تجمع سورة الفاتحة بين أنواع التوحيد الثلاثة وهم توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات. لماذا سميت سورة الفاتحة بهذا الاسم؟
قد تتساءل عن سبب تسمية سورة الفاتحة بهذا الاسم، إذ سميت سور القرآن الكريم بما يناسب كل سورة وموضوعها ومحتواها أو باسم شيء بارز ذكر فيها، وأحيانًا تكون بعض تسميات السور لا تحتاج إلى تعليل أو سبب لكنَّ حكمة الله عز وجل قائمة على الكمال في كل شيء، أما عن سورة الفاتحة فقد سميت بهذا الأسم لأنها تعد فاتحة القرآن الكريم؛ فسورة الفاتحة هي فاتحة لما يتلوها من سور في القرآن الكريم وهي أول سورة كتبت في اللوح المحفوظ وسميت أيضًا سورة الفاتحة بهذا الاسم لأننا نستفتح الصلاة بقراءتها قبل أي سورة من القرآن الكريم.
فضل سورة الفاتحة وأهميتها، وذكر بعض فضائلها - الإسلام سؤال وجواب
؟
قال: "الحمد لله رب العالمين" هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته". لم ينزل في التوراة ولا الإنجيل سورة مثل سورة الفاتحة ولا أعظم منها
لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أنزل الله عز وجل في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن". رواه النسائي والترمذي وأحمد
ومما يؤكد أهمية هذه السورة العظيمة ما ثبت لها من الفضائل والخصائص التي صحت بها الأخبار
منها أن الصلاة لا تصح إلا بها، ولهذا سماها الله (صلاة). فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"قُسّمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل
فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمّدني عبدي
وإذا قال: الرحمن الرحيم قال الله تعالى: أثنى علي عبدي
وإذا قال: مالك يوم الدين، قال: مجدني عبدي، وقال مرة: فوض إلي عبدي
فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل،
فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم
غير المغضوب عليهم ولا الضالين
قال: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل". عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال:
كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في مسير له فنزل، ونزل رجل من أصحابه إلى جانبه
فالتفت إليه فقال: "ألا أخبرك بأفضل القرآن؟"، فتلا عليه: "الحمد لله رب العالمين "
روى مسلم في صحيحه، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال:
(بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضاً من فوقه، فرفع رأسه
فقال: هذا باب من السماء فُتح اليوم، ولم يُفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك
فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض، ولم ينزل قط إلا اليوم، فسلم،
وقال: أبشر بنورين أوتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب
وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منها إلا أعطيته).
وهذا يعلم بطريقين: مجمل ومفصل: وبيان ذلك: أن الصراط المستقيم متضمن معرفة الحق وإيثاره وتقديمه على غيره ومحبته والانقياد له والدعوة إليه وجهاد أعدائه بحسب الإمكان. والحق هو ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وما جاء به علمًا وعملًا في باب صفات الرب سبحانه وأسمائه وتوحيده وأمره ونهيه ووعده ووعيده، وفي حقائق الإيمان التي هي منازل السائرين إلى الله تعالى، وكل ذلك مسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دون آراء الرجال وأوضاعهم وأفكارهم واصطلاحاتهم" (مدارج السالكين: [1/58]). - "أن سورة الفاتحة قد تضمنت جميع معاني الكتب المنزلة" (مدارج السالكين: [1/74]). - أنها متضمنة لأنفع الدعاء. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "تأمَّلتُ أنفع الدعاء، فإذا هو سؤال العون على مرضاته، ثم رأيته في الفاتحة في: { إِيَّاكَ نَعْبُد وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين}" انتهى (مدارج السالكين: [1/78]). وبالجملة: فسورة الفاتحة مفتاح كل خير وسعادة في الدارين. قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "فاتحة الكتاب وأم القرآن والسبع المثاني والشفاء التام والدواء النافع والرقية التامة ومفتاح الغنى والفلاح وحافظة القوة ودافعة الهم والغم والخوف والحزن لمن عرف مقدارها وأعطاها حقها وأحسن تنزيلها على دائه وعرف وجه الاستشفاء والتداوي بها والسر الذي لأجله كانت كذلك.