وقال أيضا: حدثني أحمد بن المقدام ، حدثنا المعتمر بن سليمان ، سمعت أبي ، حدثنا قتادة عن أبي مازن قال: " انطلقت على عهد عثمان إلى المدينة فإذا قوم جلوس فقرأ أحدهم هذه الآية ( عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل) فقال أكثرهم: لم يجئ تأويل هذه اليوم ". وقال: حدثنا القاسم ، حدثنا الحسن ، حدثنا ابن فضالة ، عن معاوية بن صالح ، عن جبير بن نفير قال: " كنت في حلقة فيها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني لأصغر القوم ، فتذكروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فقلت أنا: أليس الله يقول في كتابه: ( ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) ؟ فأقبلوا علي بلسان واحد ، وقالوا: تنزع آية من القرآن لا تعرفها ولا تدري ما تأويلها فتمنيت أني لم أكن تكلمت. وأقبلوا يتحدثون ، فلما حضر قيامهم قالوا: إنك غلام حديث السن ، وإنك [ ص: 179] نزعت آية ولا تدري ما هي ، وعسى أن تدرك ذلك الزمان: إذا رأيت شحا مطاعا. سبب نزول يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم. وهوى متبعا ، وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك ، لا يضرك من ضل إذا اهتديت ". وقال ابن جرير: حدثنا علي بن سهل حدثنا ضمرة بن ربيعة قال: تلا الحسن هذه الآية: ( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) فقال الحسن: الحمد لله بها.
بيان معنى قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله..)
♦ الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: المائدة (105). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم ﴾ احفظوها من ملابسة المعاصي والإِصرار على الذّنوب ﴿ لا يضرُّكم مَنْ ضلَّ ﴾ من أهل الكتاب ﴿ إذا اهتديتم ﴾ أنتم ﴿ إلى الله مرجعكم جميعًا ﴾ مصيركم ومصير مَنْ خالفكم ﴿ فينبئكم بما كنتم تعملون ﴾ يُجازيكم بأعمالكم.
ومن فوائد هذه الروايات تصريح بعض علماء الصحابة رضي الله عنهم بأن في القرآن أحكاما لا يظهر تأويلها إلا بعد عصر التنزيل ، أي أن آيات الأحكام في ذلك كآيات الإخبار بالغيب ، وكثيرا ما نبين في تفسيرنا ما يظهر تأويله في عصرنا ، كما بين من قبلنا ما ظهر لهم من المعاني المتعلقة بعصورهم ، ولا غرو فقد وصف القرآن في الآثار بأنه لا تنتهي عجائبه.
إسلام ويب - تفسير المنار - سورة المائدة - تفسير قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم - الجزء رقم7
وقد رجح رفعه الدارقطني وغيره ، وذكرنا طرقه والكلام عليه مطولا في مسند الصديق رضي الله عنه.
وقد اختلفت الروايات عن الصحابة والتابعين في هذه الآية.
تفسير: (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل)
وقال عبد الرزاق: أنبأنا معمر عن الحسن سأله رجل عن قول الله تعالى: ( ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) فقال: إن هذا ليس بزمانها إنها اليوم مقبولة ولكنه قد يوشك أن يأتي زمانها تأمرون فيصنع بكم كذا وكذا أو قال فلا يقبل منكم ، فحينئذ عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل. ورواه أبو جعفر الرازي عن الربيع عن أبي العالية عن ابن مسعود في قوله: ( ياأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل) الآية قال: " كانوا عند عبد الله بن مسعود فكان بين رجلين بعض ما يكون بين الناس حتى قام كل واحد منهما إلى صاحبه فقال رجل من جلساء عبد الله: ألا أقوم فآمرهما بالمعروف وأنهاهما عن المنكر فقال آخر إلى جنبه: عليك بنفسك فإن الله يقول: ( عليكم أنفسكم) الآية. قال: فسمعها ابن مسعود فقال: مه لم يجئ تأويل هذه بعد ، إن القرآن أنزل حيث أنزل ومنه آي قد مضى تأويلهن قبل أن ينزلن ومنه آي وقع تأويلهن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومنه آي وقع تأويلهن [ ص: 178] بعد النبي صلى الله عليه وسلم بيسير ، ومنه آي يقع تأويلهن يوم الحساب ما ذكر من الحساب والجنة والنار ، فما دامت قلوبكم واحدة وأهواؤكم واحدة ولم تلبسوا شيعا ولم يذق بعضكم بأس بعض فائمروا وانهوا ، وإذا اختلفت القلوب والأهواء وألبستم شيعا وذاق بعضكم بأس بعض فائمر نفسك وعند ذلك جاء تأويل هذه الآية " رواه ابن جرير.
