وبالتالي فإن المنحوتات البشرية العارية لها من الصفات الجمالية والتشريحية ما يجعلها بعيدة كل البعد عن كل ما يثير الغرائز الرخيصة أو الشعور بالخجل. وعن ذلك يقول: "تعد الملابس في اللوحة أو التمثال عبارة عن عازل يحول دون إبراز حركات جسده ومشاعره وتعبيراته"، وقد برز ذلك بوضوح منذ أول تمثال نحته حمل اسم" كيوبدو" وعمره لم يتجاوز 26 سنة، ما حوله إلى أهم نحاتي إيطاليا في عصره. يقالُ إنّها لنحات شهير.. اكتشاف بصمة على تمثال عمره 500 سنة. إبداع مايكل أنجلو أبدع مايكل أنجلو خلال مقامه في فلورنسا بنحت الأساطير الإغريقية، إلا أنه غير توجهاته الفنية نحو رموز كاثوليكية بعد انتقاله إلى روما، فنحت بكنيسة "القديس بطرس" أحد أشهر أعماله الموسومة ب"تمثال الرحمة". يمثل هذا المجسم السيدة العذراء وقد شاح على وجهها حزن هادئ وعلى ركبتيها تنسد جثة المسيح بعد إزالته من الصليب. إنها مزيج بين الكمال والجمال والقوة التعبيرية تكوين والتكوين القوي والقيم الفنية الكلاسيكية والمهارة المطلقة في التنفيذ، أخذا بعين الاعتبار مبدأ التناسب في المقاسات والتفاصيل الدقيقة في الملامح والملابس وتشريح الجسم، مع تباين الأحاسيس والمشاعر المعبر عنهما، فوجه السيدة العذراء يوحي بالحزن والذهول والهدوء، أما يدها اليسرى فتعكس شعور الاستغراب والاستنكار الذي ينتاب الأم وهي تحمل ابنها المتوفى.
- النحات مايكل انجلو كرتون
النحات مايكل انجلو كرتون
ولمّا حانت الفكرة، ارتدى لها ما يناسبها من الحكمة، وكأن التخلي قد تملّك وجدانه في الزمن المتأخر، عندها صارت كاميل تعاني اضطراباً أودى باتزنها النفسي والعملي، فقد تفاقمت تداعيات الحبّ والهزيمة لديها ما أدى إلى إيداعها المصح العقلي الذي قضت به سني عمرها إلى حين وفاتها.
وشارك بعض الزوار، السبت، في رسم لوحات باستخدام المواد المختلفة التي يقدمها النحات رادوليسكو، خاصة الفحم والجرافيت، مستلهمين أعمال قسطنطين برانكوسي، النحات الروماني الحداثي الشهير، كما التقطوا صورا تذكارية مع دانيال رادوليسكو، أمام جدارية كبيرة علقت عليها اللوحات الفنية التي قاموا برسمها خلال ورشة العمل. أما عن منحوتة "الجميع من أجل الوحدة"، التي يعرضها خلال الورشة، فتعبر عن الرسالة التي يهدف رادوليسكو إلى إيصالها للجمهور، حيث أوضح أنها عبارة عن مجسم مصنوع من المعدن، يصور شخصاً لديه مجموعة دائرية من الأيدي الضخمة، فيما يعبر الفراغ الظاهر في منطقة الصدر عن الروح المنفتحة، وذلك تجسيداً لقيم الانفتاح والتسامح والوحدة بين جميع البشر. وقال رادوليسكو: "تقوم فكرة الورشة على دعوة جميع الزوار من كل البلدان لاختيار إحدى أعمال قسطنطين برانكوسي، النحات الروماني الحداثي الشهير في ثقافتنا، وأحد أهم النحاتين وأكثرهم تأثيراً في القرن العشرين، ومحاولة إعادة إنتاجها باستخدام الفحم أو الجرافيت، وسيكون من المذهل أن نرى العديد من الأيدي من بلدان مختلفة تسهم في استلهام أعمال النحات الروماني الشهير، ومن ثم سيتم تعليق جميع المشاركات على لوحة جدارية كبيرة خاصة بأعمال زوار الورشة".