حديث «ألا إن الدنيا ملعونة.. » ، «لا تتخذوا الضيعة.. »
تاريخ النشر: ٢٥ / ربيع الأوّل / ١٤٢٩
مرات
الإستماع: 9714
ألا إن الدنيا ملعونة
لا تتخذوا الضيعة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فمما أورده المصنف -رحمه الله- في باب الزهد:
حديث أبي هريرة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: ألا إن الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ذكرَ الله تعالى وما والاه، وعالماً ومتعلماً [1] رواه الترمذي، وقال: حديث حسن. هذا الحديث يقول فيه النبي ﷺ: الدنيا ملعونة ، أي: أنها مبغضة إلى الله -تبارك وتعالى، أن الله يسخطها ملعون ما فيها إلا ذكر الله تعالى وما والاه يعني: إلا ما قاربه أو قرب إليه من الطاعة ودل عليه، ولهذا قال ﷺ: وعالماً ومتعلماً والمقصود به من يشتغل بالعلوم التي توصله إلى المالك المعبود ، العلم بالله وأسمائه وصفاته، والعلم بالطريق الموصل إليه، والعلم بما يصير إليه الإنسان في آخرته، هذه الثلاث. تخريج حديث الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله ... وبيان المحفوظ فيه. هذا الحديث يفهم على وجهه، وهو أن الإسلام لا يدعو أتباعه إلى تعطيل الحياة الدنيا، والاشتغال فقط بالعمل للآخرة، ويبقى المسلمون في حال من الضعف والضعة والمذلة لعدوهم، ليس هذا هو المراد إطلاقاً. فالنبي ﷺ يقول: ألا إن القوة الرمي [2] ، لما قال النبي ﷺ: وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ [الأنفال:60].
تخريج حديث الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله ... وبيان المحفوظ فيه
تاريخ النشر: السبت 9 صفر 1434 هـ - 22-12-2012 م
التقييم:
رقم الفتوى: 193991
229984
0
434
السؤال
سؤالي عن الحديث التالي: الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ذكر الله، أو معلما، أو متعلما. ما المقصود بالحديث؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلفظ هذا الحديث في سنن الترمذي عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه، وعالم أو متعلم. والمقصود من الحديث أنها مبعدة عن الله والدار الآخرة لذلك ذمت. قال في جامع العلوم والحكم: فالدنيا وكل ما فيها ملعونة، أي مبعدة عن الله؛ لأنها تشغل عنه، إلا العلم النافع الدال على الله وعلى معرفته، وطلب قربه ورضاه، وذكر الله وما والاه، مما يقرب من الله. فهذا هو المقصود من الدنيا؛ فإن الله إنما أمر عباده بأن يتقوه ويطيعوه، ولازم ذلك دوام ذكره كما قال ابن مسعود: تقوى الله حق تقواه: أن يذكر فلا ينسى، وإنما شرع الله إقام الصلاة لذكره، وكذلك الحج والطواف، وأفضل أهل العبادات أكثرهم لله ذكرا فيها. شرح حديث ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله... - إسلام ويب - مركز الفتوى. فهذا كله ليس من الدنيا المذمومة، وهو المقصود من إيجاد الدنيا وأهلها؛ كما قال تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون.
شرح حديث ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله... - إسلام ويب - مركز الفتوى
5/ جابر بن عبد الله الأنصاري رواه سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر واختلف عليه فرواه عبد الله بن الجراح القهستاني عن عبد الملك بن عمرو عن سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم" الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان منها لله عز وجل ".
الدنيا ملعونة
وتنبيها على أن المعنى بالعالم والمتعلم العلماء بالله، الجامعون بين العلم والعمل فيخرج الجهلاء، وعالم لم يعمل بعلمه، ومن يعمل عمل الفضول وما لا يتعلق بالدين. وفيه أن ذكر الله أفضل الأعمال، ورأس كل عبادة. والحديث من كنوز الحكم وجوامع الكلم، لدلالته بالمنطوق على جميع الخلال الحميدة، وبالمفهوم على رذائلها القبيحة. والله أعلم.
ماصحة حديث &Quot; الدُّنيا ملعونَةٌ .... &Quot; ؟ - الزامل
والله ولي التوفيق.
بل صح أنه عليه الصلاة والسلام وصف الدنيا بأنها حلوة خَضِرة، "والخَضِرة هي الغضة الناعمة الطيبة. {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق}، وكيف يستقيم أن تكون اللعنة على ما وصفه التنزيل بأنه زينة الله وطيبات رزقه تعالى؟! ماصحة حديث " الدُّنيا ملعونَةٌ .... " ؟ - الزامل. وحين نقرأ {ولا تنس نصيبك من الدنيا} نجد التوصية الربانية بعدم نسيان ما قُسم لنا من أنعام وخيرات، الأمر الذي ينفي مسألة اللعن برمتها. إن معنى اللعن هو الطرد من رحمة الله، فكيف تدخل الدنيا في هذا المعنى؟! وهي التي جعلها خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، وجعلها سبحانه لبني آدم مهادا ومسكنا. وإذا كان الأصل في الأشياء (الدنيا) الإباحة ما لم يرد نص التحريم، كما قرره الأصوليون، استناداً لـ{ هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا منه} فكيف يتأتى اللعن فيما أصله وجله مباحا؟
إن الذم الوارد في النصوص للدنيا -أقول الذم وليس اللعن- راجع إلى أفعال الإنسان الواقعة في الدنيا لأن غالبها واقع على سبيل الفساد والظلم والعدوان والسلوك غير المحمود.