وجيء بحرف { لن} الدال على تأكيد النفي وتأييده لحكاية جزمهم وقطعهم بنفيه. وحرف { بلى} يجاب به الكلام المنفي لإبطال نفيه وأكثر وقوعه بعد الاستفهام عن النفي نحو: { ألست بربكم قالوا بلى} [ الأعراف: 172] ويقع بعد غير الاستفهام أيضاً نحو قوله تعالى: { زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن} [ التغابن: 7]. قراءة سورة الانشقاق
ما معنى الحور { إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ } - Youtube
الرئيسية
إسلاميات
أية اليوم
11:55 م
الجمعة 02 مارس 2018
إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ
كتب - محمد قادوس:
يقدم لنا الدكتور عصام الروبى - أحد علماء الأزهر - تفسير ميسراً لما تحويه آيات الكتاب الحكيم من المعانى والأسرار، وموعدنا اليوم مع تفسير قول الله تعالى: {إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ}.. [الإنشقاق: 14]. تعنى كلمة (الحَوْرُ): في كلام العرب يعني: الرجوع. يُقال: حار فلان يحور: إذا رجع. ومنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ)، يعنى: من الرجوع إلى النقصان بعد الزيادة، والرجوع في الآية، هو رجوعه إلى ربه للحساب. هل تعرف معنى قول الله [ إنه ظن أن لن يحور ] ؟. وتابع الروبى أن الظن المقصود في الآية بمعنى: (اليقين)، والمعنى: أنه حسب- موقنًا- ألا يرجع إلى الله. وخلاصة المعنى: أن هذا الإنسان قد خذله يقنه الكاذب، حتى سوَّل له التمادي في الإعراض عن الله، وعن سبيله، حسبانًا منه أنه لن يرجع حيًا مبعوثًا فيُحاسب، ثم يُثاب أو يُعاقب، فلذا لم يعمل خيرًا ينفعه ذلك اليوم، ولم يتورع عن ترك الشر؛ لعدم إيمانه بالبعث. إلى لقاء أخر نبحر فيه سويا فى فيض المعانى والحكم الإلهية وكتاله الكريم....
محتوي مدفوع
إعلان
الروبى يوضح معنى &Quot;يحور&Quot; في قوله تعالى {إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَ | مصراوى
والحور أيضاً: الهلكة، قال الراجز:
في بئر لا حور سرى ولا شعر
قال أبو عبيدة: أي بئر حور، و((لا)) زائدة. وروى ((بعد الكون)) ومعناه من انتشار الأمر بعد تمام. وسئل معمر عن الحور بعد الكون، فقال: هو الكنتي. فقال له عبد الرزاق: وما الكنتي؟ فقال: الرجل يكون صالحاً ثم يتحول رجل سوء. قال أبو عمرو: يقال للرجل إذا شاخ: كنتي، كأنه نسب إلى قوله: كنت في شبابي كذا. الروبى يوضح معنى "يحور" في قوله تعالى {إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَ | مصراوى. قال:
فأصبحت كنتيا وأصبحت عاجنا وشر خصال المرء كنت وعاجن
عجن الرجل: إذا نهض معتمداً على الأرض من الكبر. وقال ابن الأعرابي: الكنتي: هو الذي يقول: كنت شاباً، وكنت شجاعاً، والكاني هو الذي يقول: كان لي مال وكنت أهب، وكان لي خيل وكنت أركب. يقول تعالى: "إذا السماء انشقت" وذلك يوم القيامة "وأذنت لربها" أي: استمعت لربها وأطاعت أمره فيما أمرها به من الانشقاق وذلك يوم القيامة "وحقت" أي وحق لها أن تطيع أمره لأنه العظيم الذي لا يمانع ولا يغالب بل قد قهر كل شيء وذل له كل شيء, ثم قال: "وإذا الأرض مدت" أي: بسطت وفرشت ووسعت. قال ابن جرير: حدثنا ابن عبد الأعلى, حدثنا ابن ثور عن معمر عن الزهري, عن علي بن الحسين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان يوم القيامة مد الله الأرض مد الأديم حتى لا يكون لبشر من الناس إلا موضع قدميه فأكون أول من يدعى وجبريل عن يمين الرحمن والله ما رآه قبلها, فأقول يا رب إن هذا أخبرني أنك أرسلته إلي فيقول الله عز وجل صدق ثم أشفع, فأقول: يا رب عبادك عبدوك في أطراف الأرض ـ قال ـ وهو المقام المحمود".
