22-09-2007
20151 مشاهدة
سيدي الشيخ حفظك الله، ما معنى الدعاء المأثور (ولا ينفع ذا الجد منك الجد). أفيدونا أفادكم الله.
- الدرر السنية
الدرر السنية
تاريخ النشر: السبت 27 ربيع الآخر 1421 هـ - 29-7-2000 م
التقييم:
رقم الفتوى: 4784
251151
0
590
السؤال
مامعنى: ولاينفع ذا الجد منك الجد؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فهذا جزء من الدعاء المشروع بعد الركوع ودبر الصلاة المكتوبة، لما روى مسلم في صحيحه من حديث أبى سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال: "ربنا لك الحمد ملء السموات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد". ولما في الصحيحين من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنه كتب إلى معاوية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول دبر كل صلاة مكتوبة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد". والجد: المشهور فيه فتح الجيم وهو الحظ والغنى والعظمة والسلطان. قال النووي رحمه الله "أي لا ينفع ذا الحظ في الدنيا بالمال والولد والعظمة والسلطان منك حظه، أي لا ينجيه حظه منك وإنما ينفعه وينجيه العمل الصالح، كقوله تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك)[ الكهف:46] " اه.
ويذكر كلاماً وتفاصيل فى تحقيقه للتَّوحيد، وتحقيق معنى قوله «إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ» [الفاتحة5] وقوله «فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ» [هود123]، وقوله «عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ» [هود88]، وقوله «وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً * رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً » [المزمل8-9]، فيذكر هذا المعنى فى بعض كتبه، ويذكر أيضاً ما يشرحه ويُوضحه فى مواضع أخرى، فهو يُبيّن أن هذا الحديث يتضمن أصلين عظيمين:
الأول: توحيد الربوبية، لا معطى لما منع الله، ولا مانع لما أعطى، ولا يتوكل إلا عليه، ولا يسأل إلا هو. والثانى: توحيد الألوهية، وهو بيان ما ينفع، وما لا ينفع، وأنه ليس كل من أعطى مالاً أو دنيا أو رياسة كان ذلك نافعاً له عند الله، منجياً له من عذابه، فإن الله يعطى الدنيا من يحب، ومن لا يحب، ولا يعطى الإيمان إلا من يحب. وتوحيد الألوهية: أن يعبد الله، ولا يشرك به، فيُطاع، وتطاع رسله -عليهم الصلاة والسلام- وتفعل محابه ومراضيه. وأما توحيد الربوبية: فيدخل فى ذلك أيضاً ما قدّره وقضاه، وإن لم يكن مما أمر به وأوجبه، والعبد مأمور بأن يعبد الله، وأن يفعل ما أمر به، وهو توحيد الألوهية، وأن يستغفر ربه -تبارك وتعالى- وكل ذلك تحقيق لقوله «إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ» [الفاتحة5].