[٧] أمّا عن وقت خروج الصحابة من الصُفّة فهذا ما لم يُذكر بدقّة في المصادر التاريخية إلّا أنّه هناك بعض المؤشرات التي تدلّ أنّ انتهاء عهد المسلمين بالصُفة كان مع بداية خلافة أبي بكر -رضي الله عنه- لأنّ الهجرة من مكة إلى المدينة قد انقطعت بعد الفتح، ولأنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد انتقل إلى الرفيق الأعلى إذ كان أحد أهداف إقامة المسلمين في الصُفّة ملازمة رسول الله والتعلّم منه وخدمته، كما أنّ الفتوحات قد كثُرت واغتنى المسلمون ولم يعد هناك حاجة للأكل من أموال الصدقات بالنسبة لأهل الصُفّة. [١]
المراجع [+] ^ أ ب "كتاب وسائل معالجة الفقر في العهد النبوي (أهل الصفة أنموذجا)" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-23. بتصرّف. ↑ "أهل الصُّفة" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-23. بتصرّف. أهل الصُّفة - موقع مقالات إسلام ويب. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن طلحة بن عمرو، الصفحة أو الرقم:6684، حديث أخرجه في صحيحه. ↑ سورة البقرة، آية:273
^ أ ب "أصحاب الصفة من قبائل مختلفة ومعظمهم من المهاجرين" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-23. بتصرّف. ↑ "كتاب الأجوبة المرضية فيما سئل السخاوي عنه من الأحاديث النبوية" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-23.
أهل الصُّفة - موقع مقالات إسلام ويب
قال البخارى: فى حديثه مناكير، وقال النسائى: ليس بثقة، وقال
يعقوب بن شيبة: رجل صالح ضعيف الحديث جداً، وقال ابن حبان: كانت
فيه غفلة ورداءة حفظ فكان يرفع المراسيل وهو لا يعلم.
وقال ابن سعد: مات بالطاعون سنة 131 هـ. [تهذيب التهذيب 8/262،
263] ونحوهما.
وكذلك ما يأثره أبو عبد الرحمن عن بعض المتكلمين في الطريق أو ينتصر
له من الأقوال والأفعال والأحوال. فيه من الهدى والعلم شيء كثير.
وفيه أحيانا من الخطأ أشياء؛ وبعض ذلك يكون عن اجتهاد سائغ. وبعضه باطل قطعا.
مثل ما ذكر في حقائق التفسير قطعة كبيرة عن جعفر الصادق وغيره من
الآثار الموضوعة.
وذكر عن بعض طائفة أنواعا من الإشارات التي بعضها أمثال
حسنة.
واستدلالات مناسبة.
وبعضها من نوع الباطل واللغو.
فالذي جمعه [الشيخ أبو عبد الرحمن] ونحوه في [تاريخ أهل
الصفة] وأخبار زهاد السلف، وطبقات الصوفية، يستفاد منه فوائد جليلة،
ويجتنب منه ما فيه من الروايات الباطلة، ويتوقف فيما فيه من الروايات
الضعيفة.
وهكذا كثير من أهل الروايات، ومن أهل الآراء والأذواق، من الفقهاء
والزهاد والمتكلمين، وغيرهم.
يوجد فيما يأثرونه عمن قبلهم، وفيما يذكرونه معتقدين له شيء كثير،
وأمر عظيم من الهدى، ودين الحق، الذي بعث الله به رسوله.
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد دعوة أهل الصفة لأمر، عهد بذلك إلى أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ، فدعاهم لمعرفته بهم..
ويصف أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ أحوال أهل الصفة واهتمام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهم فيقول: ( لقد رأيت سبعين من أهل الصفة، ما منهم رجل عليه رداء، إما إزار وإما كساء، قد ربطوا في أعناقهم منها ما يبلغ نصف الساقين، ومنها ما يبلغ الكعبين فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورته) ( البخاري). ويقول أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ: (.. آلله الذي لا إله إلا هو، إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه، فمر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني فمر ولم يفعل، ثم مر بي عمر فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني فمر ولم يفعل، ثم مر بي أبو القاسم ـ صلى الله عليه وسلم ـ فتبسم حين رآني وعرف ما في نفسي وما في وجهي، ثم قال: يا أبا هِر! قلت: لبيك يا رسول الله، قال: الحق بنا. ومضى فاتبعته فدخل فأستأذن فأذن لي، فدخل فوجد لبنا في قدح فقال: من أين هذا اللبن ؟، قالوا: أهداه لك فلان الأنصاري، قال: أبا هر!
