لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
ملف نصّي
من صفات عباد الرحمن – وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما
2. وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما
سورة الفرقان: 63
وإذا خاطبهم الجهلة السفهاء بالأذى أجابوهم بالمعروف من القول ، وخاطبوهم خطابا يسلمون فيه من الإثم ، ومن مقابلة الجاهل بجهله
التفسير الميسر
بالضغط على هذا الزر.. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
- و اذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما in english
- والذين اذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما
- اذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما تفسير
- تفسير قوله تعالى: { صراط الذين أنعمت عليهم }
- في تفسير قوله تعالى ({صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} - منتدى جامع الائمة الثقافي
- ص116 - كتاب معاني القراءات للأزهري - صراط الذين أنعمت عليهم - المكتبة الشاملة
- فصل: إعراب الآية رقم (7):|نداء الإيمان
- إسلام ويب - تفسير القاسمي - تفسير سورة الفاتحة - تفسير قوله تعالى صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين- الجزء رقم2
و اذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما In English
تاريخ النشر: الإثنين 17 ذو القعدة 1436 هـ - 31-8-2015 م
التقييم:
رقم الفتوى: 306532
28775
0
169
السؤال
قوله تعالى: "وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما" أريد أمثلة تصلح لنا مع هؤلاء الجاهلين. الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالسؤال غير واضح. وعلى أية حال: فإن من أحسن الأمثلة التي ينبغي التمسك بها حرص المسلم على القول الحسن السديد، وتحليه بالحلم، فهو المراد بالسلام هنا، كما جاء في تفسير ابن جزي:
سلام: له ثلاثة معان: التحية، والسلامة، والقول الحسن، ومنه: إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا. و اذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما in english. اهـ
وفي تفسير الطبري (19/ 295): وقوله: (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) يقول: وإذا خاطبهم الجاهلون بالله بما يكرهونه من القول، أجابوهم بالمعروف من القول، والسداد من الخطاب، حدثنا ابن بشار قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا أبو الأشهب، عن الحسن (وإذا خاطبهم)... الآية، قال: حلماء، وإن جهل عليهم لم يجهلوا... حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا محمد بن أبي الوضاح، عن عبد الكريم، عن مجاهد (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) قال: سدادًا من القول. اهـ
وفي تفسير ابن كثير: وقوله تعالى: وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما.
والذين اذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما
♦ الآية: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (63). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ ﴾ يعني: خواصَّ عباده ﴿ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا ﴾ بالسَّكينة والوقار، ﴿ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ ﴾ بما يَكرَهونه، ﴿ قَالُوا سَلَامًا ﴾ سدادًا من القول، يَسلَمونَ فيه من الإثم. وقفات مع وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما - ملتقى الخطباء. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله عز وجل: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ ﴾ يعني أفاضل العباد. وقيل: هذه الإضافة للتخصيص والتفضيل، وإلا فالخلقُ كلُّهم عباد الله، ﴿ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا ﴾ يعني بالسَّكينة والوقار متواضعينَ غير أَشِرِينَ، ولا مرحين، ولا متكبِّرين، وقال الحسن: علماء وحكماء. وقال محمد بن الحنَفيَّة: أصحاب وقارٍ وعفَّةٍ لا يَسفَهون، وإنْ سُفِهَ عليهم حلَموا، والهَوْنُ في اللغة: الرِّفق واللين، ﴿ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ ﴾ يعني السفهاء بما يكرهون، ﴿ قَالُوا سَلَامًا ﴾ قال مجاهدٌ: سدادًا من القول. وقال مقاتل بن حيان: قولًا يسلمون فيه من الإثم.
اذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما تفسير
وهكذا كان الصالحون رضي الله عنهم على نهجه صلى الله عليه وسلم يسيرون ، فهذا أحدهم يُسب فيقول لسابه: إن كنتَ كاذبا فإني أسأل الله أن يغفر لك، وإن كنت صادقا فإني أسأل الله أن يغفر لي. إننا وإن كنا جميعا مطالبين بالتحلي بهذا الخلق فإن من رزقه الله سلطانا أولى بهذا من غيره، ولهذا كان من آخر وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته قبل وفاته أن قال موصيا بالأنصار خيرا: "فمن ولي شيئا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فاستطاع أن يضر فيه أحدا أو ينفع فيه أحدا، فليقبل من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم". تفسير: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما). ولما جاءه رجل يشكو خادمه: إن لي خادما يسيء ويظلم أفأضربه؟ قال: " تعفو عنه كل يوم سبعين مرة". كذلك يحتاج إلى هذا الخلق بصفة خاصة من كان له قرابة وأرحام يسيئون إليه، فإنه لا يقابل سيئتهم بمثلها ولكن يعفو ويصفح ويزداد إحسانا، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا
يُعالِجُ القرآن الكريم مشكلةَ الجهل والجاهلين في مواضعَ كثيرة، وقضيةُ الجهل من القضايا المهمة التي تناوَلَها القرآن الكريم، واضعًا الحلولَ والمعالجات المهمة لها. ونركز في هذا المقال على قوله تعالى: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾ [الفرقان: 63]. "وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً" - جريدة الغد. يقول الله سبحانه: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا ﴾ [الفرقان: 63] بالحلم والسكينة والوقار، غير مستكبرين ولا متجبِّرين، ولا ساعين فيها بالفساد ومعاصي الله. واختلف أهل التأويل، فقال بعضهم: عنى بقوله: ﴿ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا ﴾ [الفرقان: 63] أنهم يمشون عليها بالسكينة والوقار. عن الحسن في ﴿ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا ﴾ [الفرقان: 63]، قال: حلماء، وإن جُهل عليهم، لم يجهلوا. وقوله: ﴿ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾ [الفرقان: 63]، يقول: وإذا خاطبهم الجاهلون باللهِ بما يكرهونه من القول، أجابوهم بالمعروف من القول، والسدادِ من الخطاب. عن الحسن في قوله: ﴿ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾ [الفرقان: 63]، قال: إن المؤمنين قوم ذُلُلٌ، ذلت منهم واللهِ الأسماعُ والأبصار والجوارح، حتى يحسبهم الجاهلُ مرْضى، وإنهم لأصحَّاء القلوب، ولكن دخَلهم من الخوف ما لم يدخل غيرَهم، ومنعهم من الدنيا علمُهم بالآخرة، فقالوا: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ﴾ [فاطر: 34]، والله ما حزنهم حزن الدنيا، ولا تعاظم في أنفسهم ما طلبوا به الجنة، أبكاهم الخوف من النار، وإنه من لم يتعزَّ بعزاء الله تقطع نفسه على الدنيا حسرات، ومن لم يرَ لله عليه نعمة إلا في مطعم ومشرب، فقد قل علمُه وحضر عذابه [1].
وصلِّ اللهم وسلِّم وبارك على محمَّد وآله وصحبه أجمعين. والحمد لله ربِّ العالمين. مرحباً بالضيف
[7] أخرجه مسلم في "فضائل الصحابة" فضائل طلحة والزبير (2417). [8] أخرجه البخاري في المظالم (2480)، ومسلم في الإيمان (141). [9] أخرجه البخاري في الجهاد (2898)، ومسلم في الإيمان - باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه (112). وأخرج مسلم أيضًا نحوه من حديث أبي هريرة (111). تفسير قوله تعالى: { صراط الذين أنعمت عليهم }. [10] أخرجه مسلم في الإيمان - باب غلظ تحريم الغلول، وأنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون (114). [11] أخرجه النسائي في النكاح (3141)، وأحمد (1/ 41، 48)، وقال الحافظ ابن حجر: "وهو حديث حسن". وصححه الألباني.
تفسير قوله تعالى: { صراط الذين أنعمت عليهم }
ونضيف إلى ذلك احتمال أن اللّه يذكرنا بهذه الأحرف الهجائية والتي تتكون منها الكلمات وهذه بدورها تحمل إلينا رسالة القرآن ورسالة الحرف والكلمة التي امتاز بها الإنسان عن سائر مخلوقات اللّه من الحيوان. قال الزمخشري الحروف في أوائل السور أربعة عشر حرفا نصف أحرف الهجاء وهي مشتملة على أصناف أجناس الحروف كالمهموسة والمجهورة إلخ فسبحان من دقّق حكمته.. إعراب الآية رقم (2): {ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (2)}. الإعراب: (ذا) اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب. (الكتاب) بدل من (ذا)، أو عطف بيان تبعه في الرفع (لا) نافية للجنس (ريب) اسم لا مبني على الفتح في محل نصب (في) حرف جر والهاء ضمير متصل مبني في محل جر ب (في) متعلق بمحذوف خبر لا. ص116 - كتاب معاني القراءات للأزهري - صراط الذين أنعمت عليهم - المكتبة الشاملة. (هدى) خبر ثان للمبتدأ (ذا) مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدّرة على الألف منع من ظهورها التعذّر (للمتقين) جار ومجرور متعلّق ب (هدى)، أو بمحذوف نعت له، وعلامة الجر الياء لأنّه جمع مذكّر سالم. وجملة: (ذلك الكتاب.. ) لا محل لها ابتدائية. وجملة: (لا ريب فيه.. ) في محل رفع خبر المبتدأ (ذا). الصرف: (ذا) اسم للإشارة، والألف من أصل الاسم، وفيه حذف بعض حروفه لأن تصغيره ذيّا، فوزنه فع بفتح فسكون، وألفه منقلبة عن ياء- كما يقول ابن يعيش- قالوا: أصله ذيّ زنة حيّ، ثم حذفت لام الكلمة فبقي ذي، ساكن الياء، ثم قلبت الياء ألفا حتى لا يشابه الأدوات كي، أي.