والحمد لله عليها ، ما كان مؤمن فيما مضى ولا مؤمن فيما بقي إلا وإلى جنبه منافق يكره عمله. تفسير: (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل). وقال سعيد بن المسيب: إذا أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر فلا يضرك من ضل إذا اهتديت. رواه ابن جرير وكذا روي من طريق سفيان الثوري عن أبي العميس عن أبي البختري عن حذيفة مثله ، وكذا قال غير واحد من السلف. وقال ابن أبي حاتم ، حدثنا أبي ، حدثنا هشام بن خالد الدمشقي ، حدثنا الوليد ، حدثنا ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب عن كعب في قوله: ( عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) قال: إذا هدمت كنيسة مسجد دمشق فجعلت مسجدا وظهر لبس العصب فحينئذ تأويل هذه الآية اهـ.
أحاديث عن يوم الجمعة، يعتبر يوم الجمعة سيد الأيام وأعلاها مكانة في ديننا حيث أن فيه ساعة استجابة، وهو خير يوم طلعت فيه الشمس، وقد خصه الله بالذكر في كتابه الكريم، وخصه بالكثير من الفضائل مثل صلاة الجمعة، وهناك سورة كاملة سميت بالجمعة، إلي جانب ذلك فقد ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث النبوية، مما يؤكد على عظمة ذلك اليوم، لذلك علينا اغتنامه وزيادة التقرب إلى الله عن طريق التعاون على البر والتقوى ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. حديث عن يوم الجمعه. أحاديث عن يوم الجمعة
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة؛ فيه خُلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة – رواه مسلم. وقال أيضا صلوات ربي وسلامه عليه: إنّ للجمعة حقّاً فإياك أن تضيّع حرمته أو تقصر في شيء من عبادة الله والتقرّب إليه بالعمل الصّالح وترك المحارم كلّها. وفي حديث آخر يقول رسول الله "صلى الله عليه وسلم": إنّ يوم الجُمعة سيّد الأيّام يضاعف الله عزّ وجلّ فيه الحسنات، ويمحو فيه السّيّئات، ويرفع فيه الدّرجات، ويستجيب فيه الدّعوات، ويكشف فيه الكربات، ويقضي فيهِ الحوائج العظام، وهو يوم المزيد، لله فيهِ عتقاء وطلقاء من النّار، ما دعا فيه أحد من النّاس وعرف حقّه وحرمته إلاّ كان حقّاً على الله عزّوجلّ أن يجعله من عتقائه وطُلقائه من النّار، فإن مات في يومه أو ليلته مات شهيداً وبعث آمناً وما استخفّ أحد بحرمته وضيع حقّه إلا كان حقّاً على الله عزّ وجلّ أن يصليه نار جهنّم إلاّ أن يتوب.
