وفي هذا يقول الإمام الحسين عليه السلام: "ألّلهمّ إنّك تعلم أنّه لم يكن ما كان منّا تنافساً في سلطان، ولا التماساً من فضول الحطام، ولكن لنري المعالم من دينك، ونظهر الإصلاح في بلادك، ويأمن المظلومون من عبادك"]بحار الأنوار ج 97 ص 80[. كَذَبّ المَوتُ فَالحسينُ مُخَلد - عاشوراء - القطيف - YouTube. وبتنا نرى أن نظام بني أمية قد غير الكثير من معالم الإسلام وضربت بأحكامه عرض الحائط، فقد جعلوا الحكم والخلافة ملكا عضوضا يتناقلونها كسروية هرقلية، وساهمت في قتل العديد من المسلمين، واختلقت العديد من الروايات على لسان النبي صلى الله عليه واله وسلم، وأعطت سياستها هالة من القدسية وربطتها بالشريعة المقدسة، فحرمت الخروج على الحاكم الظالم حيث رووا عن النبي صلى الله عليه واله وسلم:"يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس؛ قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: تسمع وتطيع الأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، فاسمع وأطع". ]صحيح مسلم: ج 3 ص 1481 ح 1854 و ص 1476 ح 1847[. وغيرها من الروايات والاحاديث التي أعطت لحكم بني أمية هالة من القداسة. ولهذا السبب كان خروج الإمام الحسين عليه السلام في تلك الثلة المؤمنة لكي يعي الجميع أن حكم بني أمية ما هو إلا حكم ظالم لا يمت إلى الإسلام بصلة، وأن على جميع الأمة الإسلامية أن تسعى سعيا حثيثا لمحاربة هذه الطغمة الظالمة التي أرادت نسف قيم ومعالم الإسلام المحمدي الأصيل.
- كَذَبّ المَوتُ فَالحسينُ مُخَلد - عاشوراء - القطيف - YouTube
- ذكري عاشوراء الحسين
كَذَبّ المَوتُ فَالحسينُ مُخَلد - عاشوراء - القطيف - Youtube
لا نستطيع القول أننا حسينيين!
ذكري عاشوراء الحسين
ويوضح السيد فضل الله رأيه في هذه النقطة فيقول، هناك حاجة الى أن نستحضر عاشوراء في مفردات حياتنا اليومية، لنقيس على أنفسنا أين نحن من ثورة وقيم الحسين. وحول انسانية الحسين وثورته، قال السيد جعفر، الامام الحسين عابر للطوائف والمذاهب والاثنيات والقوميات وخصوصا بعدما نبرز في حركته القيم العابرة لكل هذه المردفات فقيمه قيم انسانية وتصلح في كل زمان ومكان ولدى أي دين….
أمافي العصر الحديث فنرى ثورة نابليون بونابرت، ثورة غاندي في الهند ضد الحكم البريطاني، ثورة مصر في عام 1953، والثورة الإسلامية في إيران وغيرها. ذكري عاشوراء الحسين. كل هذه الثورات، بل وأكثر مما ذكرته، أفل نجمها، وأنطفأ وهجها بعد سنوات قليلة من انتهاءها، إلا ثورة الحسين عليه السلام فأن نجمها يزداد سطوعا كل عام، ويزداد بل ويتضاعف عدد الملتحقين بركبها كل عام. فما السر اذا؟، ولماذا هذا الخلود والبقاء وقد مر على هذه الواقعة زهاء 1400 عام؟ولماذا يتوقف الناس عن اتباع الثورات ويتوقفون عن التفاعل معها إلاثورة الحسين عليه السلام، فإن إسمه رغم كل الحروب التي جرت لتهميشه وكل الأفكار المضادة التي نشأت لمحاربة فكره، فإن اسمه وفكره ومنهجه لايزداد إلاعلواً وشموخا. إن لهذا الشموخ والرفعة والمكانة الخاصة لثورة سيد الشهداء عليه السلام أسباب وعوامل عديدة ويمكن أن نختصرها في ثلاثة عوامل رئيسية سوف نتحدث عنها تباعا. العامل الأول الذي ساهم في إبقاء النهضة الحسينية إلى يومنا هذا،هو الهدف من هذه النهضة، حيث يظهر لنا جليا أن خروج الإمام الحسين عليه السلام ضد حكم بني أمية الظالم لم يكن من أجل المنافسة على حكم البلاد الإسلامية أو من أجل الحصول على المال أو الجاه أو غيرها من فضول العيش، بل كان من أجل إعادة النظام إلى حياة الأمة الإسلامية وإعادة الشريعة الإسلامية إلى ما كانت عليه في أيام جده رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأبيه أمير المؤمنين عليه السلام.