(عن معمر) هو ابن راشد (عن الزهري) محمد بن مسلم بن شهاب أنه (قال: أخبرني) بالإفراد (أبو سلمة) بن عبد الرحمن بن عوف (وقال، عبد الرزاق) بن همام فيما وصله مسلم وابن ماجة (وأبو سفيان) محمد بن حميد السكري (المعمري) بفتح الميمين بينهما عين ساكنة مما وصله الذهلي في الزهريات (عن معمر) هو ابن راشد (عن الزهري عن عروة) بن الزبير (عن عائشة). وفيه إشارة إلى ما وقع من الاختلاف على الزهري في الواسطة بينه وبين عائشة في هذه القصة، ولعل الحديث كان عند الزهري عنهما فحدث به تارة عن هذا وتارة عن هذا، وإلى هذا جنح الترمذي، وقد رواه عقيل وشعيب عن الزهري عن عائشة بغير واسطة ولو اختارت المخيرة نفسها وقعت طلقة رجعية عندنا وبائنة عند الحنفية. وفي هذا المبحث زيادة تأتي إن شاء الله تعالى في الطلاق بعون الله وقوّته.
- الراجح في تفسير "وتخفي في نفسك ما الله مبديه "
الراجح في تفسير &Quot;وتخفي في نفسك ما الله مبديه &Quot;
قال الله تعالى: فلما قَضَى زَيْدٌ منها وَطَراً؛ قال الزجاج: الوَطَرُ في اللغة والأَرَبُ بمعنى واحد، ثم قال: قال الخليل الوَطَرُ كل حاجة يكون لك فيها هِمَّةٌ، فإِذا بلغها البالغ قيل: قضى وَطَرَه وأَرَبَهُ، ولا يبنى منه فعل. الوَطَرُ (القاموس المحيط)
الوَطَرُ، محرَّكةً: الحاجةُ، أو حاجةٌ لك فيها هَمٌّ وعِنايةٌ، فإذا بَلَغْتَها، فقد قَضَيْتَ وطَرَكَ
ج: أوطارٌ. الراجح في تفسير "وتخفي في نفسك ما الله مبديه ". وطر (الصّحّاح في اللغة) الوَطَرُ: الحاجةُ، ولا يبنى منه فعلٌ، والجمع الأوطارُ. لاحظ أهل المعاجم أن كلمة (وَطَرَ) تتعلق بسياق قضاء الشيء، فقالوا: هي حاجته أو بُغيته أو شيء فيه هَم وعناية…، والملاحظ أن هذا ليس مفهوم كلمة ( وطر) لسانا وإنما استخدام لها في سياق معين وأتوا بنتيجتها وليس بمفهومها اللساني، وهذه عادة غالب أهل المعاجم وخاصة لسان العرب وهو أكبر معجم يأت بتفاصيل تاريخية وثقافية عن استخدام الكلمة والأسماء أو الأماكن أو القبائل أو الأشخاص الذين أطلق عليهم الكلمة كإسم لهم ، وهذا ليس معنى الكلمة ولامفهومها اللساني ولايفيد القارئ أو الباحث شيئاً. فما هو مفهوم كلمة (وَطَرَ) لساناً؟
وَطَرَ: الواو تدل على ضم ممتد مكانياً، الطاء تدل على دفع بقوة وسط، والراء تدل على تكرار ماسبق من حركات وأفعال، ليصير مفهوم كلمة (وطر) الفيزيائي هو:
وطر: تدل على ضم بامتداد مكاني مندفع بقوة مكرر هذا الفعل بشكل مستمر، وظهر ثقافياً بمعنى نيل الحاجة بعد جهد وطلب لها، لأن فعل نيل الحاجة يلزمه ضم مكاني لازم وقوة مدفوعة لتحصيله بشكل مكرر، فنقول: قضى زيد وطره، بمعنى لازم المكان الذي فيه حاجته وبذل قوة مكررة ليحصل على حاجته، وهذا بخلاف لو قلنا: قضى زيد حاجته العضوية ، بمعنى قام بالتبول ، فهذا لايحتاج لزوم المكان وبذل قوة مكررة!!
وإنما يعني بذلك أن قضاء الله في زينب أن يتزوجها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم كان ماضيا مفعولا كائنا. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله ( لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا) يقول: إذا طلقوهن، وكان رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم تبنى زيد بن حارثة. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله (فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا.... ) إلى قوله (وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا) إذا كان ذلك منه غير نازل لك، فذلك قول الله وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ. حدثني محمد بن عثمان الواسطي، قال: ثنا جعفر بن عون، عن المعلى بن عرفان، عن محمد بن عبد الله بن جحش. قال: تفاخرت عائشة وزينب، قال: فقالت زينب: أنا الذي نـزل تزويجي. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن مغيرة، عن الشعبي، قال: كانت زينب زوج النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم تقول للنبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: إني لأدل عليك بثلاث ما من نسائك امرأة تدل بهن؛ إن جدي وجدك واحد، وإني أنكحنيك الله من السماء، وإن السفير لجبرائيل عليه السلام.