الأثر من الصحابة؛ يقول الوزير ابن هبيرة: "وإنما بقي أثر ذلك ليذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، ويذكره من يراه، ويعلم أن حظ الشيطان قد نزع من قلبه، فلا يكون عنده صلى الله عليه وسلم ريبٌ فيما يقذفه الله تعالى من حقٍّ في قلبه" ( [23]). الوجه الرابع: مما يقرِّب فهمَ حديث شقِّ صدره صلى الله عليه وسلم -والذي يعدّ معجزة نبوية جرت له بغير جراحة وبغير مبضع- أن يقال لهؤلاء الذين دأبت نفوسهم على جحود كل ما يخالف عقولهم: لئن جاز استبعاد شقِّ الصدر في العصور السابقة، فإنه لا يجوز أن يُستبعَد في عصورنا هذه التي تقدَّم فيها الطب تقدُّمًا عجيبًا، حتى أصبحت العمليات تجرى في القلب ( [24]) ، ووصلت إلى حدِّ استخراج القلب التالِف واستبدال قلب آخر سليم من إنسان مات حديثًا به، أو استبدال قلب صناعيٍّ به يوضع مكانه، ثم تخاط طبقات الجسم، ولا يموت المريض، وهذا أصبح في مقدور الإنسان وإمكانه.
وورد شق الصدر أيضا عند البعثة، أخرجه أبو نعيم في الدلائل، ولكل واحدة حكمة بينها أهل العلم، ومنهم الحافظ ابن حجر فقد قال في الفتح مبينا تلك الحكم:
فَالْأَوَّلُ وَقَعَ فِيهِ مِنَ الزِّيَادَةِ كَمَا عِنْدَ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ: فَأَخْرَجَ عَلقةُ فَقَالَ: هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ، وَكَانَ هَذَا فِي زَمَنِ الطُّفُولِيَّةِ فَنَشَأَ عَلَى أَكْمَلِ الْأَحْوَالِ مِنَ الْعِصْمَةِ مِنَ الشَّيْطَانِ. ثُمَّ وَقَعَ شَقُّ الصَّدْرِ عِنْدَ الْبَعْثِ زِيَادَةً فِي إِكْرَامِهِ لِيَتَلَقَّى مَا يُوحَى إِلَيْهِ بِقَلْبٍ قَوِيٍّ فِي أَكْمَلِ الْأَحْوَالِ مِنَ التَّطْهِيرِ. ثُمَّ وَقَعَ شَقُّ الصَّدْرِ عِنْدَ إِرَادَةِ الْعُرُوجِ إِلَى السَّمَاءِ لِيَتَأَهَّبَ لِلْمُنَاجَاةِ. وَيَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ الْحِكْمَةُ فِي هَذَا الْغَسْلِ لِتَقَعَ الْمُبَالَغَةُ فِي الْإِسْبَاغِ بِحُصُولِ الْمَرَّةِ الثَّالِثَةِ، كَمَا تَقَرَّرَ فِي شَرْعِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. اهـــ. وأما لماذا لم يقع التطهير من غير شق؟ فالله تعالى أراد ذلك لحكمة هو يعلمها، ولا يسأل عما يفعل، ولم نقف على كلام لأهل العلم في بيان هذه الحكمة، ولعل الحكمة هي إظهار كرامة هذا النبي الكريم على الله تعالى، وعنايته به، فإنه لو أزال تلك العلقة بدون إرسال الملك وشق الصدر لربما خفيت على الناس هذه الكرامة، وهذا التطهير.
من هم المفردون ؟ - ابن عثيمين - YouTube
من هم المفردون؟! - هوامير البورصة السعودية
2011-01-13, 00:22
#1
تاجرة برونزية
أبي هريرة الذي رواه مسلم: ( سبق المفردون, قالوا يا رسول الله: ومن المفردون ؟ قال: الذاكرون الله كثيراً والذاكرات).
من هم المفردون - Youtube
والمُفرِّدونَ هُمُ الَّذين هَلك أَقرانُهم وانْفَردوا عَنْهم فَبَقوا يَذكُرون اللهَ تَعالى. (قَالوا: وَما المُفرِّدون يا رَسولَ اللهِ؟)، فأَجابَ بأنَّ التَّفريدَ الحقيقيَّ المُعتدَّ لَه هُو تَفريدُ النَّفسِ بذِكرِ اللهِ تَعالى في أَكثرِ الأَوقاتِ، فكأنَّهم قالوا: ما صِفةُ المُفرِّدين حتَّى نَتأسَّى بِهم فنَسبِقَ إِلى ما سَبقوا إِليهِ ونَطَّلعَ على ما اطَّلعوا عَليه؟ (قال: الذَّاكرونَ اللهَ كَثيرًا): أَي: ذِكرًا كَثيرًا في أكثرِ أَحوالِهم.
حديث: سيروا هذا جمدان، سبق المفردون
[box type="shadow" align="" class="" width=""]عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كانَ رَسولُ اللهِ ﷺ، يَسِيرُ في طَرِيقِ مَكَّةَ فَمَرَّ على جَبَلٍ يُقالُ له جُمْدانُ، فَقالَ: سِيرُوا هذا جُمْدانُ، ""سَبَقَ المُفَرِّدُونَ"" قالوا: وَما المُفَرِّدُونَ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: الذّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا، والذّاكِراتُ"" (صحيح مسلم ٢٦٧٦).
معنى سبق المفردون - إسلام ويب - مركز الفتوى
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سبق المفردون) قالوا: يا رسول الله ومن المفردون؟ قال الذاكرون الله كثيراً والذاكرات).
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة، فمر على جبل يقال له: (جمدان)، فقال: ((سيروا، هذا جمدان، سبق المفردون))، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: ((الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات))؛ رواه مسلم [1].
والمُفرِّدونَ هُمُ الَّذين هَلك أَقرانُهم وانْفَردوا عَنْهم فَبَقوا يَذكُرون اللهَ تَعالى. (قَالوا: وَما المُفرِّدون يا رَسولَ اللهِ؟)، فأَجابَ بأنَّ التَّفريدَ الحقيقيَّ المُعتدَّ لَه هُو تَفريدُ النَّفسِ بذِكرِ اللهِ تَعالى في أَكثرِ الأَوقاتِ، فكأنَّهم قالوا: ما صِفةُ المُفرِّدين حتَّى نَتأسَّى بِهم فنَسبِقَ إِلى ما سَبقوا إِليهِ ونَطَّلعَ على ما اطَّلعوا عَليه؟ (قال: الذَّاكرونَ اللهَ كَثيرًا): أَي: ذِكرًا كَثيرًا في أكثرِ أَحوالِهم. Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2022, Jelsoft Enterprises Ltd. معنى سبق المفردون - إسلام ويب - مركز الفتوى. TranZ By
Almuhajir