وقوله تعالى أن تميد بكم تعليل لإلقاء الرواسي في الأرض ، والميد: الاضطراب ، وضمير ( تميد) عائد إلى الأرض بقرينة قرنه بقوله تعالى بكم; لأن الميد إذا عدي بالباء علم أن المجرور بالباء هو الشيء المستقر في الظرف المائد ، والاضطراب يعطل مصالح الناس ويلحق بهم آلاما. ولما كان المقام مقام امتنان علم أن المعلل به هو انتفاء الميد لا وقوعه ، فالكلام جار على حذف تقتضيه القرينة ، ومثله كثير في القرآن وكلام العرب ، قال عمرو بن كلثوم: فعجلنا القرى أن تشتمونا أراد أن لا تشتمونا ، فالعلة هي انتفاء الشتم لا وقوعه ، ونحاة الكوفة يخرجون أمثال ذلك على حذف حرف النفي بعد ( أن) ، والتقدير: لأن لا تميد بكم ، ولئلا تشتمونا ، وهو الظاهر ، ونحاة البصرة يخرجون مثله على حذف مضاف بين الفعل المعلل و ( أن) ، تقديره: كراهية أن تميد بكم. وهذا المعنى الذي أشارت إليه الآية معنى غامض ، ولعل الله جعل نتوء الجبال على سطح الأرض معدلا لكرويتها بحيث لا تكون بحد من الملاسة يخفف حركتها في الفضاء تخفيفا يوجب شدة اضطرابها. تعظيم الله جل وعلا – خطبة الجمعة 22 – 5 – 1441هـ - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار. [ ص: 122] ونعمة الأنهار عظيمة ، فإن منها شرابهم وسقي حرثهم ، وفيها تجري سفنهم لأسفارهم. ولهذه المنة الأخيرة عطف عليها ( وسبلا) جمع سبيل ، وهو الطريق الذي يسافر فيه برا.
- من الإعجاز القرآني (الجبال وتوازن الأرض) - منتدى جامع الائمة الثقافي
- تعظيم الله جل وعلا – خطبة الجمعة 22 – 5 – 1441هـ - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار
- الباحث القرآني
- إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة النحل - قوله تعالى وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا - الجزء رقم15
من الإعجاز القرآني (الجبال وتوازن الأرض) - منتدى جامع الائمة الثقافي
الخطبة الأولى:
[الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُون](الأنعام:1)، وأشهدُ أن لا إلَه إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له؛ أوجَدَ العبادَ من العدَمِ وأمدَّهمْ بالنعمِ، وكشفَ عنهم الكروبَ والخُطوبَ والمحنَ، وبشَّر المؤمنينَ بالجنانِ والنعيمِ المقيمِ، وحذَّر الكافرينَ والمنافقينَ من العذابِ المهينِ، والمقامِ في دارِ الجحيمِ. وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُاللهِ ورسولُه؛ أعرفُ النَّاسِ بربِّه، وأتقاهمْ وأخشاهمْ لمولاه وخالقِه، صلى اللهُ وسلَّم وباركَ عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأزواجِه وأتباعِه إلى يومِ الدينِ وسلَّم تسليما كثيرا. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة النحل - قوله تعالى وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا - الجزء رقم15. أما بعد:
فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله جلَّ وعلا ، [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون](آل عمران: 102). أيها المؤمنون والمؤمنات: الحديثُ عن اللهِ جلَّ جلالُه وتقدَّست أسماؤه حديثُ شوقٍ وحنينٍ، ومحبةٍ وتعظيمٍ، فاللهُ؛ كلمةٌ عظيمةٌ تهتزُ لهَا قلوبُ المؤمنينَ المخبتينَ، وتستشعرُ عظمتَها جميعُ الخلائقِ أجمعين.
تعظيم الله جل وعلا – خطبة الجمعة 22 – 5 – 1441هـ - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار
25-09-2011, 06:54 PM
# 1
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة:
432
تـاريخ التسجيـل:
Sep 2011
العــــــــمـــــــــر:
الـــــدولـــــــــــة:
بغداد
االمشاركات:
81
من الإعجاز القرآني (الجبال وتوازن الأرض)
يوجد العديد من الأبحاث في إعجاز القرآن الكريم التي تدور حول حديث القرآن عن حقائق علمية بشأن علم الجبال قبل أن يكتشفها العلم بقرون طويلة. ولكن يوجد جماعة ينشرون سلسلة مقالات بعنوان ( أكذوبة الإعجاز العلمي!! من الإعجاز القرآني (الجبال وتوازن الأرض) - منتدى جامع الائمة الثقافي. ) وقد تناولوا في إحدى مقالاتهم نشوء الجبال وأكدوا أن القرآن قد اخطأ علمياً في الآية التي تقول: { وألقى في الأرض رواسيَ أن تميدَ بكم وأنهاراً وسُبُلا لعلكم تهتدون} [ النحل / ١٥]. وان الجبال ليس لها أي دور في تثبيت الأرض وان التثبيت يكون للأرض الثابتة أصلاً وليست الأرض المتحركة ويكون التثبيت للجسم المستوي وليس الكروي لأن الأرض كروية. وبما ان هؤلاء لا تقنعهم كلمات علمائنا من المسلمين, فسوف نلجأ إلى علماء الغرب وهم من غير المسلمين, ونتأمل في آخر ما توصلت إليه ابحاثهم وماذا يقولون حول هذا الموضوع, وسوف نرى التطابق الكامل بين ما تكشفه الأبحاث الجديدة في علوم الأرض والقرآن العظيم. فقد تابعت ما يعتقده علماء الغرب اليوم حول الجبال, وقرأت ما يدرسونه لطلابهم من أشياء يعدّونها حقائق, وأليك عزيزي القارئ ما أكتشفه هؤلاء العلماء وهم من غير المسلمين:
التوازن الأرضي هو توازن لبنات القشرة الأرضية العائمة على الغلاف الصخري للأرض.
الباحث القرآني
قوله تعالى: ﴿ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ ﴾
(معناه وبلاغته في ضوء كلام العرب)
جاء ذكر جَعْلِ الجبال أوتادًا في الأرض، وإلقائها رواسي فيها في آيات عديدة للقرآن الكريم؛ فقال الله تعالى: ﴿ وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [النحل: 15]، وقال: ﴿ وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ﴾ [الأنبياء: 31]. وستجد مثل هذه الإشارة حينما يعدِّد الله جلَّ شأنه نِعَمَهُ وكلماته، بشأن توفير كافة التسهيلات اللازمة لهذا المخلوق الحَسَنِ الجَهُول، الذي سوَّى خلقه فركَّبه في أحسن ما نتخيَّل من صورة مخلوق؛ فقال: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ [التين: 4]. وفي هذه العُجالة نتحدث عن كلمة " الميد " التي أوردها القرآن الكريم بخصوص مَيْلِ الأرض وعُدُولِها؛ فقال ابن جرير الطبري في شرح هذه الكلمة: "والمَيْدُ هو الاضطراب والتكفُّؤ، يقال: مادتِ السفينة تميد ميدًا: إذا تكفَّأت بأهلها ومالت، ومنه الميد الذي يعتري راكب البحر، وهو الدوار" [1]. وقال العلامة جار الله الزمخشري:
"أنْ تميد بكم: كراهةَ أنْ تميل بكم وتضطرب، والمائد: الذي يُدار به إذا ركب البحر" [2].
إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة النحل - قوله تعالى وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا - الجزء رقم15
والجبال تمتلك جذوراً تمتد إلى داخل الغلاف الصخري بهدف تأمين التوازن. وهذا ما نجد له وصفاً دقيقاً في كتاب الله تعالى عندما يقول: { وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهاراً وسبلاً لعلكم تهتدون} [ النحل / ١٥]. إذاً سمّي القرآن الجبال رواسي تشبيهاً لها بالسفينة التي ترسوا ويغوص ويغوص جزء كبير منها في الماء, وهو ما تفعله الجبال, فهي ترسوا من وتغوص في قشرة الأرض, خصوصاً إذاً علمنا ان القشرة الأرضية تتألف من مجموعة الألواح العائمة على بحر من الحمم والصخور المنصهرة. ولو بحثنا عن معنى كلمة ( رسا) في المعاجم, مثل مختار الصحاح, فإننا سنجد ان معناها ( ثبت), وهذا ما تقوم به الجبال من تثبيت للأرض لكي لا تميل وتهتز بنا, ويؤكد العلماء اليوم ان كثافة الجبال تختلف عن كثافة الأرض التي حولها, تماماً مثل قطعة الجليد العائمة على سطح الماء. فإذا وضعنا قطعة من الجليد في ماء, فسنجد ان جزءاً كبيراً منها يغوص في الماء ويظهر جزء صغير منها على وجهه, ولولا ذلك لا تستقر قطعة الجليد وتنقلب وتميل. ونحن نعلم من هندسة تصميم السفن ان السفينة يجب أن يكون لها شكل محدد لتستقر في الماء ولا تنقلب. والجبال قد صممها الله تعالى بشكل محدد, فهي لا تنقلب برغم مرور ملايين السنين عليها!!
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: [اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ](البقرة: 255). باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيمِ ونفعني وإيَّاكم بما فيهِ من الآياتِ والعظاتِ والذكرِ الحكيمِ، أقولُ ما سمعتمْ فاستغفروا اللهَ لي ولكم إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ. الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على الرسولِ الكريمِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ النبيِّ الأمينِ، صلَّى اللهُ عليه وعلى آلهِ وصحبِه أجمعين. أما بعدُ:
فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ ، واعلموا أنَّه مهمَا بلغَ الخلقُ من تعظيمِ اللهِ تعالى، فإنَّهم عاجزونَ عن قدرتِه تَعالى، وتعظيمِه جلَّ جلالُه؛ فحقُّه عزَّ وجلَّ أعظمُ، وقدْرهُ أكبرُ. والمؤمنونُ بربِّهم، يدركونَ عظمتَه، ويقرِّونَ بربوبيتهِ، ويخضعونَ لألوهيتهِ، ويتفكرونَ في مخلوقاتِه، ويُخلصونَ في عبادَتِه، ولا يشركونَ معهُ غيرَه.
أسألُ اللهَ تعَالى أَنْ يجَعلَنا وإيَّاكُم مِنْهُم. هذا وصلُّوا وسلِّموا على الحبيبِ المصطفى والقدوةِ المجتبى، فقد أمركم اللهُ بذلكَ فقالَ جلَّ وعلا [إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا]. 22/5/ 1441هـ