هل تعرف معنى قول الله [ إنه ظن أن لن يحور ] ؟
قال أبو عمرو: يقال للرجل إذا شاخ: كنتي ، كأنه نسب إلى قوله: كنت في شبابي كذا. قال:فأصبحت كنتيا وأصبحت عاجنا وشر خصال المرء كنت وعاجنعجن الرجل: إذا نهض معتمدا على الأرض من الكبر. وقال ابن الأعرابي: الكنتي: هو الذي يقول: كنت شابا ، وكنت شجاعا ، والكاني هو الذي يقول: كان لي مال وكنت أهب ، وكان لي خيل وكنت أركب. ﴿ تفسير الطبري ﴾
وقوله: ( إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ* بَلَى) يقول تعالى ذكره: إنّ هذا الذي أُوتي كتابه وراء ظهره يوم القيامة، ظنّ في الدنيا أن لن يرجع إلينا، ولن يُبعث بعد مماته، فلم يكن يبالي ما ركب من المآثم؛ لأنه لم يكن يرجو ثوابًا، ولم يكن يخشى عقابًا، يقال منه: حار فلان عن هذا الأمر: إذا رجع عنه، ومنه الخبر الذي رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في دعائه: " اللَّهُمَّ إنّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الحَوْرِ بَعْدَ الكَوْرِ" يعني بذلك: من الرجُوع إلى الكفر، بعد الإيمان. إعراب قوله تعالى: إنه ظن أن لن يحور الآية 14 سورة الانشقاق. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك:حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ) يقول: يُبعث. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ * بَلَى) قال: أن لا يرجع إلينا.
إعراب قوله تعالى: إنه ظن أن لن يحور الآية 14 سورة الانشقاق
قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ﴾ لن [[في (أ): أن. ]] يرجع إلى الآخرة [[وهو قول قتادة، وابن عباس، وسفيان، ابن زيد: "جامع البيان" 30/ 118، وبه قال القراء في: "معاني القرآن" 3/ 251، وابن قتيبة في: "تفسير غريب القرآن" 521. ]] أي: لن يبعث. قال ابن عباس [[ورد معنى قوله في: "الكشف والبيان" ج: 13: 59/ أ، "المحرر الوجيز" 5/ 458، "التفسير الكبير" 31/ 108، "تفسير القرآن العظيم" 4/ 522، "الدر المنثور" 8/ 457، وعزاه إلى ابن حاتم. ]]، ومقاتل [["تفسير مقاتل" 234/ ب، "بحر العلوم" 31/ 108، "التفسير الكبير" 31/ 108. ]]: حسب لا [[في (أ): ألا. ]] يرجع إلى الله. والحور: الرجوع، والمحار: المرجع والمصير [[قال الليث: الحَوْر: الرجوع من الشيء إلى غيره، وكل شيء يتغير من حال إلى == حال فإنك تقول حار يحور، والمحاورة مراجعة الكلام في المخاطبة. وأصل التحوير في اللغة من: حار يحور، وهو الرجوع، والتحوير: الترجيع. "تهذيب اللغة" 5/ 227: مادة: (حور). وانظر: "الصحاح" 2/ 638، "لسان العرب" 4/ 217، وكلاهما تحت مادة: (حور). ]]. أنشد أبو عبيدة [[لم أجد في "مجاز القرآن" بيت لبيد المذكور، والمعزو إنشاده لأبي عبيدة. ]]
تفسير قوله تعالى: إنه ظن أن لن يحور
إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ (14) إنه ظن أن لن يحور أي لن يرجع حيا مبعوثا فيحاسب ، ثم يثاب أو يعاقب. يقال: حار يحور إذا رجع; قال لبيد: وما المرء إلا كالشهاب وضوئه يحور رمادا بعد إذ هو ساطع وقال عكرمة وداود بن أبي هند ، يحور كلمة بالحبشية ، ومعناها يرجع. ويجوز أن تتفق الكلمتان فإنهما كلمة اشتقاق; ومنه الخبز الحوارى; لأنه يرجع إلى البياض. وقال ابن عباس: ما كنت أدري: ما يحور ؟ حتى سمعت أعرابية تدعو بنية لها: حوري ، أي ارجعي إلي ، فالحور في كلام العرب الرجوع; ومنه قوله - عليه السلام -: اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور يعني: من الرجوع إلى النقصان بعد الزيادة ، وكذلك الحور بالضم. وفي المثل ( حور في محارة) أي نقصان في نقصان. يضرب للرجل إذا كان أمره يدبر ، قال الشاعر: واستعجلوا عن خفيف المضغ فازدردوا والذم يبقى وزاد القوم في حور والحور أيضا: الاسم من قولك: طحنت الطاحنة فما أحارت شيئا; أي ما ردت شيئا من الدقيق. والحور أيضا الهلكة; قال الراجز: في بئر لا حور سرى ولا شعر قال أبو عبيدة: أي بئر حور ، و ( لا) زائدة. وروي ( بعد الكون) ومعناه من انتشار الأمر بعد تمامه. وسئل معمر عن الحور بعد الكون ، فقال: هو الكنتي.
