مواقيت الحج المكانية
شرعية الإحرام من المواقيت المكانية
مواقيت مكانية:
أما المواقيت المكانية فإنها التي حددها وقدرها النبي -صلى الله عليه وسلم- في سنته، فثبت في الصحيح عن ابن عباس وابن عمر -رضي الله عنهم- ( أن النبي -صلى الله عليه وسلم- وقَّت لأهل المدينة ذا الحليفة ولأهل الشام الجحفة ولأهل نجد قرنا، ولأهل اليمن يلملم قال: هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن أراد الحج والعمرة، ومن كان دون ذلك فمُهله من حيث أنشأ، حتى أهل مكة يهلون من مكة)
هذه هي المواقيت المفروضة، والتي تسمى بالمواقيت المكانية. وسبب شرعيتها وشرعية الإحرام منها، أن هذا المكان المقدس الذي هو البيت العتيق له مكانته وشرفه وفضيلته وحرمته، فإذا أقبل الناس إليه ودفعهم الشوق إلى تلك المشاعر، وقربوا منه، شرع لهم أن يظهروا بصفة يتميزون بها عن غيرهم، فيعرفهم غيرهم بأنهم من الوافدين إلى هذا البيت فشرع لهم لباس خاص يتميزون به قبل أن يصلوا مكة بمسافة، وشرع لهم شعارٌ خاصٌ وهو التلبية، وكان ذلك دليل إجابتهم. لقد شرع الحج على لسان إبراهيم بقوله: ( وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) (سورة الحج، الآية: 27)،
كما روى ذلك ابن جرير وابن عباس ومجاهد في تفسير هذه الآية من سورة الحج، فقد أمره الله أن ينادي فقال: يا أيها الناس إن الله كتب عليكم الحج فحجوا.
معنى المواقيت في الحج
الحج إلى بيت الله الحرام ركن من أركان الإسلام، وأول عمل يبدأ به الحاج نية الدخول في النسك، وهذه النية لا بد أن تكون في أمكنة وأزمنة حددها الشرع، وهي ما تسمى بالمواقيت الزمانية والمكانية. فالميقات الزماني للإحرام بالحج شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة، والأصل في ذلك قول الله تعالى: (الحج أشهر معلومات). وأورد البخاري في صحيحه تفسير ابن عمر للأشهر المعلومات حيث قال: «وقال ابن عمر رضي الله عنهما أشهر الحج شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة». المواقيت المكانية للحج والعمرة - مصلحون. ويكره الإحرام بالحج قبل هلال شوال؛ لقول ابن عباس رضي الله عنهما: «من السَُنَّة أن لا يحرم بالحج إلا في أشهره» رواه البخاري. ولأنه أحرم بالعبادة قبل وقتها، فأشبه ما لو أحرم قبل الميقات المكاني، فإن أحرم بالحج قبل أشهره انعقد، ويدل لصحة إحرامه بالحج قبل أشهره قوله تعالى: (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج) وكلها مواقيت للناس، فكذا للحج، خلافاً لمن ذهب إلى أنه لا يصح حجاً بل عمرة، كما هو مذهب الشافعية واختيار بعض العلماء. وأما المواقيت المكانية، هي الحدود التي لا يجوز للحاج أن يتعداها إلى مكة بدون إحرام، وهي خمسة: 1- ذو الحليفة: وتبعد عن مكة أربع مئة وثمانية وعشرين كيلو مترا، وهي ميقات أهل المدينة وهي أبعد المواقيت، ومكانها في وادي العقيق، والحليفة تصغير حلفة والحلفة واحدة الحلفاء شجر معروف وسميت بذلك لكثرة هذه الشجرة فيها، وهذا الميقات مشهور عند العوام بأبيار علي لظنهم أن علياً قاتل الجن بها وهو كذب.
