السؤال: من هم الأشاعرة والماتريدية ؟ وما البشائر الواردة في حقهما ؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين وبعد
فإن الأشاعرة والماتريدية هم أهل السنة والجماعة الفرقة الناجية المحمدية وهم الصحابة ومن تبعهم في أصول الاعتقاد، وإنما سموا بالأشاعرة نسبة للإمام الجليل أبي الحسن الأشعري، وسموا بالماتريدية نسبة للإمام أبي منصور الماتريدي رضي الله عنهما.
هل الأشاعرة من أهل السنة والجماعة؟
فها هم- وعلى خلاف منهج الإمام أبي الحسن- يصرحون بوجوب تقديم العقل على النقل وكذلك بعدم الاحتجاج بأحاديث رسول الله في العقيدة بحجة أنها آحاد وإن كانت في الصحيحين أو في إحدهما، وكذلك بوجوب تأويل النصوص وعدم إجرائها على ظاهرها، مخالفين قواعد السلف والصحابة ثم يزعمون أنهم أهل السنة والجماعة. من هم الاشاعره وما عقيدتهم. واحدة من هذه القواعد المخالفة تكفي للخروج عن الجماعة، فكيف بها مجتمعة في الأشاعرة، استخفاف بالنصوص وترجيح لعقول أئمتهم وآحادهم وتقديم ذلك كله على كتاب الله وعلى سنة رسوله، توزن النصوص بميزان العقل فما وافق عقولهم أثبتوه وما خالف عقولهم ردوه أو حرفوا معناه. ثم كيف يزعمون- وبلا حياء- أنهم أهل السنة والجماعة وهم ما زالوا يقررون أن مذاهب الأمة في الاعتقاد على ضربين: مذهب السلف، ومذهب الخلف. والسلف هم الصحابة- رضي الله عنهم- وهم الجماعة كما جاء في حديث النبي المشهور في افتراق الأمة عندما قال: «كلها في النار إلا واحدة» قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: «الجماعة»، وفي رواية قال: «هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي». والجماعة الحق، والحق والإصابة والنجاة في دين الله هو ما كان عليه النبي والصحابة، أي السنة والجماعة، فالسنة ما ثبت عن رسول الله وحياً، والجماعة الصحابة في فهمهم ومناهجهم في تقرير مسائل الاعتقاد مما جاء من الكتاب والسنة.
ولا يختلف الكثير حول نسب الأشاعرة إلى أهل السنة والجماعة، حيث قال ابن تيمية: " فلفظ أهل السنة يراد به من أثبت خلافة الخلفاء الثلاثة، فيدخل في ذلك جميع الطوائف إلا الرافضة"، وقال الشيخ ابن عثيمين: " أهل السنة يدخل فيهم المعتزلة ، يدخل فيهم الأشعرية، يدخل فيهم كل من لم يكفر من أهل البدع ، إذا قلنا هذا في مقابلة الرافضة.