[٥]
محل سجود السهو
تعدَّدت آراء العلماء في محل سجود السهو، والخلاف هنا يسير لأنَّهم إنّما اختلفوا في الأفضل والأولى، لكنهم متَّفقون على صحة السجود بالعموم، ونذكر آراءهم فيما يأتي: [٦]
الحنفية يكون بعد السلام دائمًا. المالكية فصّل المالكية فقالوا: قبل السلام إذا كان بسبب نقصٍ أو شكٍّ، وبعد السلام إذا كان بسبب الزيادة. الشافعية سجود السهو قبل السلام في كلِّ الأحوال. ص236 - كتاب شرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين اللهيميد - باب سجود السهو - المكتبة الشاملة. الحنابلة الخيار في ذلك للمصلِّي نفسه. أسباب سجود السهو
هناك ثلاثة أسباب لسجود السهو، وهي كما يأتي:
الزيادة في الصلاة
إذا زاد المصلِّي في صلاته فعلاً وهو متعمّد فتبطل صلاته، أمّا إن سها فزادَ شيئًا ونسي الذي زاده ولم يتذكره إلا بعد أن انتقل إلى غيره، فعليه سجود السهو فحسب، وصلاته صحيحة. [٧] وإذا تذكَّر الزيادة أثناء الصلاة وجب عليه الرجوع عن هذا الخطأ، ثمَّ يسجد للسهو في آخر صلاته، وصلاته صحيحة، فَمَنْ صلّى الظهر خمسًا ولم يتذكَّر ذلك إلّا في التشهد الأخير، فإنّه يُكمل التشهد ثم يسجد للسهو ويسلّم. [٧]
النقص في الصلاة
وتفصيل ذلك فيما يأتي:
نقصٌ في الأركان إذا أنقص المصلِّي ركنًا متعمّدا تبطل صلاته،أمّا إن كان ساهيًا فعليه إعادة الركعة؛ لأنّها تُعدّ باطلةً بفقدان الرّكن، ثمَّ يسجد سجود السهو بعد ذلك، وأمّا إذا لم يؤدِّ المصلِّي ركنَ تكبيرة الإحرام فإنّ صلاته باطلة، لأنّها لم تنعقد منذ البداية، سواء تركها سهواً أم عمداً.
ص236 - كتاب شرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين اللهيميد - باب سجود السهو - المكتبة الشاملة
فهذا تبطل الصلاة بعمده، ويسجد لسهوه قليلا كان أو كثيرا؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: إذا زاد الرجل أو نقص، فليسجد سجدتين. رواه مسلم. اهـ
وسجود السهو لا بد له من نية عند الشروع فيه. جاء في إعانة الطالبين مع فتح المعين وهو شافعي: وتجب نية سجود السهو بأن يقصده عن السهو عند شروعه فيه. (قوله: بأن يقصده) أي السجود بقلبه، وقوله: عند شروعه فيه يعني أن النية تجب مقارنتها للشروع في السجود. سبب سجود السهو لمن قام من التشهد الأول ورجع قبل استتمام القيام - إسلام ويب - مركز الفتوى. اهـ
فيكفيك أن تنوي سجود السهو عند الشروع فيه, ولا داعي لأكثر من ذلك, والقول المرجح عندنا أنك تسجد للسهو بعد السلام لأجل الزيادة التي حصلت. وراجع الفتوى: 17887. وبخصوص قولك: "وهل يجب أن أنوي أنه سجود سهو لنقص أو لزيادة"؟ فلم نقف على من قال بوجوب ذلك. وراجع المزيد في الفتوى: 64871. وهي بعنوان "هل يحتاج سجود السهو إلى نية"
أما باقي الأسئلة, فيرجى إرسال كل واحد منها على حدة, حيث إنّ سياسة الموقع إذا ذكر السائل عدة أسئلة، يجاب عن واحد منها فقط. والله أعلم.
سجود السهو في مذهب الإمام مالك - إسلام ويب - مركز الفتوى
وأما من يصلي العشاء مع الفجر فإن كان ذلك بعد طلوع الفجر فإنه يصلي العشاء قضاء، ثم يصلي الفجر ما دام الوقت متسعاً لها فإن خاف قدم الفجر، كما أوضحنا في الفتوى رقم: 2241 ، والفتوى رقم: 1648 ، والفتوى رقم: 1747. وأما إن كان ذلك قبل طلوع الفجر فإنه يصلي العشاء على أنها أداء، ولا يجوز تقديم الفجر عن وقتها ولا تجزئه، كما يأثم إن كان تأخير العشاء عن قصد بأن فرط فيها وأخرها إلى ما بعد طلوع الفجر، فإن من أخر صلاة عن وقتها من غير نسيان أو مرض لا يستطيع الصلاة معه أو نوم فقد أثم إثماً عظيماً فعليه أن يتوب إلى الله تعالى، وللفائدة طالع الفتوى رقم: 408 ، والفتوى رقم: 3196. والله أعلم.
