إن العفو والصفح ومغفرة الزلات والخطايا أفضل من الانتقام والعقاب ، وإن الله غفور للسيئات رحيم بالعباد، فلا يعجل بالعقوبة، ويجازيكم خيرا حال العفو والصفح. إن الأموال والأولاد فتنة ، أي بلاء واختبار يحمل على كسب الحرام ومنع حق الله -تعالى-، فلا طاعة لهم في معصية الله. عند الله الأجر العظيم وهو الجنة ، فهي الغاية، ولا أجر أعظم منها في قول المفسرين، وهذا تزهيد في الدنيا وترغيب في الآخرة. الحث على الإنفاق ؛ فقد أكد الله -تعالى- الحث على الإنفاق في سبيل الله. أمر الله أيضا بالإنفاق من الأموال في حق الله ؛ كالزكاة والصدقة النفل والنفقة في الجهاد، ونفقة الرجل لنفسه وعياله. زاد الله -تعالى- بالحث على الإنفاق تأكيدا ، فقال: (عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ، [٣] أي إن الله مطلع على كل ما غاب وحضر، وهو الغالب القاهر، المحكم الصنع والتدبير، خالق الأشياء، واهب الأرزاق، وهذا دليل على كمال علم الله -سبحانه- وكمال قدرته. سوره التغابن مكرره للاطفال. الله -تعالى- هو خالق الإنسان وبارئه ، ويعلم حال كل واحد في علمه الأزلي قبل وجوده من إيمان وكفر. التعريف بسورة التغابن
سورة التغابن هي سورة مدنية على القول الراجح، [٤] تقع في الجزء الثامن والعشرين قبل سورة الطلاق وبعد سورة المنافقين وعدد آياتها 18، وسميت بذلك الاسم؛ لذكر لفظ التغابن فيها ولم يرد ذكر ذاك اللفظ في أي سورة من سور القرآن الكريم، ويوم التَّغَابُنِ: هو يوم القيامة.
- سبب نزول سورة التغابن - سطور
- استماع و تحميل سورة التغابن بتلاوة خليفة الطنيجي - المصحف المعلم للأطفال ( حفص عن عاصم)
سبب نزول سورة التغابن - سطور
بتصرّف. ↑ سورة التغابن، آية:18
↑ جعفر شرف الدين، الموسوعة القرآنية، خصائص السور ، صفحة 7. بتصرّف.
استماع و تحميل سورة التغابن بتلاوة خليفة الطنيجي - المصحف المعلم للأطفال ( حفص عن عاصم)
إن جزاء الكافرين بالله وبالقرآن: دخول النيران ، مع الخلود فيها على الدوام، وبئس المصير نار جهنم. وجوب الرضا بالقضاء والقدر ، فإن كل ما يحدث في الكون، وكل ما يصيب الإنسان من مصيبة في نفس أو مال أو قول أو فعل هو بعلم الله وقضائه. من يصدّق ويعلم أنه لا يصيبه مصيبة إلا بإذن الله ؛ يهد قلبه للصبر والرضا والثبات على الإيمان، فهو إن أُعطي شكر، وإن ابتلي صبر، وإذا ظلم غفر، والله بكل شيء عليم، وليست المصائب في الدنيا دليلا على عدم الرضا، وليس النجاح فيها دليلا على الرضا. استماع و تحميل سورة التغابن بتلاوة خليفة الطنيجي - المصحف المعلم للأطفال ( حفص عن عاصم). على المؤمنين تهوين المصائب على أنفسهم ، والاشتغال بطاعة الله -تعالى-، والعمل بكتابه، وإطاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في العمل بسنته، فإن تولوا عن الطاعة، فليس على الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلا التبليغ. على الناس قاطبة توحيد الله وعبادته وحده ، فلا إله إلا هو، ولا معبود سواه، ولا خالق غيره، وعليهم التوكل على الله، وحسن الظن بالله، والاعتماد عليه بعد تعاطي الأسباب، والقيام بما يقتضيه الواجب من السعي والعمل في الحياة. حذر الله -تعالى- كل إنسان من ضرر الأزواج والأولاد وأنذر من عداوتهم ، إما ضرراً دينيا أخرويا، وإما ضررا متعلقا بالدنيا، وضرر الدين: عدم الطاعة لأوامر الله -تعالى- والرسول -صلى الله عليه وسلم-، وترك الهجرة التي كانت مفروضة في العهد الإسلامي الأول، وترك الإنفاق في سبيل الله أي الجهاد، وضرر الدنيا: كارتكاب معصية إرضاء لهم، مثل السرقة للإنفاق، أو هجر الضرّة مثلا أو قطيعة جار أو صديق أو قريب.
قوله: (وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ، [٧] أي: مهما أراد الله كان، وبلا ممانع ولا مدافع، وما لم يشأ لم يكن. قوله: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ) ، [٨] أي: هو الخالق لكم على هذه الصفة، فلذلك لا بد من وجود مؤمن وكافر، وهو البصير بمن يستحق الهداية ممن يستحق الضلال. ثم قال: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ) ، [٩] أي: بالعدل والحكمة، (وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) ، [١٠] أي: أحسن أشكالكم، وقوله: (وإليه المصير) ، [١١] أي: المرجع والمآب. ثم أخبر -تعالى- عن علمه بجميع الكائنات السمائية والأرضية والنفسية، فقال: (يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ). سبب نزول سورة التغابن - سطور. [١٢]
قال -تعالى-: (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ) ، [١٣] أي: خَبَرُهم وما كان من أمرِهم، (فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ) ، [١٤] أي: ما حلّ بهم في الدنيا من العقوبة، (وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) ، [١٥] أي: في الدار الآخرة مضاف إلى هذا الدنيوي. شرح المقطع الثاني (7-12)
قال -تعالى-: (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ* فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ* يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).