لقد أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بكل ما هو جميل من الخلق ، وكل ما يهذب سلوكنا ، ويحرك نوازع الخير بداخلنا لنفيد أنفسنا، ويعم خيرنا على كل المحيطين بنا، فتتحسن علاقاتنا بهم، وتتضاعف أواصر الثقة والمحبة والتعاون والتضامن في ما بيننا. حديث من فرج عن مسلم كربة. ويعد تفريج كرب المؤمن أحد هذه الوصايا. وورد ذلك في الحديث الشريف التالي. عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن نفَّس عن مؤمنٍ كربةً من كُرَب الدنيا، نفَّس الله عنه كربةً من كُرَب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسرٍ، يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، واللهُ في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة، وما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطَّأ به عمله لم يسرع به نسبه))؛ رواه بهذا اللفظ مسلم. منزلة حديث من فرج كربةعن مؤمن
هذا الحديث مكانتته عظيمة ؛ لما فيه من البشارة والنذارة التي تدفع المؤمن للعمل في سبيل خدمة الناس، ومجالسة أهل العلم و القرآن ، وذم من يتكئون على الأنساب ويهملون الأعمال.
- شرح حديث / المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه - فذكر
شرح حديث / المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه - فذكر
ابتلاء من الله لأرض باكستان المسلمة لكنه ابتلاء لنا نحن أيضا، ابتلاء فينظر الله لنا هل نمد يد العون لهم أم نتركهم يواجهون ما هم فيه وحدهم!! أليس المسلم أخو المسلم؟!! هل ترضى أن تنام أختك أو أمك في العراء؟!! ، هل ترضى أن يموت أبناءك جوعا؟!! من فرج عن مسلم كربه من كرب الدنيا. أعلم أنك لا ترضى، فكيف ترضى لهم ذلك؟!! قال الله تعالى: { لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [سورة آل عمران: 92]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله عز وجل: أنفق أنفق عليك» [رواه أحمد والبخاري ومسلم].
عبدالله بن عمر | المحدث:
البخاري
|
المصدر:
صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2442 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
بَنى الإسلامُ مُجتمَعَ المسلمين على أساسٍ مَتينٍ منَ الأُخوَّةِ والتَّآزُرِ فيما بيْنهم، فقال اللهُ تعالَى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10]. وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بما يَنْبغي أنْ يكونَ عليه المُسلِمُ تُجاهَ أخيهِ المسلمِ، فيُبيِّنُ أنَّ المسلِمَ -سواءٌ كان حرًّا أو عبْدًا، بالغًا أو غيرَ بالِغٍ- أخُو المسلِمِ في الإسلامِ، لا يَقومُ بظُلمِه؛ فإنَّ اللهَ سُبحانه حرَّمَ قَليلَ الظُّلمِ وكَثيرَه، وفي الوقتِ نفْسِه لا يَترُكُه إلى الظُّلمِ دونَ أنْ يُعِينَه، ولا يَترُكُه مع مَن يُؤذِيه دونَ أنْ يَحمِيَه قدْرَ استطاعتِه. ويُخبِرُ أنَّ مَن سَعَى في قَضاءِ حاجةِ أخيه المسلمِ، أعانَهُ اللهُ تعالَى وسَهَّل عليه قَضاءَ حاجتِه. من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا. ومَن ساعَدَ مُسلِمًا في كُربةٍ نزَلَت به مِن كُرُباتِ الدُّنيا، أي: في غمٍّ يُؤثِّرُ في نفْسِه، أو في مُصيبَةٍ مِن مَصائبِ الدُّنيا حتَّى يَزولَ غَمُّه ومُصِيبتُه؛ أزالَ اللهُ عنه مُصيبةً وهَوْلًا مِن أهْوالِ يومِ القيامةِ.