ذهبت العائلة إذن، وخسر أبو ميشال البيت، ولم تبق له إلا الصور التي لا تزال تتأجج في دواخله. على مقعده، مستأنسا بالقط عنتر، يشرب ما تيسر، يأكل من نفايات، كان رفيق علي أحمد قد قرأها سابقا في مسرحيته «زواريب» وها هو يعيد التعرف إلى روح أصحابها، وسيرهم، ويتسلى بسرد مسالكهم. مرت سنوات طوال، هجر فيها رفيق علي أحمد المسرح إلى التلفزيون، حاصدا نجاحات عدة، قبل أن يعود في مسرحيته «وحشة» على «مسرح مونو» ممثلا ومخرجا وكاتبا في آن، غير حائد عن نمطه وأسلوبه الذي بات نهجا له. هذه المرة يطل بعد أحداث عظام، وربيع عربي يقطر دما وحقدا، لكنه فضل أن يبقى في موضوعه الأثير، هذا المجتمع اللبناني الذي يستمد فساده من طبقة سياسية تستبيح كل ما هو في متناولها. ليس مهما أن يكون أبو ميشال معروفا باسمه الحقيقي، هذا ما يقوله هو على الأقل: «مش مهم شو ما كان اسمي، محمد، جورج، سمعان، علي أو عثمان» فالقهر واحد، والألم يعم الجميع. زليخة، فرعون، شهريار، هيرودس، كلها أسماء تصلح قصصها القديمة لفهم حاضر صار عصيا على الإدراك، وفي رحلته بين الشخصيات، يستعين رفيق علي أحمد بمجسمات، أدوات، وعدة مكتملة، تتمم مهمة الحكي. ساعة ونصف وحيدا على المسرح ليس بالأمر السهل.
- اختيار الفنان اللبناني رفيق علي أحمد لرسالة "اليوم العربي للمسرح"
- رفيق علي أحمد.. الراوي الممثل على خشبة الحياة
اختيار الفنان اللبناني رفيق علي أحمد لرسالة &Quot;اليوم العربي للمسرح&Quot;
كما سعى أحمد إلى ضمان حقوق العاملين في هذا المجال، إلا أنه استقال بعد أشهر قليلة نتيجة فشله في تحقيق أهدافه. مثله الأعلى: تحدث الفنان رفيق علي أحمد خلال لقاء صحفي بأنه أراد أن يكون ممثلاً مثل الفنان اللبناني أنطوان كرباج. وأضاف أحمد إلى أنه عندما كان شاباً حلم فقط برؤيته قائلاً "جيت على بيروت حتى صير أنطوان كرباج، والحلم تحقق". وأكد الفنان اللبناني أن لا شيء مستحيل وسقراط بالنسبة له تحقيق الحلم. يعود الفضل له بإحياء فن المونودراما: نجح الفنان رفيق علي أحمد بإحياء فن المونودراما الذي يعد من أصعب الفنون المسرحية على الإطلاق. وقدم رفيق في هذا الفن 4 أعمال مسرحية وهي "الجرس، الزواريب، قطع وصل، الجرصة". ويعود أصل هذا الفن إلى ظاهرة الحكواتي، ويؤديه ممثل واحد بحركات وحوارات ونبرات صوت مختلفة. ويحتاج هذا الفن إلى لياقة بدنية عالية وقدرة حركية وقدرة على التنويع بين الصوت والحركة دون إلحاق الممل بالجمهور.
رفيق علي أحمد.. الراوي الممثل على خشبة الحياة
الحياة الشخصية متزوج من سيدة درزية ولديه ابنة، فقد كسر حاجز الطائفية بهذا الزواج كونه مسلم شيعي. حقائق عن رفيق علي أحمد
رفيق علي أحمد رئيس لجنة وعضو في العديد من لجان تحكيم المهرجانات المسرحية العربية. اشتهر رفيق علي أحمد بأسلوب المونودراما في المسرحيات مثل مسرحية الجرس والزواريب والجرصة. مثله الأعلى الممثل القدير أنطوان كرباج. أشهر أقوال رفيق علي أحمد لا أؤمن لا بالأحزاب ولا بالمذاهب ولا بالدين المتطرف. لا شيء مستحيل وسقراط بالنسبة لي تحقيق حلم. لا أحد يدفع فاتورة ما يحصل في العالم العربي أكث من الشعوب المقهورة الواقعة بين سيخين لا يتوانى أي منهما عن اجتثاث لحمها. الإنجازات
بدأ رفيق علي أحمد مسيرته الفنية بعد ثلاثة سنوات من تخرجه في فيلم ليلى والذئاب، ومن ثم في عام 1985، قدم تجربته التأليفية والإخراجية الأولى من خلال فيلم معركة، لقد لاقى الفيلم نجاحاً كبيراً، ومن ثم بدأ يظهر على الشاشة الكبيرة والصغيرة وبدأ يكسب جمهور كبير. في عام 1991، ظهر في فيلم ناجي علي الذي يتكلم عن الفنان الفلسطيني ناجي علي الذي اغتيل في لندن، وفي نفس العام، قدم علي أحمد مسرحية من تأليفه وإخراجه بعنون الجرس، حيث لعب دور الراعي فيها، وقد نال رفيق علي أحمد جائزة أفضل ممثل في مهرجان قرطاج،
وفي عام 1994، قدم المسلسل الوثائقي مع الإنسان، تأليف وليد مؤنس وإخراج وعد علامة.
ما الذي أتى بـنقولا دانيال وجوزف بو نصار في اللحظة إلى التفزيون. ثقافة الجمهور اللبناني المسرحية، تحولت إلى الـ "ستاند أب كوميدي" وليس إلى المسرح، باستثناء بعض الشباب الذين يعملون باللحم الحيّ، لأن لديهم شغف بالمسرح". هل يقصد أن الممثل المسرحي مجبر على العمل في التلفزيون؟ "هذا هو الرأي الحقيقي مهما حاولنا التبرير. فكما أن ممثلي المسرح اتجهوا إلى العمل في التلفزيون نتيجة بعض الظروف، استعان بهم المنتجون وقدموهم في أدوار مساندة. ومع أنهم ممثلون جيدون ولكنهم لا يمكن أن "يكبروا"، بينما في مصر، يحيى الفخراني وعادل إمام ويسرا لديهم تاريخ وبطولات، ويقدمون الأدوار الأولى. أما عندنا، فإن هذه الأدوار حكراً على الشباب، وأنا لست ضد ذلك". لأن هناك اعترافاً من بعض النجوم بأن أدوار الممثلين المخضرمين ليست أقل أهمية من أدوارهم "الممثل هو الذي يجعل الدور مهماً. هو يحمله ويقدمه بإضافات رفيعة الإحساس، فيتعلق به المشاهد. هدف الممثل، هو كسب محبة الجمهور من خلال فنه، فما الفرق بين وجوده تلفزيونياً أو مسرحياً بما أن النتيجة واحدة. في التلفزيون، المنتج هو الذي يختار الموضوع، والممثل يلعب دوراً يعرف كيف يمسك بتفاصيله وردات فعله وشكله، ولكن البعض يركزون على الشكل، مع أنه نتيجة لمضمون هذا الدور، بينما في المسرح الممثل هو الذي يختار موضوعه وأدواته ويفلح في أرضه.