أن قرأناه على ما قرأ به المشهور، واختلفوا في قوله: ببابل ، فقيل هي بابل العراق وقيل بابل دماوند، وقيل، من نصيبين إلى رأس العين، واختلفوا في قوله: وما يعلمان، فقيل علم بمعناه الظاهر، وقيل علم بمعنى اعلم، واختلفوا في قوله: فلا تكفر، فقيل، لا تكفر بالعمل بالسحر، وقيل لا تكفر بتعلمه، وقيل بهما معا،
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة:
««
«...
228
229
230
231
232
233
234
235
236
237
238...
»
»»
واتبعوا ما تتلوا الشياطين ماهر المعيقلي
وملخص موضوع الآية أن اليهود لما نبذوا عهد الله تعالى أرادوا أن يأتوا بما يقابل ذلك، وكأنهم يريدون أن يبينوا للناس أن سليمان لم يحصل على النبوة والملك إلا عن طريق السحر الذي انتشر بين الناس عن طريق الشياطين. المصحف الإلكتروني - ترجمة القران الكريم ومعاني الكلمات. هذا من جهة ومن جهة أخرى أرادوا اتباع طريقاً آخر للسحر وهو ما كان يروج له بعض الناس من أن هاروت وماروت كانا هما السبب في ذلك، وكما ترى فإن العكس هو الصحيح، لأن الله تعالى أرسل هاروت وماروت لأجل تعليم الناس طريقة إبطال السحر دون العمل به، وذلك لأنه كان منتشراً بين الناس بسبب تعليم الشياطين إياهم جميع الطرق التي تجعله علماً من العلوم المعتمدة لديهم. ولا يمكن إبطاله إلا بتعليمه أولاً، ولهذا تراهم يقولون: (إنما نحن فتنة فلا تكفر) من سياق البحث. قوله تعالى: (ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون) البقرة 103. يظهر من سياق الآية أن الذين دعاهم الله تعالى إلى الإيمان والتقوى والرجوع إليه جل شأنه، هم من ورد ذكرهم في سياق البحث من الذين كانوا يتعلمون السحر من الملكين هاروت وماروت ببابل دون استعماله للأغراض السلمية وكذلك في الآية إشارة إلى الذين يتبعون ما تتلوه الشياطين على عهد ملك سليمان، وبهذا تظهر النتيجة أن المراد من هذا المجموع هم الذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم فتأمل.
&& & من كتابنا: السلطان في تفسير القرآن & & & &