التفريغ النصي - شرح بلوغ المرام - كتاب الحج - باب المواقيت - حديث 740 - للشيخ سلمان العودة
4- يلملم: قيل إنه اسم لمكان، وقيل اسم لجبل في هذا المكان. وهو ميقات أهل اليمن ويسمى الآن بالسعدية على طريق الساحل من الحجاز وبينه وبين مكة قرابة 70 كم. 5- ذات عرق: مكان بالبادية قرب عقيق الطائف، سمي بذلك لعرق فيه والعرق هو الجبل ويقولون إنه منتهى جبال تهامة يفصل بين جبال تهامة ونجد وهو ميقات أهل العراق ومن وراءهم من أهل المشرق كأهل خراسان وغيرهم. وهي مندثرة اليوم ويحرم الحجاج الذين يأتون في السابق على الإبل من الضريبة التي يقال لها اليوم - الخريبات - أما اليوم فالحجاج يأتون بسياراتهم ويمرون إما على ذي الحليفة أو السيل فيحرمون من أحدهما ويبعد عن مكة 70 كم. فالواجب على من مر على هذه المواقيت قاصداً الحج أو العمرة أن يحرم منها، ومن جاوز الميقات بلا إحرام وجب عليه الرجوع، فإن لم يرجع فهو آثم وعليه دم، وهو سبع بقرة، أو سبع بدنة، أو رأس من الغنم يجزئ في الأضحية؛ لحديث ابن عباس المتقدم، ولقول ابن عباس رضي الله عنهما: «من ترك نسكا أو نسيه فليهرق دماً» أخرجه مالك في الموطأ. المواقيت المكانية للحج والعمرة. وينقسم الناس بالنسبة للميقات المكاني في الحج إلى ثلاثة أقسام: الأول: الآفاقيون: وهم من مسكنه خارج المواقيت الخمسة الآنفة الذكر، فمن مر منهم بأحد هذه المواقيت الخمسة مريداً للحج أو العمرة فيجب عليه أن يحرم منه.
المواقيت المكانية للحج والعمرة - مصلحون
[رواه البخاري ومسلم]. في هذا الحديث عدد من الفوائد:
1- معجزة للرسول -صلى الله عليه وسلم- حيث وقّت هذه المواقيت قبل أن تفتح هذه البلدان ولم تفتح إلا بعد وفاته -صلى الله عليه وسلم-. 2- تحديد المواقيت بتحديد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. 3- رفع الحرج لمن مر عليهن من غير أهلهن أن يحرم من الميقات الذي يمر به وإن كان غير ميقاته الأصلي. 4- عدم تكليف من كان دون المواقيت من جهة مكة حيث يحرم من مكانه. 5- أهل مكة يحرمون من مكة للحج ومن الحل للعمرة. انواع الميقات
وسيأتي تفصيل هذه المسائل بعد قليل. ويتضح أيضاً من هذا الحديث أن الناس بالنسبة للميقات المكاني ثلاثة أقسام:
1- أهل الحرم: وهم الذين يقيمون في مكة سواء كانوا مكيون من أهلها أو مقيمين فيها من غير أهلها. 2- أهل الحل: وهم الذين يسكنون داخل المواقيت الخمسة أي بين مكة والميقات. 3-الآفاقيون: وهم الذين منازلهم خارج المواقيت. معنى المواقيت في الحج. المواقيت الخمسة المكانية أربعة منها بتوقيت النبي -صلى الله عليه وسلم- بلا خلاف بين العلماء لثبوت ذلك في الصحيحين، وواحد مختلف فيه هل وقته الرسول -صلى الله عليه وسلم- أم وقته عمر -رضي الله عنه-. أما الأربعة المجمع على نقلها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فهي: ذو الحليفة وهو ميقات أهل المدينة، والجحفة وهي ميقات أهل الشام، وقرن المنازل وهو ميقات أهل نجد، ويلملم وهي ميقات أهل اليمن.
مواقيت العمرة والحج
المواقيت تنقسم إلى قسمان:
مواقيت مكانية: تم تحديد 5 مواضيع خاصة لتكون مواقيت الناس للحاج أو المعتمر حسب الجهات التي يقبل الناس منها.