"مجموع فتاوى ابن باز" (29 / 52)
والله أعلم.
أكل الثوم والبصل هل ينقض الوضوء - إسلام ويب - مركز الفتوى
تاريخ النشر: الأربعاء 19 ربيع الأول 1429 هـ - 26-3-2008 م
التقييم:
رقم الفتوى: 106270
54443
0
269
السؤال
هل أكل البصل والثوم يبطل الوضوء والصلاة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأكل الثوم والبصل ليس ناقضا للوضوء ولا مبطلا للصلاة، وانظر الفتوى رقم: 1795 ، حول نواقض الوضوء، والفتوى رقم: 66791 ، حول كراهة إتيان المسجد للصلاة حال التلبس بالرائحة الكريهة، والفتوى رقم: 104310 ، حول نهي آكل الثوم عن دخول المسجد. والله أعلم.
الحمد لله. يستحب لمن قام إلى الصلاة أن يزيل ما قد يكون علق بها من بقايا الطعام أو رائحته ،
ولهذا شرع استعمال السواك عند القيام إلى الصلاة. فإن
لم يفعل ، فلا شيء عليه ، وصلاته صحيحة. وقد
روى أحمد (2541) عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ عَرْقًا مِنْ شَاةٍ ثُمَّ
صَلَّى وَلَمْ يُمَضْمِضْ وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً. وصححه الألباني في "الصحيحة"
(3028). وروى أبو داود (197) عن أَنَس رضي الله عنه أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِبَ لَبَنًا فَلَمْ يُمَضْمِضْ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ وَصَلَّى. وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود". قال
في "عون المعبود":
"فِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ الْمَضْمَضَة مِنْ اللَّبَن وَغَيْره مِنْ الْأَشْيَاء
الَّتِي فِيهَا الدُّسُومَة لَيْسَ فِيهَا أَمْر ضَرُورِيّ بَلْ عَلَى سَبِيل
الِاخْتِيَار" انتهى. وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله:
يحين وقت صلاة الفريضة وأنا على وضوء ، ولكني قد أكلت شيئا وربما بقي من آثاره شيء
في أسناني ، فهل يجب علي المضمضة لإزالته أم لا ؟
فأجاب: "المضمضة مستحبة من آثار الطعام ، ولا يضر بقاء شيء من ذلك في أسنانك بحكم
الصلاة ، لكن إذا كان المأكول من لحم الإبل فلا بد من الوضوء قبل الصلاة ؛ لأن لحم
الإبل ينقض الوضوء" انتهى.
فإن الله تعالى أمر موسى -عليه السلام- بأن يضم ذراعه وعضده إلى جنبه؛ فقد قال ابن كثير:... أن يضم إليه جناحه من الرهب، وهي يده... وقال الطبري: (وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ) يقول: واضمم إليك يدك... ومن أوضح ما ذكر أهل العلم في هذا قول الألوسي في روح المعاني (10/ 284): قال مجاهد وابن زيد: أمره سبحانه بضم عضده وذراعه وهو الجناح إلى جنبه ليخف بذلك فزعه، ومن شأن الإنسان إذا فعل ذلك في وقت فزعه أن يقوى قلبه. وقال الثوري: خاف موسى -عليه السلام- أن يكون حدث به سوء، فأمره سبحانه أن يعيد يده إلى جنبه لتعود إلى حالتها الأولى، فيعلم أنه لم يكن ذلك سوءا، بل آية من الله -عز وجل-، وقريب منه ما قيل: المعنى إذا هالك أمر لما يغلب من شعاعها فاضممها إليك يسكن خوفك. النوال... (193) (وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ) - ملتقى أهل التفسير. وفي الكشاف فيه معنيان: أحدهما: أن موسى -عليه السلام- لما قلب الله تعالى العصا حية فزع واضطرب فاتقاها بيده كما يفعل الخائف من الشيء، فقيل له: إن اتقاءك بيدك فيه غضاضة عند الأعداء فإذا ألقيتها فكما تنقلب حية فأدخل يدك تحت عضدك مكان اتقائك بها ثم أخرجها بيضاء ليحصل الأمران: اجتناب ما هو غضاضة عليك، وإظهار معجزة أخرى. والمراد بالجناح اليد؛ لأن يدي الإنسان بمنزلة جناحي الطائر، وإذا أدخل يده اليمنى تحت عضده اليسرى فقد ضم جناحه إليه.
النوال... (193) (وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ) - ملتقى أهل التفسير
وقرأته عامة قرّاء الكوفة: ﴿مِنَ الرُّهْبِ﴾ بضم الراء وتسكين الهاء، والقول في ذلك أنهما قراءتان متفقتا المعنى مشهورتان في قراء الأمصار، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب. وقوله: ﴿فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ﴾
يقول تعالى ذكره: فهذان اللذان أريتكهما يا موسى من تحول العصا حية، ويدك وهي سمراء، بيضاء تلمع من غير برص، برهانان: يقول: آيتان وحجتان. وأصل البرهان: البيان، يقال للرجل: يقول القول إذا سئل الحجة عليه: هات برهانك على ما تقول: أي هات تبيان ذلك ومصداقه. وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل. ⁕ حدثنا موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي ﴿فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ﴾ العصا واليد آيتان. ⁕ حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله ﴿فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ﴾ تبيانان من ربك. ⁕ حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق ﴿فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ﴾ هذان برهانان. ⁕ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ﴿فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ﴾ فقرأ: ﴿هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ﴾ على ذلك آية نعرفها، وقال: ﴿برهانان﴾ آيتان من الله.
"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (193)
اكتب في (قوقل) (النوال. وكلمة من الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها. قال الرازي في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: " أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً". الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد. قال الله تعالى في سورة "القصص": (وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ)
قال تعالى: (وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَامُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ)
القول بأن ذلك حقيقة وليس مجازاً كأنه أقرب والله أعلم. فأمره بضم عضده وذراعه وهو الجناح إلى جنبه ليخف بذلك فزعه. والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية. قوله: (اسْلُكْ) أي: أدخل. وقوله: (جَنَاحَكَ) إن كان المراد بالآية الحقيقة فالجناح هي اليد، لأن يدي الإنسان بمنزلة جناحي الطائر.