(وحُقَّتْ) قالَ ابْنُ عَبّاسٍ ومُجاهِدٌ وابْنُ جُبَيْرٍ: وحُقَّ لَها أنْ تَسْمَعَ. وقالَ الضَّحّاكُ: أطاعَتْ وحُقَّ لَها أنْ تُطِيعَ. وقالَ قَتادَةُ: وحُقَّ لَها أنْ تَفْعَلَ ذَلِكَ، وهَذا الفِعْلُ مَبْنِيٌّ لِلْمَفْعُولِ، والفاعِلُ هو اللَّهُ تَعالى، أيْ وحَقَّ اللَّهُ تَعالى عَلَيْها الِاسْتِماعَ. ويُقالُ: فُلانٌ مَحْقُوقٌ بِكَذا وحَقِيقٌ بِكَذا، والمَعْنى: أنَّهُ لَمْ يَكُنْ في جِرْمِ السَّماءِ ما يَمْنَعُ مِن تَأْثِيرِ القُدْرَةِ في انْشِقاقِهِ وتَفْرِيقِ أجْزائِهِ وإعْدامِهِ. قِيلَ: ويُحْتَمَلُ أنْ يُرِيدَ: وحُقَّ لَها أنْ تَنْشَقَّ لِشِدَّةِ الهَوْلِ وخَوْفِ اللَّهِ تَعالى. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وهي حَقِيقَةٌ بِأنْ تَنْقادَ ولا تَمْتَنِعَ، ومَعْناهُ: الإيذانُ بِأنَّ القادِرَ الذّاتِ يَجِبُ أنْ يَتَأتّى لَهُ كُلُّ مَقْدُورٍ ويَحِقَّ ذَلِكَ. وفي قَوْلِهِ القادِرُ الذّاتِ دَسِيسَةُ الِاعْتِزالِ، وما أُولِعَ هَذا الرَّجُلُ بِمَذْهَبِ الِاعْتِزالِ يَدُسُّهُ مَتى أمْكَنَهُ في كُلِّ ما يَتَكَلَّمُ بِهِ.
وقاتل في الردة حتى هزم ثم استسلم وأسر وقدموا به على أبي بكر فقال له أبو بكر: ماذا تراني أصنع بك؟ فإنك قد فعلت ما علمت قال الأشعث: تمن علي فتفكني من الحديد وتزوجني أختك فإني قد راجعت وأسلمت. فقال أبو بكر: قد فعلت! فزوجه ام فروة بنت أبي قحافة ، فكان بالمدينة حتى فتح العراق. ثم شهد الفتوح حتى مات سنة 40 ، وله ثلاث وستون سنة. (64) في المطبوعة: ".. يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان. عن دعاء أهل الكفر إلى الإسلام" وهو خطأ لا شك فيه ، سبق قلم الكاتب فوضع "الإسلام" مكان "الصلح" ومحال أن ينهى الله نبيه عن دعاء أحد إلى الإسلام والسياق دال على الصواب كما ترى. (65) في المطبوعة: "شعبة" وفي الدر المنثور: "سعيد" والذي في أسماء يهود: "سعية" و "سعنة" وأكثر هذه الأسماء من أسماء يهود مما يصعب تحقيقها ويطول ، لكثرة الاختلاف فيها. (66) الأثر: 4016 - في الدر المنثور 1: 241. (67) في المطبوعة: "جل ثناؤه: كافة" بإسقاط "بقوله" وهذا سياق الكلام. (68) انظر تفسير "عدو مبين" فيما سلف 3: 300. (69) انظر ما سلف 3: 301 ، 302.
&Quot;ولا تتّبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين&Quot; - جريدة الغد
إنَّ الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، وصفيُّه وخليله، وأمينه على وحيه، ومبلِّغ الناس شرعه، ما ترك خيرًا إلا دلَّ الأمة عليه، ولا شرًّا إلا حذَّرها منه؛ فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. "ولا تتّبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين" - جريدة الغد. أمَّا بعد:
أيها المؤمنون.. عباد الله: اتقوا الله -تعالى- فإن في تقواه خلَفًا من كل شيء، وليس من تقوى الله خلف. وتقوى الله -تعالى-: عملٌ بطاعة الله، على نورٍ من الله؛ رجاء ثواب الله، وتركٌ لمعصية الله، على نورٍ من الله؛ خيفة عذاب الله. أيها المؤمنون، عباد الله: لقد أنذرنا ربنا -جل في علاه- من اتباع خطوات الشيطان في أربعة مواضع من القرآن الكريم؛ موضعين في سورة البقرة، وموضع في سورة الأنعام، وموضع في سورة النور.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة النور - الآية 21
خامساً: الاستعاذة بالله منه: وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه ويستعيذ به من إبليس كما روى البزار مرسلاً عن أبي سلمة بن عبدالرحمن: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يقول: « اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفثه ونفخه » ، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « تعوذوا بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه »" (أصل صفة الصلاة [1/271]). وأمرنا الله أن نتعوذ به سبحانه من إبليس فقال: { وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ. وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ} [المؤمنون:97-98]، وقال: { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل:98]، وقال: { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ. مَلِكِ النَّاسِ. إِلَٰهِ النَّاسِ. يا ايها الذين امنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان. مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ. الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ. مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} [الناس:1-6]. سادساً: عليك بالصحبة الطيبة وإياك والتفرد: فإن الشيطان قريب من الواحد وهو من الاثنين أبعد، وإياك وصحبة السوء فإنها من جند إبليس. أخيراً كن من عباد الله: فإن الله يحمي أولياءه ويحفظ أحبابه، كما قال: { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} [الحجر من الآية:42].
لا تتبعوا خطوات الشيطان - موضوع
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد. وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهمَّ عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة النور - الآية 21. اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم انصُر من نصَر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-، اللهم انصر إخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان، اللهم انصرهم في أرض الشام وفي كل مكان، اللهم كن لهم ناصرًا ومعِينًا وحافظًا ومؤيدًا، اللهم احفظهم بما تحفظ به عبادك الصالحين؛ اللهم وعليك بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك، اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك اللهم من شرورهم. اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفِّق ولي أمرنا لسديد الأقوال، وصالح الأعمال، يا ذا الجلال والإكرام. اللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين لتحكيم شرعك، واتباع سنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-.
العداوة بين الشيطان وبين بني الإنسان عداوة قديمة بقدم خلق آدم عليه السلام، وقد أظهر إبليس تلك العداوة وأعلن بها حين أمره الله والملائكة بالسجود لآدم، فسجد الملائكة أجمعون وأبى إبليس واستكبر؛ فأخرجه الله من جنته، وطرده من رحمته.. فأقسم اللعين من حينها بعزة الله ليضلن بني آدم أجمعين، وليغوينهم، وليقعدن لهم بكل طريق، وليسلكن في إضلالهم كل سبيل { قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [ص:82]، وقال: { لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ. لا تتبعوا خطوات الشيطان - موضوع. ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} [الأعراف من الآيتين:16-17]، وقال: { لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا. وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا} [ النساء:116-117]. ولما كان بعض الناس قد تغيب عنه هذه الحقيقة ـ أعني عداوة إبليس لهم، وتربصه بهم ـ ذكّرنا الله بها في كتابه؛ قطعا للمعاذير، وإقامة للحجة على الخلق أجمعين، فقال: { إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر:6]، وقال لآدم: { إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ}[طه:117].
وقد بَيَّنَّا معنى الخطوات والفحشاء فيما مضى بشواهده، ذلك بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. القول في تأويل قوله تعالى: وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ يقول تعالى ذكره: ولولا فضل الله عليكم أيها الناس ورحمته لكم، ما تَطَهَّر منكم من أحد أبدا من دنس ذنوبه وشركه، ولكن الله يطهرُ من يشاء من خلقه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. *ذكر من قال ذلك: حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا) يقول: ما اهتدى منكم من الخلائق لشيء من الخير ينفع به نفسه، ولم يتق شيئا من الشرّ يدفعه عن نفسه. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا) قال: ما زكى: ما أسلم ، وقال: كلّ شيء في القرآن من زكى أو تَزكى، فهو الإسلام. وقوله: ( وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) يقول: والله سميع لما تقولون بأفواهكم، وتَلَقَّوْنه بألسنتكم، وغير ذلك من كلامكم، عليم بذلك كله وبغيره من أموركم، محيط به، محصيه عليكم، ليجازيكم بكل ذلك.