قوله تعالى: والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما قال الزجاج: بات الرجل يبيت: إذا أدركه الليل ، نام أو لم ينم. خطبة عن (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. قال زهير: فبتنا قياما عند رأس جوادنا يزاولنا عن نفسه ونزاوله وأنشدوا في صفة الأولياء: امنع جفونك أن تذوق مناما واذر الدموع على الخدود سجاما واعلم بأنك ميت ومحاسب يا من على سخط الجليل أقاما لله قوم أخلصوا في حبه فرضي بهم واختصهم خداما قوم إذا جن الظلام عليهم باتوا هنالك سجدا وقياما خمص البطون من التعفف ضمرا لا يعرفون سوى الحلال طعاما وقال ابن عباس: من صلى ركعتين أو أكثر بعد العشاء فقد بات لله ساجدا وقائما. وقال الكلبي: من أقام ركعتين بعد المغرب وأربعا بعد العشاء فقد بات ساجدا وقائما. تفسير الطبري
يقول تعالى ذكره: والذين يبيتون لربهم يصلون لله, يراوحون بين سجود في صلاتهم وقيام. وقوله: ( وَقِيَامًا) جمع قائم, كما الصيام جمع صائم.
خطبة عن (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم
وهم قيام يتلون آيات الله، ويسألونه الجنة ويستعيذون به من النار. إنهم يفعلون ذلك ليس طلبًا لمرضاة أحد، ولا ابتغاء محمدة أو شهرة، وإنما يبيتون لربهم سجّدًا وقيامًا يبتغون وجهه، يرجون رحمته ويخافون عذابه، وصدق الله القائل عنهم: ( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) [الزمر: 9]. عباد الرحمن ، هم الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفًا وطمعًا، روى الإمام أحمد عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « عَجِبَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ مِنْ رَجُلَيْنِ رَجُلٍ ثَارَ عَنْ وِطَائِهِ وَلِحَافِهِ مِنْ بَيْنِ أَهْلِهِ وَحَيِّهِ إِلَى صَلاَتِهِ فَيَقُولُ رَبُّنَا أَيَا مَلاَئِكَتِي انْظُرُوا إِلَى عَبْدِى ثَارَ مِنْ فِرَاشِهِ وَوِطَائِهِ وَمِنْ بَيْنِ حَيِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلاَتِهِ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي. وَرَجُلٍ غَزَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَانْهَزَمُوا فَعَلِمَ مَا عَلَيْهِ مِنَ الْفِرَارِ وَمَا لَهُ فِي الرُّجُوعِ فَرَجَعَ حَتَّى أُهَرِيقَ دَمُهُ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَلاَئِكَتِهِ انْظُرُوا إِلَى عَبْدِى رَجَعَ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي وَرَهْبَةً مِمَّا عِنْدِي حَتَّى أُهَرِيقَ دَمُهُ ».
وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا
تفسير بن كثير هذه صفات عباد اللّه المؤمنين { الذين يمشون على الأرض هونا} أي بسكينة ووقار من غير تجبر ولا استكبار، كقوله تعالى: { ولا تمش في الأرض مرحا} الآية. وليس المراد أنهم يمشون كالمرضى تصنعاً ورياء، فقد كان سيد ولد آدم محمد صلى اللّه عليه وسلم إذا مشى كأنما ينحطُّ من صَبَب وكأنما الأرض تطوى له، وقد كره بعض السلف المشي بتضعف وتصنع، حتى روي عن عمر أنه رأى شاباً يمشي رويداً قال: ما بالك!
