العقل هو المنوط بالعمليات الحسابية والمنطقية والتفكير التحليلي والمعادلات. اما القلب فله نور يسطع بالعلم والايمان والعمل بهما وله أعين وهي البصيرة وله اذن وهو الانصات والقلب السليم هوالعقل حين يتغلب علي الشهوة ويصير بيت الحكمة بجعل العلم محل عمل وتطبيق. افلا يتدبرون القران ام على قلوب. والقلب صاحب الاحوال وهو مرتبط بمزاج الانسان وهو ما يحتاج لتدريب وتهذيب دائم وهو ما يثبت بالايمان ويلين بالصبروالمجاهدة وهو وعاء الايمان. فلو علم الانسان ان النجاة في التزام الطريق المستقيم والبعد عن الموبقات والتزام الاداب ومكارم الاخلاق فهذا هو العقل في طور الادراك وان الانسان ليعلم ان الصواب في فعل كذا وكذا وهذا هو ادراكه بالعقل ولكنه لا يستطيع التزام الطريق الصحيح بل ويداوم الخروج عن المسار لعلة الهوي وفساد القلب. وغذاء العقل الكتاب والمعلومة وغذاء القلب الصبر والمجالدة وجهاد النفس. ان العقل قد يضل الطريق الي الله وهو ما وصل اليه الملحدون رغم ان فيهم الدكتور والعالم وحامل ارفع الدرجات العلمية وعن جدارة، ولكن القلب يهتدي الي الطريق المستقيم في نور الايمان ليعرف الله ويدرك اليقين. قال تعالي: "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" محمد:24
افلا يتدبرون القران ام على قلوب
حدثنا ابن حُمَيد, قال: ثنا يحيى بن واضح, قال: ثنا ثور بن يزيد, قال: ثنا خالد بن معدان, قال: ما من الناس أحد إلا وله أربع أعين, عينان في وجهه لمعيشته, وعينان في قلبه, وما من أحد إلا وله شيطان متبطن فقار ظهره, عاطف عنقه على عنقه, فاغر فاه إلى ثمرة قلبه, فإذا أراد الله بعبد خيرا أبصرت عيناه اللتان في قلبه ما وعد الله من الغيب, فعمل به, وهما غيب, فعمل بالغيب, وإذا أراد الله بعبد شرّا تركه, ثم قرأ ( أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا). حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا الحكم, قال: ثنا عمرو, عن ثور, عن خالد بن مَعدَان بنحوه, إلا أنه قال: ترك القلب على ما فيه. حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, قال: ثنا حماد بن زيد, قال: ثنا هشام بن عروة, عن أبيه قال: " تلا رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يوما ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) فقال شاب من أهل اليمن: بل عليها أقفالها, حتى يكون الله عزّ وجلّ يفتحها أو يفرجها, فما زال الشاب في نفس عمر رضي الله عنه حتى ولي فاستعان به ".
افلا يتدبرون القران ام علي قلوبهم اقفالها
(24)} [سورة محمد 47/24]، إن التدبر في القرآن يكون في التأمل بمعانيه، وتحديق الفكر فيه، وفي مبادئه وعواقبه، ولوازم ذلك. وقال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)} [سورة يوسف 12/2]، فالمقصود من جعله عربيًا بينًا ليحصل لنا العقل والاهتداء بفهمه وتدبره، ومن لم يفهم لم يتدبر، قال الحسن البصري: "ما أنزل الله من آية إلا وهو يحب أن يعلم فيما أنزلت، وماذا عُني بها". إسلام ويب - أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن - سورة محمد - قوله تعالى أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها- الجزء رقم7. ومن أهم الوسائل التي تعين على التدبر:
1- تفريغ القلب من الانشغال بغير الله، والتفكر في غير كتابه، فاقرأ القرآن وقلبك فارغ من كل شيء إلا من الله، ومحبته، والرغبة في فهم كلامه، قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37)} [سورة ق 50/37]. 2- الترتيل عند قراءة القرآن، وتحسين الصوت به، وتحزينه، فإنه معين على التدبر والتأمل، ولهذا يجد الإنسان من نفسه حب سماع القرآن حين يقرأ به القارئ الماهر، ذو الصوت الحسن، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وقف مرة يستمع لقراءة أبي موسى، وقال إنك قد أعطيت مزمارًا من مزامير آل دواد. ومعرفة التجويد وضبط قراءة القرآن على شيخ متقن، من أهم الأمور التي تعين على الترتيل؛ لأن التجويد هو إعطاء الحروف حقها ومستحقها، وإنما يكون ذلك بتعلم كيفية القراءة الصحيحة.
أفلا يتدبرون القرآن بالتوجيه الصوتى
قَالَ « إِنِّى سَأَلْتُ رَبِّى عَزَّ وَجَلَّ الشَّفَاعَةَ لأُمَّتِي فَأَعْطَانِيهَا وَهِىَ نَائِلَةٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لِمَنْ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئاً »
أيها المسلمون
فتدبر كلام الله تعالى من أسمى الغايات التي أنزل الله القرآن من أجلها، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} (17) القمر. افلا يتدبرون القران ام علي قلوبهم اقفالها. ومن الأسباب الداعية إلى التفكر في كلام الله سبحانه قراءة القرآن بتأنٍ وهدوء، وعدم عجلة وسرعة لأجل ختمه مرات عديدة، من غير نظر ولا فكر ولا تأمل، وهذا منهي عنه ومكروه لأنه يشبه قراءة الشعر. وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: لقد عشنا برهة من دهرنا وأحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها، وما ينبغي أن يقف عنده منها، كما تعلمون أنتم اليوم القرآن، ثم لقد رأيت اليوم رجالاً يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره ولا زاجره! ولا ما ينبغي أن يقف عنده منه فينثره نثر الدقل!. فنجد أن الصحابة الكرام يذمون من يهذ القرآن ،ويسرع في تلاوته ،ولا يتفكر في عجائبه ، وبلاغته ،وحكمه ،وأحكامه، وأوامره ،وزواجره.
المطلوب فقط هو تقديم الفهم والتدبّر على الحفظ والتلاوة اتّساقاً مع المنهج النبوي في تلقي القرآن، وانسجاماً مع غاية منزّله من تنزيله، وتأكيداً للمقصد الذي من أجله أُمرنا بتلاوة القرآن فلا يُنسَى، والغاية التي أرادها الله عز وجل منه فلا تضيع. حاشية: أنصح الإخوة والأخوات جميعاً باستصحاب تيسير ميسّر مع التلاوة الرمضانية، فإن يختموا ختمة واحدة متدبرة خير لهم من عشر ختمات بلا تدبر. تحميل كتاب أفلا يتدبرون القرآن - كتب PDF. التفاسير الميسرة المختصرة كثيرة، وأنا أوصي غير المختصين بأن يبدؤوا بتفسير أخي الفاضل الشيخ مجد مكي الذي نشره قبل بضع سنوات، "المعين على تدبر الكتاب المبين"، فإنه غاية في النفاسة والوضوح والاختصار. الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة لا تستطيع الرد على المواضيع لا تستطيع إرفاق ملفات لا تستطيع تعديل مشاركاتك قوانين المنتدى