وامتحن به الخلائق في قبورهم ، فهم في القبور عنه مسئولون وبه ممتحنون. فضل النبي صلي الله عليه وسلم زخرفه. فعن أنس رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الْعَبْدُ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَتُوُلِّيَ وَذَهَبَ أَصْحَابُهُ حَتَّى إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ فَأَقْعَدَاهُ فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، فَيُقَالُ: انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنْ النَّارِ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنْ الْجَنَّةِ. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا ، وَأَمَّا الْكَافِرُ أَوْ الْمُنَافِقُ فَيَقُولُ لَا أَدْرِي كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ ، فَيُقَالُ لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ. ثُمَّ يُضْرَبُ بِمِطْرَقَةٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ)) [3].
فضل النبي صلي الله عليه وسلم زخرفه
قال الشوكاني في تفسيره "فتح القدير": "فإذا دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم لشيء، ودعتهم أنفسهم إلى غيره، وجب عليهم أن يقدموا ما دعاهم إليه، ويؤخروا ما دعتهم أنفسهم إليه ، ويجب عليهم أن يطيعوه فوق طاعتهم لأنفسهم، ويقدموا طاعته على ما تميل إليه أنفسهم، وتطلبه خواطرهم". ومن فضائله صلى الله عليه وسلم أنه سيد ولد بني آدم، فقد ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: ( كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في دعوة، فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه، فنهس منها نهسة، وقال أنا سيد القوم يوم القيامة) متفق عليه. وهو صلى الله عليه وسلم أمان لأمته، حيث جاء في الحديث الصحيح ( النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون) رواه مسلم. فضل النبي صلي الله عليه وسلم icon. ومن فضائله صلى الله عليه وسلم أنه أول من تنشق عنه الأرض، وأول من يشفع ، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع، وأول مشفع) رواه مسلم ، وهو صاحب المقام المحمود ففي حديث ابن عمر رضي الله عنهما ( إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا - أي جالسين على ركبهم -، كل أمة تتبع نبيها، يقولون يا فلان اشفع، يا فلان اشفع، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود) رواه البخاري.
فضل النبي صلي الله عليه وسلم مزخرفه
وأما إخوانه الأنبياء عليهم السلام فنودوا بأسمائهم المجردة. 7- أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بهدي
الأنبياء عليهم السلام. قال الله تعالى: ( أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ
فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) الأنعام/90. قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله -:
أي: امش أيها الرسول الكريم خلف هؤلاء الأنبياء الأخيار ، واتبع
ملتهم ، وقد امتثل صلى الله عليه وسلم ، فاهتدى بهدي الرسل قبله ، وجمع كل كمال
فيهم ، فاجتمعت لديه فضائل وخصائص ، فاق بها جميع العالمين ، وكان سيد المرسلين ،
وإمام المتقين ، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين. وبهذا الملحظ استدل بهذه من استدل من الصحابة أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم أفضل الرسل كلهم. " تفسير السعدي " ( ص 263). وانظر أجوبة الأسئلة (
2036) و (
7459) و (
10669). فضل النبي صلي الله عليه وسلم مزخرفه. والله أعلم.
وقوله: ((حَتَّى إِذَا صَعِدَتَا مَشَى))، أي: توقف عن الإسراع، ومشى، والآن وُضعت في مكان السعي علامتان إذا وصل إليهما الحاج أسرع بينهما. فائدة: في الحج ستة مواطن تُرفع فيها الأيدي في الدعاء: الموطن الأول: على الصفا. الموطن الثاني: على المروة. الموطن الثالث: في عرفة. الموطن الرابع: في مزدلفة. (١) أخرجه النسائي (٣٩٥٤).
حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قول الله جل ثناؤه: " في كتاب من قبل أن نبرأها " قال: من قبل أن نخلقها قال: المصائب والرزق والأشياء كلها مما تحب وتكره فرغ الله من ذلك كله قبل أن يبرأ النفوس ويخلقها. وقال آخرون: عني بذلك: ما أصاب من مصيبة في \دين ولا دنيا. حدثني علي قال: ثنا أبو صالح قال: ثني معاوية عن علي عن ابن عباس في قوله: " ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها " يقول: في الدين والدنيا إلا في كتاب من قبل أن نخلقها. واختلف أهل العربية في معنى " في " التي بعد قوله " إلا " فقال بعض نحويي البصرة: يريد والله أعلم بذلك: إلا هي في كتاب فجاز فيه الإضمار قال ويقول: عندي هذا ليس إلا يريد إلا هو وقال: غيره منهم قوله " في كتاب " من صلة ما أصاب وليس إضمار هو بشيء وقال ليس قوله عندي هذا ليس إلا مثله لأن إلا تكفي من الفعل كأنه قال ليس غيره. وقوله: " إن ذلك على الله يسير " يقول تعالى ذكره: إن خلق النفوس وإحصاء ما هي لاقية من المصائب على الله سهل يسير. قوله تعالى: " ما أصاب من مصيبة في الأرض " قال مقاتل:القحط وقلة النبات والثمار. وقيل:الجوائح في الزرع. "
فرح
مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) يقول تعالى ذكره: ما أصابكم أيها الناس من مصيبة في الأرض بجدوبها وقحوطها، وذهاب زرعها وفسادها، (وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ) بالأوصاب والأوجاع والأسقام، (إِلا فِي كِتَابٍ) يعني: إلا في أمّ الكتاب، (مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا) يقول: من قبل أن نبرأ الأنفس، يعني: من قبل أن نخلقها، يقال: قد برأ الله هذا الشيء، بمعنى: خلقه فهو بارئه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، في قوله: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا) ، قال: هو شيء قد فرغ منه من قبل أن نبرأ النفس. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، في قوله: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأرْضِ) ، أما مصيبة الأرض: فالسنون. وأما في أنفسكم: فهذه الأمراض والأوصاب، (مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا): من قبل أن نخلقها.