القول في تأويل قوله عز ذكره ( ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء)
قال أبو جعفر: يعني تبارك وتعالى بذلك: والله له تصريف ما في السماوات والأرض وما بينهما يعني: وما بين السماء والأرض يهلك من يشاء من ذلك ويبقي ما يشاء منه ، ويوجد ما أراد ويعدم ما أحب ، لا يمنعه من شيء أراد من ذلك مانع ، ولا يدفعه عنه دافع ، ينفذ فيهم حكمه ، ويمضي فيهم قضاءه لا المسيح الذي إن أراد إهلاكه ربه وإهلاك أمه لم يملك دفع ما أراد به ربه من ذلك. يقول جل وعز: كيف يكون إلها يعبد من كان عاجزا عن دفع ما أراد به غيره من السوء ، وغير قادر على صرف ما نزل به من الهلاك؟ بل الإله المعبود الذي له ملك كل شيء ، وبيده تصريف كل من في السماء والأرض وما بينهما. فقال جل ثناؤه: "وما بينهما" ، وقد ذكر"السماوات" بلفظ الجمع ، ولم يقل: "وما بينهن" ، لأن المعنى: وما بين هذين النوعين من الأشياء ، كما قال الراعي: [ ص: 149] طرقا ، فتلك هماهمي ، أقريهما قلصا لواقح كالقسي وحولا
فقال: "طرقا" مخبرا عن شيئين ، ثم قال: "فتلك هماهمي" ، فرجع إلى معنى الكلام. القران الكريم |وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. وقوله: "يخلق ما يشاء" ، يقول جل ثناؤه: وينشئ ما يشاء ويوجده ، ويخرجه من حال العدم إلى حال الوجود ، ولن يقدر على ذلك غير الله الواحد القهار.
لله ملك السموات والارض وان تبدوا
فأقول: هذا الإنسان لا يستطيع أن يُدير هؤلاء وكم يبلغون، يعني: كم سيبلغ هؤلاء من الموظفين عنده؟! له ملك السماوات والأرض ۚ وإلى الله ترجع الأمور. هل سيبلغون المليون؟ لكن هذه المليارات من الناس مع الجن مع سائر الكائنات في العالم العلوي والسُفلي الله يُديرها وليس فقط الكائنات الحية بل حتى الجمادات، حتى سقوط الأوراق أحصاه، وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا ، الدواب لا يخفى عليه منها شيء يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ، وكل هذا مدون مُسجل في كتاب لا يتطرق إليه الخلل أو الخطأ والنسيان والنقص أبدًا. فإذا كان الحال كذلك فما على الإنسان إلا أن يسلك الجادة، وأن يستقيم على أمر الله ، وأن يُراجع نفسه وعمله وحاله، ويُراقب ربه في سره وعلانيته، فيصل بذلك إلى مرتبة الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. هذا، وأسأل الله أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، وأن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين، والله أعلم. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه.
إن الذي أخبر محمداً يعلم أن أبا لهب لن يختار الإيمان أبداً، فيسجلها القرآن على نفسه، وبعد ذلك يموت أبو لهب كافرا. وكأن الله يريد أن يؤكد هذا فيوضح لك: إياك أن تظن أن ذلك الوعيد يتخلف؛ لأنى أنا " أحد صمد " ، ولا أحد يعارضنى في هذا الحكم؛ لذلك يقول في سورة الإخلاص: { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ * ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ} [الإخلاص: 1-2]. فما دام " هو الله أحد " فيكون ما قاله أولاً لن ينقضه إله آخر، وستظل قولته دائمة أبداً. لله ملك السموات والارض وان تبدوا. إذن فقول الحق سبحانه بعد قوله: { فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ ٱلْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} ، { وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ} يوضح لنا أنه قد ضم هذا الوعيد إلى تلك الحقيقة الإيمانية الجديدة: { وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ} وجاء بالقوسين؛ لأن السماء تُظِل، والأرض تُقِل، فكل منا محصور بين مملوكين لله، وما دام كل منا محصوراً بين مملوكين لله، فأين تذهبون؟ { وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ} وقد يكون هناك المَلِك الذي لا قدرة له أن يحكم، فيوضح سبحانه؛ لا، إن لله المُلْكَ وله القدرة. { وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ثم يأتي بعد ذلك إلى تصور إيماني آخر ليحققه في النفوس بعد المقدمات التي أثبتت صدق الله فيما قال بواقع الحياة: