وعرف عمر -رضي الله عنه- حقيقة الصراع بين الإنسان والشيطان، وأن هذا العدو يأتي للإنسان من بين يديه، ومن خلفه، وعن يمينه، وعن شماله، يوسوس له بالمعصية، ويستثير فيه كوامن الشهوات، فكان مستعينا بالله على عدوه إبليس، وانتصر عليه في حياته، كما سترى في سيرته، وتعلّم من قصة آدم مع الشيطان في القرآن الكريم: أن آدم هو أصل البشر، وجوهر الإسلام الطاعة المطلقة لله، وأن الإنسان له قابلية للوقوع في الخطيئة. وتعلّم من خطيئة آدم ضرورة توكل المسلم على ربه، وأهمية التوبة والاستغفار في حياة المؤمن، وضرورة الاحتراز من الحسد والكبر، وأهمية التخاطب بأحسن الكلام مع الصحابة لقول الله تعالى (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِيناً) [الإِسراء: 53]. وما كان الله ليعجزه من شيء. وسار على منهج رسول الله في تزكية أصحابه لأرواحهم، وتطهير قلوبهم بأنواع العبادات، وتربيتهم على التخلق بأخلاق القرآن الكريم. لقد أكرم المولى -عز وجل- عمر بن الخطاب بالإسلام؛ الذي قدم له عقيدة صحيحة، صافية، خلفت عقيدته الأولى، وقضت في نفسه عليها، فانهارت أركان الوثنية، فلا زلفى لوثن، ولا بنات لله، ولا صهر بين الجن والله، ولا كهانة تحدد للمجتمع مساره، وتقذف به في تيه التشاؤم والطيرة، ولا عدم بعد الموت.
﮼معاذ — ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ﴾
"اللهُ قادرٌ على كلِّ شيء" حقيقةٌ من الحقائقِ التي جاءنا بها القرآنُ العظيم: (إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (من 20 العنكبوت)، (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا) (من 45 الكهف). فما كان لشيءٍ في السماءِ ولا في الأرض أن يستعصِيَ على اللهِ تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا) (من 44 فاطر). فاللهُ قادرٌ على أن يُنطِقَ ما يشاء بما يشاء: (اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ) (من 21 فصلت). ﮼معاذ — ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ﴾. فما الذي كانت عصا سيدِنا موسى لتقولَه لو أنطقَها الله؟ يُعينُ على الإجابةِ على هذا السؤال أن نستذكرَ ما حفظَه لنا قرآنُ اللهِ العظيم من "أفعالٍ خارقةٍ للعادة" أذِنَ اللهُ تعالى لعصا سيدِنا موسى أن تجترِحَها بإذنِه: 1- (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى. قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى. قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى. فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى. قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى) (17- 21 طه)، (فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ) (107 الأعراف)، (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ) (117 الأعراف).
الصفحة الرئيسية
رأيك يهمنا
المستشارة هدى الأحمدي
المستشارة الأسرية هدى الأحمدي
المقالات
الصور
+أحمديات
+على هدى
+إهداءات
+صور متنوعه
مقاطع تربوية
التربية والتعليم
القائمة الرئيسية
الصفحات
أكتب كلمة البحث
صور متنوعه
تعديل المشاركة
المدربة والمستشارة الأسرية هدى الأحمدي
06 مارس 2022
(0)
فيسبوك
تويتر
بنترست
واتساب
ريدايت
لينكدين
أخر المواضيع من قسم: الصور
تعليقات
إرسال تعليق
من علامات النفاق وقلة الدين أن تخالف قول الله ورسوله وتتبع أقوال الناس. 🌳🥀 - YouTube
من علامات النفاق الأصغر :
بقلم: د. محمد أبو العلا
الاستئذان فيما لايصح الاستئذان فيه
من علامات النفاق الاستئذان في فعل الشيء الذي لا يتطلب استئذانًا، فقد قال الله لنبيه "عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين"، ثم قال له "لا يستئذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين". إذن قد جعل الله تعالى من علامات المنافق الاستئذان فيما لايصح الاستئذان فيه، في الأمور التي لا تحتاج إذن أو عزومة كما نقول بلغتنا الدارجة "مانتش محتاج عزومة"، وقد أعقب الله ذلك بقوله "إنما يستئذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون" فقد جعل الله عدم الاستئذان في الأولى صفًة من صفات المؤمنين، لأن المؤمن يعلم أنه إذا أنفق ماله في سبيل الله أن الله سيخلف عليه خيراً، وإن حتى أنفق حياته وليس ماله، أما المنافق فلأنه متردد، لديه ريبٌ أي شك؛ فلا يكاد ينفق إنما يستئذن.