أحاديث فضل يوم الجمعة وسننه - مفاهيم
كما أن ليلة الجُمعة تمتاز على سائر اللّيالي سموّاً وشرفاً، فكذلك الحال لنهار و يوم الجمعة.. فهو خير يوم طلعت فيه الشمس، وحين نغتنمه بكثرة الطاعات والخيرات، ننال الثواب الكبير الذى أعده الله لنا. يوم الجمعة في أحاديث النبي
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة؛ فيه خُلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة - رواه مسلم. وقال أيضا صلوات ربي وسلامه عليه: إنّ للجمعة حقّاً فإياك أن تضيّع حرمته أو تقصر في شيء من عبادة الله والتقرّب إليه بالعمل الصّالح وترك المحارم كلّها. قال النّبيّ "صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ ليلة الجمعة ونهارها أربع وعشرون ساعة، لله عزّ وجلّ في كلّ ساعة ستمائة ألف عتيق من النّار. أحاديث فضل يوم الجمعة وسننه - مفاهيم. وفي حديث آخر يقول رسول الله "صلى الله عليه وسلم": إنّ يوم الجُمعة سيّد الأيّام يضاعف الله عزّ وجلّ فيه الحسنات، ويمحو فيه السّيّئات، ويرفع فيه الدّرجات، ويستجيب فيه الدّعوات، ويكشف فيه الكربات، ويقضي فيهِ الحوائج العظام، وهو يوم المزيد، لله فيهِ عتقاء وطلقاء من النّار، ما دعا فيه أحد من النّاس وعرف حقّه وحرمته إلاّ كان حقّاً على الله عزّوجلّ أن يجعله من عتقائه وطُلقائه من النّار، فإن مات في يومه أو ليلته مات شهيداً وبعث آمناً وما استخفّ أحد بحرمته وضيع حقّه إلا كان حقّاً على الله عزّ وجلّ أن يصليه نار جهنّم إلاّ أن يتوب.
7 أحاديث نبوية عن فضل يوم الجمعة.. وأبرز الأدعية المستحبة
سادساً: استحباب التبكير إلى صلاة الجمعة، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أوس بن أبي أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الجُمُعةِ، فَغَسَلَ أحَدُكُمْ رأسهُ واغْتَسَلَ ثم غدا أو ابتكرَ، ثم دنَا فاسْتَمَعَ وأنْصَتَ كانَ له بكلِّ خُطْوة خَطاها كَصِيام سنةٍ وقيامِ سَنَةٍ " [18]. روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ " [19]. والتبكير إلى الصلاة يوم الجمعة من السنن العظيمة، التي قصّر فيها كثير منا، ولعل فيما تقدم من الأحاديث الواردة في فضل التبكير ما يقوي العزائم، ويشحذ الهمم للمسارعة إلى هذا الفضل، قال تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133].
الإكثار من الصلاة على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في يوم الجمعة وليلة الجمعة وذلك لما لها من الفضائل العظيمة:
١. نيل فضل صلاة الله عشر مراتٍ على المصلّي على النبي مرةً. ٢. العلوّ في الدرجات في الجنة عشر درجاتٍ. ٣. استجابة الدعاء. ٤. ترفع المصلي على النبي عشرة حسناتٍ وتمحو عشرة سيئاتٍ. ٥. ينال المصلي على النبي شفاعته والقرب منه يوم القيامة. ٦. يغفر الله خطايا وذنوب المصلّين على النبي. ٧. حديث عن يوم الجمعة. يفوز المصلي على النبي بالبركة في حياته وكل أموره. ٨. ينال المصلي على النبي رحمة الله في الدنيا والآخرة. ٩. كافية لإزالة الهم والغم. الإكثار من الاستغفار والذكر، وبالاخص قول سُبْحانَ اللهِ وَاللهُ أكْبَرُ وَلا إلـهَ إلاّ اللهُ، فقد روي أنّ" ليلة الجمعة غرّاء ويومها يوم زاهِر، فأكثروا من قول سُبْحانَ اللهِ وَاللهُ أكْبَرُ وَلا إلـهَ إلاّ اللهُ". قراءة سورة الكهف، فقد قال النبي "صلى الله عليه وسلم" من قرأ سورة الكهف كلّ ليلة جمعة لم يمت إلاّ شهيداً وبعثه الله مع الشّهداء ووقف يوم القيامة مع الشّهداء"، و قال: "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين الجمعتين، ويكون وقت التلاوة يوم الجمعة أو ليلة الجمعة.