الاعتذار من شيم الرجال
الاعتذار
من شيم الكبار ، وخلق من أخلاق الأقوياء ، وعلامة من علامات الثقة بالنفس
التي لا يتصف بها إلا الكبار ، الذين لديهم القدرة على مواجهة الآخرين بكل
قوة وشجاعة وأدب ، والحياة بدون اعتذار ستحمل معاني الندية ، وستخلق جواً
من التوتر والقلق بين الناس. فالاعتذار خلق اجتماعي جميل يدعو للتعايش ، ويمحو ما قد يشوب المعاملات الإنسانية من توتر أو تشاحن نتيجة الاحتكاك المتبادل بين الناس. الاعتذار من شيم الكبار - شبكة قحطان - مجالس قحطان - منتديات قحطان. والاعتذار
ينفي عن صاحبه صفة التعالي والكبر ، ويمنحه المصداقية والثقة في قلوب
الآخرين ، كما أن الاعتذار يُزيل الأحقاد ، ويقضي على الحسد ، ويدفع عن
صاحبه سوء الظن به ، والارتياب في تصرفاته. لماذا الاعتذار من أخلاق الكبار؟
لأن الاعتذار يعني الاعتراف بالخطأ ، وقلما تجد إنساناً يستطيع أن يواجه الآخرين بخطئه أو يعترف به. ولأن الاعتذار يعني تحمل المسئولية عن الخطأ الذي ارتكبه صاحبه ، وهو كذلك صعب التحقيق إلا بين الكبار الذين يواجهون أخطاءهم بكل قوة وحزم. ولأن الاعتذار يحتاج من صاحبه إلى قوة نفسية هائلة تدفعه للمبادرة به ، وهو ما لا يتوفر إلا للكبار الذين كبحوا جماح أنفسهم فسلس لهم قيادتها. ولأن الكبار هم
الذين يُراعون مشاعر الآخرين ، ولا يجرحونها ، فلا يتعدون على حقوقهم أو
يدوسون على كرامتهم ، لذا فإنهم متى بدر منهم ذلك يسارعون للاعتذار وتصحيح
الخطأ ، وهذا أيضاً لا يكون إلا من أخلاق الكبار.
- الاعتذار من شيم الكبار - الإيمان أولاً
- الاعتذار من شيم الكبار - شبكة قحطان - مجالس قحطان - منتديات قحطان
- الاعتذار من شيم الكبار - الصفحة 2 - شبكة قحطان - مجالس قحطان - منتديات قحطان
- من أشراط الساعة...التطاول في البنيان - موقع مقالات إسلام ويب
الاعتذار من شيم الكبار - الإيمان أولاً
اعتذرت اليابان، بعد توقيعها وثيقة الاستسلام، عن عملية قصفها القاعدة العسكرية الأمريكية في ميناء بيرل هاربر رغم أن كل الضحايا كانوا من العسكريين المقاتلين، بينما لم تعتذر أمريكا عن ضرب هيروشيما وناجازاكي بقنبلتين ذريتين أثناء الحرب العالمية الثانية، رغم أن الضحايا كانوا كلهم من المدنيين، فضلاً عن أنه لم يتم وضع هاتين المدينتين ضمن التاريخ الإنساني الذي تم تدميره بقسوة بالغة، وبدون ضرورة ماسة. الاعتذار من شيم الكبار - الصفحة 2 - شبكة قحطان - مجالس قحطان - منتديات قحطان. حروب عدوانية شرسة، وتميير عنصري كريه وعبودية، وغزوات عنيفة غير مبررة، جرت في القرنين الأخيرين، وفي العقدين الأخيرين بخاصة وفي أماكن متعددة من العالم، وما زالت بدون اعتذار لضحاياها، دولاً وشعوباً، ومازالت أجيال حية تتذكر محارق ومآسي دموية في فيتنام ودول إفريقية وعربية، في فلسطين والجزائر وأفغانستان والعراق وسوريا وغيرها. لم تعتذر فرنسا ولا إسبانيا والبرتغال عن ماضيها الاستعماري الشرس، والمليء بالتدمير والاستعباد والنهب، في مناطق عديدة، في الجزائر، وأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، وحوض الخليج العربي. لكن العالم سمع بابا الفاتيكان فرنسيس، ذات يوم، وهو يطلب «الصفح» أثناء رحلة له إلى أمريكا الجنوبية في العام 2015، ليس الاعتذار فقط، عن جرائم الكنيسة الكاثوليكية نفسها ضد الشعوب الأصلية باسم التبشير، بل أيضاً عن الجهات التي ارتكبت الجرائم ضد هذه الشعوب.
