فقد ذكر بعض تلامذته أنه "كان إماما باللغة عالما بالشعر يحفظ الدواوين. كما كانت له اليد الطولى في علم الأنساب. ويروي كتب الصحاح في الحديث ويحدث بها ويدرس علم أصول الحديث وأصول الفقه. " (عبد اللطيف الدليشي الخالدي، الشيخ محمد أمين الشنقيطي، حياته، مذكراته وعلاقته بملوك وشيوخ الجزيرة العربية، بيروت، الدار العربية للموسوعات، ط1، ص 289). الشناقطة في السعودية خلال ورشة. إلا أن انصرافه للتدريس وانخراطه في الإصلاح السياسي والاجتماعي أخذا كل جهده ووقته. لكنه ترك ذكرا كبيرا وتأثيرا بالغا في الخليج العربي وتخرج على يديه عدد كبير من العلماء في المناطق التي مر بها. وقد كرمته وزارة الثقافة العراقية بأن خصصت له أول كتاب من سلسلة "أعيان البصرة"، نشر سنة 1978 في بغداد وهو الكتاب الذي أعيد طبعه في بيروت. وهو المرجع الوحيد عن هذا العلم الشامخ من سفراء شنقيط. يتبع…
- الشناقطة في السعودية والجرام يبدأ
الشناقطة في السعودية والجرام يبدأ
تابع العالم أجمع العلامة الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي على قناة سعودية خلال شهر رمضان قبل شهرين، ولم يفت مرة واحدة بغير القرآن والحديث. ويتابع العالم أجمع محاضرات ودروس وفتاوى العلامة الشيخ عبد الله بن بيه نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ولم يفت إلا بالقرآن والحديث. وأطمئن الدكتور القرني أن الشيخين، أطال الله بقاءهما ومد في عمرهما، يحفظان كل المتون والنصوص التي يَعتبر حفظها عيبا. لكنهما لا يفتيان بها ولم تشغلهما عن التفقه في القرآن والسنة. ما لا يعرفه الدكتور القرني أن الشناقطة يطلقون على علوم اللغة والمنطق والفروع في الفقه "علوم الآلة" لأنها تعين على فهم مقاصد النصوص الأصلية: القرآن والسنة ولا تحل محلها ولا تشغل عنها كما اعتقد. المغالطة الرابعة، يتساءل القرني: "مع احترامي للشناقطة، ما هي الحصيلة من هذا الحفظ المذهل المدهش للمتون؟". وأنا أقدم للقراء الجواب الذي يعرفه القرني ولم يشأ أن يذكره. الشناقطة في السعودية موقع مرجان. نتيجة حفظ الشناقطة للمتون هي أنهم حفظوا الدين في فترة الانحطاط وتركوا مئات المؤلفات في كل مجالات العلوم الإسلامية والعربية. ونذكر هنا غيضا من فيض نتيجة حفظهم للمتون في مجال القرآن والحديث الذين قرر القرني، دون دليل، أن الشناقطة انشغلوا عنهما:
– في مجال القرآن الكريم، "كتاب أضواء البيان في تفسير القرآن الكريم بالقرآن"، للشيخ آبه ولد اخطور المعروف في السعودية والمشرق العربي باسم الشيخ محمد الأمين الشنقيطي.
وقع النزاع في هذه القضية سنة 1199 هـ وقام في المسألة يومئذ أحد فقهاء الشناقطة المجاورين في الحرم وهو الشيخ عبد الرشيد الشنقيطي – رحمه الله – يقول الشيخ مرتضى الزبيدي: " فوصل إلى مدينة فاس واستفتى علماءها، فكتب له التاودي بن سودة (أحد أشياخ العلامة الشنقيطي المجدد سيدي عبدُ الله) أنهم من خُلَّصِ المغاربة، واتصل خبره بسلطان المغرب يومئذ ( سيدي محمد بن مولاي عبد الله بن مولاي إسماعيل) ، فكتب له منشورا بذلك، فورد علي (مرتضى الزبيدي)، وكتب عليها كذلك بعض علماء مصر وتوجه إلى المدينة" (محمد مرتضى الزَّبيدي الحسيني معجم الشيوخ ص405). وقد تجدد هذا النزاع في مطلع القرن الرابع عشر وتعصب يومئذ الجزائريون على الشناقطة وأخرجوهم من وقف المغاربة، وكتب أحمد بن الأمين صاحب الوسيط في ذلك، كما شغل اهتمام الإمام محمد محمود بن التلاميد فكان من بين الشروط التي شرط على السلطان العثماني عبد الحميد من أجل سفره إلى ملك الدنمارك تلك الرحلة التي لم يُكتب لها أن تتحق. قد نتسامح مع الجزائريين قديما في تعصبهم على الشناقطة لبعد الشقة بينا وبينهم، وارتباطهم يومئذ بالدولة العثمانية والاحتلال الفرنسي بعد ذلك، لكن تعصب المغاربة ضد إخوانهم الشناقطة اليوم من ظلم ذوي القربى الذي لا يطاق، فهم الذين استغلوا مغربية شنقيط - بالمعنى العام - سياسيا وثقافيا، فشرَّعوا بها استيلاءهم على الصحراء وطالبوا بموريتانيا على أساسها، وتبنوا جزءا كبيرا من تراث شنقيط التاريخي والعلمي (صحتهمْ بالزاف)، وهم مع ذلك أقرب إلينا تاريخيا واجتماعيا وثقافيا إلى غير ذلك مما لا يبقي لهم عذرا.