عامر بن فهيرة (المتوفي سنة 4 هـ) صحابي ، ومولى أبو بكر الصديق، وأحد السابقين إلى الإسلام، وكان من المستضعفين الذين عُذّبوا لما اعتنقوا الإسلام، فاشتراه أبو بكر الصديق ، فأعتقه فصار مولى له. وكان لابن فهيرة دورًا بارزًا في الهجرة النبوية ، حيث كان يرعى غنم أبي بكر التي يمحو بها آثار أقدام عبد الله بن أبي بكر الذي كان يتردد على النبي محمد وأبوه أبي بكر أثناء تخفيهما في غار ثور. هاجر عامر بن فهيرة إلى يثرب ، وشارك مع النبي محمد في غزوتي بدر وأحد ، وقتل في سرية بئر معونة. كان عامر بن فهيرة عبدًا أسودًا مملوكًا للطفيل بن عبد الله بن سخبرة الأزدي في مكة ، [1] وكان مولّدًا من مولدي الأزد، [2] وقد أسلم قديمًا قبل دخول النبي محمد دار الأرقم ليدعوا فيها. ونظرًا لكونه عبدًا أسودًا، استُضعف عامر بن فهيرة، فكان يُعذّب لترك دين الإسلام، إلى أن اشتراه أبو بكر الصديق وأعتقه، وصار يرعى له بعض غنمه. [3] لما همّ النبي محمد وصاحبه أبو بكر بالهجرة ، تخفّيا لفترة في غار ثور حتى يفقد متتبعيهم أثرهم، فكان عامر بن فهيرة يروح بغنم أبي بكر عليهما، فيحتلبا الغنم، وإِذا خرج عبد الله بن أبي بكر من عندهما اتبع عامر بن فهيرة أثره بالغنم حتى يخفي آثار أقدامه.
عامر بن فهيره
[٢]
كيف هاجر عامر بن فهيرة إلى المدينة؟
عندما هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة لكثرة ما عانى المسلمون في مكة من المشركين ، لم يكن معه إلا أبو بكر -رضي الله عنه-، وعامر بن فهيرة يتتبّع آثارهم بغنمه حتى وصلوا المدينة، بالإضافة إلى دليل استأجره الرسول -صلى الله عليه وسلم- لفطنته وذكائه؛ يُدعى عبد الله بن أُريقط. [٣]
روى البخاري عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنها قالت: (فَكانَ عَامِرُ بنُ فُهَيْرَةَ غُلَامًا لِعَبْدِ اللَّهِ بنِ الطُّفَيْلِ بنِ سَخْبَرَةَ، أخُو عَائِشَةَ لِأُمِّهَا، وكَانَتْ لأبِي بَكْرٍ مِنْحَةٌ، فَكانَ يَرُوحُ بهَا ويَغْدُو عليهم ويُصْبِحُ، فَيَدَّلِجُ إلَيْهِما ثُمَّ يَسْرَحُ، فلا يَفْطُنُ به أحَدٌ مِنَ الرِّعَاءِ، فَلَمَّا خَرَجَ خَرَجَ معهُما يُعْقِبَانِهِ حتَّى قَدِما المَدِينَةَ).
كتب عامر بن فهيرة - مكتبة نور
قصة الإسلام
مأساة بئر معونة
قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر صفر من العام الرابع من الهجرة، رجلٌ من بني عامر وهي من القبائل القوية، وهذا الرجل هو مُلاعِب الأسِنَّة أبو براء عامر بن مالك، وقدَّم هديَّةً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعاه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فلم يُسلِم، وقال: يا محمد، لو بعثت رجالاً من أصحابك إلى أهل نجد يدعونهم إلى أمرك، فإني أرجو أن يستجيبوا لك. فقال: "إِنِّي أَخَافُ عَلَيْهِمْ أَهْلَ نَجْدٍ". فقال أبو براء: أنا جارٌ لهم. فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر بن عمرو من بني ساعدة في سبعين من خيرة الصحابة، وكانوا يُعرفون بالقرَّاء، يقرءون القرآن ويتدارسونه ليل نهار، منهم حرام بن ملحان، وعامر بن فهيرة، فنزلوا بئر معونة بين أرض بني عامر، وحَرَّة بني سُليم، وبعثوا حَرَام بن مِلْحان برسالة من الرسول صلى الله عليه وسلم إلى عامر بن الطفيل يدعوه إلى الإسلام. وعامر بن الطفيل هو ابن أخي عامر بن مالك (ملاعب الأسنة) الذي جاء إلى رسول الله وطلب منه أن يبعث من الصحابة من يعلِّم قومه الإسلام، وكان عامر بن الطفيل رجلاً شريرًا غادرًا، فقتل الصحابي الجليل حرام بن ملحان؛ حيث أوصى أحد حرَّاسه أن يأتي من خلفه ويطعنه في ظهره، والرسل لا تُقتل، وجاء الحارس من خلفه وطعنه بحربة كبيرة من خلفه فخرجت من بطنه، فلما رأى حرام ذلك، أخذ الدم الذي يسيل من جسده ويدهن به وجهه وهو يقول: "فزتُ وربِّ الكعبة".
