ما اعراب سخرها عليهم سبع ليال
- أرشيف الإسلام - باب قول الله عز وجل : وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر : شديدة ، عاتية قال ابن عيينة : عتت على الخزان سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما متتابعة فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية أصولها فهل ترى لهم من باقية بقية
أرشيف الإسلام - باب قول الله عز وجل : وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر : شديدة ، عاتية قال ابن عيينة : عتت على الخزان سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما متتابعة فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية أصولها فهل ترى لهم من باقية بقية
( سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى)
قوله تعالى: ( سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما) قال مقاتل: سلطها عليهم. وقال الزجاج: أقلعها عليهم ، وقال آخرون: أرسلها عليهم ، هذه هي الألفاظ المنقولة عن المفسرين ، وعندي أن فيه لطيفة ؛ وذلك لأن من الناس من قال: إن تلك الرياح إنما اشتدت ؛ لأن اتصالا فلكيا نجوميا اقتضى ذلك ، فقوله: ( سخرها) فيه إشارة إلى نفي ذلك المذهب ، وبيان أن ذلك إنما حصل بتقدير الله وقدرته ، فإنه لولا هذه الدقيقة لما حصل منه التخويف والتحذير عن العقاب. وقوله: ( سبع ليال وثمانية أيام حسوما) الفائدة فيه أنه تعالى لو لم يذكر ذلك لما كان مقدار زمان هذا العذاب معلوما ، فلما قال: ( سبع ليال وثمانية أيام) صار مقدار هذا الزمان معلوما ، ثم لما كان يمكن أن يظن ظان أن ذلك العذاب كان متفرقا في هذه المدة أزال هذا الظن ، بقوله: ( حسوما) أي متتابعة متوالية ، واختلفوا في الحسوم على وجوه:
أحدها: وهو قول الأكثرين ( حسوما) ، أي متتابعة ، أي هذه الأيام تتابعت عليهم بالريح المهلكة ، فلم يكن فيها فتور ولا انقطاع ، وعلى هذا القول: حسوم جمع حاسم. كشهود وقعود ، ومعنى هذا الحسم في اللغة القطع بالاستئصال ، وسمي السيف حساما ؛ لأنه يحسم العدو عما يريد ، من بلوغ عداوته فلما كانت تلك الرياح متتابعة ما سكنت ساعة حتى أتت عليهم أشبه تتابعها عليهم تتابع فعل الحاسم في إعادة الكي على الداء كرة بعد أخرى ، حتى ينحسم.
منتديات ستار تايمز