والذي نقرره أولاً، أن مذهب جمع من السلف أن هذه الآيات الثلاث نزلت في أهل الكتاب، وهو اختيار الطبري في تفسيره، وهناك أقوال أخرى ذكرها المفسرون، والراجح -وإن كان السياق في أهل الكتاب- أن ظاهر هذه الآيات العموم، وإلى ذلك ذهب ابن مسعود رضي الله عنه وعدد من التابعين؛ لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. والسؤال الوارد هنا: لِمَ افترقت ختام الآيات الثلاث مع وحدة الموصوفين بها؟ حيث وصفت الآية الأولى من لم يحكم بما أنزل الله بأنه من (الكافرين)، ووصفت الآية الثانية من لم يحكم بما أنزل الله بأنه من (الظالمين)، ووصفت الآية الثالثة من لم يحكم بما أنزل الله بأنه من (الفاسقين)، فما وجه هذا الافتراق وما توجيه؟
أجاب المفسرون بعدة أجوبة عن السؤال موضوع البحث، ونحن نذكر بعض أجوبتهم، بما يكشف وجه اختلاف ختام الآيات الثلاثة.
أما الآية الثالثة فإن (من) فيها شرطية، وهي آية عامة تتعلق بكل من لم يحكم بما أنزل الله، فهو فاسق؛ فكانه قيل: من لم يحكم بما أنزل لله منا تقصيراً وتهاوناً، إنه لا يبلغ منزلة الكفر، وإنما يوصف بالفسق، فلذلك قال: فأولئك هم الفاسقون؛ لأنه تقدم قوله تعالى: { وليحكم} وهو أمر، فناسب ذكر الفسق؛ لأن من يخرج عن أمر الله تعالى يكون فاسقاً كما قال تعالى: { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه} (الكهف:50) أي: خرج عن طاعة أمره تعالى. وقد وافق ابن الزبيرُ الإسكافيَّ في توجيه الآيتين الأوليين، بينما خالفه وانتقده في توجيه الآية الثالثة، حيث رأى أن الآيات الثلاثة خطابها عام كما تقدم. ثالثاً: جواب الكرماني: ذكر الكرماني أربعة أقوال في توجيه الاختلاف بين الآيات الثلاثة:
أولها: أن الآية الأولى خُتمت بقوله: { فأولئك هم الكافرون} لأنها نزلت في حكام المسلمين. وختمت الآية الثانية بقوله: { فأولئك هم الظالمون} لأنها نزلت في حكام اليهود. وخُتمت الآية الثالثة بقوله: { فأولئك هم الفاسقون} لأنها نزلت في حكام النصارى. ثانيها: أن (الكفر) و(الفسق) و(الظلم) كلها بمعنى واحد، وهو (الكفر) عبر عنه بألفاظ مختلفة؛ لزيادة الفائدة، واجتناب صورة التكرار.
هل يتقدم العالم العربي حقا؟ أم لا يزال كحاله منذ قرنين؛ يواصل مسار انتكاسات الحلم التقدمي، تحت رايات رُوّاد الأحلام التقدمية بالذات؟ والمقصود بالتقدم هنا: التقدّم الحقيقي الذي يعكس تحقّقات الإرث التنويري ـ بتصوراته الكبرى/ مبادئه الأولى ـ في الواقع. أنا متشائم إلى حد بعيد، ليس بالنظر إلى "الحصاد المر" بعد قرنين من محاولات الاستزراع، وإنما ـ وهو الأخطر ـ بالنظر إلى المتوقع "تنويريا" في المستقبل القريب، حيث مجمل التحولات ـ فضلا عن المُستقرّات ـ في نظام الوعي الثقافي العربي، تشير إلى انتكاساتٍ مُتتابعة تعود بِمَعَاقِد الأحلام الكبرى إلى تراث الأسلاف بكل ما في هذا التراث من مقومات ومُحَفزّات التطرف والتخلف والانحطاط والانغلاق المرضي على الذات. لقد انبعث عصر التنوير الأوروبي من رحم العقلانية التي تستمد روحها النابضة من مُوَاضَعات العلم التجريبي المختال بإنجازاته آنذاك (ونموذجه الأمثل: علم نيوتن). ما يعني أن عصر التنوير كان عصر الإيمان بالعقل وبالعلم، في مقابل نقد وتفنيد التصورات اللاّعقلانية واللاّعلمية، و وضعها في دائرة الخيال الجامح أو الأوهام الحالمة، هذا في أحسن الأحوال. وإذ تتعمّم القوانين العلمية بناء على فرضية وحدة القوانين الطبيعية، يتعولم العقل بالضرورة، وتصبح العقلانية واحدة؛ فتتعولم الإنسانية بالتبع، بالنظر إلى وحدة العقل المُعَاين، وبالنظر أيضا إلى وحدة القوانين التي يشتغل عليها هذا العقل.
أهداف المعهد
تطوير مهارات ومعلومات وقدرات موظفي الوزارة. تنظيم وإقامة الأنشطة المتعلقة باهتمامات الوزارة وأهدافها. نشر البحوث والكتب والدراسات في المجالات الدبلوماسية والعلاقات الدولية والاستراتيجية. [3]
مراكز الدراسات
يتبع معهد الدراسات الدبلوماسية مراكز دراسات استراتيجية ودولية تم تأسيس أول مركز في عام 2003 م حيث اشتملت على مواضيع سياسية واقتصادية ودبلوماسية وعسكرية. تعمل المراكز على رصد المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما تساهم في خلق تعاون دولي، وفي وقت سابق عمل المعهد على إنشاء مراكز دراسات متخصصة وهي مراكز الدراسات الأوروبية ومركز الدراسات الاسيوية ومركز الدراسات الأمريكية، تمارس هذه المراكز عدة مهام منها عقد ورش العمل وحلقات النقاش بالإضافة إلى تنظيم الدراسات والتقارير التي يطلع عليها صناع القرار. [4]
البرامج التطويرية
تقدم إدارة البرامج التطويرية التابعه لمعهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية البرامج التدريبية بشكل سنوي، لمنسوبي وزارة الخارجية وغيرهم من منسوبي الجهات الحكومية وذلك لتمكينهم من الإلمام بالحقول العلمية المختلفة التي ترتبط بالعمل الدبلوماسي. كما تتضمن البرامج التدريبية برامج متخصصة في مجالات محددة كالقانون الدولي والعلاقات الدولية والشؤون القنصلية والإعلامية والاقتصادية والسلوك الدبلوماسي.
جريدة الرياض | معهد سعود الفيصل.. صرح يخدم الدبلوماسية السعودية
عقد معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية اليوم, ندوة "القمة العربية بين الواقع والطموح", بمشاركة عدد من الأكاديميين والمتخصصين في الشأن العربي من المملكة وبعض الدول العربية، وذلك بمقر المعهد في الرياض. وقال مدير عام المعهد الدكتور عبدالله بن حمد السلامة: هذه الندوة الاستثنائية المهمة تتزامن مع انعقاد القمة العربية "قمة القدس"، التي تستضيفها المملكة العربية السعودية, وقد دأبت المملكة على دعم التضامن العربي وحماية مصالح الدول والشعوب العربية ومساعدتها والدفاع عن مقدراتها ومعالجة الأزمات التي تمر بها. وأضاف: هذه الندوة تأتي بتوجيه من وزير الخارجية عادل الجبير ووزير الدولة الدكتور نزار مدني لتفعيل دور المعهد كمركز فكر متخصص، وسنستعرض واقع القمم العربية وبياناتها وآليات العمل العربي المشترك. وبدأت محاور الندوة التي أدارها المشرف على مركز الدراسات الاستراتيجية بالمعهد الدكتور منصور المرزوقي, حيث تضمن المحور الاول موضوع "بنية النظام العربي". وشارك في هذا المحور الدكتور معاذ اللويحق من جامعة الملك سعود الذي طرح ورقة حول الجانب القانوني لبنية النظام العربي تحدث فيها عن أهمية تأسيس محكمة قضائية عربية تسهم في حل النزاعات القائمة بين الدول العربية والتسوية السلمية وحفظ السلم العربي.
أين معهد الأمير سعود الفيصل من هذا المشروع؟ - عبدالوهاب الفايز
من ناحيته، تحدث الدكتور عز الدين موسى من جامعة نايف للعلوم الأمنية عن أهمية إيجاد الحلول الاقتصادية البديلة في الدول العربية التي تسهم في محاربة الفقر والبطالة. وتداخل الدكتور أسعد الشملان من معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية بورقة حول نجاح وفشل بعض الدول العربية في إدارة أمورها من مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وركز الدكتور عبدالله بن عوده من مركز الدراسات والأبحاث الأمنية، خلال هذه الجلسة، على أهمية التنسيق الاستراتيجي بين الدول العربية في المجال الأمني. وفي المحور الثالث للندوة بعنوان "استشراف المستقبل"، شاركت الدكتورة ابتسام الكتبي رئيسية مركز الإمارات للسياسات, والدكتور محمد السلمي رئيس المعهد الدولي للدراسات الإيرانية بورقتي عمل حول مآلات الصراع مع إيران. وشارك الدكتور عبدالخالق عبدالله من دولة الإمارات بورقة حول استشراف مستقبل النظام الإقليمي العربي, فيما تداخل الدكتور حمد التويجري من جامعة الملك سعود حول موضوع التكامل الاقتصادي بين الدول العربية. وفي ختام الندوة، شكر مدير معهد الامير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية جميع المشاركين في هذه الندوة التي تكتسب أهمية لمواكبتها انعقاد القمة التاسعة والعشرين لجامعة الدول العربية المقامة بمدينة الظهران، التي أطلق عليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مسمى "قمة القدس".
وأيضاً يتيح للسفارات تقديم الدعوات العامة المفتوحة، وهذا يخدم ويعزِّز التواصل بين الشعب السعودي وبين الدول الصديقة. من حقنا أن نتدخل لترتيب حضور هذه المناسبات، ومن حقنا وضع الشروط التي تضمن حماية الناس، بالذات (المراهقون والشباب) وحماية أمننا الوطني. هذا حق تمارسه جميع الدول بالذات الدول الغربية. فهذه فرضت بيئة متشددة على سفاراتنا ومواطنينا بعد أحداث (11 سبتمبر)، وراقبت بشده أعمالنا الإنسانية والإغاثية ومدارسنا بالخارج، وتشدَّدت علينا في التأشيرات وكثّفت التفتيش والفحص المتعدّد في المطارات، وتعرض بعض السعوديين من مختلف الأعمار إلى الإهانة والتعطيل لساعات في المطارات. حينئذٍ صبرنا وتفهمنا الحق السيادي للدول الصديقة لحماية أمنها وسلامة مواطنيها. ومن المؤسسات التي يجب أن يكون لها دور رئيسي في هذا المشروع هو (معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية). نتمنى أن يكون أكثر مبادرة ويخرج من حالة السكون والتكرار في عمله الذي لا يتناسب مع حجم ومكانة بلادنا الدولية، ولا يواكب الدور السيادي الكبير لوزارة الخارجية، ولا حتى يليق مع اسم الشخص الكبير الذي يحمل المعهد اسمه. نتمنى دعم المعهد وتعزيز إمكاناته المالية والبشرية حتى يقوم بدوره الحيوي لخدمة بلادنا، ويكون قادرًا للقيام بهذا المشروع الذي نقترحه.