[٤] وهناك رابط قد لا يبدو واضحًا بين الحرية والجهل ، فكلما كان الإنسان جاهلًا كان قادرًا على التحرك بسهولة، فهو لا يخضع لمنهجية علمية في البحث ولا قواعد الاختصاص، ولا يحترم أقوال العلماء كما ينبغي وبالتالي لا يتعلم بطريقة صحيحة، حيث إنه يبحث عن حرية الخطأ، وكلما زادت معرفته زادت مسؤوليته تجاه العالم في كلامه وأفعاله. [٦] ويمكنك التعرّف على مفهوم الحرية لغة واصطلاحًا بالاطلاع على هذا المقال: تعريف الحرية
وللاستزادة والتعرّف على دور الحرية في حياة البشر يمكنك الاطلاع على هذا المقال: ما هي أهمية الحرية
المراجع [+] ↑ "تعريف و معنى حرية في معجم المعاني الجامع" ، المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 27/3/2021. بتصرّف. ↑ [محمد الخضر حسين، كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين ، صفحة 12. بتصرّف. ↑ [فهد الرومي]، كتاب اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر ، صفحة 781-782. بتصرّف. ^ أ ب ت [مجموعة من المؤلفين]، كتاب مجلة مجمع الفقه الإسلامي ، صفحة 675. بتصرّف. ↑ [ماجد عرسان الكيلاني]، كتاب أهداف التربية الإسلامية ، صفحة 79. الدرر السنية. بتصرّف. ↑ [أحمد حسن الزيات]، كتاب مجلة الرسالة ، صفحة 254-256. بتصرّف.
الحرية في الاسلام
خلق اللهُ الإنسان محرَّرًا في عقيدته من سيطرة الخرافات والجهل، والانسياق المحموم وراء الهوى والشهوة، ومحرَّرًا في منطلقاته وتوجهاته وأهدافه وغاياته من الوصاية عليه وعلى عقله ووجدانه من الغير، حتى ولو كان نبيًّا أو عالِم دين مشهود له بالصلاح والإصلاح، فكلُّ إنسان حرٌّ في معتقداته وإراداته ما دامت لم تخلِّ بملامح المجتمع الذي يحيا على أرضه، أو تمس أُطُرَه العامة والخاصة، والحرية في الإسلام ركنٌ فيه، وسياج يحمي أفراده جميعًا، وينظِّم العلاقة بين أفراده، القائمة على الاحترام والالتزام بالحقوق العامة والخاصَّة قبل المطالبة بها. وحينما كفلت الشَّريعة الإسلامية للأفراد - على اختلاف معتقداتهم - مقاصدَ خمسةً، وهي: حفظ الدين والعقل والمال والنفس والنسل، فقد حرَّرتْ كلَّ فرد على حِدَةٍ مقابلَ الآخر، وضمنتْ له ولغيره عدمَ المساس بهذه الأمور الخمسة، شريطةَ احترامه هو لهذه المقاصد والحقوق ورعايتها للوطن ولأبناء الوطن، سواء بسواء. والشَّارع الحكيم - سبحانه وتعالى - شرع لنا سنن الهدى، وبيَّن لنا الحكمة والقرآن، وأرشدنا سبلَ السلام، فمن أخذ بها فقد رشد وهُدِي إلى صراطٍ مستقيم، ومن أعرض عنها فقد ضلَّ وغوى، فالإسلام دينٌ شامل يتناول مظاهرَ الحياة جميعًا، والحرية فرضٌ فيه، والحكومة جزءٌ منه، وذلك كما نفهمه نحن.
الحريه الدينيه في الاسلام
وذكر أنَّ هدف بحثه: هو إعطاء تصوُّر كلِّي ومجمَل عن معالم الحرية في التصوُّر الإسلامي، وعن فلسفتها وحدودها الكليَّة، والكشف عن الأسس المنهجيَّة التي يقوم عليها هيكلها، وليس القصدُ مناقشةَ التفاصيل؛ فهذا أمره يطول جدًّا. كما نبَّه إلى الفرق بين النظرية والتطبيق، وأنَّه لا بدَّ من مراعاة الشروط المعتبَرة في التطبيقات العملية. وأشار إلى المنهجيَّة والآليَّة التي سار عليها في البحث، وتتلخَّص في: 1- الانطلاق من النصوص الشرعية، مع محاولة الجمع بينها، ودراستها وتحليلها، واستخراج مدلولاتها، ومِن ثَمَّ الاستدلال بما تضمَّنته دَلالاتها الواضحة على الموقف الذي تقتضيه. 2- التكامل في الاستدلال والبناء. 3- الفصل التام بين المرجعيَّات والأصول والتي مِن أكثرها تصارعًا (المرجعيَّة الإسلاميَّة والمرجعيَّة الغربيَّة الوضعيَّة). 4- التمييز بين الأقسام المتقاربة. 5- التوجُّه نحو الأفكار دون الأشخاص، ومحاكمتها إلى المصادر المعتمَدة لدينا في الشريعة الإسلاميَّة. الحريه الدينيه في الاسلام. 6- الوقوف مع أبرز الإشكالات والاعتراضات المخالفة للرؤية الصحيحة لمفهوم الحريَّة، والجواب عنها بطريقة علميَّة برهانيَّة. وقد تألف الكتاب من قِسمين: القِسم الأوَّل: البناءات النظرية لمفهوم الحريَّة ، وقد ذكر فيه ثلاثة بناءات: البناء الأول: تحدَّث عن الحرية والبحث عن المفهوم والكشف عن المسار،وأشار إلى الغموض الذي يكتنف ذلك المفهوم، وأسبابه، وعرَض لمفاهيم الحرية ومساراته؛ في المجال الغربي وفي المجال الإسلامي، وخلُص بنتيجة مفادها: أنَّ التوصُّل إلى مفهوم عام شامل جامع مانع سالم من المعارضة، يستوعب كلَّ المكوِّنات المندرجة ضمن الحرية، متعسِّر أو متعذِّر، إلَّا أن أقرب التعريفات لهاهو تعريف د.
الحرية الفكرية في الاسلام
والأمر لم يقتصر على الولي ، بل تعدّاه إلى الخليفة ، أمير المؤمنين ورئيس البلاد ، فهذه امرأة تقف بين الجموع وترد على أمير المؤمنين عمر ، حين أراد تحديد مهور النساء ، فتقول: "ليس لك هذا يا ابن الخطاب ؛ فإن الله تعالى يقول: ( وآتيـتم إحداهن قنطاراً) فهل تدري ما القنطار يا عمر؟ فقال أمير المؤمنين: "أصابت امرأة وأخطأ عمر". وهذه خولة بنت ثعلبة تستوقف أمير المؤمنين عمر فتقول له: قف يا عمر ، فوقف لها ، ودنا منها وأصغى إليها ، وأطالت الوقوف وأغلظت له القول (أي قالت له): "هيه يا عمر! الحرية الفكرية في الاسلام. عَهِدتك وأنت تسمى عُميراً وأنت في سوق عُكاظ ترعى القيـان بعصاك ، فلم تذهب الأيام حتى سُميت عمر ، ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمين ، فاتق الله في الرعية ، واعلم أنه من خاف الوعيد قَرُب عليه البعيد ، ومن خاف الموت خشي الفوت ، فقال لها الجارود: قد أكثرت ، أيتها المرأة ، على أمير المؤمنين ، فقال عمر: دعها. السيرة الحلبية 2/724. وكذلك الأمر ، كانت المرأة تتمتع بالحرية ، حتى مع شخص النبي صلى الله عليه وسلم ، الذي تنصاع له كل الناس ، محبةً ورغبة في إرضائه ، فتقف المرأة تراجعه وتناقشه صلى الله عليه وسلم.. وقصة خولة بنت ثعلبة معروفة ومشهورة ، وهي التي نزلت فيها سورة "المجادلة" ، تستجيب لطلبها وترعى شأنها وشأن كل من حل بها ما حلّ بها.
حق الحرية في الاسلام
ويرد قولَ المغرضين القائلين بأن الإسلامَ انتشر بحدِّ السيف، وما أبلغَ أثر العمل من القول!
الاتجاه الثاني: وهو يرى نفس الرأي الأوّل، غايته أنّه يعتقد بأنّ ترك الناس للدين وعدم رغيتهم بتطبيقه لا يسلبنا الحقّ في تطبيقه، لكنّه يعرقل تطبيقه عمليّاً، وهؤلاء يرون أنّ التطبيق القهري للدين وإن كان في نفسه أمراً مشروعاً، لكنّه مضرّ بالدين نفسه إمّا دائماً أو في بعض الحالات، فما لم يكن للدين مقبوليّة عامّة، فإنّ تطبيقه القهري سيرتدّ ضرراً على الدين، ولهذا نحن نحتكم إلى القبول العام بالدين، لا لأنّ قبول الناس هو الذي يُعطي الشرعيّة للدين؛ بل لأنّ قبولهم هو الذي يمكّننا ـ عملياً وميدانياً ـ من تطبيق الدين بطريقةٍ لا تضرّ بالدين نفسه. الاتجاه الثالث: وهو الاتجاه الذي يرى أنّ الله نفسه وشريعته وكتابه حكموا علينا بعدم تطبيق الدين على الآخرين بالقوّة والجبر والإكراه، ما لم يدخل الآخرون في عقدٍ اجتماعي مع بعضهم يتوافقون فيه على تطبيق الدين، فإذا حصل هذا العقد الاجتماعي ـ كما حصل في المدينة المنوّرة في العصر النبوي مثلاً ـ فإنّ الدين يمكن تطبيقه قهراً؛ لأنّ تطبيقه هو تطبيقٌ لمفهوم معجون بالإرادة، فالدين مفهومٌ يمسّ القلب والعقل والوجدان قبل أن يمسّ الجسد والبنيان، فما لم تكن هناك إرادة شعبية عامّة فيه، فلا يمكن فرضه، وهذا أمرٌ مشرّع من الدين نفسه لا منّا نحن.