تاريخ النشر: الثلاثاء 16 صفر 1425 هـ - 6-4-2004 م
التقييم:
رقم الفتوى: 46684
7015
0
257
السؤال
ما هو المقصود بالقول: إن الدين يسر وليس بعسر، أرجو من فضيلتكم أن توضحوا لي ذلك بالأمثلة؟ وجزاكم الله خيراً. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمعنى كون دين الله يسرا وليس بعسر أن الله تعالى رفع فيه الحرج عن هذه الأمة فلا يكلفون إلا ما يطيقون، قال الله تعالى: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا [البقرة:286]، وقال تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج:78]، وقال تعالى: يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة:185]، وقال الله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]. الإسلام يسر وليس عسر - YouTube. وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة. وقال ابن كثير في تفسيره عند قوله الله تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ: أي ما كلفكم ما لا تطيقون وما ألزمكم بشيء يشق عليكم إلا جعل الله لكم فرجاً ومخرجاً، فالصلاة التي هي أكبر أركان الإسلام بعد الشهادتين تجب في الحضر أربعاً، وفي السفر تقصر إلى اثنتين وفي الخوف يصليها بعض الأئمة ركعة، كما ورد به الحديث، وتصلى رجالاً وركباناً، مستقبلي القبلة وغير مستقبليها، وكذا في النافلة في السفر إلى القبلة وغيرها، والقيام فيها يسقط لعذر المرض، فيصليها المريض جالساً، فإن لم يستطع فعلى جنبه، إلى غير ذلك من الرخص والتخفيفات.
المقصود بيسر الدين - إسلام ويب - مركز الفتوى
فالإنسان ينبغي له أن يستعمل الحكمة، ولكن يغلب جانب البشري، فلو جاءك رجل مثلًا وقال: إنه أسرف على نفسه، وفعل معاصي كبيرة، وسأل هل له من توبة؟ فينبغي لك أن تقول: نعم أبشر، إذا تبت تاب الله عليك، فتدخل عليه السرور، وتدخل عليه الأمل حتى لا ييأس من رحمة الله عز وجل.
وقد جاء في رواية عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا:
( إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ، ولا تُبَغِّض إلى نفسك عبادة الله ؛ فإن المُنْبَتَّ لا سفرا قطع ، ولا ظهرا أبقى) – " السنن الكبرى " البيهقي (3/19) وضعفه الألباني في " السلسلة الضعيفة " (1/64) -
والمُنْبَتُّ: هو المنقطع في سفره قبل وصوله ، فلا سفرا قطع ، ولا ظهره الذي يسير عليه أبقى حتى يمكنه السير عليه بعد ذلك ؛ بل هو كالمنقطع في المفاوز ، فهو إلى الهلاك أقرب ، ولو أنه رفق براحلته واقتصد في سيره عليها لقطعت به سفره وبلغ إلى المنزل " انتهى باختصار. مــن مظاهــر اليسـر في دينـنـا الإســـلامي - صحيفة الأيام البحرينية. " فتح الباري " لابن رجب (1/136-139)
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
" والمعنى لا يتعمق أحد في الأعمال الدينية ويترك الرفق إلا عجز وانقطع فيغلب. قال ابن المنير: في هذا الحديث علم من أعلام النبوة ، فقد رأينا ورأى الناس قبلنا أن كل متنطع في الدين ينقطع. وليس المراد منع طلب الأكمل في العبادة ، فإنه من الأمور المحمودة ، بل منع الإفراط المؤدي إلى الملال ، أو المبالغة في التطوع المفضي إلى ترك الأفضل ، أو إخراج الفرض عن وقته ، كمن بات يصلي الليل كله ويغالب النوم إلى أن غلبته عيناه في آخر الليل فنام عن صلاة الصبح في الجماعة ، أو إلى أن خرج الوقت المختار ، أو إلى أن طلعت الشمس فخرج وقت الفريضة " انتهى.
"
الإسلام يسر وليس عسر - Youtube
ثانيًا: ضوابط تجاه المسلمين: أ- عدم مجاهرتهم بمنكرهم: الإسلام دين سماحة وحرية وتيسير، فلا يقبل أن يكون هذا التسامح والتيسير ضارًّا بدعوته؛ كل ذلك حفاظًا على أهل ملَّته، ورِفعة لمنهجه، فلو أظهر أحد أهل الذمة شيئًا من منكراتهم بين المسلمين، لعُدَّ ذلك استخفافًا بالمسلمين ودينهم، أما ما يعتقدون حُرمته، وهو حرام في ديننا، فإنهم يمنعون منه حتى في أماكنهم الخاصة كتحريم الربا؛ قال تعالى: ﴿ وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ ﴾ «النساء: 161». ويلحق بذلك ما يراه المسلمون منكرًا ويرونه أمرًا تعبُّديًّا، فلربما يتأثر بهذه المجاهرة بعض المسلمين، خاصةً ضعيفي العلم والتديُّن، أو على الأقل زعزعة ما لديهم من مبادئ وثوابت. ب- اجتناب ما فيه ضرر على المسلمين: سواء كان ضررًا أمنيًّا - فالذي يجب على الذمي أن يبتعد عن كل ما يضر بالأمور الأمنية للمسلمين الذين منحوا أهل الذمة الجوار، وقاموا بما يجب عليهم في هذا الجوار من التعامل الحسن - أم من الأضرار الأخرى، فلا يتعدَّى أحد منهم على مسلم ولا العكس، وعدَّ بعضُ أهل العلم الضرر في غش المسلمين، وفتنة المسلم عن دينه، والإيذاء البدني والمالي لأي مسلم، والإيذاء النفسي - كسخرية أو سبٍّ، أو قذفٍ أو إهانة، وأيضًا التعدي على نساء المسلمين بزنا أو قذفٍ - فهذه الأمور كلها واضح ضررها على المسلم.
ويؤخذ من هذا أصل نافع دلّ عليه أيضاً قوله تعالى: ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) التغابن/16, وقوله صلّى الله عليه وسلم: ( إذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم) والمسائل المبنية على هذا الأصل لا تنحصر. وفي حديث آخر: ( يسِّروا ، ولا تعسروا ، وبَشِّروا ، ولا تنفروا).
مــن مظاهــر اليسـر في دينـنـا الإســـلامي - صحيفة الأيام البحرينية
وأما الزكاة: فإنها لا تجب على فقير ليس عنده نصاب زكوي ، وإنما تجب على الأغنياء تتميماً لدينهم وإسلامهم ، وتنمية لأموالهم وأخلاقهم ، ودفعاً للآفات عنهم وعن أموالهم ، وتطهيراً لهم من السيئات ، ومواساة لمحاويجهم ، وقياماً لمصالحهم الكلية ، وهي مع ذلك جزءٌ يسير جداً بالنسبة إلى ما أعطاهم الله من المال والرزق. وأما الصيام: فإن المفروض شهر واحد من كل عام ، يجتمع فيه المسلمون كلهم ، فيتركون فيه شهواتهم الأصلية - من طعام وشراب ونكاح - في النهار, ويعوضهم الله على ذلك من فضله وإحسانه تتميم دينهم وإيمانهم ، وزيادة كمالهم ، وأجره العظيم ، وبره العميم ، وغير ذلك مما رتبه على الصيام من الخير الكثير ، ويكون سبباً لحصول التقوى التي ترجع إلى فعل الخيرات كلها ، وترك المنكرات. وأما الحج: فإن الله لم يفرضه إلا على المستطيع ، وفي العمر مرة واحدة ، وفيه من المنافع الكثيرة الدينية والدنيوية ما لا يمكن تعداده ، قال تعالى: ( لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ) الحجّ/28, أي: دينية ودنيوية. ثم بعد ذلك بقية شرائع الإسلام التي هي في غاية السهولة الراجعة لأداء حق الله وحق عباده. فهي في نفسها ميسرة ، قال تعالى: ( يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) البقرة/185، ومع ذلك إذا عرض للعبد عارض مرض أو سفر أو غيرهما ، رتب على ذلك من التخفيفات ، وسقوط بعض الواجبات ، أو صفاتها وهيئتها ما هو معروف.
