أما بعد:
أيها الناس: أوصيكم -ونفسي- بتقوى الله -عز وجل-، فإن تقوى الله خلف من كل شيء، وليس من تقوى الله خلف: (إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ) [النحل: 128]
أيها المسلمون: هؤلاء الموحدون تركوا الشرك رأسًا، ولم ينزلوا حوائجهم بأحد فيسألونه الرقية فما فوقها، وتركوا الكي وإن كان يراد للشفاء؛ والحامل لهم على ذلك قوة توكلهم على الله، وتفويض أمورهم إليه، وثقتهم به، ورضاهم عنه، وصدق الالتجاء إليه، وإنزال حوائجهم به -سبحانه وتعالى- والاعتماد بالقلب الذي هو نهاية تحقيق التوحيد، وهو الأصل الجامع، الذي تفرعت عنه تلك الأفعال والخصال. والحديث لا يدل على أنهم لا يباشرون الأسباب أصلاً، فإن مباشرة الأسباب في الجملة أمر فطري ضروري، بل نفس التوكل مباشرة لأعظم الأسباب، وإنما المراد أنهم يتركون الأمور المكروهة مع حاجتهم إليها توكلاً على الله كالإِكتواء والاِسترقاء. وأما مباشرة الأسباب والتداوي على وجه لا كراهة فيه فغير قادح في التوكل، فلا يكون تركه مشروعًا لما في الصحيحين: "ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء، عَلِمه من عَلِمه، وجَهلِه من جَهلِه" وأخرج أحمد: "يا عباد الله: تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء غير داء واحد" قالوا: ما هو؟ قال: "الهرم".
- من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب العمر
- من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب الراجحي
من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب العمر
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد:
فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية. من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب الاهلي. من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،... ) وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد. من هـــــــــــنا
من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب الراجحي
وقوله: "ولا يكتوون" أي: لا يسألون غيرهم أن يكويهم، كما لا يسألون غيرهم أن يرقيهم، وهي أعم من أن يسألوا ذلك أو يُفعل بهم باختيارهم،
والكي في نفسه جائز، كما في الصحيح عن جابر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث إلى أبي بن كعب طبيبًا فقطع له عرقًا وكواه، وكوى أنس من ذات الجنب، والنبي -صلى الله عليه وسلم- حي، رواه البخاري، والاسترقاء والاكتواء جائزان، ولكن تركهما أفضل وأكمل في تحقيق التوحيد. ثم قال -صلى الله عليه وسلم-: "ولا يتطيرون": أي: لا يتشاءمون بالطيور ولا بالشهور ونحوها، قال -صلى الله عليه وسلم-: "الطيرة شرك" رواه أبو داود. من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب. "وعلى ربهم يتوكلون" أي: يعتمدون على الله وحده لا شريك له في جلب المنافع ودفع المضار مع فعل الأسباب المشروعة. والحديث -عباد الله- لا يدل على أن المحققين للتوحيد لا يباشرون الأسباب، وإنما المقصود أنهم يتركون الأمور المكروهة، كالاكتواء، والاستقراء، مع حاجتهم إليها لكمال توكلهم على الله -عز وجل-. أما مباشرة الأسباب والتداوي على وجه لا كراهة فيها؛ كأن يرقي الإنسان نفسه، أو يستشفي بالعسل أو الحبة السوداء، أو نحو ذلك، فليس تركه مشروعًا لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "تداووا فإن الله -تعالى- لم يُنزل داءً إلا أنزل له شفاء، عَلِمه من عَلِمه، وجَهله من جَهله" رواه أحمد.
هل تعلم من هم الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا ميزان ووصفهم وصفاتهم - YouTube