الاعتذار من شيم الكبار - شبكة قحطان - مجالس قحطان - منتديات قحطان
أنا آسف الكبار لا يترددون أبدًا في تقديم عبارة الأسف "أنا آسف" إذا ما بدر منهم ما يستحقها، ولا فرقَ عندهم لمن تُقدَّم العبارة.. لرجلٍ أو امرأةٍ، صغيرٍ أو كبيرٍ؛ فالأسف عند الكبار لا يقتصر على الكبراء أو عيلة القوم أو الوجهاء وأصحاب المراكز المرموقة. وكلمة "أنا آسف" لا يعتبرها الكبار نقيصةً يتهرَّبون منها، أو عيبً يستحيون منه، بل هو خُلُقٌ يتقرَّبون به إلى الله، وسلوكٌ إيجابي يتحلَّون به ويُزينون به أخلاقهم. وكلمة "أنا آسف" تخرج من قلوب الكبار قبل أن ينطق بها لسانهم، فيُزيلون غضبًا عارمًا في النفوس، ويُداوون بها قلبًا مكلومًا، أو يجبرون خاطرًا مكسورًا. كم من المشاكل والخلافات التي تقع ويكفي لاتقائها مجرد اعتذار بدلاً من تقديم الأعذار والمبررات التي يحاول بها الصغار والضعفاء تبرير أخطائهم،فتتفاقم المشكلة، ويزداد الجرح إيلامًا!!. الاعتذار من شيم الكبار - الإيمان أولاً. سياسة التبرير البعض من صغار النفوس، بدلاً من السعي لتصحيح أوضاعهم ومراجعة أنفسهم، وإصلاح ما أفسدته تصرفاتهم، فإنهم يحاولون تبرير أخطائهم، وتقديم الأعذار التي يحاولون من خلالها التملُّص من تحمُّل المسئولية أو تجميل الصورة والظهور بالمظهر اللائق أمام الناس. إن السبب الرئيسي لسياسة التبرير التي ينتهجها البعض هي المبالغة الشديدة في احترام الذات وتقديسها للدرجة التي توصله إلى المكابرة وعدم الاعتراف بخطئه؛ ظنًّا منه أنه باعترافه بخطئه يُهين نفسه، ويقلل من مكانتها، فيلجأ للحيل الدفاعية التي يحاول من خلالها إبعاد النقص عن نفسه.
الاعتذار من شيم الكبار - الصفحة 2 - شبكة قحطان - مجالس قحطان - منتديات قحطان
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ"3 الأنبياء يعتذرون ويطيب لنا أن نتوجه إلى المتعالين المتأففين ، الرافضين للاعتذار ، الناكفين عن تقديمه ، نتوجه لهم بهذه الباقة من الكبار العظماء ، إنهم أشرف وأطهر من مشوا على الأرض ، إنهم أنبياء الله ورسله الذين اختارهم الله على عينه ، وأدبهم فأحسن تأديبهم ، ومع ذلك فهم يُقدمون لنا الأسوة والقدوة في المبادرة للاعتذار للتأكيد على أنه خلق لا يشين ولا يقلل من قيمة صاحبه.
أنا آسف
الكبار لا يترددون
أبداً في تقديم عبارة الأسف "أنا آسف" إذا ما بدر منهم ما يستحقها ، ولا
فرق عندهم لمن تُقدم العبارة ، لرجل أو امرأة ، صغير أو كبير ، فالأسف عند
الكبار لا يقتصر على الكبراء أو عيلة القوم أو الوجهاء وأصحاب المراكز
المرموقة. وكلمة "أنا
آسف" لا يعتبرها الكبار نقيصة يتهربون منها ، أو عيب يستحيون منه ، بل هو
خلق يتقربون به إلى الله ، وسلوك إيجابي يتحلون به ويُزينون به أخلاقهم. آسف" تخرج من قلوب الكبار قبل أن ينطق بها لسانهم ، فيُزيلون غضباً عارماً
في النفوس ، ويُداوون بها قلباً مكلوماً ، أو يجبرون خاطراً مكسوراً ، كم
من المشاكل والخلافات التي تقع ويكفي لاتقائها مجرد اعتذار بدلاً من تقديم
الأعذار والمبررات التي يحاول بها الصغار والضعفاء تبرير أخطائهم ،فتتفاقم
المشكلة ، ويزداد الجرح إيلاماً.