ثانيا:
قول القائل: " الدين عسر " أو " الدين ليس بيسر " قول باطل ، مخالف للنصوص الشرعية
، مصادم لها. فمن قال ذلك يعارض به نصوص الشرع ، ويطعن في الأحكام: فقد ضل سواء السبيل. وكثير من الناس يستهويهم الشيطان لما يقع أو يحل بهم ، فيتكلمون بمثل هذا الكلام
جهلا منهم بحقيقته وما يترتب عليه. وبعضهم قد يفهم بعض أحكام الشريعة خطأ ، فيظن ظن السوء لخطئه وجهله ، كمن يظن أن
قوله صلى الله عليه وسلم: ( أنت ومالك لأبيك) أن للأب أخذ مال ابنه ، والتصرف فيه
كيف يشاء ، بكل حال ، أو يظن أن الصوم واجب على المسلم بكل حال ، وإن كان مريضا أو
ضعيفا لا يقدر على الصوم. أو يسيء العبارة ، فيرى المشقة في الجهاد والحج والنفقة بالمال والقيام لصلاة الفجر
ونحو ذلك ، فيصف ذلك بالعسر. أو قد يرى المشقة في السفر لطلب العلم ، ومجالسة العلماء ، والمذاكرة ، فيقول: إن
هذا الدين ليس بيسر. وكثير ممن يتعسر عليه الشيء لضعف همته أو لسوء فهمه أو غير ذلك يراه في ذاته شاقا
عسيرا غير يسير. وقد روى الترمذي (2616) عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: " كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا
مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ
يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي عَنِ النَّارِ، قَالَ: ( لَقَدْ سَأَلْتَنِي
عَنْ عَظِيمٍ ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ ،
تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ ، وَتُؤْتِي
الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ البَيْتَ) وصححه الألباني في "صحيح
الترمذي".
05-08-2008, 07:53 AM
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 225
أعوذ بالله من قهر الرجال
عندما يقف الأمر عند المرأة.. نجد الرجل يصيح: "إنّ كيدكنّ عظيم"، وكأنهم بذلك قد أثبتوا بالدليل الدامغ أنه في عُنق كل امرأة قلادة شيطانية، تستقي منها تدابيرها وخططها الشريرة، وتفيض من روحها رائحة الدهاء والمكر! والغريب أنّ بعض النساء يقفن صامتات عندما تُذكر هذه الآية، أو منهنّ من يدافع باستماتة، أو منهنّ من تحاول ذكر الأسباب التي من ورائها نزلت هذه الآية.. ولكن في الغالب تختفي أصواتهن وراء القلاع وتذهب مع الريح! أعوذ بالله من قهر الرجال - منتدى عالم الأسرة والمجتمع. المستنكر في الأمر أنّ هذه الآية معروفة بشكل كبير، وترددها أفواه الرجال كثيراً. في حين أن ثمة حديثا واضحا وقاطعا وصريحا يُفسر حُنق النساء ـ كثيراً - من الرجال. يقول أنس: كنت أسمع رسول الله يكثر أن يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، ومن العجز والكسل، ومن الجبن والبخل، ومن ضلع الدين وقهر الرجال"، (البخاري في الدعوات، باب: التعوذ من غلبة الرجال). وقد اختلف كثيراً في تفسير هذا الدعاء إلى الاستعاذة من أن يُقهر الرجل، ولكن الواقع هو العكس، فالتفسير الحقيقي هو الاستعاذة من القهر الذي يسببونه. وقد أجاب موقع "إسلام أون لاين" عن معنى"قهر الرجال" الذي استعاذ منه الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بـ: "الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.
أعوذ بالله من قهر الرجال - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
رغم كل الصعوبات... استمتع بجمال الحياة... ::
الأمثلة على ذلك الموضوع كثيرة غير ما أوردته هنا، المطلوب فقط قليل من التفاهم والفهم.