نبينا صلى الله عليه وسلم أكمل البشر في جميع أقواله وأحواله، فما تركه من قول وفعل فتركه أوْلى من فعله، وما فعله ففعله أكمل من تركه، ومن ثم فليحذر المسلم من أن ينسب ولو من قبيل الخطأ للنبي صلى الله عليه وسلم حديثاً وكلاماً لم يقله، أما الذي يكذب عليه صلى الله عليه وسلم متعمداً فهو على خطرٍ عظيم، لقوله صلوات الله وسلامه عليه: ( إن كذبا عليَّ ليس ككذب على أحد، من كذب عليَّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) رواه البخاري. ومن المعلوم أن من حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على المسلم نصرته وتحقيق محبته واتباعه، ولا شك أن من صور ذلك: تحري الصواب والصدق في نقل أقواله وأخباره صلى الله عليه وسلم، والمحافظة على نقاء شريعته وسنته..
مواد ذات الصله
من كذب علي متعمداً فجزاؤه النار ! - أخبار السعودية | صحيفة عكاظ
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا
صحة حديث (من كذب علي متعمداً)
هذا الحديث من الأحاديث التي عادة ما تُذكر في معرض الكلام حول الأمور والمسائل الدينية؛ ويكون قوله تذكيراً بضرورة التحقّق من سلامة وصحة المعلومة الدينية قبل الجزم بها، ولأهميته فقد تحدّث أهل العلم في ثبوت صحّته وذكر طرق رواياته وما يتصل به من مسائل وشروح ومعان وألفاظ. ومن الطرق الصحيحة التي ورد بها الحديث هي ما ذكره الإمام مسلم في مقدّمة صحيحه؛ إذ صحّ عن الصحابي أبي هريرة -رضي الله عنه- أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) ، [١] أما عن صحته فتتبين من خلال عدة أمور أخرى، منها: [٢]
رواية طرق كثيرة لهذا الحديثين في صحيحي الإمامين البخاري ومسلم؛ ومعلوم أن الإمامين ممن اعتنوا بضبط وصحة الأحاديث المذكورة في كتبهم؛ إذ هما من أكثر كتب الحديث اعتماداً عند المسلمين. ثبوت رواية الحديث هذا عن جمع غفير من الصحابة ومن خلال عدة طرق، وهذا فيه دلالة على كون الرسول -صلى الله عليه وسلم- من أخبر به. من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. وصول عدد الطرق الصحيحة إلى نحو مئة طريق ما بين صحيح وحسن وضعيف، وهذا يؤيد أمر ثبوته عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
كذب متعمدًا في نهار رمضان وهو صائم.. ما الحكم؟
شرح حديث (من كذب علي متعمداً)
من المسائل التي اهتم بها العلماء عند ذكرهم لهذا الحديث هي: شرح الحديث وتوضيح معناه، سواء معناه العام أو دلالات بعض ألفاظه، وفيما يأتي بيان معنى الحديث:
معنى الحديث العام
قيل في معنى الحديث العام أنه جاء لبيان جزاء الكاذب على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبيان أن منزله النار، هذا مع جواز مغفرة وعفو الله عن مرتكب هذا الإثم، ومَن يعاقب يوم القيامة بسبب هذا الفعل لا يشترط أن يبقى في النار فقد يعفو الله عنه. [٣]
معنى (متعمدا)
من المعلوم أن الكذب قد يقع من الشخص على حالين؛ إحداهما تعمداً والآخر سهواً، وقد بيّن العلماء أن السرّ في اختيار لفظ التعمّد هو أن الحديث يرتّب وعيداً شديداً على مرتكب الكذب؛ ومِن الناس مَن قد يكون مخطئاً أو ساهياً أو ناسياً، وهؤلاء لا إثم عليهم، ولذلك كان هذا التعبير المقيد بالعمد رفعاً لما قد يُوهم من أن الحديث يشمل جميع الحالات. [٢]
معنى (فليتبوأ مقعده من النار)
إن قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- هنا يجري مجرى الدعاء منه -صلى الله عليه وسلم- على من كذب عليه، فكأنه يقول: من كذب عليّ متعمداً بوّأه الله مقعده من النار، وكلامه هنا وإن خرج مخرج الأمر لا يعني ذلك بالضرورة أنه يكون هذا معناه الأمر، فحسب كلام العرب تحتمل هذه الصيغة أن تكون بمعنى الدعاء؛ إذ الرسول -صلى الله عليه وسلم- عبْد من عباد الله، والحكم لله أولاً وآخراً.
