دكتور فرانكل، مؤلف هذا الكتاب، كان في بعض الأحيان يوجه كطبيب نفسي إلى مرضاه، ممن يعانون من عديد من ألوان العذاب القاسية أو الضئيلة، السؤال التالي: لماذا لم تنتحر ؟ ومن إجاباتهم يستطيع غالبًا أن يجد الخط الذي يهديه إلى علاجه النفسي. ويعرض فرانكل في هذا الكتاب للخبرة التي آلت به إلى اكتشافه للعلاج بالمعنى. لقد وجد نفسه، كسجين مخضرم في معسكرات رهيبة للاعتقال، متجردًا متعريًا في وجوده. فوالداه وأخوه وزوجته قد لقوا حتفهم في معسكرات أو أرسلوهم إلى أفران الإعدام بالغاز، أي أن كل أسرته عدا أخته قد هلكت في هذه المعسكرات. الإنسان يبحث عن المعنى: خمسة دروس يمكنك تعلّمها - المحطة / تأخذك إلى أعماق الفِكر. وكل ما يملكه قد ذهب أدراج الرياح، كل قيمة قد تحطمت ليعاني من الجوع والبرد والقسوة، ومن توقع الإبادة في كل ساعة- إنسان هذا شأنه كيف يجد في الحياة ما يجعلها جديرة بالبقاء؟ هذا الطبيب النفسي الذي واجه شخصيًا تلك الظروف الشاذة لهو طبيب نفسي جدير بأن نصغي إليه. فالقارئ يتعلم الكثير مما يحويه هذا الكتاب عن السيرة الذاتية للمؤلف. يعرف القارئ ما الذي يفعله الكائن الحي الإنساني حينما يتحقق فجأة من أنه لا يملك شيئًا يفقده عدا حياته المتعرية بطريقة تبعث على السخرية. وما يقدمه فرانكل من وصف للتدفق المختلط للانفعال والبلادة، إنما يستوقفنا كي ندرك كنهه.
كتاب الانسان يبحث عن المعنى
إنْ كان هناك معنًى للحياة بصفة عامّة، فلا شكّ أنّ هناك معنًى للمعناة، فالمعاناة جزء لا يتجزّأ من الحياة، شأنها في ذلك شأن القدر والموت، فدون المعاناة والموت لا تكتمل حياة الإنسان. وبالتّالي، فإنّ الاختبار لنا جميعا هو كيفيّة الاستجابة للمعاناة في حياتنا. إنّ الطّريقة التّي يتقبّل الإنسان بها قدره، ويتقبّل بها كلّ ما يتحمّله من معاناة، والطّريقة التّي يواجه بها محنته، كلّ هذا يهيّء له فرصًا عظيمة – حتّى في أحلك الظروف – لكي يضيف إلى حياته معنًى أعمق. الدّرس الثّالث: القُوّة الدّافعة لتحقيق الغاية
لاحظ فرانكل أنّ هؤلاء المساجين الذّين تمكنوا من البقاء على قيد الحياة، كانوا قد وجدوا سبيلًا لتحمُّل آلامهم، وكانوا دائما ما يملكون غايةً أكبرَ تشدُّ من أزرهم وتدفعهم للمضيّ قُدُمًا في تلك الظّروف الصّعبة. وكانت تلك الغاية للبعض طفلًا في ملاذ ما في بلد غريب ينتظر عودتهم للحريّةِ، وكانت للبعض الآخر شريك حياةٍ أو أحد أفرد العائلة، وكانت للبعض الآخر مهمَّة ما أو عملًا إبداعيًا ما لم يتم الانتهاء منه بعد، وكان في انتظار مساهمةٍ منهم ليكتمِلَ. تحميل كتاب الانسان يبحث عن المعنى. لقد كان فرانكل وزملاؤه يشاهدون بشكل مستمر زملاءهم المساجين الذّين فقدوا غايتهم في الحياة:
إن السجين الذي كان قد فقد إيمانه بمستقبله وبالمستقبل عامَّة، كان قد حُكِمَ عليه بالفناء.
