مجلة الرسالة/العدد 786/مشاهدات وملاحظات:
تحية العلم...
للأستاذ أبي خلدون ساطع الحصري بك
المستشار الثقافي لجامعة الدول العربية
كانت جزيرة (كورفو) منتهى المرحلة الثانية من مراحل سفرتي من بغداد إلى المغرب الأقصى قبيل الحرب العالمية الأخيرة. هبطت بنا الطيارة المائية المطار البحري في المضيق البحري الذي يفصل الجزيرة من البر، وقت العصر؛ ثم نقلتنا السيارة من هناك إلى فندق في المدينة لنقضي الليلة فيه، على أن نعود في فجر اليوم التالي إلى المطار لنستأنف السفر نهاراً. والطريق الذي يمتد بين المطار والمدينة كان طويلاً، يمر من بين مزارع جميلة وقرى صغيرة؛ شاهدنا فيها عدداً غير قليل من الرجال والنساء والأطفال، كلهم في ملابس أنيقة كأنهم في يوم عيد. فندق في جيزان ابوعريش. وكلما اقتربنا من المدينة رأينا علائم الزينة تزداد شيئاً فشيئاً... إلى علمنا أن ذلك اليوم كان فعلاً من أيام الكرنفال. كنت قد زرت هذه الجزيرة الجميلة مراراً؛ غير أن تلك الزيارات كانت قديمة العهد جداً؛ لأنها كانت تتصل ببداية حياتي التدريسية في حاضرة (الأيبر) - يانيا - التي كانت يومئذ مركز ولاية تابعة للدولة العثمانية. فكان من الطبيعي أن أشعر برغبة شديدة في التجوال في المدينة قبل حلول الليل، بغية تجديد تلك الذكريات القديمة ومشاهدة الجزيرة - في عهدها الحالي - بعد مرور هذه السنين الطويلة.
فندق في جيزان النظام الاكاديمي
مجلة الرسالة/العدد 40/التفاؤل والتشاؤم وهل لهما أسباب تاريخية؟
5 - التفاؤل والتشاؤم وهل لهما أسباب تاريخية؟
بعض غرائب الخرافات عند الغربيين والشرقيين
الرقم 13
إن كثيرا من الغربيين يعتبرون أن رقم 13 يحمل الويل والدمار في طياته، كما يعتقدون المصريون في العدد (11) أما 3 و 7 فهما رمز السعادة عند بعض الغربيين. ومن الغريب أن رقم 13 تناول العلماء وذوي الثقافة ولملوك والعظماء كما سرى بين الجهلاء وتناوله بعض الحكومات ايضا، فهم يتوّقون هذا الرقم في الولائم والحفلات وبعض الفنادق وغيرها فيقفزون في عدد الغرف الفنادق وغيرها من 12 إلى 14 حتى لا يتشاءم النازل بالفندق من هذا الرقم. فندق في جيزان تسجيل. ويتفق في بعض الشهور السنة أن يطابق يوم الجمعة الثالث عشر من الشهر فيتطير الواهمون من هذا التطابق ويتوقعون الشرور والأخطار العظيمة، لان هذا الرقم دليل على الشؤم عندهم فيملأ نفوسهم رعبا فضلا عما يعرف به يوم الجمعة من النحس. والأسرة المالكة في إنكلترا تتقي ذكر الرقم لمذكور، ومحال أن تضم المائدة الملكية على 13 مدعوا. وفي عام 1912 حينما دعا المستر جون وارد جلالة ملك إنكلترا الحالي جورج الخامس إلى مأدبة غداء في بستان (شلتن) كان عدد المدعوين 13 فجاءوا بالرابع عشر.
ويقال إن الخرافات التي نسجت حول الرقم 13 مصدرها عشاء السيد المسيح الأخير مع تلاميذه الأثني عشر، وجلسوا على مائدة واحدة فكان جموعهم ثلاثة عشر، وكان واحد من التلاميذ خائنا هو يهوذا الأسخريوطي الذي سلمه. للبيع مجمع تجاري وسكن للعمال جديد بجازان بيش | عقار ستي. لذلك كان الناس يتشاءمون من الجلوس ثلاثة عشر شخصا على مائدة واحدة، لان ذلك نذير شؤم بسوء أو موت يقع لأحدهم خلال سنة على الاكثر، ثم سرى التشاؤم من الرقم 13 حتى شمل كل شيء ولم يقتصر على مائدة الطعام. الهلال
جميع الأمم تقريبا تتفاءل بالهلال الجديد، وكثيرا ما يرى الناس في مصر وغير مصر قد تهللت وجوههم استبشارا لرؤية الهلال في أول الشهر القمري وهم يدعون الدعوات. وان العامة في مصر يتناولون قطعة من العملة الفضية ويديرونها نحو الهلال لأول ولادته تيمنا، ولا يصنعون مثل ذلك في الذهب لأنهم يتطيرون به، وهكذا يفعلون في الشام ويزيدون عليه أن يتمتم الواحد بعبارة مثل قوله (يهلك ويستهلك، ويجعلك علينا شهرا مباركا)
وفي إنكلترا يتشاءمون من النظر إلى الهلال المولود حديثا من وراء زجاج النوافذ. والمرجح أن الإنسان الأول كان يعتقد انه إذا ظهر القمر جديدا وجب عليه أن يخرج إلى العراء للترحيب به بوسائل كانت معروفة عنده وكان لا يلزم منزله وينظر إليه من ثقوب الجدران ولا عوقب على ذلك
وان الإنسان نظر إلى القمر من زمان بعيد نظرة التفاؤل والاستحسان، والإنسان الأول معذور في تفاؤله بالهلال الجديد إذ هو يعيش في خطر المداهمة والغارة، فالهلال يكشف له عن ظلمات الليل ويؤمنه بعض التامين، لذلك كان القمر من اقدم الإله التي عبدها الناس بل أقدمها.