من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار - موقع مقالات إسلام ويب
* جواب
الشبهة:
إن الجواب على هذه الشبهة
من وجهين:
-
أحدهما:
يتعلق بالحديث الذي يستند عليه صاحب هذه الفرية. والآخر:
جواب مجمل. من كذب علي متعمدا اسلام ويب. ·
فأما حديث ابن بريدة فجوابه من
وجهين:
× الأول من حيث السند:
ففيه
صالح بن حيان القرشي وهو ضعيف، قاله ابن عدي في الكامل وحكاه عن يحي بن
معين. ( [4])
وقال الذهبي في الميزان:
(صالح بن حيان القرشي الكوفي، عن ابن بريدة؛ ضعَّفه ابن معين وقال مرة: ليس بذاك،
وقال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة) ( [5]) ،
وقال: (وقال ابن حبان: صالح بن حيان القرشي عن أبي وائل وابن بريدة ونافع، وعنه
مروان الفزاري ويعلى بن عبيد لا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد، وقال ابن عدي: عامة
ما يرويه غير محفوظ) ( [6]) ،
وقال رحمه الله في نفس هذا الحديث: (تفرد به حجاج بن الشاعر عن زكريا بن عدي عنه،
وروى سويد عن علي قطعه من آخر الحديث، ورواه كله صاحب الصارم المسلول من طريق
البغوي عن يحيى الحماني عن علي بن مسهر وصححه، ولم يصح بوجه). ( [7])
وقد
صحح إسناد الحديث شيخ الإسلام ابن تيمية وذكر له شاهداً فقال: (هذا إسناد صحيح على
شرط الصحيح لا نعلم له علة، وله شاهد من وجه آخر رواه المعافى بن زكريا الجريري في
كتاب الجليس).
صحة حديث (من كذب علي متعمدًا) - موضوع
( [8])
قلت: وعلى
كل حال فإن ضعف صالح ليس – فيما اطلعت عليه – من قبيل الكذب بل من جهة الضبط لاسيما
إذا انفرد، وقد ذكر ابن تيمية شاهداً
للحديث في كتابه الصارم المسلول. ومع ذلك، وعلى القول بصحة الحديث فإنه لا حجة فيه
البتة في ادعاء وزعم أن الوضع قد بدأ في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الوجه
الثاني في الجواب. × الثاني من جهة متن
الحديث:
فإن مثل هذا الحديث لا يقال عن الرجل أنه صحابيٌ أصلاً؛ فالذي كذب على رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله، بل أخذه الله تعالى بعذاب
غير معتاد هذا ليس بصحابي أصلاً كما تقدم في تعريف الصحابي؛ فهذا الذي كذب على رسول
الله صلى الله عليه وسلم كذباً يشينه، حيث ادعى أنه أباح له الدماء والأبضاع فإنه
يكفر بهذا الكذب الذي هو من قبيل الاستهزاء. كذب متعمدًا في نهار رمضان وهو صائم.. ما الحكم؟. وهذا واضح حيث أمر النبي صلى الله عليه
وسلم بقتله، كما كان يأمر بقتل من شتمه واستهزأ به وهجاه ونحو ذلك. ( [9])
وعلق شيخ الإسلام ابن
تيمية في كلامه على هذا الحديث تعليقاً جيداً فقال: (والصحابة عدول بتعديل الله
لهم، فالكذب لو وقع من أحد ممن يدخل فيهم لعظم ضرره في الدين، فأراد صلى الله عليه
وسلم قتل مَن كذب عليه وعجل عقوبته، ليكون ذلك عاصماً من أن يدخل في العدول من ليس
منهم المنافقين ونحوهم).
يرجع بعض المؤرخين تاريخ وضع الحديث وسنده على لسان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى عام 41 للهجرة، حينما انقسم المسلمون شيعاً وأحزاباً ومذاهب، فكان الانتصار للمذاهب والأحزاب أحد الأسباب لوضع الأخبار واختلاق الأحاديث ولم يسلم الوضع الاجتماعي والاقتصادي من هذا الاختلاق والوضع. بعد خروج المسلمين فاتحين من مدينة رسول الله واستقرارهم في مجتمعات جديدة واختلاطهم بعادات وأعراف وتقاليد وأديان ولغات أدت إلى تنافس وعصبية مع هذه الأمم، ويظهر هذا في الأحاديث التي اختلقت مثل (كلام أهل الجنة بالعربية وكلام أهل السماء والموقف بالعربية)، وحديث (من أحسن منكم أن يتكلم العربية فلا يتكلم الفارسية فإنه يورث النفاق). كما لعبت المصالح الاقتصادية دوراً في وضع الحديث، فكانت الدعاية للأطعمة مثل (ربيع أمتي العنب والبطيخ) (كلوا التين فإنه يذهب البواسير وينفع من النقرس)، حتى باعة الأحجار الكريمة لفقوا أحاديث عن بركة وأهمية حجر العقيق ليشتريه الناس، وغيرها كثير تطفح بها الكتب مثل كتاب (الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة) للشوكاني (وسلسلة من الأحاديث الضعيفة) للألباني إضافة إلى الزنادقة والجهال والمندسين على الإسلام والقصاصين الذي سحروا آذان الناس وأتوا بكذب عظيم مثل الذي وضع حديثا في فضائل سور القرآن عندما رأى انصراف الناس عن قراءته واستبدلوه بقراءة فقه أبي حنيفة.
