السؤال
أنا متزوج ، ولي عشر سنوات ، والزوجة الآن تطلب الطلاق ؛ ولها خمسة أشهر وهي عند أهلها ، وترفض الرجوع لي ، وتريد الطلاق ، حاولت أن أرجعها رفضت ؛ هل تجب علي نفقتها فترة جلوسها عند أهلها ، علما أنه لا يوجد أطفال لي منها ؟
الحمد لله. إذا خرجت المرأة من بيت زوجها بغير إذنه ، أو ذهبت إلى أهلها بإذنه ثم أبت الرجوع ،
فهي ناشز ، والناشز لا نفقة لها إلا أن تكون حاملا. لا أطيق تحمل زوجي وتدخلات أهله فقررت الطلاق - موقع الاستشارات - إسلام ويب. وإذا وجد سبب يدعو لطلب الطلاق كسوء عشرة الزوج ، جاز لها طلب الطلاق ، فإن أبى
الزوج ، رفعت أمرها للقضاء ، وليس لها أن تنشز وتمنعه حقه. قال ابن قدامة رحمه الله: " ( والناشز لا نفقة لها, فإن كان لها منه ولد, أعطاها
نفقة ولدها) معنى النشوز معصيتها لزوجها فيما له عليها, مما أوجبه له النكاح,
وأصله من الارتفاع, مأخوذ من النشز, وهو المكان المرتفع, فكأن الناشز ارتفعت عن
طاعة زوجها, فسميت ناشزا فمتى امتنعت من فراشه, أو خرجت من منزله بغير إذنه, أو
امتنعت من الانتقال معه إلى مسكن مثلها, أو من السفر معه, فلا نفقة لها ولا سكنى, في قول عامة أهل العلم; منهم الشعبي, وحماد, ومالك, والأوزاعي, والشافعي,
وأصحاب الرأي, وأبو ثور وقال الحكم: لها النفقة وقال ابن المنذر: لا أعلم أحدا
خالف هؤلاء إلا الحكم " انتهى من " المغني " (8/236).
زوجتي عند اهلها وتطلب الطلاق 1
والحاصلُ أن الواجب عليك التحلي بالصبر الجميل على زوجتك وأسرتها، وذكِّرهم بالله عز وجل، وما أوجب عليهم من الحفاظ على أسرتك، وعدم السعي في الطلاق أو الخُلع، فالأصلُ في الطلاق الحظر؛ لما يترتب عليه من أضرار نفسيةٍ ومعنويةٍ وحِسِّيَّة غير خافية، وقد دلَّ القرآنُ الكريم على أن التفريق بين الزوجين من أقبح أفعال السحرة؛ قال تعالى: { فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ} [البقرة: 102]. زوجتي عند اهلها وتطلب الطلاق مكتوبه. وإنما يُباح للحاجة المُعْتَبَرة، والدواعي الطارئة، وتعذُّر الاستمرار في الحياة الزوجية، حتى يصبحَ الإمساك بالزوجية عبثًا لا يقوم على أساس، ولا يعرف هذا إلا بعد محاولات الإصلاح، وتقريب وجهات النظر، والبحث عن السبب الذي دَفَع زوجتك وأسرتها لطَلَب الطلاق. ووسِّط بعض أهل الخير ومن له تأثير عليهم من عقلاء الأقارب للإصلاح بينكما؛ قال الله تعالى: { وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} [النساء: 34، 35]. ولكن إن أَصَرَّتْ بعد محاولات الصُّلح على طلب الطلاق، فلك أن تُجِيبَها إلى طلَبِها، على أن تعيدَ لك ما دَفَعْتَ لها من مهرٍ، أو ما تتفقون عليه؛ لأنها في تلك الحال تكون المختلِعةَ التي قال الله تعالى في شأنها: { وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ} [البقرة:229].
زوجتي عند اهلها وتطلب الطلاق مكتوبة
تواصلت مع أهلها ومع من تحب، ولكنها تقول أنها حياتها الخاصة، ولا تريد رأي أحد حتى والدها، وأنها ترفض الرقية والطبيب النفسي رفضا تاما، ولو ضغطت عليها يمكن أن تؤذي نفسها، ودائما تقول لي افهم أني لا أحبك وأنت همي الكبير، وإن كنت تحبني طلقني. انصحونا ولكم الأجر. زوجتي عند اهلها وتطلب الطلاق 1. الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Allawy حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول مستعينا بالله تعالى:
لم تخبرنا عن مدى التزام زوجتك، وهل تؤدي ما افترض الله عليها وتقرأ القرآن وتذكر الله تعالى؟ أم أنها غارقة في هاتفها ووسائل التواصل الاجتماعي وما شابه ذلك؟
مهما حصلت من مشاكل بينكما فإنه يمكن حلها وذلك باجتناب الأسباب والمسببات، مع الاعتراف بالخطأ إن تبين لكل منكما. الخطوة التي قمت بها من قيامك بشؤونك في البيت خطأ؛ لأن ذلك في نظري يشعرها بعدم اكتراثك، وبعدم حاجتها لها، وإن كان مقصدك غير هذا، لكن المرأة تفسرها بهذا التفسير، وكان الواجب أن تترك الأمور على ما هي عليه بحيث تقوم بواجبها كما هو معتاد. أنصحك أن تقترب منها أكثر؛ بحيث تعرف الأسباب التي جعلت قلبها ممتلئا غيظا وحنقا منك ،ولا تترك لها فرصة للتهرب.
زوجتي عند اهلها وتطلب الطلاق مكتوبه
لقد جربتُ كل الحلول معها من: سفرٍ، وذَهَبٍ، وتجهيز شقة، فكل ما تطلُبه مني أنفِّذه، لكنها لا تعطيني حقوقي كاملة، فكرتُ في عرض الأمر على خالها، لكني تراجعت؛ حتى لا ينتشر الأمر، ما الحل معها فهي لا تعرف حقوق الزوج ولا معنى الميثاق الغليظ؟ هل أطلِّقها تطليقة لتستفيق مما هي فيه، ثم أراجعها، أو أتركها معلَّقة عند أهلها حتى ترجع؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
أولًا: مرحبًا بك أيها الأخ الفاضل، ونسأل الله ولك ولزوجتك الهداية التوفيق، والتيسير والسداد. ثانيًا: إذا كانت الزوجة ناشزًا ولا تطيع زوجها، فقد وضع الشرع السبيل لعلاجها بالوعظ ثم الهجر في المضجع، ثم الضرب غير المبرح؛ قال تعالى: ﴿ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴾ [النساء: 34].
نسعد بتواصلك، ونسأل الله أن يصلح شأنكما إنه على كل شيء قدير. مواد ذات الصله
تعليقات الزوار
أضف تعليقك
الجزائر راضية لقضاء الله
ان في ابتلاءك أجزاء عظيم. ان بعد العسر يسرا