التفريغ النصي - كتاب الصلاة - باب سجود السهو وغيره [4] - للشيخ عطية محمد سالم
تاريخ النشر: السبت 15 شعبان 1424 هـ - 11-10-2003 م
التقييم:
رقم الفتوى: 38596
34359
0
266
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كما ذكرت لكم آنفا أنا من ليبيا "المالكية" أود الاستفهام عن موضع سجود السهو قبل أو بعد التسليم وهل يعقب بالتشهد أم لا؟
أفيدوني أفادكم الله, فبسؤالي هذا لمن هو قبلكم اختلط علي الرأي. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
ففي مذهب الإمام مالك رحمه الله يسجد للسهو قبل السلام إن كان السجود للنقص، ويسجد بعد السلام إن كان للزيادة، جاء في مواهب الجليل: (فالمشهور من مذهب مالك أنه يسجد للنقص قبل السلام وللزيادة بعد السلام... فإذا اجتمع الزيادة والنقصان... فقال الرجراجي: لا خلاف أن أحد السهوين داخل في الآخر، وإنما الخلاف فيما يغلب فالمشهور تغليب النقصان وأنه يسجد لهما قبل السلام، وروى علي بن زياد تغليب الزيادة وأنه يسجد بعد السلام، ونحوه في العتبية). ا. هـ
والتشهد عقب سجدتي السهو قبل السلام سنة عندهم، فلو تركه عمداً أو سهواً فلا شيء عليه، قال في مواهب الجليل: (فرع: فإن لم يُعد التشهد عمداً أو سهواً فالظاهر أنه لا شيء عليه). التفريغ النصي - كتاب الصلاة - باب سجود السهو وغيره [4] - للشيخ عطية محمد سالم. انتهى. والله أعلم.
سبب سجود السهو لمن قام من التشهد الأول ورجع قبل استتمام القيام - إسلام ويب - مركز الفتوى
أما إذا ذكره قبل أن ينهض، أي قبل أن يفارق فخذاه ساقيه، فإنه يجلس ويتشهد وليس عليه شيء.
ذكر البخاري في صحيحه أن الأئمة- بعد النبي صلى الله عليه وسلم- كانوا يستشيرون الأمناء من أهل العلم في الأمور المباحة ليأخذوا بأسهلها، فإذا وَضَحَ الكتاب أو السنة لم يتعدوه إلى غيره، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم
دكتور أحمد عبد المجيد مكي سجود السهو عبارة عن سجدتين يسجدهما المصلِّي لجبر الخلل الحاصل في صلاته بسبب السهو والنسيان، وأسبابه ثلاثة: الزيادة أو النقص أو الشك في الصلاة ؛ وهو من محاسن هذا الدين و من رحمة الله بعباده. ومن ضمن مسائله: إذا سها المصلي هل يسجد للسهو قبل السلام أم بعده؟ ولما كانت هذه المسألة يحتاج إليها كثير من الناس، أحببت أن أبين الراجح فيها، خاصة وأن العلماء اختلفوا فيها على أقوال كثيرة، أوصلها الإمام الشوكاني- في أكثر من موضع من كتبه- إلى تسعة أقوال، الأمر الذي يجعل استيعاب العامة لهذه الأقوال والحالات أمرا فيها مشقة وصعوبة. فأقول وبالله التوفيق: سجود السهو جائز قبل السلام وبعده: ذهب جمهور الفقهاء إلى أن السجود قبل السلام وبعده إنما هو على سبيل الأفضلية والاستحباب وليس على سبيل الوجوب، فيجوز للمصلي إذا سها أن يسجد قبل السلام أو بعده ، وهو قول جمهور الفقهاء، بل نقل ابن حجر الإجماع عليه، فقال رحمه الله: ورجح البيهقي طريقة التخيير في سجود السهو قبل السلام أو بعده، ونقل الماوردي وغيره الإجماع على الجواز، وإنما الخلاف في الأفضل ( [1]).
قال الحافظ أبو بكر البيهقي: روينا «عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سجد للسهو قبل السلام، وأنه أمر بذلك» ؛ وروينا «أنه سجد بعد السلام، وأنه أمر به» ، وكلاهما صحيح، ولهما شواهد يطول بذكرها الكلام، ثم قال: الأشبه بالصواب جواز الأمرين جميعا، قال: وهذا مذهب كثير من أصحابنا "( [3]). وقال الشيخ السعدي رحمه الله: وَلَهُ أَنْ يَسْجُدَ قبل السلام أو بعده ( [4]). رابعا- هذا القول يتناسب مع روح الشريعة ومقاصدها، فقد جاءت الشريعة بالتخفيف والتسهيل على الناس، إذ كيف يكون تعليم الصلاة نفسها أسهل بكثير من تعليم حالات السجود للسهو قبل السلام وبعده. وقد ذكر البخاري في صحيحه أن الأئمة- بعد النبي صلى الله عليه وسلم- كانوا يستشيرون الأمناء من أهل العلم في الأمور المباحة ليأخذوا بأسهلها، فإذا وَضَحَ الكتاب أو السنة لم يتعدوه إلى غيره، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ( [5]). قال الحافظ ابن حجر:.... ليأخذوا بأسهلها، أي: إذا لم يكن فيها نَصٌّ بِحُكْمٍ مُعَيَّنٍ ،.. وأما ما عُرِفَ وَجْهُ الحُكْمِ فيه فلا. وأما تقييده بالأمناء فهي صِفَةٌ مُوَضِّحَةٌ ، لأن غير المؤتمن لا يستشار ولا يُلْتَفَتُ لقوله. وأما قوله (بأسهلها) فلعموم الأمر بالأخذ بالتيسير والتسهيل، والنهي عن التشديد الذي يُدْخِلِ المَشَقَّةَ على المسلم ( [6]).