عنوان الكتاب: جامع الدروس العربية المؤلف: مصطفي الغلاييني حالة الفهرسة: غير مفهرس الناشر: المكتبة العصرية سنة النشر: 1415 – 1994 عدد المجلدات: 3 رقم الطبعة: 30 عدد الصفحات: 902 الحجم (بالميجا): 13 شارك الكتاب مع الآخرين بيانات الكتاب العنوان جامع الدروس العربية المؤلف مصطفي الغلاييني الناشر المكتبة العصرية سنة النشر 1415 – 1994 عدد المجلدات 3 عدد الصفحات 902
جامع الدروس العلمية الفقه المالكي
» قال الشوكاني في البدر الطالع: « الهدي والسنن في أحاديث المسانيد والسنن جمع فيه بين مسند الإمام أحمد، والبزار وأبي يعلى، وابن أبي شيبه، إلى الكتب الستة. » قال حاجي خليفة في كتابه كشف الظنون: « جامع المسانيد والسنن: كتاب عظيم فيه أحاديث الكتب العشرة في أصول الإسلام. موقع جامع الدروس العلمية. » خصائص الكتاب صنف ابن كثير هذا جامعه هذا على المسانيد لكن ليس على طريقة الأطراف، بل يورد متن الحديث كاملاً، إلا المطولات جداً فقد يشير إليها إشارة. يبدأ ابن كثير جامعه بتفريغ كتاب (أسد الغابة في معرفة الصحابة) لابن الأثير، فيورد اسم الصحابي ثم حديثه، وإذا كان لهذا الصحابي حديث واحد أو حديثان يوردهما من أسد الغابة، وقد ينقل تعليق ابن الأثير على الحديث، وقد يورد ترجمة موجزة له. إن كان لهذا الصحابي أحاديث وردت في مسند الإمام أحمد يبدأ بترتيب هذه الأحاديث من رواية التابعين عنه حسب الأحرف الهجائية متبعاً نهج الحافظ المزي في " تحفة الأشراف " وبعد أن يورد أحاديث مسند أحمد، ينظر إن كان لهذه المتون روايات عند أصحاب الكتب الستة ـ يعني يقابله على تحفة الأشراف ـ فإن انتهى من سرد أحاديث مسند الإمام أحمد لهذا الصحابي من رواية هذا التابعي، وبقي أحاديث ليس لها مطابق من تحفة الأشراف، أوردها ثم عقّب ذلك بقوله: تفرد به وعلى هذا النحو إذا بقي أحاديث من تحفة الأشراف على هذا النحو فإنه يبدأ بإيرادها بعد الأحاديث التي تفرد بها الإمام أحمد عن الكتب الستة، مخرجاً لها من تحفة الأشراف أيضاً.
جامع الدروس العلمية أصول الفقه
صحيحاً وليس بِلَحنٍ كما قالوا. لأنَّ "صغرى وكبرى" ههنا. بمعنى "صغيرة وكبيرة" فهما عاريتان من التفضيل فلا يجب فيهما الإِفراد والتذكير. بل يجوزان. كما تجوز المطابقة، وإن كان الأول هو الأفصح والأشهر. وقال من لحنه كان حقه أن يقول "كأنّ أكبر وأصغر" أو "كأنّ الكبرى والصغرى". باعتبار أن اسم التفضيل، إذا تجرد من (ألْ) والإضافة. يجب إفراده وتذكيره وغفل عن أنه يجب ذلك فيما قُصد به التفضيل. وقول العروضيين "فاصلة صغرى، وفاصلة كبرى". أي صغيرة وكبيرة. وهو من هذا الباب. اسما الزمان والمكان اسمُ الزَّمانِ هو ما يُؤْخذُ من الفعل للدَّلالة على زمان الحدَث، نحو "وافِني مَطْلِعَ الشمسِ" أي وقتَ طلوعها. واسمُ المكانِ هو ما يُؤْخذُ من الفعل للدَّلالة على مكان الحدَث، كقوله عَزَّ وجَلَّ "حتّى إذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمس" أي مكانض غروبها. جامع الدروس العلمية أصول الفقه. وزنهما من الثلاثي المجرد لإسمي الزَّمان والمكان، من الثلاثيِّ المجرَّدِ، وزنانِ "مَفعَلٌ" - بفتح العين، و "مَفْعِلٌ" بكسرها. فوزنُ "مَفْعَلٍ" بفتحِ العينِ - للثلاثيِّ المجرَّدِ المأخوذ من "يَفْعُلُ" - المضمومِ العين - أَو "يَفْعَلُ" المفتوحِها - أو من الفعل المُعتلِّ الآخر وإِن
قلما ينقل ابن كثير في جامعه من مصادر وكتب أخرى غير التي التزم بها، ولكن قد أورد حديثاً أخذه من مسند الطيالسي، وحديثاً آخر أخذه من مستدرك الحاكم ولكن هذا نادر في الجملة ولعل من قال ذلك يظن أنه أخذه وهو لم يأخذه وذلك لتوافق اللفظ بينهما، وإن كان أخذه فعلاً فهو زيادة فائدة. المصدر: