الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد..
فإن من أفضل الطاعات، وأجلِّ القربات التي يدفع الله بها عن المسلمين الشرور الكثيرة، وتتحقق بها المصالح العظيمة، الرباط في سبيل الله. والمقصود بالرباط: "هو الإقامة في الثغور، وهي الأماكن التي يخاف على أهلها من أعداء الإسلام ، والمرابط هو المقيم فيها، المعد نفسه للجهاد في سبيل الله والدفاع عن دينه وإخوانه المسلمين" [1]. قال ابن عطية: "والقول الصحيح هو أن الرباط هو الملازمة في سبيل الله، أصلها من ربط الخيل، ثم سُمي كل ملازم لثغر من ثغور الإسلام مرابطًا، فارسًا كان أو راجلًا" [2]. قال في فتح الباري: "والرباط هو: ملازمة المكان الذي بين المسلمين والكفار وحراسة المسلمين منهم" [3]. وقد وردت النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة تبين فضل الرباط في سبيل الله، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 200]. قال بعض المفسرين: "المرابطة هنا: مرابطة المجاهدين في نحر العدو، وحفظ ثغور الإسلام وصيانتها عن دخول الأعداء إلى حوزة بلاد المسلمين" [4].
- تعرف على فضل المرابط في سبيل الله - موسوعة انا عربي
- إسلام ويب - فتح الباري شرح صحيح البخاري - كتاب الجهاد والسير - باب فضل رباط يوم في سبيل الله- الجزء رقم2
تعرف على فضل المرابط في سبيل الله - موسوعة انا عربي
فضل الرباط والشهادة في سبيل الله تعالى - YouTube
إسلام ويب - فتح الباري شرح صحيح البخاري - كتاب الجهاد والسير - باب فضل رباط يوم في سبيل الله- الجزء رقم2
فقه الحديث قال النووي: هذه فضيلة -ظاهرة للمرابط، وجريان عمله بعد موته فضيلة مختصة به، لا يشاركه فيها أحد، وقد جاء صريحا في غير مسلم كل ميت يختم على عمله، إلا المرابط، فإنه ينمي له عمله إلى يوم القيامة أما إجراء الرزق فهو موافق للشهداء، لقوله تعالى {{ أحياء عند ربهم يرزقون}}[آل عمران: 169]. وعند البخاري رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وعند أحمد والترمذي وابن ماجه رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل قال ابن بزيزة: ولا تعارض، لأنه يحمل على الإعلام بالزيادة في الثواب عن الأول، أو باختلاف العاملين. اهـ. ولا تعارض بين حديث البخاري وبين حديثنا، لأن صيام شهر وقيامه خير من الدنيا وما عليها.
وفيها: منقبة لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه حين جاء يحرس النبي صلى الله عليه وسلم، ووقع في نفسه خوف عليه، ووافق بذلك رغبة النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: ((لَيْتَ رَجُلًا صَالِحًا مِنْ أَصْحَابِي يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ))، وفيه: النص على أن سعدًا رضي الله عنه رجل صالح. وحراسة النبي صلى الله عليه وسلم كانت قبل أن ينزل قول الله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} ، ثم لما أنزل الله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} كان لا يُحرس.