خطبة عن (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم
(ذكره الماتريدي*, وابن عاشور*) القول الثالث: أنه يعود على المصيبة أي: من قبل أن نخلق المصيبة. (رجحه الماتريدي*) (وذكره الزمخشري* وابن كثير*) (وذكر الأقوال الثلاثة دون ترجيح البغوي*, وابن عطية*, والقرطبي*) (وذكر الأقوال الثلاثة الرازي*, ومال إلى الثالث فقال: "والكل محتمل لأن ذكر الكل قد تقدم، وإن كان الأقرب نفس المصيبة لأنها هي المقصود"). وقيل: الضمير يعود على الجميع. قال ابن عطية: "وهي كلها معان صحاح، لأن الكتاب السابق أزلي قبل هذه كلها". وقال القرطبي: " يحتمل أن يعود على الجميع ". وقيل: "قبل خلق الأرض وقبل خلق الأنفس". القول الرابع: أنه يعود على الخليقة. وهو أمر معلوم وإن لم يتقدم له ذكر. (ذكره الرازي*) (ورجحه ابن كثير*) قال الرازي: "وقال آخرون: المراد من قبل أن نبرأ المخلوقات، والمخلوقات وإن لم يتقدم ذكرها إلا أنها لظهورها يجوز عود الضمير إليها كما في قوله: (إنا أنزلناه)". وقال ابن كثير: "الأحسن عوده على الخليقة والبرية لدلالة الكلام عليها". قلت: هذا القول جيد قوي, ويدخل فيه كل الأقوال. ورجوع الضمير إلى غير مذكور لظهوره له نظائر في القرآن, كقوله تعالى: {حتى توارت بالحجاب} يعني: الشمس.
قبل ان يبرأها
لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23) يعني تعالى ذكره: ما أصابكم أيها الناس من مصيبة في أموالكم ولا في أنفسكم، إلا في كتاب قد كتب ذلك فيه، من قبل أن نخلق نفوسكم (لِكَيْلا تَأْسَوا) يقول: لكيلا تحزنوا، (عَلَى مَا فَاتَكُمْ) من الدنيا، فلم تدركوه منها، (وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ) منها. ومعنى قوله: (بِمَا آتَاكُمْ) إذا مدّت الألف منها: بالذي أعطاكم منها ربكم وملَّككم وخوَّلكم؛ وإذا قُصرت الألف، فمعناها: بالذي جاءكم منها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس (لِكَيْ لا تَأْسَوْا عَلَى مَا فاتكم) من الدنيا، (وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ) منها. حُدثت عن الحسين بن يزيد الطحان، قال: ثنا إسحاق بن منصور، عن قيس، عن سماك، عن عكرِمة، عن ابن عباس (لِكَيْ لا تَأْسَوْا عَلَى مَا فاتكم) قال: الصبر عند المصيبة، والشكر عند النعمة. حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن سماك البكري، عن عكرمة، عن ابن عباس (لِكَيْ لا تَأْسَوْا عَلَى مَا فاتكم) قال: ليس أحد إلا يحزن ويفرح، ولكن من أصابته مصيبة فجعلها صبرا، ومن أصابه خير فجعله شكرا.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قول الله عزّ وجلّ (لِكَيْ لا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتاكم) قال: لا تأسوا على ما فاتكم من الدنيا، ولا تفرحوا بما أتاكم منها. واختلفت القرّاء في قراءة قوله: (بِمَا آتَاكُمْ) ، فقرأ ذلك عامة قرّاء الحجاز والكوفة (بِمَا آتَاكُمْ) بمدّ الألف، وقرأه بعض قرّاء البصرة ( بِما أتاكُمْ) بقصر الألف؛ وكأن من قرأ ذلك بقصر الألف اختار قراءته كذلك، إذ كان الذي قبله على ما فاتكم، ولم يكن على ما أفاتكم، فيردّ الفعل إلى الله، فألحق قوله: ( بِمَا أتاكُمْ) به، ولم يردّه إلى أنه خبر عن الله.