ولأن الكبار هم الذين يُراعون مشاعر الآخرين ، ولا يجرحونها ، فلا يتعدون على حقوقهم أو يدوسون على كرامتهم ، لذا فإنهم متى بدر منهم ذلك يسارعون للاعتذار وتصحيح الخطأ ، وهذا أيضاً لا يكون إلا من أخلاق الكبار. ثقافة الاعتذار
الكبار يفهمون الاعتذار فهماً راقياً ، فلا ضير من الاعتذار للزوجة إذا أخطأوا في حقها، ولا مانع من الاعتذار لمرؤوسيهم إذا قصروا في أداء الواجبات المنوطة بهم ، ولا ينقص من قدرهم إذا اعتذروا ولو كانوا في مراكز قيادية. على العكس تماماً من صغار النفوس ، والعامة من الناس الذين دأبوا على التهرب من الاعتذار عن أخطائهم التي ارتكبوها ، فالزوج تأخذه العزة بالإثم من الاعتذار لزوجته خوفاً من أن يُنقص ذلك من رجولته ، والمدير لا يعتذر لموظفيه خشية أن يعتبرونه ذو شخصية ضعيفة ، والمدرس لا يعتذر لتلاميذه إذا أخطأ معهم خوفاً من الاتصاف بعدم التمكن من مادته. لقد اقتصر الاعتذار بين العامة في الأشياء العابرة الخفيفة مثل الاصطدام الخفيف أثناء المشي ، أما في المواقف الجادة والحقيقية والتي تحتاج الاعتذار حتى تستمر عجلة الحياة ، ويستقر التعامل بين الأقران نرى التجاهل وعدم المبالاة، والواقع يؤكد ما نقول.
قَالَ: «يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي مَالِي، وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ». اللَّهُمَّ رُدَّنَا إِلَيكَ رَدَّاً جَمِيلاً. آمين. من أشراط الساعة...التطاول في البنيان - موقع مقالات إسلام ويب. وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الـْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. ** ** **
تاريخ الكلمة:
الأربعاء: 29/ربيع الثاني/1436هـ، الموافق: 18/شباط / 2015م
من أشراط الساعة...التطاول في البنيان - موقع مقالات إسلام ويب
فقلت: نعم. فقال: إذا رأيت بيوتها -أي مكة المكرمة- قد علت أخشبيها -يعني الجبلين العظيمين المحيطين بها- وفجرت بطونها أنهارًا -أي شقت خلالها القنوات وشبكات المياه- فقد أزِف الأمر -أي دنت الساعة[8]. وعن عطاء قال: "كنت آخذًا بلجام دابة عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- فقال: إذا رأيت مكة قد بُعِجَت كظائم، ورأيت البناء يعلو رؤوس الجبال، فأعلم أن الأمر قد أظلك[9]. ــــــــــــــــــــ
[1] أخرجه البخاري. [2] فتح الباري، كتاب الإيمان. [3] رواه مسلم في صحيحه. [4] روه ابن أبي شيبة في مصنفه والأزرقي في أخبار مكة. [5] رواه الأزرقي في أخبار مكة. [6] رواه الأزرقي في أخبار مكة. [7] رواه الأزرقي في أخبار مكة. [8] رواه الأزرقي في أخبار مكة بسند حسن. [9] رواه ابن أبي شيبة في مصنفه بسند رجاله ثقات.
وجه الإعجاز:
إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أن رعاة الشاة والإبل وهم العرب سكان البادية (فمن كان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم كان مشهوراً برعي الإبل والشاة إلا العرب) سوف يتطاولون في البنيان ويتباهون بها حتى يحاول كل منهم أن يبني بنياناً يكون أعلى من نظيره وظهر هذا فسبحان الله تعالى من أخبر محمد صلى الله عليه وسلم عن هذا قبل أكثر من 1400سنة إنه الله تعالى رب العالمين. منقول للفائدة
وطنٌ لا نَفديه ِ ؛ لا نستحقُّ العيش فيه ِ!