عامر بن فهيرة - المعرفة
صحيح ابن حبان ج12/ص413 أعتق أبو بكر مما كان يعذب في الله سبعة حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه قال أعتق أبو بكر مما كان يعذب في الله سبعة عامر بن فهيرة وبلالا ونذيرة وأم عبيس والنهدية وأختها وحارثة بن عمرو بن مؤمل. مصنف ابن أبي شيبة ج6/ص349 أول المهاجرين حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة هو وأبو بكر وعامر بن فهيرة قال استقبلتهم هدية طلحة إلى أبي بكر في الطريق فيها ثياب بيض فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر فيها المدينة. مصنف ابن أبي شيبة ج7/ص346 فيرون أن الملائكة دفنته قال الزهري فأخبرني عروة بن الزبير أنه لما رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال له النبي صلى الله عليه وسلم أمن بينهم قال الزهري وبلغني أنهم لما دفنوا التمسوا جسد عامر بن فهيرة فلم يقدروا عليه فيرون أن الملائكة دفنته. مصنف عبد الرزاق ج5/ص383 مشرك كان دليلهم حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا يونس بن بكير حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت لم يكن مع النبي صلى الله عليه وسلم حين هاجر من مكة إلى المدينة إلا أبو بكر وعامر بن فهيرة ورجل من بني الديل مشرك كان دليلهم.
عامر بن فهيرة الشهيد الذي رفعته الملائكة بين السماء والأرض - صحيفة الاتحاد
((قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا محمّد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: لمّا هاجر عامر بن فُهيرة إلى المدينة نزل على سعد بن خيثمة. ((شهد عامر بدرًا وأُحدًا)) أسد الغابة. ((مولى أبي بكر الصّديق، أحد السّابقين. وكان ممن يعذَّب في الله. له ذكر في الصّحيح، حديثه في الهجرة عن عائشة قالت: خرج معهم عامر بن فُهيرة. وعنها: لما قدمنا المدينةَ اشتكى أصحابُ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، منهم أبو بكر، وبلال، وعامر بن فهيرة... الحديث. وفيه: وكان عامر بن فُهيرة إذا أصابته الحمى يقول: إِنِّي وَجَدْتُ المَوْتَ قَبْلَ ذَوْقِهِ إِنَّ الجَبَانَ حَتْفُهُ مِنْ فَوْقِهِ كُلُّ امْرِىءٍ مُجَاهدٌ بِطَوْقِهِ كَالثَّورِ يَحْمِي جِلْدَهُ بِرَوْقِهِ [الرجز] وقال ابْنُ إِسْحَاقَ في "المغازي"، عن عائشة: كان عامر بن فُهيرة مولدًا من الأزد، وكان للطّفيل بن عبد الله بن سَخْيَرة، فاشتراه أبو بكر منه فأعتقه، وكان حسنَ الإسلام. وذكره ابْنُ إِسْحَاقَ وجميع مَنْ صنف في المغازي فيمن استشهد ببئر معونة. وقال ابْنُ إِسْحَاقَ: حدّثني هشام بن عُروة، عن أبيه ــــ أنّ عامر بن الطفيل كان يقول مَنْ رجلٌ منكم لما قُتِل رأيته رفع بين السّماء والأرض؟ فقالوا: عامر بن فهيرة.
(2) نقبت: رقّت جلودها وقرحت من المشي. وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرائِكُمْ وَلْتَأْتِ طائِفَةٌ أُخْرى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ الآية [سورة النّساء 4/ 102] «1». وفي «صحيح البخاريّ» ، خرج النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى ذات الرّقاع من بطن (نخل) ، فلقي جمعا من غطفان، فصلّى بهم ركعتي الخوف «2». وقول البخاريّ وهي غزوة محارب خصفة من بني ثعلبة: صوابه وثعلبة- بواو العطف «3» -. [, وقعة بئر معونة كانت من أحداث السّنة الثّالثة للهجرة. قلت: كانت وقعة بئر معونة في صفر على رأس ستّة وثلاثين شهرا للهجرة، وبعد بعث الرّجيع. (2) أي: من الإسلام. (3) أخفروا: نقضوا وغدروا. والرّجلان هما: عمرو بن أميّة الضّمريّ وأنصاريّ «1» ، كانا في إبل أصحابهم، فلمّا راحا بهما وجدا أصحابهما صرعى، والخيل واقفة، فقتلوا الأنصاريّ أيضا، وتركوا عمرا حين أخبرهم أنّه من ضمرة. فرجع عمرو إلى (المدينة) فوجد رجلين من بني عامر فقتلهما، وكان معهما جوار من النّبيّ صلى الله عليه وسلم لم يعلم به، فلمّا قدم (المدينة) / أخبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم الخبر، فقال: «لقد قتلت رجلين لأدينّهما» «2».