الانسان يبحث عن المعنى Pdf تحميل
تطرح قاع ذلك السؤال الأبدي.. ما هي غاية الوجود الإنساني؟ وكيف سيحدد الإنسان ماهيته؟
إن المسرح في فترات عظمته جاهد كتابه وممثلوه ومخرجوه في اكتشاف معنى الوجود، وخواص الجمال فيه؛ بنفس الصدق والإخلاص اللذين يتميز بهما عمل كبار الفلاسفة والعلماء. إذ أن فن المسرح يعتمد في جوهره على حصيلة المعرفة في شمولها العام. على قدرة الإنسان على الاستكشاف والتعجب والتأمل. إن المسرح ليس مجرد وسيلة ترفيهية ولكننا نذهب إلى المسرح لنكتشف أسئلة جديدة، لكي نصل إلى تلك المرحلة من الدهشة التي تطلق العنان لأفكارنا. ومثل ذلك المسرح نجده في العرض المسرحي "قاع" المقدم على مسرح ليسيه الحرية بالأسكندرية. الانسان يبحث عن المعنى pdf. ما هي غاية الوجود الإنساني؟ وكيف سيحدد الإنسان ماهيته؟ هل سيكون شريرًا أم خيرًا هل سيكون شريفًا أم نذلًا؟ تقدم لنا المسرحية ذلك الشكل الخالص المجرد للوجود الإنساني، ذلك الوجود الذي يسبق ماهية الإنسان، فتثير بداخلنا تلك الأسئلة الفلسفية الوجودية. تجسد لنا "قاع" الإنسان في أول وثبة نحو الوجود. ولقد قذف به إلى عالم غير مكترث، فهو في وضع إنساني مستيئس، وعليه أن يختار ويفعل دون أي مرجعية. إنه يوجد أولًا غير محدد بصفة، ثم نجده يسير نحو المستقبل ويصنع ماهيته بنفسه عن طريق اختياراته وأفعاله التي يؤديها بحرية تقابلها المخاطرة.
الانسان يبحث عن المعنى Pdf
أصبحت مشاهد الموت مألوفة، عندما كان يسقط أحدهم، كانت تتسلل الأنامل لتسرق كسرات الخبز المتبقية في بنطاله، وينادي آخر حتى تحمل الجثة بعيدًا، ولا يرون في الأحلام سوى الطعام والملابس الدافئة. لا بد وأن خطر في ذهن كل منهم ولو لمرة واحدة، أن ينتحر، فينتهي كل هذا العذاب! وهنا بدأ فيكتور بالتساؤل؛ ما الذي يبقي هذه الجموع على قيد الحياة؟ ما هي الطاقة الخفية التي تدفع واحدا منهم لتفقد الآخرين والمرور على الغرف خلسة ليدعم غيره، ويهون عليهم، ويعطيهم ما تبقى معه من طعام إن استطاع، وهو يعلم أنه يخاطر بأنفاسه الأخيرة. لِمَ قد يريد عاقل أن يحافظ على يوم آخر في هذه النوعية من الحياة، المجبولة بالألم والمعاناة والأذى وانعدام القيمة؟! وللإجابة على هذه الأسئلة فقد بدأ فيكتور يتأمل نفسه والمحيطين به، يبحث بكل ما استطاع عن هذه الطاقة الغريبة التي تبقيهم على قيد الحياة. الإنسان يبحث عن المعنى - مُلهِم. لاحظ حينها تعلقه وتفكيره الدائم في زوجته، التي لا يعلم إن كانت لا تزال على قيد الحياة، لكنه ظل يواظب على أوقات يحادثها فيها كأنها إلى جواره، يستشعر بحضنها يلفه، يشكو لها مرارة الأيام، ويستذكر حلاوة الأيام والمواقف التي جمعتهما، ولم يكن وحيدا في ذلك، معظم السجناء الذين حافظوا على بقية من أمل، كانوا ينهلونه من فكرة أن فردا من عائلتهم ينتظرهم خارج هذه الأسوار، يحتاجهم، وسيحافظون على وجودهم لئلا يخذلوا أحباءهم، وليظلوا أوفياء للذكريات التي عاشوها سويا.