من علامات النفاق الاكبر
النفاق صفة مذمومة لا تتماشى مع الفطرة الإنسانية السليمة ولا مع الأخلاق الإسلامية الحميدة. والمنافقون أُناسٌ ضعفاء الشخصية مريضوا النفسية لا يثبتون على موقف ولا يستقرون على مبدإ وغالبا ما يُظهرون عكس ما يكتمون. والمتأمل لحالهم يحار في فهمهم لأنهم تارةً مع المؤمنين وتارةً مع الكافرين حسب ما تقتضيه مصالحهم الضيقة ونزعاتهم المضطربة. وقد ذكر القرآن الكريم النفاق والمنافقين في أكثر من سبع وثلاثين آية. ومما يروى عن الصحابة والتابعين من بعدهم أنهم كانوا يخافون على أنفسهم من النفاق رغم إيمانهم وتقواهم. والنفاق حسب أهل العلم نوعان، الأول نفاق اعتقادي يؤمن صاحبه بما يُخالف الإسلام جملةً وتفصيلا رغم إظهاره عكس ذلك مصداقا لقوله تعالى: [ومن الناس من يقول آمَنَّا بالله وباليوم الآخِرِ وما هم بمؤمنين، يخادعون الله والذين آمنوا وما يَخْدَعُونَ إلا أنفسهم وما يشعرون]. أما النوع الثاني فيسمى بالنفاق العملي أي أن المسلم يعمل بخصلة من خصال النفاق رغم إيمانه بالله ورسوله وحبه للإسلام والمسلمين وعمله بالأركان الخمسة وزيادة. من علامات النفاق الأكبر :. فهذا النفاق أهون لأنه يسقط صاحبه في المعصية ولا يخرجه من الملة. والنفاق كغيره من السلوكات له صفات وعلامات.
من علامات النفاق الاصغر الكذب في الحديث
تاريخ النشر: الأربعاء 20 ذو الحجة 1432 هـ - 16-11-2011 م
التقييم:
رقم الفتوى: 167313
17453
0
344
السؤال
ذهبت لأداء العمرة لأول مرة في حياتي، علما بأنني أرتكب المعاصي، وكنت أعول على هذه الزيارة لأطهر منها، وكنت أتوقع أنني بمجرد دخولي الحرم وأداء العمرة سينتهي الأمر، ولم أستشعر أية مشاعر رهبة أو خوف وحتى فرح، وكان الأمر عاديا جدا بالنسبة لي، مع العلم أنني كنت أتمنى هذه الزيارة، فهل أنا منافق ولا يريد الله بي خيرا؟ أفيدوني ورفقا بي. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فنرجو أن لا يكون ما ذكرت من عدم شعورك بالرهبة أو الخوف عند دخول الحرم أمارة على النفاق، فالمنافق لا يشعر بتأنيب الضمير كما يظهر من سؤالك عن حالتك، والنفاق له أمارات منها الكذب والخيانة والفحش والغدر وإخلاف الوعد وعدم الخوف من عاقبة الذنوب والأمن من النفاق، وقد قال الحسن البصري ـ رحمه الله تعالى: مَا خَافَهُ إِلا مُؤْمِنٌ، وَلا أَمِنَهُ إِلا مُنَافِقٌ. النفاق: تعريفه، أنواعه، وعلاماته. اهـ. فاحرص أخي السائل على اجتناب أمارات النفاق وخف على نفسك منه واجتهد في طاعة الله تعالى وفي تحقيق التوبة من ذنوبك تنل مغفرة الله تعالى، والاجتهاد في الطاعة والبعد عن المعاصي أمارة على أن الله أراد بعبده الخير، واجتهد في التفقه في الدين، ففي الحديث الصحيح في البخاري: مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ.
وقوله: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} تصديقُ قول رسول الله عليه السلام في جواب الرجل: (أن تدعو لله ندًا) ، قوله: " {وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} " ، (النفس التي حرم الله): نفس المسلم والذمي والمعاهد، وقوله: (إلا بالحق) يعني: إلا أن يأذن الله في قتله، ومَن أذن الله في قتلهم أربعة: أحدهم: غير الذمي والمعاهد من الكفار.