في تفسير قوله تعالى ({صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} - منتدى جامع الائمة الثقافي
تفسير سورة الفاتحة
﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾
إعراب الآية:
﴿ صِرَاطَ ﴾: بدل من صراط الأول، تبعه في النصب، وعلامة نصبه الفتحة. ﴿ الَّذِينَ ﴾: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه. ﴿ أَنْعَمْتَ ﴾: فعل ماضٍ مبني على السكون؛ لاتصاله بضمير الرفع، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل. ﴿ عَلَيْهِمْ ﴾: على: حرف جر، والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بـ (على)، متعلق بـ(أنعمتَ)، والميم حرفٌ لجمع الذكور. ﴿ غَيْرِ ﴾: بدل من اسم الموصول (الذين) تبعه في الجر. ﴿ الْمَغْضُوبِ ﴾: مضاف إليه مجرور. ﴿ عَلَيْهِمْ ﴾: كالأول في محل رفع نائب فاعل للمغضوب، الواو عاطفة، (لا) زائدة لتأكيد النفي. ﴿ الضَّالِّينَ ﴾: معطوف على (غير) مجرور مثله، وعلامة الجر الياء؛ لأنه جمع مذكر سالم، وجملة: (أنعمت عليهم... اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم. ) لا محل لها صلة الموصول [1]. روائع البيان والتفسير:
قال ابن كثير: ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾ [الفاتحة: 7]، هم المذكورون في سورة النساء؛ حيث قال: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا ﴾ [النساء: 69، 70] [2].
ص116 - كتاب معاني القراءات للأزهري - صراط الذين أنعمت عليهم - المكتبة الشاملة
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "لما كان يوم خيبر قُتل نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: فلان شهيد، وفلان شهيد، حتى مَرُّوا على رجل، فقالوا: فلان شهيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلا! إني رأيته في النار في بُردة غَلَّها، أو عباءة)) [10]. وروى أبو العجفاء أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب، فقال: "تقولون في مغازيكم: فلان شهيد، ومات فلان شهيدًا، ولعله يكون قد أوقر راحلته، ألا لا تقولوا ذلكم، ولكن قولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من مات في سبيل الله أو قُتِل، فهو في الجنة))" [11]. المصدر: « عون الرحمن في تفسير القرآن »
[1] انظر: "جامع البيان" (1/ 177)، "بدائع الفوائد" (2/ 28 -29). [2] انظر: "الكشاف" (1/ 11). [3] أخرجه الترمذي في الأمثال باب (1) الحديث (2859)، وأحمد (4/ 182). تفسير صراط الذين انعمت عليهم. قال ابن كثير في "تفسيره" (1/ 56): "إسناده حسن، وصححه الحاكم". [4] انظر: "لسان العرب" مادة: "نعم"، "البحر المحيط" (1/ 26). [5] انظر: "الإقناع في القراءات السبع" (2/ 595)، "المهذب في القراءات السبع" ص(46). [6] أخرجه البخاري في "فضائل الصحابة" - فضل أبي بكر رضي الله عنه، والأبواب بعده (3675، 3686، 3699).
فصل: إعراب الآية رقم (7):|نداء الإيمان
(الكتاب)، اسم جامد يدل على القرآن الكريم، والأصل في اللفظ أخذه من المصدر الكتابة. (ريب)، مصدر راب يريب باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون. (هدى)، مصدر سماعي لفعل (هدى) باب ضرب. وفي الكلمة إعلال بالقلب، أصله هدي بياء في آخره، لأنك تقول هديت، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا فأعلّت في المصدر كما أعلّت في الفعل. (المتقين)، اسم فاعل مفرده المتّقى، من فعل اتّقى الخماسيّ، على وزن مضارعه بابدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل الآخر. وفي (المتقين) إعلال بالحذف، حذفت الياء الأولى بعد الجمع بسبب التقاء الساكنين، وزنه مفتعين. إسلام ويب - تفسير القاسمي - تفسير سورة الفاتحة - تفسير قوله تعالى صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين- الجزء رقم2. وفي (المتقين) إبدال- كما في فعله- فالفعل (اتّقى) الذي مجرّده (وقى) قلبت فيه فاء الكلمة- وهي الواو- إلى تاء لمجيئها قبل تاء الافتعال، وهذا مطّرد في كل من الواو والياء إذا جاءتا قبل تاء الافتعال حيث تقلبان تاء في الأفعال ومشتقاتها. وما جرى من إبدال في الفعل جرى في اسم الفاعل (المتقين). البلاغة: 1- التقديم: فقد قدم (الريب) على الجار والمجرور لأنه أولى بالذكر ولم يقل سبحانه وتعالى: (لا فيه ريب) على حد (لا فِيها غَوْلٌ) لأن تقديم الجار والمجرور يشعر بما يبعد عن المراد وهو أن كتابا غيره فيه الريب كما قصد في الآية تفضيل خمر الجنة على خمور الدنيا بأنها لا تغتال العقول كما تغتالها فليس فيها ما في غيرها من العيب.
إسلام ويب - تفسير القاسمي - تفسير سورة الفاتحة - تفسير قوله تعالى صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين- الجزء رقم2
(غيرَ). قال أبو منصور: وروى غير هؤلاء عن ابن كثير أنه قرأ (غيرِ) بالكسر كما قرأ سائر القراء. قال أبو منصور: والقراءة الصحيحة المختارة "غَيرِ المَغضُوبِ " بكسر الراء، ونصب الراء شاذ. وأخبرني المنذري عن أبي طالب عن أبيه عن الفراء أنه قال في قول الله جلَّ ثناؤه: (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) بخفض غير، لأنها نعت للذين، لا للهاء والميم من (عليهم) ، قال: وإنما جاز أن يكون (غير) نعتا لمعرفة لأنها قد أضيفت إلى اسم فيه ألف ولام وليس بمصمود له ولا الأول أيضًا بمصمود له، وهو في الكلام بمنزلة قولك: (لا أمرُّ إلا بالصادقِ غيرِ الكاذبِ) ، كأنك تريد: بمن يصدق ولا يكذب. ولا يجوز أن تقول: (مررت بعبدِ اللهِ غيرِ الظريفِ) إلا على التكرير، لأن (عبد الله) مُوَقَتَ، و (غير) في مذهبٍ نكرة غير موقتة، فلا يكون نعتا إلا لمعرفة غير موقتة. قال: الفراء: وأما النصب في (غير) فجائز، يجعله قطعا من (عليهم). قال: وقد يجوز أن يجعل (الذين) قبلها في موضع توقيت، وتخفض (غير) بمعنى التكرير، صراط غيرِ المغضوبِ
ثم إن التوحيد أهم ما جاء لأجله الدين. ولذلك لم يكتف في الفاتحة بمجرد الإشارة إليه ، بل استكمله بقوله: "إياك نعبد وإياك نستعين" فاجتث بذلك جذور الشرك والوثنية التي كانت فاشية في جميع الأمم، وهي اتخاذ أولياء من دون الله تعتقد لهم السلطة الغيبية ، يدعون لذلك من دون الله ، ويستعان بهم على قضاء الحوائج في الدنيا ، ويتقرب بهم إلى الله زلفى ، وجميع ما في القرآن من آيات التوحيد ومقارعة المشركين هو تفصيل لهذا الإجمال. "وأما الوعد والوعيد: فالأول منهما مطوي في "بسم الله الرحمن الرحيم" فذكر الرحمة في أول الكتاب، وهي التي وسعت كل شيء. وعد بالإحسان – لا سيما وقد كررها مرة ثانية- تنبيها لنا على أن أمره إيانا بتوحيده وعبادته رحمة منه سبحانه بنا ، لأنه لمصلحتنا ومنفعتنا. وقوله تعالى: مالك يوم الدين يتضمن الوعد والوعيد معا ، لأن معنى الدين الخضوع ، أي: إن له تعالى في ذلك اليوم السلطان المطلق ، والسيادة التي لا نزاع فيها ، لا حقيقة ولا ادعاء ؛ وإن العالم كله يكون فيه خاضعا لعظمته -ظاهرا وباطنا - يرجو رحمته ، ويخشى عذابه ، وهذا يتضمن الوعد والوعيد ، أو معنى الدين الجزاء وهو: إما ثواب للمحسن ، وإما عقاب للمسيء ، وذلك وعد ووعيد ، وزد على ذلك أنه ذكر بعد ذلك "الصراط المستقيم" وهو الذي من سلكه فاز ، ومن تنكبه هلك ، وذلك يستلزم الوعد والوعيد.