نعم! إنّ هذا المستوى من المعرفة الإلهيّة ينتج عنه ذلك الفداء والإخلاص في عاشوراء. ودواء مرض الكبر الناتج عن الجهل، هو معرفة عظمة الخالق والخلقة والاطّلاع على الضعف الإنسانيّ. وهذه المعرفة لها تأثير مباشر على التواضع، كما أنّ التواضع له علاقة مباشرة بالعلم، والعلم مربوط بالمعرفة وكما يقول الإمام الحسين(عليه السلام): >مدارك العلم لقاح المعرفة<(13). دعاء الامام الحسين يوم عرفه مكتوب. مسألة الشكر من جملة مضامين دعاء عرفة التي أكّد عليها سماحة آية الله العظمى الشيخ مكارم الشيرازي وقال: لقد ورد في مقطع من دعاء الإمام الحسين(عليه السلام) في يوم عرفة: >لو حاولت واجتهدت مدى الأعصار والأحقاب ولو عمّرتها أن أؤدّي شكر واحدة من أنعمك ما استطعت ذلك<(14)(15). عرفة؛ اليوم المشهود
أكّد سماحة آية الله العظمى الشيخ مكارم الشيرازي في تفسيره للآية >وشاهد ومشهود<(16) على إطلاق مفردة >مشهود< على يوم عرفة حيث يشهد زوّار بيت الله الحرام ذلك اليوم، فقال: >الشاهد< ينطبق على يوم عيد الأضحى و>المشهود< يشير إلى يوم عرفة(17). ولذلك فإنّ أهميّة يوم عرفة وضرورة التفكّر والتأمّل في دعاء الإمام الحسين(عليه السلام) فيه، يكشف لنا أنّ هذا اليوم، هو تجلي مشهد من مشاهد القيامة والبعث في هذه الدنيا، كما أنّ يوم عرفة، من جملة من يشهد يوم القيامة على عمل الإنسان(18).
معالم دعاء عرفة من منظور سماحته(دام ظلّه)
البحث
الرقم: 8
المشاهدات: 23662
وهو مِن أجَلِّ أدعية أهل البيت (عليهم السلام) ، وأكثرها استيعاباً لألطاف الله ونِعَمه على عباده. وقد روى هذا الدعاء الشريف بشر وبشير الأسديَّان حيث قالا: كنا مع الحسين بن علي (عليهما السلام) عشية عرفة ، فخرج (عليه السلام) من فسطاطه مُتذلِّلاً خاشعاً، فجعل يمشي هَوناً هَوناً، حتى وقف هو وجماعة من أهل بيته وولده ومواليه في ميسرة الجبل، مستقبل البيت، ثم رفع يديه تلقاء وجهه كاستطعام المسكين، وقال (عليه السلام): "الحَمدُ لله الذي ليس لِقضَائه دافع، ولا لِعَطائِه مَانِع، وَلا كَصُنعِه صَانِع، وَهو الجَوادُ الوَاسِع". وأخذ (عليه السلام) يدعو الله وقد جَرَت دموع عينيه على سَحنات وَجهِه الشريف وهو يقول: "اللَّهُمَّ اجعَلني أخشَاكَ كأنِّي أرَاك، وأسعِدْني بِتَقواك، وَلا تُشْقِنِي بِمعصيتك، وخر لي في قضائك". ابنة أنيسة حسونة لـ"مانشيت": والدتى كانت حريصة على لقاء أحفادها كل يوم - اليوم السابع. ثم رفع (عليه السلام) بصره إلى السماء وقال برفيع صوته: "يَا أسمَع السَّامِعين، يا أبصَر النَّاظِرين، ويَا أسرَع الحَاسِبين، ويَا أرحَم الرَّاحِمين، صَلِّ عَلى مُحمَّدٍ وآلِ محمد، السَّادة المَيامِين، وأسألُكَ اللَّهُمَّ حَاجَتي التي إِن أعْطَيتَنِيهَا لَم يَضرُّني مَا مَنَعتَني، وَإِن مَنَعتَنِيهَا لَم يَنفَعني مَا أعْطَيْتَني، أسألُكَ فَكَاكَ رَقَبَتي مِن النَّار، لا إِلَه إلا أنتَ وَحدَكَ لا شَريكَ لَكَ، لَكَ المُلكُ وَلَكَ الحَمدُ، وَأنتَ عَلى كُلِّ شيءٍ قَدير، يَا رَبِّ يَا رَبِّ".
