فيه هدى للناس
والأمر الثاني هو أن فيه هدى للناس، ويُعتبر هذا وصف شامل للقرآن وأسمائه، فالقرآن الكريم هو في الأصل كتاب لهداية الخلق للعبادة، والهدف الرئيسي من مبعث الرسل والأنبياء هو هداية الناس، وأن لا يكون لهم حجة على الله تعالى بعد الرسل، حيث يجتمع العقل مع الوحي للهداية، ومن يكفر بعد ذلك يكون من المتكبرين الجاحدين. بينات من الهدى والفرقان
وهو الأمر الثالث الذي ورد في الآية الكريمة، فذلك فيه تخصيص بمعنى الهداية العامة، فالبيان هنا دليل متعلق بالهداية، والفرقان أي أن فيه تفريق بين الحق والباطل، فهناك الكثير من الأمور التي تجعل فكر ومشاعر الإنسان قد تنحرف وتتشتت، ولكن لو قرأ هذه البينات من الفرقان فسوف تستقيم أحواله وتنصلح أفكار، كما أنه سوف يبتعد عن وساوس الشيطان. [1]
اقرأ أيضًا: أجمل أدعية يومية في شهر رمضان عن النبي مكتوبة ومستجابة
النفحات الروحانية في شهر رمضان
يمتليء شهر رمضان بالنفحات الروحانية والربانية التي تجعل حال الإنسان في أفضل حال، وتُصلح من كيانه، لامتلائه بالنسمات الإيمانية والعطايا الروحانية، التي تجعل النفس ترتقي وترتفع بعيدًا عن الشهوات والملذات، وهو من أهم العبر والمنح المستفادة من الصيام وقراءة القرآن في شهر رمضان الكريم.
شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن
كان الإمام مالك إذا دخل الشهر الكريم يترك الحديث ومجالسة أهل العلم، ويقبل على قراءة القرآن من المصحف. وكان سفيان الثوري يقول: إنما هو إطعام الطعام وقراءة القرآن، فينبغي على المسلم أن يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يدارس القرآن من هو أحفظ له منه في هذا الشهر المبارك. وكان من السلف من يختم القرآن كل عشرة أيام، ومنهم من يختم كل سبعة أيام، ومنهم من يختم في ثلاثة أيام، ورخص بعض العلماء في أن يختم القرآن في أقل من ثلاث في رمضان، لخصوصية يعني هذا الشهر الكريم بالقرآن. والقرآن جعله الله عز وجل هدى للمتقين كما أخبر الله عز وجل. والمؤمنون يزدادون إيماناً بسماع القرآن، ولا يزداد الذين في قلوبهم مرض إلا شكاً واضطراباً، كما قال الله عز وجل: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال:٢]. اية شهر رمضان الذي انزل فيه القران مكتوبة - موقع محتويات. فمقياس الإيمان الصحيح والصدق في الإيمان أن المسلم عندما يسمع القرآن يزداد إيماناً. وكما قال الله عز وجل: {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ} [التوبة:١٢٤ – ١٢٥].
والمراد بـ (التكبير) النسبة والتوصيف، أي: أن تنسبوا الله إلى الكِبَر، و(الكبر) هنا كبر معنوي لا جسمي، فهو العظمة والجلال والتنزيه عن النقائص كلها، أي: لتصفوا الله بالعظمة، وذلك بأن تقولوا: الله أكبر، وهي جملة تدل على أن الله أعظم من كل عظيم في الواقع، كالحكماء، والملوك، والسادة، والقادة، ومن كل عظيم في الاعتقاد كالآلهة الباطلة، وإثبات الأعظمية لله في كلمة (الله أكبر) كناية عن وحدانيته بالإلهية؛ لأن التفضيل يستلزم نقصان من عداه، والناقص غير مستحق للإلهية. وقد روي عن بعض السلف أنهم كانوا يكبرون ليلة الفطر ويحمدون، قال الشافعي: وتُشَبَّه ليلة النحر بها. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: حق على المسلمين إذا رأوا هلال شوال أن يكبروا. والفطر والأضحى في ذلك سواء عند مالك و الشافعي. وروى الدار قطني عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: كانوا في التكبير في الفطر أشد منهم في الأضحى. خصوصية شهر رمضان مع القرآن الكريم - إسلام أون لاين. وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكبر يوم الفطر من حين يخرج من بيته حتى يأتي المصلى. قال القرطبي: "وأكثر أهل العلم على التكبير في عيد الفطر". وكان الشافعي يقول إذا رأى هلال شوال: أحببت أن يكبر الناس جماعة وفرادى، ولا يزالون يكبرون ويظهرون التكبير حتى يغدوا إلى المصلى، وحين يخرج الإمام إلى الصلاة، وكذلك أحب ليلة الأضحى لمن لم يحج.