تفسير "يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير... " الشيخ د. عبدالله السلمي - YouTube
آيات عن شرب الخمر
ويدل على ذلك ما رواه ابن جرير: حدثنا علي بن مسلم ، حدثنا أبو عاصم ، عن ابن عجلان ، عن المقبري ، عن أبي هريرة قال: قال رجل: يا رسول الله ، عندي دينار ؟ قال: " أنفقه على نفسك ". قال: عندي آخر ؟ قال: " أنفقه على أهلك ". قال: عندي آخر ؟ قال: " أنفقه على ولدك ". قال: عندي آخر ؟ قال: " فأنت أبصر ". يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير. وقد رواه مسلم في صحيحه. وأخرج مسلم أيضا عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل: " ابدأ بنفسك فتصدق عليها ، فإن فضل شيء فلأهلك ، فإن فضل شيء عن أهلك فلذي قرابتك ، فإن فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا وهكذا ". وعنده عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى ، واليد العليا خير من اليد السفلى ، وابدأ بمن تعول ". وفي الحديث أيضا: " ابن آدم ، إنك إن تبذل الفضل خير لك ، وإن تمسكه شر لك ، ولا تلام على كفاف ". ثم قد قيل: إنها منسوخة بآية الزكاة ، كما رواه علي بن أبي طلحة ، والعوفي عن ابن عباس ، وقاله عطاء الخراساني والسدي ، وقيل: مبينة بآية الزكاة ، قاله مجاهد وغيره ، وهو أوجه.
يسألونك عن الخمر والميسر - Youtube
ويرده أن الصحابة - وهم صميم العرب - فهموا من تحريم الخمر تحريم كل مسكر ولم يفرقوا بين ما كان من العنب وما كان من غيره; بل قال أهل الأثر: إن الخمر حرمت بالمدينة ولم يكن شرابهم يومئذ إلا نبيذ البسر والتمر ، فهو الذي تناوله نص القرآن ابتداء.
لفظ الخمر منقول من مصدر خمر الشيء بمعنى ستره وغطاه ، يقال: خمرت الشيء إذا سترته وخمرت الجارية ألبستها الخمار ، وهو النصيف الذي تغطي به وجهها ، وتخمرت هي واختمرت. يسألونك عن الخمر والميسر. والوجه في النقل أن هذا الشراب يستر العقل ويغطيه ، أو هو من خامره بمعنى خالطه ، يقال: خامره الداء; أي: خالطه ، وهو ما صرح به عمر في خطبة له على منبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ، أو بمعنى التغير ، يقال: خمر الشيء - كعلم - إذا تغير عما كان عليه ، والعصير يتغير فيكون خمرا ، أو بمعنى الإدراك ، من خمر العجين ونحوه فاختمر; أي: بلغ وقت إدراكه. وقال ابن الأعرابي: إنه يقال سميت الخمر خمرا; لأنها تركت حتى اختمرت ، واختمارها تغير رائحتها ، وجميع هذه المعاني ظاهرة في هذه الأشربة المسكرة كلها كما قال ابن عبد البر ، فيصح إطلاق اسم الخمر لغة على كل مسكر ، وهذا ما ذهب إليه أشهر علماء اللغة كالجوهري وأبي نصر القشيري وأبي حنيفة الدينوري والمجد صاحب القاموس. والظاهر أن هذا الإطلاق حقيقي ولا وجه للعدول عنه إلا أن يصح أن العرب كانت تسمي نوعا خاصا من المسكرات خمرا لا تطلق اللفظ على مسكر سواه ، وهو ما زعمه بعض الناس ، والحنفية على أن الخمر ما اعتصر من ماء العنب إذا اشتد وقذف بالزبد ، زاد بعضهم ثم سكن ، وقيل إذا اشتد فقط.
[5]
شاهد أيضًا: هل تقبل صلاة شارب الخمر
الحكمة من تحريم الخمر
لقد حرّم الله تعالى الخمر على عباده لعدد من الأسباب منها: [6]
الخمر أم الخبائث، ويحرم تعاطيها شربًا أو بيعًا أو شراءًا أو تصنيعًا، وهي تُذهب عقل شاربها، فيتصرّف تصرفات تضر بالجسد والرّوح، والمال والولد والأهل والمجتمع، وتسبب لشارب الخمر وأولاده الجنون والشلل والميل إلى الإجرام. السُّكر نشوة ولذّة يذهب معها العقل الذي يكون به التمييز بين الصح والخطأ، فلا يعلم صاحبه ماذا يقول، ولا ماذا يفعل. الخمرة هي رجز من عمل الشيطان، الذي يريد أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء بين الناس ويصدّهم عن ذكر الله تعالى وعن الصلاة. شرب الخمر يؤدي إلى ارتكاب العديد من الأمور المحظورة مثل الزنى، والسرقة، والاغتصاب والقتل وغيرها من الأمور التي حرّمها الشرع. هل شارب الخمر لا تقبل صلاته 40 يوم القيامة. الخمر يصدّ المسلم عن ذكر الله تعالى وعن الصلاة، بل إنها توقع البغضاء والعداوة بين الناس، وهي أيضًا مُقدّمة للحرام. شاهد أيضًا: وش الشي اذا سويته حرام واذا تركته حرام
في الختام تعرفنا على هل شارب الخمر لا تقبل صلاته 40 يوم نعم شارب الخمر لا تُقبل صلاته لمدة 40 يومًا، فقد جاءت الأحاديث النبوية الكثيرة التي تحث على عدم شرب الخمر، وتبيّن عقوبة من يفعل ذلك، وأن من يشرب الخمر لا تقبل صلاته مدة أربعين يومًا.
هل شارب الخمر لا تقبل صلاته 40 يوم القيامة
قال أبو عبد الله ابن منده: " قوله " لا تقبل له صلاة " أي: لا يثاب على صلاته أربعين يوماً عقوبة لشربه الخمر ، كما قالوا في المتكلم
يوم الجمعة والإمام يخطب إنه يصلي الجمعة ولا جمعة له ، يعنون أنه لا يعطى ثواب الجمعة عقوبة لذنبه. " تعظيم قدر الصلاة " ( 2 / 587 ، 588). انظر السؤال 20037
وقال النووي:
"وَأَمَّا عَدَم قَبُول صَلاته فَمَعْنَاهُ أَنَّهُ لا ثَوَاب لَهُ فِيهَا وَإِنْ كَانَتْ مُجْزِئَة فِي سُقُوط الْفَرْض عَنْهُ, وَلا
يَحْتَاج مَعَهَا إِلَى إِعَادَة" اهـ. ولا شك أنه يجب على شارب الخمر أن يؤدي الصلاة في أوقاتها ولو أخل بشيء من صلاته لكان مرتكباً لكبيرة عظيمة هي أشد من ارتكابه لكبيرة شرب
الخمر. هل شارب الخمر لا تقبل صلاته 40 يوم وطني استثنائي. وهذه العقوبة على شارب الخمر إنما هي لمن لم يتب ، أما من تاب وأناب إلى الله فإن الله يتوب عليه ويتقبل منه أعماله. كما في الحديث
السابق: ( فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ). وكما قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) رواه ابن
ماجه (4250) وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه. والله أعلم.
هل شارب الخمر لا تقبل صلاته 40 يوم وطني استثنائي
اسم المفتي: لجنة الإفتاء ومراجعة سماحة المفتي العام الدكتور نوح علي سلمان
الموضوع: هل يصح حديث في عدم قبول صلاة شارب الخمر أربعين يوما؟
رقم الفتوى: 494
التاريخ: 07-02-2010
التصنيف: أحكام على الأحاديث
نوع الفتوى: بحثية
السؤال:
شخص يصلي لكن كل شهر أو شهرين يشرب ويسكر، وسكره لا يفقده عقله، ولكن معلوم أن ما أسكر قليله فكثيره حرام. والسؤال: في حديث يقول: (لن تقبل صلاته أربعين ليلة) هل ينتظر أربعين يوما ثم يرجع للصلاة، لأنه بعد السكر يشتاق للصلاة فيتذكر حديث: (أربعين يوما) فلا يصلي؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وصيتنا لهذا الشارب للمسكر أن يتقي الله تعالى في نفسه، ولا يدفن بذرة الخير ونوازع الإيمان من قلبه، فقلبه الذي يشتاق للصلاة قلب مؤمن يشعر بالخطر ويبحث عن ماء الحياة بالتوبة والإنابة إلى الله عز وجل، والخمر أم الخبائث تحيط القلب بالران الذي يحجب عن العبد السعادة والهناء، ولا يجني العبد بشربه الخمر إلا خسارة الدنيا والآخرة. وأما حديث عدم قبول صلاة شارب الخمر أربعين يوما، فيرويه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي فَيَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَلَاةً أَرْبَعِينَ يَوْمًا) رواه النسائي.
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.