ابنة أنيسة حسونة لـ&Quot;مانشيت&Quot;: والدتى كانت حريصة على لقاء أحفادها كل يوم - اليوم السابع
البحث
الرقم: 8
المشاهدات: 23661
وهو مِن أجَلِّ أدعية أهل البيت (عليهم السلام) ، وأكثرها استيعاباً لألطاف الله ونِعَمه على عباده. وقد روى هذا الدعاء الشريف بشر وبشير الأسديَّان حيث قالا: كنا مع الحسين بن علي (عليهما السلام) عشية عرفة ، فخرج (عليه السلام) من فسطاطه مُتذلِّلاً خاشعاً، فجعل يمشي هَوناً هَوناً، حتى وقف هو وجماعة من أهل بيته وولده ومواليه في ميسرة الجبل، مستقبل البيت، ثم رفع يديه تلقاء وجهه كاستطعام المسكين، وقال (عليه السلام): "الحَمدُ لله الذي ليس لِقضَائه دافع، ولا لِعَطائِه مَانِع، وَلا كَصُنعِه صَانِع، وَهو الجَوادُ الوَاسِع". وأخذ (عليه السلام) يدعو الله وقد جَرَت دموع عينيه على سَحنات وَجهِه الشريف وهو يقول: "اللَّهُمَّ اجعَلني أخشَاكَ كأنِّي أرَاك، وأسعِدْني بِتَقواك، وَلا تُشْقِنِي بِمعصيتك، وخر لي في قضائك". معالم دعاء عرفة من منظور سماحته(دام ظلّه). ثم رفع (عليه السلام) بصره إلى السماء وقال برفيع صوته: "يَا أسمَع السَّامِعين، يا أبصَر النَّاظِرين، ويَا أسرَع الحَاسِبين، ويَا أرحَم الرَّاحِمين، صَلِّ عَلى مُحمَّدٍ وآلِ محمد، السَّادة المَيامِين، وأسألُكَ اللَّهُمَّ حَاجَتي التي إِن أعْطَيتَنِيهَا لَم يَضرُّني مَا مَنَعتَني، وَإِن مَنَعتَنِيهَا لَم يَنفَعني مَا أعْطَيْتَني، أسألُكَ فَكَاكَ رَقَبَتي مِن النَّار، لا إِلَه إلا أنتَ وَحدَكَ لا شَريكَ لَكَ، لَكَ المُلكُ وَلَكَ الحَمدُ، وَأنتَ عَلى كُلِّ شيءٍ قَدير، يَا رَبِّ يَا رَبِّ".
دعاء الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عرفة
وبما أنّ هذه الأدعية انبثقت من روح المعصوم العظيمة فجميعها على مستوى واحد من السموّ والرفعة، فيقترب الإنسان إلى ذروة المعرفة والكرامة الإنسانيّة بقراءتها واعيا لما تشتمل عليه من المضامين العالية(7). يرى سماحة آية الله العظمى الشيخ مكارم الشيرازي(مدّ ظلّه) بأنّ من جملة المضامين العالية والقيّمة التي نجدها في دعاء عرفة هي المفاهيم والمعارف الأصيلة المتعلّقة بمسألة التوحيد. دعاء الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عرفة. وقال سماحته: الأدعية وخصوصاً أدعية المعصومين(عليهم السلام) زاخرة بدروس تربويّة وأخلاقيّة عالية. أدعية مثل دعاء عرفة الذي يشتمل على منظومة متكاملة من المعارف والعقائد وخصوصاً في مسألة التوحيد؛ وإنّ ما يموج بهذا الدعاء من المعارف التوحيديّة لا نجده في غيره من الأدعية(8). قال المرجع الديني الأعلى خلال تبيين المعارف الرفيعة والسامية في دعاء عرفة: إن دعاء عرفة هو سلسلة معرفية من العرفان الإسلاميّ ومعرفة الله ومعرفة النبيّ والولاية والأخلاق ومراحل السلوك إلى الله سبحانه وباختصار فإنّ هذا الدعاء سلسلة من المضامين الإسلاميّة الهامة على صورة دعاء. وأضاف سماحته في تبيين ذلك: أنّ دعاء عرفة الذي وصلنا عن الإمام الحسين(عليه السلام) يشتمل على سلسلة دروس تفصيليّة في معرفة الله على مستوى عال، كما يحتوي على سلسلة متكاملة من الدروس التوحيديّة الأصيلة.
وأثَّرَ هذا الدعاء تأثيراً عظيماً في نُفوس من كان مع الإمام (عليه السلام)، فاتَّجَهوا بقلوبهم وعواطفهم نَحوهُ يستمعون دعاءه (عليه السلام) وقد عَلَت أصواتَهم بالبكاء معه، وذهلوا عن الدعاء لأنفسهم في ذلك المكان الذي يُستَحَبُّ فِيه الدُعَاء. ويقول الرواة: إِنَّ الإمام (عليه السلام) استمَرَّ يَدعو حَتى غَربت الشمسُ، فَأفاضَ (عليه السلام) إلى المُزْدَلِفَة، وَفاضَ الناسُ مَعه.