إغلاق الإعلان وسيلة دعم للموقع عند الضغط عليه ومحتواه عشوائي لا يمثلنا عربي - نصوص الآيات عثماني: عربى - نصوص الآيات: كأنهم حمر مستنفرة عربى - التفسير الميسر: فما لهؤلاء المشركين عن القرآن وما فيه من المواعظ منصرفين؟ كأنهم حمر وحشية شديدة النِّفار، فرَّت من أسد كاسر. السعدى: { كَأَنَّهُمْ} في نفرتهم الشديدة منها { حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ} أي: كأنهم حمر وحش نفرت فنفر بعضها بعضا، فزاد عدوها، الوسيط لطنطاوي: والاستفهام فى قوله: ( فَمَا لَهُمْ عَنِ التذكرة مُعْرِضِينَ. كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ. فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ) للتعجيب من إصرارهم على كفرهم ، ومن إعراضهم عن الحق الذى دعاهم إليه نبيهم صلى الله عليه وسلم. والمراد بالتذكرة: التذكير بمواعظ القرآن وإرشاداته ، والحمر: جمع حمار ، والمرادبه الحمار الوحشى المعروف بشدة نفوره وهروبه إذا ما أحس بحركة المقتنص له. وقوله: ( مُّسْتَنفِرَةٌ) أى: شديدة النفور والهرب فالسين والتاء للمبالغة. والقسورة: الأسد ، سمى بذلك لأنه يقسر غيره من السباع ويقهرها ، وقيل: القسورة اسم الجماعة الرماة الذين يطاردون الحمر الوحشية ، ولا واحد له من لفظه ، ويطلق هذا اللفظ عند العرب على كل من كان بالغ النهاية فى الضخامة والقوة.
إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة المدثر - قوله تعالى فما لهم عن التذكرة معرضين - الجزء رقم31
كأنهم حمر مستنفرة.. عبدالسلام غرسان - YouTube
كأنهم حمُرٌ مستنفره فرّت من قسوره....مامعنى حمرٌ وقسوره؟ - هوامير البورصة السعودية
ويقول أبو الفرج بن الجوزى
فى
زاد المسير في علم التفسير:
{ فما لهم عن التذكرة معرضين؟}
يعني: كفار قريش حين نفروا من القرآن والتذكير بمواعظه. والمعنى: لا شيء لهم في الآخرة إِذْ أعرضوا عن القرآن فلم يؤمنوا به ،
ثم شبَّههم في نفورهم عنه بالحُمُر ، فقال تعالى: { كأنهم حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَة} قرأ أبو جعفر ، ونافع ، وابن عامر ، والمفضل عن عاصم بفتح الفاء. والباقون: بكسرها. قال أبو عبيدة ، وابن قتيبة: من قرأ بفتح الفاء أراد: مذعورة ، استنفرت فنفرت. ومن قرأ بكسر الفاء أراد: نافرة. قال الفراء: أهل الحجاز يقولون: حُمُرٌ مستنفَرة. وناس من العرب يكسرون الفاء. والفتح أكثر في كلام العرب. وقراءتنا بالكسر. أنشدني الكسائي:
اِحْبِسْ حِمَارَك إنَّه مُسْتَنْفِرُ...
في إثْرِ أَحْمِرَةٍ عَمَدْنَ لِغُرَّبِ
و«غرّب» موضع. وفي «القسورة» سبعة أقوال. أحدها: أنه الأسد ، رواه يوسف بن مهران ، عن ابن عباس. وبه قال أبو هريرة ، وزيد بن أسلم ، وابنه. قال ابن عباس: الحمر الوحشية إذا عايَنَتْ الأسد هَرَبَتْ منه ، فكذلك هؤلاء المشركون إذا سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم هربوا منه ، وإلى هذا ذهب أبو عبيدة ، والزجاج. قال ابن قتيبة: كأنَّه من القَسْرِ والقَهْرِ ، فالأسد يقهر السباع.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المدثر - الآية 50
وقيل: القسورة حبال الصياد. وقيل: الرجال الأقوياء. وقيل: الصوت العالي والمفزع. وقيل: سواد الليل وظلمته. وقيل غير ذالك. وقال أبو هريرة: هي الأسد ، وذلك لأن الحُمر الوحشية إذا عاينت الأسد هربت فكذلك هؤلاء المشركون إذا سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن هربوا منه ، شبههم بالحُمر في البلادة والبله ، وذلك أنه لايرى مثل نفار حُمر الوحش إذا خافت من شيء. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فقال: أفرَّتْ؟ قلت: نعم ، قال: فمستنفِرة إِذَنْ فكسَرَ الفاء.