وقد أكد القرآن الكريم على اجتناب الغيبة ووصفها بوصف ينتفر منه المؤمن وصف عجيب إذ قال تعالى:
{وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ…}. [الحجرات:١٢]
فلاحظ هذه الآية الكريمة الله ينهى عن الغيبة و(لا) هنا ناهية نهي من الله أن نأتي بالغيبة ولكن شاهد حالنا هنا ايحب احدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً؟ يعني حينما تغتاب زيداً من الناس تصور أن هذا زيد ميت وجسمه بارد وأنت جالس تأكل وتقطع من لحمه النيء وتأكله لاحظ بشاعة المنظر هذه هي الغيبة ربما البعض يعتبرها لقلقة لسان ولكن هي أبعد من ذلك بكثير فلابد للمرء المؤمن أن ينتبه إلى سلوكه وإلى دينه وإلى أخلاقه لكي لا يقع في مصيدة الشيطان من خلال عصيان الله تعالى. البهتان: تعريفه، حكمه، معانيه في القرآن الكريم. بعض الروايات الوارده في الغيبة:
١ـ ما ورد في الحديث النبوي الشريف أنه (صلى الله عليه وآله) قال: «هل تدرون ما الغيبة؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «ذكرك أخاك بما يكره». قيل: أرأيت إن كان في أخي ما أَقوله. قال: «إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، فإن لم يكن فيه فقد بهته» المحجة البيضاء ، ج٥، ص: ٢٥٦. ٢ـ ما ورد في حديث أبي بصير في وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأبي ذرٍّ ، وفيه: قلت: يارسول الله، ما الغيبة؟ قال (صلى الله عليه وآله): «ذكرك أخاك بما هو فيه، فقد اغتبته ، وإذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهته» وسائل الشيعة ، ج٨، ص: ٥٩٨ «أبواب أحكام العشرة» الباب ١٥٢، الحديث: ٩.
البهتان: تعريفه، حكمه، معانيه في القرآن الكريم
آثار الغيبة والنميمة والبهتان على المجتمع
عندما ينهى الله تعالى عن خُلق، فلا بد أن تكون له آثار سلبية على الفرد والمجتمع، لذلك حذّر الرسول -صلى الله عليه وسلم- من بعض الأخلاق ، منها الغيبة والنميمة والبهتان، وفيما يلي آثار هذه الأخلاق المذمومة على المجتمع:
ليس للغيبة أي قيمة نافعة للناس، فهي وسيلة للمرح والمزاح وموافقة الأقران والأصحاب بما لا يرضي الله تعالى، ولذلك جاء النهي عنها بصيغ مختلفة وشديدة [٣]. تساهم النميمة في التفريق بين الناس، وملىء قلوبهم حقدًا وكرهًا على بعضهم البعض، وقد تؤدي إلى العداوة الدائمة بين المسلمين [٨]. يعد البهتان سمة من سمات الكافرين، وأعظمه وأشده هو الافتراء على الله تعالى، وهو من أسباب حرمان الناس من الهداية [١٦].
تمهيد:
إن الحمد لله تعالى نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهد الله فلا مضل له، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]. ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]. أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.