تحميل كتاب الانسان يبحث عن المعنى
ص٩٧ أو ربما طريقة معينه صحية للتخلي عن الواقع هل يقصد أننا يجب أن لا نبتعد عن الواقع واقع معاناتنا ، لكن ربما أن نخرج منه بنظرة تخيّلية أفضل عنه رغم كونه موجود وحاصل. ؟ ذكرني حديثه بالعلاج بالتفكير الواقعي والطبيعة الإنسانية التي خلقها الله ، كلما تعلمت شيئاً جديداً عنها وعن ملابساتها وتقلبات نتائجها لا يأتي في البال إلا أن تؤمن أكثر وتتعرف على خالقك أكثر لأنه من الصعب جداً مهما قرأت في علم النفس وغيره أن تتوقع أو تتنبأ عن الإنسان ولا عن نفسك ، لكن ربما تفهمها قليلاً! تحميل كتاب الإنسان يبحث عن المعنى pdf – فيكتور إيميل فرانكل • بستان الكتب | بطعم الكتب. التعامل مع الإنسان يشبه التعامل مع الظلام إذا كنت في ظلام لا ترى شيئً ولا تعلم ماهو المخرج ولا المدخل ليس لديك غير نفسك تسمع صوتها وتعلم كيف تحركها لكن إلى الآن أنت في ظلام دامس.. ماذا ستفعل وقتها ؟ غير أن تدعو ﷲ أن ينجيك من الظلام وتسير بكل جهدك متحسساً مخرجاً صحيح وقتها لن تندم أنك وقفت ولن تلوم الظلام لأنه موجود سواء نجحت أو لم تنجح في إجاد النور سيضل فخرك بنفسك أنك سرت المسافة كلها مُحاولاً مُحاولاً إجاد النور نور المخرج وقتها لن تسأل كيف دخلت! فقط ستحمد ﷲ على أنك خرجت. يتبع..
كان علينا أن نتوقف عن السؤال عن معنى الحياة، وأن نفكر بدلا من ذلك في أنفسنا كما لو أنها في موضع تساؤل من قبل الحياة». الانسان يبحث عن المعنى pdf تحميل. ما أعظمها من كلمات! فرانكل لا يتحدث عن المعاناة وحسب، بل منح السعادة نصيباً من حديثه إذ يؤكد أن: «السعي الحثيث وراء السعادة هو الذي يحول دون تحقيقها» ، وأن المرءَ يجب ألا يسعى خلف تحقيق ذاته وإرضاء لذّاته وإشباع رغباته، فالمهم في الحياة ليس البحث عن ذواتنا، إنّما البحث عن المعنى، و هذا يعني التسامي بالذات ، فالإنسان العظيم هو الذي يتجاوز ذاته ويرتقي بإنسانيته إلى ما ورائها فـ «الانسان لا يُحقق ذاته إلا بِمقدار تحقيقه لمعنى في هذا العالم». لكن ماذا بعد أن يوفّق الانسان المعذّب في إيجاد معنى في حياته؟ هل سيتغير أيّ شيء؟ هل ستنتهي مُعاناته؟ لا طبعاً، إلا أن المعرفة بالشيء تورِث الراحة الاطمئنان وتُبعد الخوف والقلق، فالإنسان عدوّ ما جهل، وكما يقول سبينوزا: «« إن الانفعال، وهو في جوهره معاناة، يتوقف عن أن يكون معاناةً حالما نكون صورة واضحة ودقيقة عنه »، بعد هذا التكشُّف لن تعود حياتك كما كانت، لن تنقلب عينيك التي ترى بها العالم إلى عينين أخرى، بل ستُمحى غِشاوتها، «وهكذا تعيش كما لو أنّك كنتَ تعيشُ بالفعل للمرة الثانية، وكما لو أنك قد عملت على نحوٍ خاطیء في المرة الأولى مثلما تفعل الآن ».