لذا فإنه يجب علينا جميعاً أن نوثق هذه العرى، ونعمقها في قلوبنا، نسأل الله أن
يوفقنا لطاعته، وأن يجنبنا معصيته، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وصلى الله
وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. 1
رواه أحمد (4/286)، والحاكم في المستدرك (2/480)،
والطبراني في المعجم الكبير (11/215)، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة
(998، 1728): "فالحديث بمجموع طرقه يرتقي إلى درجة الحسن على الأقل". 2
رواه أبو داود رقم (4061)، والترمذي برقم (2440)، وصححه الألباني في صحيح
الترغيب والترهيب برقم (3029). 3
إ صلاح
المجتمع (ص54)
للإمام محمد بن سالم البيحاني رحمه الله. 4
أخرجه أحمد (4/365)، والنسائي (4177)، وقال الألباني: "صحيح" كما في صحيح
الجامع برقم (25). 5
مجموع الفتاوى (8/337) لشيخ الإسلام ابن تيمية، المحقق: أنور الباز – عامر
الجزار، الناشر: دار الوفاء. من أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله - إسلام ويب - مركز الفتوى. الطبعة: الثالثة (1426 هـ/2005 م). 6
أوثق عرى الإيمان (ص38) لسليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب. 7
مجموع الفتاوى (28/209).
- خطبة عن حديث ( أَوْثَقَ عُرَى الْإِيمَانِ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم
- من أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله - إسلام ويب - مركز الفتوى
خطبة عن حديث ( أَوْثَقَ عُرَى الْإِيمَانِ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد:
قال أحمد في مسنده 18524: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ، عَنِ الْبَرَاءِ
بْنِ عَازِبٍ، قَالَ:
كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَيُّ عُرَى الْإِسْلَامِ أَوْثَقُ
؟ "
قَالُوا: الصَّلَاةُ، قَالَ:
حَسَنَةٌ، وَمَا هِيَ بِهَا, قَالُوا: الزَّكَاةُ، قَالَ: حَسَنَةٌ، وَمَا هِيَ
بِهَا,
قَالُوا: صِيَامُ رَمَضَانَ. قَالَ: حَسَنٌ، وَمَا هُوَ بِهِ, قَالُوا:
الْحَجُّ، قَالَ: حَسَنٌ، وَمَا هُوَ بِهِ,
قَالُوا: الْجِهَادُ، قَالَ:
حَسَنٌ، وَمَا هُوَ بِهِ, قَالَ: إِنَّ أَوْثَقَ
عُرَى الْإِيمَانِ أَنْ تُحِبَّ فِي اللهِ، وَتُبْغِضَ فِي اللهِ. ليث ضعيف وقد خولف فقد قد رواه أبو اليسع المكفوف عن عمرو بن مرة معضلاً
وأبو اليسع لم يوثقه أحد فيبقى
الأمر مضطرباً ، ولا يمكن التقوية بهذا السند لأن الرواية المعضلة قد تكون هي المحفوظة
قال وكيع في الزهد 323: حدثنا أبو اليسع المكفوف ، عن عمرو بن مرة
، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوثق عرى الإيمان الحب في الله ، والبغض
فيه.
من أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله - إسلام ويب - مركز الفتوى
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله-: ( والناس إذا تعاونوا على الإثم والعدوان أبغض بعضهم بعضاً، وإن كانوا فعلوا بتراضيهم). وقال طاووس: ( ما اجتمع رجلان على غير ذات الله إلاَّ تفرقا عن تقال، إلى أن قال: فالمخالة إذا كانت على غير مصلحة الاثنين كانت عاقبتها عداوة ، وإنما تكون على مصلحتها إذا كانت في ذات الله) ، وهذا واقع ؛ فنجد الذين يجتمعون على شر أو فساد – مثلاً – سرعان ما يتعادون وربما فضح بعضهم الآخر. وبعض الناس يقول: لو أحببنا هذا الشخص في الله وأبغضنا فلاناً الكافر أو المرتد لأدّى هذا إلى العداوة وإلى أنه يناصبنا العداء. وهذا الفهم من مكائد الشيطان ، فعلى الإنسان أن يحقق ما أمر الله به وهو سبحانه يتولى عباده بحفظه كما قال تعالى: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) (الزمر:36) ، وقال الله عز وجل: (( وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً)) (الطلاق:3). أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
ا لخطبة الثانية ( أَوْثَقَ عُرَى الْإِيمَانِ)
ومن أحوال السلف الصالح في تحقيق عقيدة الولاء والبراء: يقول أبو الدرداءِ- رضي الله عنه-: ( ما أنصف إخواننا الأغنياء، يحبوننا في الله ويفارقوننا في الدنيا، إذا لقيته قال: أحبكَ يا أبا الدرداء ، فإذا احتجت إليه في شيءٍ امتنع مني) ، ويقول أيوب السيختياني- رحمه الله-: " إنَّه ليبلغني عن الرجل من أهل السنة أنَّه مات، فكأنما فقدتُ بعض أعضائي ".
قال: فجاء رجلٌ من الأنصار بصُرَّة كادت كفُّه تعجِز عنها، بل قد عجزت، قال: ثم تتابع الناس حتَّى رأيت كومين من طعام وثياب، حتى رأيت وجه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يتهلَّل، كأنَّه مذهبة، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: من سنَّ في الإسلام سُنَّةً حسَنةً، فله أجرها، وأجر من عمِل بها بعده من غير أن يَنقُص من أجورهم شيء، ومن سنَّ في الإسلام سُنَّةً سيِّئةً، كان عليه وزرها، ووزر مَن عمِل بها من بعده من غير أن ينقُص من أوزارهم شيء " أخرجه مسلم. إنه لا عذر لأحد في أن يبيت هنيئا بينما اخوانه مهمومون، او ينام ساكنا بينما البرد القارص ياكل أجساد الصغار، والجوع المهلك يؤلم الأسر الفقيرة المهجرة، والخوف المرعب يحيط بالأرامل والنساء اللاتي فقدن أزواجهن، والحزن القاتل يهجم على قلوب الثكالى. هذا الحديث يعلن لنا أن معاني الإيمان تلك ليست مجرد معان جامدة، ولا نظريات مكتوبة، بل إنها تطبيق وعمل، وتحرك وإيجابية وعطاء، ودفع تنفيذي نحو المسارعة بالمنفعة